"أنا يخيفني الناس الواثقون من آرائهم"

05:08 PM August, 09 2022

سودانيز اون لاين
حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka
مكتبتى
رابط مختصر

أنا يخيفني الناس الواثقون من آرائهم، وكلما يتقد م بي العمر ،أحس بأني لا أدري، ولذلك لما أقابل أناساً متأكدين وواثقين من آرائهم أخاف.
- سألت مرة صديقاً سودانياً كان عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بعد محاولة انقلاب هاشم العطا، وكان وزيراً وانتهى به الأمر أنه خرج من الوزارة - قلت له: يا أخي هل خطر في بالك أنكم قد تكونون مخطئين؟
قال أبداً إطلاقاً ، فإذا كان هناك شخص واثق إلى هذه الدرجة من جميع عناصر الزمان والمكان والاحتمالات، فإني أرى في ذلك منتهى الغرابة،
وعلى ذلك يكون هدفنا أن يفني بعضنا بعضاً وتسود فئة على فئات أخرى؛ وإلى يومنا هذا نرى آراء تصطرع كل رأي يريد أن يكون هو السائد، وكان الأجدر بنا أن نبحث عن وسائل للتعرف والتعايش بعضنا مع بعض،
ولذلك أدعو باستمرار برغم أن هذه الدعوة تقتضي مني ربما نوعاً من الكمال الشخصي الَّذي أفتقده.

مقتطف من كلمة الراحل الطيب صالح في حفل تكريمه في إثنينية عبد المقصود خوجة في جدة - 11/3/1992

وفي أحد أعمالي وأقصد به "مريود" وهو عمل أحبه فيه رجل اسمه: الطاهر ولد الرواس، الطاهر
ولد الرواس هذا لا يهتم بالصلاة، ولكنه كان رجلاً فاضلاً في سلوكه وفي طاقته، ويقول : "إن االله يغفر
الذنوب جميعاً إذا أتاه عبده لا يشرك به شيئاً "، ولكنه قالها لجة عامية حيث قال: يأتي الناس يوم
القيامة شايلين صلام وزكام وحججهم وركوعهم وسجودهم، أقول يا ذا الجلال والجبروت عبدك
الطاهر ولد الرواس ولد حواء بنت العريبي، يقف بين يدي جلالك ما عنده شيء يضعه في ميزان
عدلك سوى محبتك ومحبة رسولك محمد  ،ولعل االله (سبحانه وتعالى) يغفر له ويسامحه" لذلك لا
ندري لم التزمت ولم التشدد ولم تعذيب بعضنا بعضنا؟

غايتو يا حيدر، حبك لإمام المستنيرين دا بكتلك

يا أخي، كانت القصّة واقعة ليهو عشان كدا عاش سعيد

لاشك .. قراها صح

الأخ حيدر
نهارك سعيدا
لما قرأت العنوان فرحت. ..وارتحت...
لأن هذا السؤال يدور في ذهني كلما أقرأ رأيا نهائيا لأحد في المنبر أو خارجه... وفعلا بستغرب لما نجد إنسان يعتقد أنه حائزا للحقيقة لوحده..

ولا يترك مساحة ولو ضئيلة لأن يكون رأيه خطأ ...أو رأي الآخر قد يكون صحيحا ولو بنسبة ضئيلة..

**********************************************************************************************************
أعجبني تصوير الطيب صالح لود الرواسي البسيط الذي عاش بنقائه ويثق بأن نقائه هو ما سينقذه...

تصوير الطيب صالح لموقف ود الرواسي أمام ربه تبارك وتعالى ذكرني بأسلوب نيكولاس كوزنتزاكيز في رسالة إلى جريكو

شكرا أخ ميرغني هذه السياحة الالهامية والفكرية التي رغم إيجازها لكنها توحي بالكثير.

كلا يا صديقي الحيدر، وأنت ضرغامٌ ،فلا خوفٌ عيلك
و لا تحزن، كلا والله, ما يخزيك الله أبداً, إنك لتُشمِّت العاطسَ وتصِلُ
الرَّحِمَ , وتحملُ الكلَّ, و تُكسِبُ المعدومَ, وتُقري الضيفَ, وتعُينُ على
نوائبَ الدَّهرِِ ولا تغمطُ الحقَّ و ولا تبخسُا لنَّاسَ أشياءَهم .
*وقبل أن نوغل برفق ، و عميقاً في مضابط و تفريعات
محاورك الموجزة عاليه ،نود التنويه بصفةٍ عامة ٍ إلى ظاهرةٍ
باتت تؤرقنا من قبل فئتين باغيتين على طرفَ] نقيضٍ. ألاوهي
أن كلاهما تتخذ من دين الله ملكاً خاصاً و حااكورةً موروثة لديها
حصرياًمن أبيها، و أبي أهلها كمان كابراً عن كابرٍ، كما يدَّعون.
© إذن ، دعونا لنستمع لهذا الجدال للبيزنطي الفارغ
العقيم و الشيق في ذات الوقت للمفارقة، ثم لنحكم بأنفسنا؛
بعنوان: ("الضربة_القاضية ضد الخصم" إذ يقول لي أحدُ السلفيين :
دخلت المسجد؛ و بعد الصلاة داير انصح . قام واحد من المتصوفة- خاصة
في ظل معمعة مبادرتهم المهببة الليام دي مع تيس الحلبة عاملين غلبة ، وهم
يمارسون نوعاً من" الإخصاء" الفكري لمن سواهم-عمومن ماعلينا، يقول الأخ
الصلفي- و شيخهم التَّفاف راكب نفس الموجة هو الآخر ولايقلُّ أسفافاً- قال قام:
المقدم و راح آخذاً بتلابيبي مقبقني و قاللي: داير تتكلم في شنو يازول؟ هههه
قلتلو و بكل برود جنس إنقليزي : في التوحيد طبعاً يا عمك فيها حاجة دي؟!.
*قال لي: هسع هنا أنت شايف ليك زولن مشركن هنا!؟ طبعن بي نهرة
و قومة نفَس، وشعور بنشوة الانتصار وكأنما طبظ عين الشيطان ففقأها!
*قلت الناخدو العبيط داعلى قدر مخو الرايب: طيب يا عمو بس لو سمحت
ظروفك داير تخليني اتكلم في شنو ياخ؟!ما عندي مانع اختار لي موضوع
طبعا دا سوأل مفخخ!؟قال لي: خلاس، اتكلم في الطهارة مسلن ! قلتلو: لكن
يا عمك شايف ليك زولن قاعد موهط" اجعابو" في الجامع دا وبي نجاستو!؟
لو في زول "خريان" هنا في لباسو بس توريني ياهو نجرو برة يغتسل و يجي!
صاحبنا"ظرط"لسانو مع ريقو ناشف، واتلخبت عليه اللختساسات لخبتة شديدي
خلاس لامن انا ضحكت براي بي صوت عالي و الجاعة زاتن قررر عليهو
‏و صاحبنا و الله حالتو بقت تحنن برا محلبية و لا سرتية ‏. المهم وكت حسيت بي
شوكتو أنكسرت قلت ليهو :خلاس يا عمو عشان خاطرك حا اتكلم في الطهارة
فسراع فسراع كدي و أخش في موضوعي والحمد لله كلنا طاهرين و موحدين
بس مذاكرة سريعة كدي و الموضوع ما خطير يا عمك. ‏يلا، وتوشك خشيت
لك في موضوع التوحيد. و أديت ليك المتصوفة بالحتة الفوقا الحديدة!!
*حاشية لا بد منها: بطبيعة الحال و اتگاءاً علي مبدأ أن
"كل حزبٍ بما ليديهم طربون". فقد رأينا كيف كان لگل محاور
(لَبِقٍ) جمهرة من رجرجةٍ و دهماءَ ، و قد هبوا خفافاً و ثِقَالاً، لنصرة
(أخيه مسواء، ظالماً ومظلوماً)، و في كل ما ذهب إليه من حقٍ أو باطل.ٍ
¶ هذا ، و گان الله في عون دينه الحق ، بألا إفراط َو لا تفريط .
نفس هذا الصنف من اللغط والكسورالدائرية شهدناها و نفس الفُرقة
حاصلة بين قسطاطين مصطرِعين حول حديث الذبابة لذك المهرطق
"هالك" زواحف بني كيزوان، ما بين مذبذِبين و غير مذبذبينَ،
كما كان يتندر بها هكذا ب" تهتُّكٍ" لايتليق ب"رجل دينٍ".

سلمات وعوافي يا حيدر

للواثقون : رأيك صواب يحتمل الخطأ وأي فكر مخالف لرأيك يجب ان تستمع له
وتفكر فيه بعين فاحصة وفكر ثاقب قبل ان تحكم عليه وخاصةً فى
نقاط التلاقي للحكم على الرأي المخالف بتجرد ودون اهواء .

المثال المضروب فى المسألة للطاهر ولد الرواس من رواية مريود
امام ربه اثناء الحساب يوم القيامة وطلبه المغفرة والغفران
من الله مقابل سلوكه القويم والمحبة ( محبته لسبحانه ولنبيه )
ومع انه لم يكن يؤدي الفرائض . المثال لمّاح ورائع وذكي .