Post: #1
Title: خطبة الجمعة من المسجد النبوي
Author: الطيب الشيخ
Date: 10-10-2022, 05:21 PM
05:21 PM October, 10 2022 سودانيز اون لاين الطيب الشيخ-الخرج ـ السعودية مكتبتى رابط مختصر
خطبة الجمعة من المسجد النبوي!!
المدينة: ١١ ربيع اول ١٤٤٤هـ الموافق: ٧ اكتوبر ٢٠٢٢م
تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب في خطبة الجمعة اليوم عن أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل سراً وجهراً.
الحمدلله مكرمنا بأكرم خلقه، واشهد الا إله الا الله المتطول على العالمين بفضله، واشهد ان سيدنا محمدا عبده و رسوله الداعي الى ربه، اللهم صلي وسلم على عبدك و رسولنا، نبينا محمد وعلى اله وصحبه، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ، مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِۚ.
أيها المؤمنون: إن أحداً من الناس مهما علا فضله، واتسع علمه وكمل عقله، لا يستطيع أن يحيط بمحاسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستقصي أنواع كماله، وألوان جماله صلى الله عليه وسلم، بل كلهم عاجز عن التعبير عن تلك المعاني المحمدية والصفات المصطفية، فالله تولى إقراءه فقال له سبحانه: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وحفظ له ما أقرأه فقال: {سنقرئك فلا تنسى}، وتولى تعليمه فقال: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتبع قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}.
وقال الله عزَّ وجلَّ: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)
وإن المقام المذكور في قوله تبارك وتعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي»، ليدل على موضع الاعتبار في شأن هذا الرسول المختار، الذي هيأه ربه وأهله، وأعده وأمده في روحه وجسمه وعقله، وفهمه وسمعه وبصره، وسائر مداركه، وجوارحه وجوانحه، ووهبه التمكين لتلقي الوحي عن رب العالمين.
والله تبارك وتعالى أمر العباد باتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل أتباعه آية محبتهم لله ورسوله، فقال عز وجل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}، وذلك باتباع أقواله وأفعاله وأحواله، وتعرف سجاياه الكريمة وأخلاقه العظيمة؛ ليتأسى به ويتبع ولا يخالف عن أمره ولا يبتدع.
وحق حب النبي صلى الله عليه وسلم، أن يكون فوق محبة النفس، والآباء والأبناء، والأزواج والعشيرة، والتجارة والأموال، ولا ريب أن أسباب المحبة ترجع إلى أنواع الجمال، والكمال والنوال، التي اجتمعت في مجمع صفات الكمال، ومحاسن الخصال، صلى الله عليه وسلم، من أبدع الله تعالى صورته العظيمة، وهيئته الكريمة، وطوى فيه أنواع الحسن والبهاء، والطهر والنقاء، صلى الله عليه وسلم، وكلما زادت المعرفة بمحاسن المحبوب زادت المحبة له، وبذكر شمائله صلى الله عليه وسلم، وسماع أوصافه ونعوته صلى الله عليه وسلم، تحيا قلوب المحبين، وتطرب أرواحهم وعقولهم، ويزداد حبهم ويتحرك اشتياقهم.
وأن الله تبارك وتعالى، خلق نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم في أجمل صورة بشرية، وأكمل خلقة آدمية، وأجمعت كلمة واصفية: أنه لم يرد له مثيل سابق ولا نظير لاحق، فقد كان أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً، فلم يرى شيء قط قبله ولا بعده أحسن منه ولا مثله، صلى الله عليه وسلم؛ فهو أجود الناس صدراً وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة وأكرمهم عِشرة، من راه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة احبه، اذا صمت فعليه الوقار، واذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق كلامه فصل لانذر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ابهى الناس واجملهم من بعيد واحسنهم من قريب، لا تشناؤه عينا من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو انضر الناس منظرا، واحسنهم قدا، اذا قال اُسْتُمِع لقوله، واذا امر اُبْتُدِر امره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند، صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم منير الوجه، مشرق المحيا، يتلألأ بالنور الباهر، والضياء الزاهر، والبهاء الظاهر، فَلَو رايته لرايت الشمس طالعة، فخم مفخم، يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر، صلى الله عليه وسلم، فوجهه المشرق بالانوار، والفياض بالمعاني دليل ساطع، وبرهان قاطع، على انه رسول الله حقا وصدقا، حتى ان عبدالله بن سلام رضي الله عنه، لما تامل وجهه واستبان طلعته، اول مقدمه المدينة قَالَ: عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب، صلى الله عليه وسلم.
وكان عليه افضل الصلاة والسلام انظف خلق الله بدنا وثوبا، وبيتا ومجلسا، ابيض مليح مقصدا، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، كأن النور يخرج من فيه، يستاك عند دخوله وخروجه صلى الله عليه وسلم.
وكان مع جماله متجملا، وكانت له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، وخرج ذات يوم إلى اخوانه، فنظر في كوز من ماء الى لمته اي شعره وهيئته، وقال عليه الصلاة والسلام: ان الله جميل يحب الجمال، اذا خرج احدكم الى اخوانه فليتهيأ في نفسه.
وكان اذا وفد عليه وفد، لَبْس احسن ثيابه وامر اصحابه بذلك، ويحث على القصد و التؤدة وحسن السمت، والهدي الصالح، صلى الله عليه وسلم.
واما صوته عليه الصلاة والسلام، فكان غاية في الحسن والاسماع، حسن النغمة في صحل، اي كالبحة في غير حدة، واذا خطب اسمع العواتق في خدورهن، وكانت ام هاني رضي الله عنها، تسمع قرأته في جوف الليل عند الكعبة وهي على سريرها.
كان صلى الله عليه وسلم حلو المنطق، حسن الكلام، اذا تكلم اخذ بمجامع القلوب، وسبى الأرواح والعقول، ويُرى كالنور يخرج من بين ثناياه صلى الله عليه وسلم.
وكان عليه الصلاة والسلام افصح الناس لسانا، واوضحهم بيانا، اوتي جوامع الكلم وبدائع الحكم، وقوارع الزجر وقواطع الأمر، والقضايا المحكمة والوصايا المبرمة، والمواعظ البالغة والحجج الدامغة، والبراهين القاطعة والأدلة الساطعة، يتكلم بكلام فصل يفهمه كل من سمعه، و لو عده العاد لاحصاه، في كلامه ترتيل و ترسيل، ويكره الثرثرة في الكلام والتشدق به، فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا لا يخل ولا يمل، اذا خطب توكا على عصا، فيحمد الله ويثني عليه في كلمات يسيرات، خفيفات طيبات مباركات، اذا خطب علا صوته، واشتد غضبه واحمرت عيناه، كانه منذر جيش، يقول صبحكم و مساكم واذا وعظ اثر في قلوب السامعين، وطيب نفوسهم حتى انهم لتذرف دموعهم، وترق وتخشع قلوبهم، وترتقي الحال بهم الى المشاهدات و المعاينات.
قَالَ العرباض رضي الله عنه، وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وَجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: كأن هذه موعظة مودع يا رسول الله، فماذا تعهد إلينا !؟ قَالَ: ان اتقوا الله ﻭان تتبعوا سنتي وسنة الخلفاء الهادية المهدية من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، فان كل بدعة ضلالة.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم، هو اوسع الناس علما، واعظمهم فهما، افاض الله عليه العلوم النافعة الكثيرة، والمعارف العالية الوفيرة، فهو اعرف الخلق بالله واتقاهم له، بل هو اكثر الانبياء علما واشجعهم قلبا، وخرج ذات يوم فصعد المنبر، وقال: للناس سلوني، لا تسالوني عن شيء الا بينته لكم، ومع ذلك كله، فقد امره الله بطلب الزيادة في العلم دائما ابدا، قَالَ الله عز وجل: (وقل ربي زدني علما)
وقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو خير القلوب واذكاها، واوسعها واقواها، واتقاها وانقاها، والينها وأرقها، هو القلب الواعي اليقظان، الفياض بانوار الايمان والقرآن، فخير القلوب قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم، فالله تبارك وتعالى نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم، يقاتلون عن دينه.
فمًا رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء، وان قلبا نزل عليه القران بأسراره وأنواره، وحروفه ومعانيه، وروحه وحقائقه، لهو اوسع القلوب واقواها، قال الله عز و جل: (وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين*
فافاض من بحر اسرار قلبه الشريف على قلوب اتباعه، وشع في مرايا قلوبهم من مشارق انواره، وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وانك لتهدي الى سراط مستقيم، سراط الله الذي له مافي السموات ومافي الارض، الا الى الله تصير الامور.
وكان من يقظة قلبه صلى الله عليه وسلم ان كان خلقه للقران، يغضب لغضبه ويرضي لرضاه، لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا صخابا في الاسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، و ما دعاه احد من اصحابه ولا من اهل بيته، الا قال: لبيك، بعثه الله بشيرا ونذيرا، لا يقول الخنا، وفتح به اعينا عمياً، وآذانًا صما، وقلوبا غلفا، وسدده بكل امر جميل، ووهب له كل خلق حِليل، وجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة منطقه، والصدق سجيته، والوفاء طبيعته، والعفو طبعه والمعروف خلقه، والحق شريعته، والعدل سيرته، والهدى إمامه، والاسلام ملته، واحمد اسمه، فعرفه الله به بعد النكرة، وكثر به بعد القلة، واغنى به بعد العيلة، وجمع به بعد الفرقة، واستنقذ به فئام من الناس عظيم من الهلكة، وجعل امته خير امة اخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، موحدين مؤمنين، مخلصين مصدقين، بما جاءت به الرسل.
وكان صلى الله عليه وسلم، اشد الناس لطفا، وما ساله سائل قط الا اصغى اليه، ولا ينصرف حتى ينصرف السائل، ولا تناول احد يده الا ناولها اياها، ولا ينزع حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها منه.
وكان ينبسط مع الاهل وذوي القربى، كريم العشرة، حسن المعاملة مع ازواجه وسائر اهله، يلاطفهن ويمازحهن ويعاملهن بالود والاحسان، ويقول: (خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لأهلي) صلى الله عليه وسلم.
وكان اذا كان في بيته في مهنة اهله، فاذا حضرت الصلاة قام الى الصلاة، وربما استمع لحديث ازواجه بملح و تانيس لهن وملاطفة.
وكان صلى الله عليه وسلم، اطلق الناس وجها، واكثرهم تبسما واحسنهم بشرا، يرد التحية باحسن منها، ويرحب بالقادم عليه، ويسال عن حال اصحابه، ويكرم كرام القُوم، يباسط جلساؤه ويوسع لهم، ويتبسم حين يلقى اصحابه ويحدثهم، وكان اكثر ضحكه التبسم، ويقول: (لا تكثروا من الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب)
وكان يكافئ الكرام بافضل اكرام، ويقابل الاحسان باجمل احسان، يتفقد اصحابه، ويحفظ الودِ ويحتفظ بالعهد، ويصدق الوعد، صلى الله عليه وسلم.
وكان عظيم التواضع، يخدم نفسه، ويردف وراءه، ويمشي مع الارملة والمسكين والأمة، ويكرم عباد الله والمسلمين، ويقول: (ان الله تعالى اوحى الى ان تواضعوا، حتى لا يفخر احد على احد، ولا يبغي احد على احد) واختار صلى الله عليه وسلم ان يكون نبيا عبدا ولا يكون نبيا ملكا، كان عظيم الحلم، ما انتصر لنفسه في شيء قط، الا ان تنتهك حرمة الله، فينتقم لله تعالى.
كان احسن الناس واجودهم واشجعهم، ما سئل شيئا الا اعطاه، وكان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، فما روي اشجع ولا انجد، ولا اجود ولا ارضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان اصحابه اذا المت بهم الملمات، واحاطت بهم المخاوف، لاذوا بجنابه الرفيع، واحتموا بحماه المنيع، صلى الله عليه وسلم.
وكان اعدل خلق الله في حقوق العباد، قواما بالقسط منتصرا للحق، رحيما بالاهل والصبيان والايتام، وربما بكى لمرض بعض اصحابه او موتهم، يرحم الحيوان والطير صلى الله عليه وسلم (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) وكان عليه الصلاة و السلام، اعظم الناس حياءا لانه اعظمهم إيمانًا، وكان اشد حياءا من العذراء في خدرها، لا يُواجه احدا بما يكره، وكان حياءه حياء محبة وجلال، وعبودية وحشمة، عظيم المهابة، توّجه الله تاج العزة و الكرامة، وكساه حلة الفخامة، دائم الخشوع والانكسار، والتواضع للعزيز الغفّار، في سائر مواقفه الكريمة ومشاهده العظيمة، وصلواته وعبادته صلى الله عليه وسلم.
قال الله عز وجل: (وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ * وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ * فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ * مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ * أَفَتُمَٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ * عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ * إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ * مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ)
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعني واياكم بمافيه من الايات والذكر الحكيم، اقول قولي هذا واستغر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
|
|