"مُلاحات" مُلاح الجبوري

11:19 PM August, 08 2022

سودانيز اون لاين
osama elkhawad-Monterey,california,USA
مكتبتى
رابط مختصر

عبر الصديق احمد عيسى تعرّفت على كتاباته الطريفة وهو يكتب من ابوزبد،

عقب نقاشات ونقاشات عن السرد في سودانيزاونلاين واتجاهاته وابداعيته.

المهم قرّرت نشرها مسلسلة بعد طلب وموافقة كاتبها :
ملاح الجبوري

وطلبت منه ايميلياً عبر احمد ان يعرّف نفسه.
فجاءني منه التعريف التالي:

Quote: تكرم أخي الراقي أنا ملاح محمد بشير الجبوري غرب كردفان محلية أبوزبد أستاذ الاقتصاد السياسي بالجامعات السودانية محلل سياسي

ليس من نافل القول التذكير بأنني لا أتفق مع كل ما يطرحه ، كاتب الملاحات:
ملاح الجبوري
ويمكن مناقشته عند الاختلاف معه.

ملاحات 558
مد رجلك قدر لحافك

انا متاكد هسه بجيني زول ناطي بقول لي اللحاف دا شنو؟ و بعد دا نقول لروحنا عرب!
مافي حاجة مزعلاني زي تلصقنا في العرب دا؟ و طبعا براكم عارفين. : تلصق الطين في الكرعين ما ببقى نعلين؛ فلو من نلنا استقلالنا بقينا افارقة كنا هسه قواد لافريقيا بدل ما العرب هسه ما رضيانين نكونوا ليهم اذناب؛ انا مستغرب في جدودنا زمان ديل ليه رفضوا مقعد السواق و ركبونا في الترلة؟؟ و ترلة كمان قاطرها قندراني؛ و القندار وحل بيها في ام جمادي؛ عليكم الله هسه وحلتنا دي في بصيص امل لمرقة منها؟ نمرق منها كيف و مافي لغة تواصل بيننا و بين قوادنا؟ انحنا بنقولوا عرد هم بقولوا وش؟ و هم قاعدين فوووووق و شايفننا بنعيطوا و لمن يسالوا مترجميهم بقولوا ليهم دي لذة الفرح زي جمهور كورة القدم لمن فريقه ينتصر ؛

و بمناسبة كورة القدم دي زمان لمن قلنا ليكم بناتنا ديل ما بتاعات كورة؛ مش قلتوا لينا الحرية و حقوق المراة و سيداو!!! هسه وين حقوق الإنسان؟ هسه فريق بناتنا دا كن رفع دعوة في الفريق المصري دا ما بلقى رد شرف ؟ هو بعد لعب الكورة كلامك تاني فضل فيهن شرف؟ هاي انا قصدي شريف و الشريف ذاتو مبسوط مني؛ عشرة صفر من بنات مصر و تاني في شرف؟ و اخير المصريات؛ ياخي بنات تونس ديل بالغن عديل لحقننا اتناشر واحد؛ يعني اي واحدة من فريقنا دا اخدت مسمار و فضل واحد طاير ما معروف دا حق البرهان ولا حميدتي ولا حمدوك؟

غايتو انا معاكم لاني ابيت اشيل معاكم الجودية من اولها؛ لا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم فريق يتغلب بدسته بتاعة اهداف في مباراة واحدة؟ عليك بناتنا ديل كن ما مقيدات؟ فريق ينغلب في مبارتين باثنين و عشرين هدف دا فريق شنو دا؟ لكن هن ما غلطانات غلطان الاتحاد القايم بنمرة اربعة؛ ياخي الفريق دا من لملموه ما عمل سنة دايرين تداقشوا العالم طوالي ؟ والله كتبتوا لينا تاريخ اسود حنكونوا مضرب مثل ليوم القيامة؛ و بعدين الغلب ما زعلني زي احتفال بنتنا لمن جابت قون!!! ياخي محتفلة على طريقة رونالدو؟ والله بدون ما اشعر غطيت وجهي؛ لان طريقة رونالدو الاحتفالية فيها شي من قلة الادب و عدم الاحترام؛ يا جماعة ما تقولوا انا كمان نبذت رونالدوا؛ انا انتقدت طريقة احتفاله و ليس هو نفسه؛

طبعا فيكم واحدين قالوا ملاح دا قايلنا انحنا من وين لمن ما بنعرفوا اللحاف؟؟ فمعظمكم بطلق كلمة لحاف على الفراش؛ او ما يفترشه الانسان للجلوس او الرقاد عليه؛ و لكن المعنى الحقيقي لي اللحاف هو الغطاء؛ او بالدارجي كدة يعني ( الفردة) او (البطانية؛) فلمن يقولوا مد رجلك علي قدر لحافك؛ يعني اتكرفس؛ و انحنا لينا زي خمسه سنين كل ما الصباح دا يصبح بنلقوا لحافحنا نقص و بنتكرفسوا معاه؛ هسه بقينا الواحد بخط ركابينه في دقنه و برضو اللحاف مقصر و بكرة بقصر اكثر؛
و المزعلني انو الناس الفوق ديلك لحافهم زايد منهم لمن كاري في الوطاة؛ يا عمك لحافك المدندل في البلاط دا اقسم منه لي الما عنده لحاف عشان ما يرفع ليك شحموطة ولا عقرب تقلق بنومك!!! يا ملاح ؛ الشحاميط و العقارب ديل بجنكم انتو ناس الرواكيب و الصرايف و القطاطي؛ ما عندهن القدرة على طلوع السلالم و الزحف في السراميك و الصمود امام هواء الاسبلت؛ فهن ذاتهن مادات رجلينهم قدر لحافهن؛

فحقو انحنا السودانين نستفيد من الحشرات ديل : فبدل ما نصرف بالدولار في منتخب كرة قدم نسائي و اغلبنا ما لاقي ياكل او يتعالج و حصيلة المنتخب الخسارة بالعشرات فاحسن نقعدوا في الوطاة دي و نشوفوا نواقصنا بالضبط شنو و نحددوا اهدافنا بدقة؛ و نرتبوا اولوياتنا حسب الحاحها؛ يعني الاكل و الشرب و العلاج و التعليم ثم باقي الحاجات ديل ؛و بعد ما عرفنا دايرين شنو بالضبط؛ نقوم بتوجيه مواردنا نحو الهدف و للوصول لغايتنا لازم نتحد كلنا معاً لنبنيهو البنحلم بيهو .

خالص ودي

ايا زينبا

وصلتني رسائل كثيرة و اتصالات بتسأل عن توقف الملاحات؟ والله ما كنت عارف رواد الملاحات ديل قدر دا الا بعد الصبنة دي ؛ طبعا فيكم ناس كثير الصبنة ما عارفنها دي شني؟ ؛ و فالصبنة دا الفاصل البتوقف فيه المطر عن الهطول المستمر؛ فصبنتي دي ما زي حقة الخريف عشان الخضار يستوي و عوده يقوى؛ لا لا ؛ دي جات بطريقة غير ايرادية؛ لان الايام الفاتت دي بقيت زي الهداي يومي في دار جديدة؛ و زي ما بقولوا اهلنا ما جري عافية؛ و العافية ما الا تكون انت مرضان :
فالاحساس بمرض من تحب؛
او فقدان عزيز؛
او عدم الشعور بالامن بمرقن العافية من جلدك؛
فانا في الايام الفاتت دي فقدت عزيز و مارضت اعز زولة ؛
المرحوم الضابط الاداري (صلاح ادم هرون) الذي هز مقتله كل الوطن هو بالنسبة لي اخ و زميل؛ و مع انو الفراق الابدي متوقع تحت اي لحظة لكن فراقه كان بدون مقدمات؛ و بطريقة شغلت عقولنا كلنا؛ فصلاح ربنا يرحمه و يغفر له كان انسان اخو اخوان و مرح و صديق للجميع فكلنا كنا مستبعدين حكاية مقتله لانه ليس له اعداء؛ فقتله كان بالنسبة لنا اكبر صدمة؛ و ترك اسئلة كثيرة حائرة في افئدتنا للان ما لاقين اجابة لها؛
قبيل ما نستوعب فراق صلاح؛ حبوبة زينبا انكسرت؛ حبوبة زينبا دي ام والدتي و دي المربياني و اكثر اسم ورد في الملاحات؛ فكل ذكرياتي في الطفولة هى جزؤ منها؛ فكان صعب عليا ان اشوفها هي عاجزة عن الحركة؛ و هى الكانت بتنتظرني لمن انا و هي فازعين في غنمنا الشردن من ( الدوكة ام حجر) ما لحقانهن الا في ( الممسوكة)؛
حبوبة زينبا دي زي البلد دي؛ قدمت لينا كلنا عيال بناتها و عيال اخوانها و عيال اخواتها : الداير يقرأ قرته؛
و الداير يعرس عرست له؛

فكانت في كل لمة تختار فلان لفلانة و يكون لها نصيب الاسد من تكاليف الزواج و مساعدة في الزوجين بعد العرس؛ زي ما بقولوا التسوي تلقاه ياخي انحنا لمن راقدين بحبوبة زينبا دي في ( المستوصف البريطاني _ الابيض)؛ كانوا موظفين المستوصف مزهولين من حجم الممارضين؛ بتاعة الحسابات قالت لي : ليه جايين قدر دا؛ مما فتحنا هنا ما جابوا لينا مريض بممارضين قدركم ؟
قلت ليها : ديل اولادها و احفادها و اخوانها؛
تعجبت؛
خفير المستوصف قال لينا : حاجة زينب دي لمن يخرجوها لو ما رفدوني بعمل كرامة؛
سبحان الله

حبوبة زينبا عيالها من بطنها فقط (بنتين) لكنها ماسكة كل الاسرة اولادها و بناتها؛ فاي زول في الاسرة بعتبرها هى بتريده اكثر من الزول التاني؛ فمسكها للاسرة كلها بيد واحدة خلت كل الاسرة بدون فرز تكون واقفة في راسها يوم عمليتها؛ الكان حاضر حاضر و الما استطاع الحضور كان متواصل مع الحاضرين لمن العملية نجحت؛ حبوبة زينبا ربنا يديها العافية كانت مدرسة في العمل و الاجتهاد؛ و التربية؛ فعندها اهم حاجة انك تكون صادق و قنوع بحقك؛ بثوابتها ديل ربت جيل صالح و محب للعمل؛ و دورها في التربية ما انتهى في شبابها و بس؛ فحتى و هى راقدة ايضاً لقنتنا درساً مجانياً فحواه : طيبتك و محبتك للناس ستجني ثمارها و لو بعد حين؛
وفاة المرحوم صلاح ليست الاولى بهذا الشكل فنحن الان نمر باكثر فترة مريعة في تاريخنا الحديث؛ و السبب ما الحكومة و بس؛ بل انحنا ذاتنا جزؤ من السبب؛ لان القتلة و قطاعي الطرق و الحرامية هم جزؤ من المجتمع؛ فلو ما انا حرامي؛ جاري حرامي؛ و لو ما جاري حرامي؛ ولده حرامي؛ ولو ما ولده حرامي؛ بطريقة او باخرى بعرف الحرامي؛ فكل ما المجتمع تستر على الجريمة كل ما زادت شريحة المجرمين؛ فالبلد دايرة قلوبنا تكون بيضاااااااء و عقول صاحية و ايادي نزيهة زي حبوبة زينبا نكافح الاجرام من بيوتنا عشان ما نفقد قيادات بحجم المرحوم صلاح؛
نسأل الله للاخ صلاح واسع الرحمة والمغفرة والعتق من النار؛

و كما نسال الله لحبوبة زينبا عالج الشفاء و اشكر كل الاسرة و الاهل و الاصدقاء مع انو دا واجبهم؛ لكن تكاتفهم و و وقفتهم صفاً واحد ادتني امل نتحد و نعمل معاً لنبنيهو البنحلم بيهو
خالص ودي

الوضع الراهن

يوم الخميس جينا راجعين من الفطور؛ و طبعا انحنا مجموعة بنفطر سوا في الميز؛ فلمن جايين راجعين من هناك لاحظنا تجمع للاغنام امام المحلية؛ و بالضبط في الشجرة الانا قاعد بوقف فيها عربيتي؛ ياخي الغنم ديل عملن عربيتي سلم للشجرة؛ فالغنماية بمهارة بتركب في البودن؛ و من البودن بتتماطى عشان تملأ خشمها من صفق الشجرة و بتنزل لواحدة تانية و هكذا؛ طبعا لو الغنماية دي فقدت توازنها او اخطأت اقل خطأ معناتو قزاز عربيتي راح شمار في مرقة؛ هههههههههههاي زي ما بقولوا : الحبل بنقطع من محل رقيق؛

فهي عربيتي ذاتها شن العربية؟ عربية بوكو حرام ما فيها ورقة واحدة و هي ذاتها انا جبتها بعد لحست كوعي؛ و قبال اسدد ديونها يومي بظهر لي فيها شغل جديد؛ غايتو لو فقران زي فقري دا اوعك تدقس و تشتري افانتي يمين تدخل في محل تمحن في مرقتك ؛
الشجرة الموقف فيها عربيتي هى ذاتها شجرة نيم؛ و لزمن قريب جداً كانن البهايم ما بياكلن النيم ولا بقربن ليه لكن الهسه حصل ليهن دا المحيرني!!!!

و المحيرني اكثر الغنماية لمن داير تتشعلق لازم ترفع كرعيها الامامية و لمسافة حتى تستطيع الشعلقة؛ ففي سخيل جاهز مجرد ما هي رفعت كرعيها هو برضع رضت او ابت؛ لانها هي بتكون مركزة في هدف معين؛ زي تركيزنا انحنا في التغيير و الجماعة بيرضعوا ساكت ما جايبين خبر لمن وطاتنا اصبحت!

الوقت خريف و القش الاخضر مالي الوطاة أشكال و الوان و لشنو الغنم دايرات النيم المر دا و كمان يجاسفن لطلوعه مضحيات بالرضاعة و أشياء تانية حامياني؟ ياخي ديل زينا كدا خلينا الزراعة و الهشاب و الرعي و كلنا جرينا ورا الدهب؛ يييييييييييييك لو داير تعرف السودانين ديل منتجين قدر شنو؟ امشي المناجم و شوف الحجار البكسرها البني ادم بيده؛ يمين الطاقة البنبزولها في الدهب دي لو بزلنا ربعها في الزراعة لبقينا شعب منتج و حسننا ميزان مدفوعاتنا و طلعنا روحنا من الزنقة دي؛

لكن انحنا شغالين بالعكس : دايرين الحكومة تصلح لينا الاوضاع المعيشية و تعالج لينا مشكلة الفلس و الامن و انحنا نصنا في الدهب و النص التاني شغال تخريب و نهب و سرقة؛ و الغريبة الحكومة مجتهدة عشان تصلح مع علمها ان النتيجة صفر؛ يا ربي الحكومة دي تشيل طوريتها و تمشي تزرع ولا ايه؟ البترول و الدهب ديل حاجات حكومة حقو المواطن لا يدخل فيهن ولا يقربهن؛ فالمواطنين بعدنوا في الدهب بصورة عشوائية و بنك السودان مجبور يشتريه منهم باغلى من السعر العالمي عشان ما يتهرب و في اي عملية تصدير بيخسر البنك مقدار فرق السعر العالمي و دا بيظهر في سعر صرف الجنيه و التضخم؛

حقو اي زول فينا يقعد مع نفسه و يشوف البلد دي ماشة على وين و يحاول اصلاح البقدر عليه؛ فلو اي زول فينا لاعب صالح ورقه الشغلانة دي تاني بتندك؛ و المرة دي دكتها حتكون شينة و ما حنلقوا البشكها؛
بلدنا عمارها بالانتاج و الانتاج الزراعي و الصناعي؛ فتعالوا كلنا نخلوا الأعمال الهامشية دي و نوجهوا للانتاج الحقيقي لنبنيهو البنحلم بيهو؛

ملاح محمد بشير
ابو زبد سبتمبر ٢٠٢١

كلام المراة

في زول هو زوجته و ولده مسافرين؛ و كانت وسيلة سفرهم حمارة بتجاملوا فيها؛ يعني كل واحد فيهم بركب مسافة و الاثنين بكونوا مبارينه في الوطاة؛ كان يومهم داك مسخن جداً زي سخانة احداثنا اليومين ديل الما عرفنا ليها راس ولا قعر دي؛ ياخي البلد دي اي زول عاير باتجاه؛ و اي زول عامل روحه وصي علينا و داير يحكمنا بالطريقة البتريحوا هو؛ ما البتريحنا انحنا؛ يا البتشاكلوا فوق ديل؛ والله شعبكم دا ما لاقي حق الفسة و انتو تريانين و شبعانين و ما جايبين ليه خبر؛ ياخي انحنا مشكلتنا ما في منو يحكم؟ انحنا دايرين حاكم يحس بمعاناتنا و لو ما عمل لينا حاجة اقلاها يعيش زي عيشتنا دي؛
اها سيد الحمارة و زوجته و ولده عاملين زي السياسين ديل اي واحد داير دوره بتاع الركوب بتين يجي؛ لان المشى كداري في الشمس دي حار زي الفطام من الحكم ؛ الزول لمن يكون في الحكم ما بحس بي الرعية و معاناتهم لانه :
لا عارف سعر لحمة،
ولا ثمن سكر،
ولا بقيف في صف وقود،
ولا بدافر في صف رغيف؛

فجماعتنا ديل في شمسهم دي لقوا ليهم زول عميان و حفيان ماشي كداري ؛ فالرجال نزل من الحمارة و قال ليهم : الزول العميان دا ما بنفات لازم نقدموه معانا؛
زوجته قالت ليه : يا راجل انحنا الفينا مكفينا هسه على بال الواحد فينا دوره يجي بفتر نهائي فكيف داير تجيب لينا زول جديد و كمان ما بنزل زي عبد العزيز و عبد الواحد؟
الراجل ما اشتغل بكلام زوجته و ساعد العميان بالركوب و أتقدم ليهم؛
كل ما مشوا شويه العميان بسأله : لسه ما وصلنا لينا حلة؟
الراجل : ياتوا ما وصلنا،
و لمن وصلوا ليهم حلة معينة الراجل قال للعميان انحنا في نص الحلة الفلانية؛
فالعميان انفزر و بطول حسه ضرب الروراي؛ ياخي العميان دا كورك ثلاثة كوريكات الحلة دي كلها لمت؛ و لمن سالوه؟
قال ليهم دي مرتي؛ و دا ولدي؛ و دي حمارتي؛ الزول دا لاقانا في الشارع و اقنع الولد و المراة؛ و داير يفكني هناي في طلحة؛
الناس اتعاطفوا مع العميان و قربوا يدقوا الراجل لولا عقلانية شيخ الحلة القام وضع كل واحد في قطية براه و خلى ناس يتصنتوا لكلامه فلقوا الشافع بقول : لو كان ابوي سمع كلام امي ما كنا دخلنا في المحل دا؛
و الام بتقول : اصلاً كلام المراة ما بنسمع؛ توا شاف بعينه ولا كو؟
و الراجل بقول : دي المرة الوحيدة الفيها راي المراة يطلع نافع؛ اليتني كن كان تبعتها؛
و العميان بقول : كان طلعت بالجبارة بطلع بالمراة و الحمارة؛ و لو طلعت بالخسارة بطلع بالحمارة؛

فكلام العميان دا ياهو كلام العساكر لو طلعوا خسرانين بطلعوا برئاسة السيادي و لو طلعوا ربحانين بطردوا المدنين بحكموا براهم؛
البلد و معاشنا انحنا ديل مافي زول شغال بيهن فكل زول داير لنفسه؛ و بالطريقة دي مش وطن؛ راكوبة ما بنبنوها؛
ربنا يهدينا و يوحدنا و يجمع كلمتنا لنبنيهو البنحلم بيهو.

خالص ودي
ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١

الساقية لسه مدورة

انا وصلت لقناعة انو مافي شعب في الدنيا اشقى مننا انحنا الشعب السوداني دا؛ ياخي انحنا شعب شقي و جِليّد جداً جداً؛ و اي زول بنتباشرو بيه خير و نقولوا يبقى لينا فزع ببقى لينا وجع؛
انحنا من زمن الانجليز عانينا ما فيه الكفاية من المعاناة؛ و بي جهدنا البسيط داك و امكانياتنا المحدودة ديك قدرنا نطرد المستعمر و ننال حريتنا؛ و بعد داك تعالوا شوفوا ليكم جنس سواطة و خمج و لخبطة :

ياخي سياسينا ديل زي التكنو ما كانوا شايفين الانجليز بسوا في شنو؟ خلوا اهداف الثورة و قعدوا بتغالطوا و بتعاركوا لمن (عبود) استلمها منهم و خلى خشمهم ملح ملح؛
عبود ذاتو سوا شنو ؟
صحي مد خط سكة حديد من الرهد لنيالا و للجنوب و بعض مصانع السكر و لكن فات خلاها لينا دين في رقبتنا ليوم الليلة ما سددناها و ارباحها بتتضاعف؛
الجماعة حمشونا طردنا عبود و جو هم و تاني؛ و ما اتستفادوا من درسهم الاول؛ و تاتي قعدوا في الغلاط لمن تلب فيهم (نميري) ؛

و نميري ذاتوا سوا شنو؟
برضو عمل ليه زي كم مصنع؛ و كم طريق و ذاد الديون الخارجية لمن الجماعة تاني عبونا و شلناه ملينا عينه كدو ؛
و برضو غشونا و استلموها منا و ايضاً ما استفادوا من الدرسين السابقين و كرروا تجربة الغلاط و الحفر لمن نط فيهم (بشة) و كمل كلامهم؛

صحي البشير عمل كم طريق و كهرباء و استخرج البترول لكن ما عمل مشروع منتج؛ بل كل المشروعات القامت في عهده كانت بالدين؛ يعني مال البترول داك راح شمار في مرقة؛ ناس البشير اتمكنوا و وصلوا مرحلة من القوة و الجبروت انهم بصرحوا و بقولوا تاني ما بسلموها الا لعيسى؛
و هم قاعدين غافلين جافلين لمن الشغلانة سخنت؛ و بالمناسبة الشغلة لمن تكتم ما تخاف من الناس البعاد بل اخاف من الناس الجنبك :

زمان في عهد نميري زار مناطقنا ديل و اتكلم عن مناصرة الناس لمايو؛ ففي واحد من شايبنا ديل وقف قدام نميري و قال له : نميري هوي انحنا ديل مع بقرنا و زراعتنا دي ما عندنا معاك شغلة لكن كن في خوف بجيك من ناسك الجنبك المهنين لعالع ديل؛ و كان بأشر (لهاشم العطاء) ؛ سبحان الله بعد فترة وجيزة وقع انقلاب هاشم العطاء؛ فبعد فشل الانقلاب طوالي نميري كرم زولنا دا لبعد نظره؛

فزمان في ناس كثاااااااااار قالوا لبشة بتنقد ليك من محل مأمنة؛ لكنه كان ما مصدق و هو بربي فيهم و هم بربوا في عمايلهم؛
بطريقة او باخرى بشة و ناسه قابلوا في القابلوا فيها؛ و عملت البلد الفرحة و البهجة و الطرب و الزغاريد؛ و اي زول فينا بنى قصور امال؛ و شيّد عمارات احلام و بالذات بعد استلام حمدوك و قال بعد مئتين يوم حيصبح السودان في مضاف البلاد المتقدمة؛ ياخي الايام دي حسبناها بالساعة و الدقيقة و الثانية و جات المئتين يوم و عدت و جات قدرها كم كمين يوم و البلد راجعة لوراء فقط؛

صبرونا و قالوا لينا خلوا السلام يتم؛ تم السلام و الجماعة الوقعوا جونا بنفس الفيلم برضو قالوا دايرين كم يوم و الشغلانة تتصلح؛ الزمن الادونا ليه انتهى و مافي اي تصليح بل خراب و بس؛ و زمان ناس الخرطوم الزخيرة في الحلم ما بسمعوها فهسه الخرطوم بقت مسرح عمليات و كن ماشة بالطريقة دي بيحصل العكس لان معظم سكان العاصمة ديل ناس ارياف جابتهم العاصمة ظروف الجفاف و الحروب؛ فهسه لو الامور ماشة بي ممشاها دا يوم بنصبح بنلقى ناس الخرطوم راقدين معانا هاربين من نفس الهربوا منه زمان من الاقاليم؛

فالجماعة الاتزعمونا بعد نجاح الثورة و سقوط الانقاذ كرروا نفس مشهد الديمقراطيات السابقة و ساقوا الساقية في نفس الاتحاه فتركوا المشاكل المن اجلها جات الثورة و بقوا في روحهم؛ فالحرية و التغيير بقت اثنين؛ و قبالها الوطن انقسم اثنين؛ و المريخ عنده رئيسين؛
انتو يا ناس دي شني حكاية الانقسامات دي؟

الانقسامات دي نتيجة لحب الذات؛ و عدم الاعتراف بالاخر؛ و انعدام الوطنية؛
فلو ما خطينا الكورة وطاة و حسبناها صاح و قدمنا المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية حنصل لمرحلة :
اي شيخ حلة يكون عنده سلام جمهوري و علم قايم بذاته؛ كدي عاينو زمن الاحتفالات في كم علم مختلف بترفع في الاحتفال؟

ارجوا ان نتحد و نترك كل انتماءاتنا الضيقة ديك و نعمل من اجله لنبنيهو البنحلم بيهو

خالص ودي

ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١

ملاحات563

سمعان و طرشان

العنوان دا لي قصة صغيرة كانت في زمان الابتدائي؛ يا حليل الزمن داك :
زمن (بدر و امل) و (مريم الشجاعة) و (هاشم في العيد) و (خليل في القطار) ؛
انتو قطر خليل دا وصل ولا عامل زي قطار عطبرة البيجي كل ما تكتم؟

عطبرة تقوّم قطر لمناصرة المدنية؛
الجزيرة تقّوم قطر للوقوف مع المدنية؛
و غرب كردفان تطلع مسيرة للالتزام بالوثيقة الدستورية؛
و بهناك الادارة الأهلية و الطرق الصوفية واقفين قنا مع الحكومة العسكرية؛

الناس ديل زي اللاعبين شد الحبل : ديل بجروا و ديل بجروا و حبلهم غليد جدا ما بنقطع اصلاً؛
و مربوط ام فريطو في رقبتنا ؛ فكل ما هم اتجابدوا بتضيق فينا؛ انتو عاد حكامنا ديل ما حاسين بينا؟
يا ملاح الدين ما تبالغ في حاكم بحس ولا هو من اصلو عنده احساس ؟

مافي دستوري بنزل السوق عشان يعرف الاسعار؛ و حتى لو عرف الاسعار ما بكون حاسي بيها؛
فالصرف ما بحرقه لان القروش دي لا حشا ليها جراية ولا مشى ليها في حراية؛ ياخي خليك من الصرف و السوق و وجع الراس؛
عليكم الله شوارعنا العاملة زي كسرة البت البتعلم العواسة يداب دي؛ حكامنا ديل ما بمشوا بيها؟

يا مُلاحات هم الناس ديل لو كانوا عايشين زي عيشتك دي كانو بتجابدوا زي مجابدتهم دي؟
اها سمعان دا المرفعين و طرشان دا الغنماية؛ فقال ليك سمعان و طرشان ديل اتفقوا يزرعوا سوا؛

ههههههههههههاي انحنا زمان بليدين جنس بلادة اي حاجة بتمشي فينا عادي و لو عاط زول قال لا نصادق غير الصادق بتشوف كل ايدينها فوق؛
فمافي زول يبني حساباته على الماضي لان شفع هسه ديل لو قلت لاي شافع الغنماية و المرفعين دايرين يزرعوا سوا؛
اول حاجة بقول المرفعين كن لمى في الغنماية ما ياكلها و يرتاح! و تاني حاجة هو ذاتو المرفعين ما عشبي يزرع لشنو؟ فديل ما ناس بنخموا زي خممانا داك؛

ياخي خلينا منهم؛ المهم طرشان و سمعان ديل زرعوا سوا و كمان زرعوا دخن؛
قال ليك دخنهم دا انتج جنس انتاج هم ذاتهم ما متخيلين الشغلة دي تبقى كدة؛ فبعد حصدوا المرفعين طِمِع في الشغلة دي و قال يعمل زي عملية اربعة طويلة ديك؛
فاتفقوا بكرة الصباح يقسموا المحصول بينهم؛ فالمرفعين ساق صاحبه الثعلب و جا بيه؛
ياخي الثعلب عامل زي اللجنة ديك؛ بدي ليك المرفعين خمسة شوال و الغنماية شوال واحد و كانت حجته انو المرفعين عنده عضلات و ساهم بصورة اكبر من الغنماية في الانتاج؛

ياخي الغنماية قلبها انقص من الوجيع و لكن ما ابدت اي تغير فبعد الانتهاء من القسمة خلو محصولهم في الزرع و اتفقوا يجوا العصر لقسمة القصب؛
فالغنماية جابت صاحبها الكلب لبدته في كوم القصب زي شغل الشرق داك ؛
و الثعلب بدأ في تقسيم القصب بنفس الظلم لمن ضنب الكلب ظهر و الثعلب قام صوف و المرفعين اتقدم ليه و خلوا كل المحصول و القصب للغنماية؛
فهسه الشغلانة دي ماشة في نفس الاتجاه و لكن مرحلة المجابدة دي متضررين منها انحنا الشعب المغلوب على امره دا؛
عشان خاطر عيون إسرائيل أمريكا حتضحي باي شي؛ فمنو الطبّع مع إسرائيل؟

ياخي لا دايرين اربعة طويلة؛ ولا عاحبانا كتلة قاعة الصداقة؛
لا مؤتمر وطني نافع؛ ولا حزب شويعي مفيد؛
لا المدنين الحالين بقدموا لينا حاجة ولا العسكرين ديل نافعين؛

كل الساسة السودانين انتهازيبن و نفعيين و ذاتيين و ما عندهم ذرة حب لوطنهم؛
اكثر حاجة مزعلاني انو ابلد بلادانا بحكمونا و اشطر شاطرنا فاركين فاضي؛

لازم تكون في ثورة اصحاح لازالة النفعيين و الطفيلين و تسليم امرنا للمؤهلين و الحاملين هم الغلابة و الحاسين بمعناتهم عشان نتشارك كلنا في الانتاج و الحصاد و القسمة العادلة؛
فلو في عدالة اكيد مافي اي غباين ولا تخريب ولا تتريس ولا انقلابات؛ فحينها سيعم الامن و نستطيعوا ان نبنيهو البنحلم بيهو

خالص ودي
ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١

ميزان الكسبرة

زمان لمن الدنيا كانت بخيرها في باعة موسمين؛ ديل بجو في الصيف بس و اي واحد فيهم ببني ليه راكوبة و بفرش فيها بضاعته؛ سبحان الله بضاعة بالشي الفلاني يفرشوها في راكوبة و مافي زول يجي يسرقها؟ الواحد فينا لمن يشوف اخلاقنا قبال كم سنة و يقارنها بي اخلاقنا هسه يتعجب فينا و في الشي الغيرنا ثلثمائة و ستين درجة دا؟ صحي العالم كله اتغير و لكن اتغير للاحسن؛ الا انحنا ديل بنغنوا (ورا ورا ،،، ورا ورا؛) و راجعين ورا؛

يا ربي الكسكيسة دي حدها وين؟ كسكيسة في الأخلاق و الفن و الكرة و الثقافة و السياسة و في الاقتصاد؛ ياخي انحنا خلاف الفصاحة و المغلاط ما اتطورنا في اي شي؛ و تراجعنا في اي حاجة ما واجعني زي تراجعنا سياسياً و ادارياً؛ ياخي شعب نال استغلاله بالحوار حتى لقبه مستعمره بمعلم الشعوب يرجع للدرجة دي؟ بلد اي حاجة فيها؛ و لو مسكت اقل حاجة و صدرتها ممكن تنعش اقتصاد البلد و في فترة وجيزة تنقلها من اقتصاد منهار إلى قوى اقتصادية عظمى تضاهي دول العالم المتقدم؛

لكن للاسف ما بتقدم صفوف قيادتنا الا افشلنا؛ و ما بتزعم معارضتنا الا احسدنا؛ فاشلنا لمن يقعد في كرسي الحكم ما بعرف الا نفسه و اهله و اقاربه؛ و اهله و ناسه الحوله ديل ما فيهم زول بنصحه و بمسكه الدرب العديل؛ و حتى انت كن داير تنصحه بمرقوك معارض و مندس و زول خراب؛ و زولنا لمن يكون معارض اول شي بنزع من ضميره حاجة اسمها الوطن و المواطن فبعمل بكل الطرق المشروعة و غير المشروعة لاسقاط الحكومة؛

ياخي يصل درجة ان يتعامل مع العدو لاسقاط الحكومة : فيشن الحرب، و يحرق القرى، و يشرد المواطنين، و يفرض الحصار؛ اها انت لمن عملت ديل كلهم لو مسكتها بتحكم منو و شنو؟ فبهذه الطريقة شغالين من نلنا استقلالنا للان : حكومة بتمص في دم الوطن و معارضة بتحمي وصول الغذاء له؛ و بين ديل و ديلك الوطن معاني؛ فيوم ما اتفقت الحكومة و المعارضة للنهوض بالوطن فدايماً شغالين زي ميزان الكسبرة كفة فوق و كفة تحت مستحيل يحصل توازن؛ فميزان الكسبرة كان عند الباعة الموسمين و تجار ام دورور لصغر حجمة و سهولة حمله و خفة وزنه ؛

ففي اغلب المرات كفة الحكومة بتكون مرجحة على كفة المعارضة و لكن زي كم يوم كدة شايف كفة القصر دي مايلة شديد و لكن بالشكل دا حتتعادل الكفات بكرة و قد ينكسر الميزان ذاته نسال الله ان يحفظ الوطن و يجنبنا المشاكل؛ ياخي خلوا الحُكم من اجل المصالح الشخصية؛ و المعارضة من اجل المكايدة؛ و تعالوا نتفق في كيف نحكم؟ و ثم من يحكم؟ فحتماً حنبنيهو البنحلم بيهو

خالص ودي
ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١

ملاحات565

النار تلدي الرماد

واحدة من القصص القاعد اكررها كثير : انو في زول من اهل الحلال ديل ماشي الزرع لقى جزلان واقع؛
عارف فيكم ناس كثاااااااااار ما بعرفوا الجزلان و دي واحدة من مشكلاتنا تباعدنا في كل شي؛ زول تلقاه يملك الاف العمارات و زول ما قادر يبني راكوبة؛

زول قاري كمكمين جامعة و عنده عدة شهادات؛ و زول ما عنده خلاف شهادة لا اله الا الله؛ الغنى و الفقر و التعليم و الجهل كلهن قسمة من الله
لكن ما صاح يستغل العالم الجاهل يطلع بيه مسيرة زي حقة امس لتثبيت نفسه في الحكم؛
و عيب انو الغني بستخدم امواله ليجلب بها الفقير عشان يعتصم نيابة عنه في القصر؛
فمسيرة امس و الاعتصام المعاكس لها كل وقودها من الناس المغلوبين على امرهم و اكثرهم طالعين لهدف و لمن طلعهم هدف اخر؛

الجزلان دي الجليدة او المطبقة عند الرجال؛ فزولنا دا لقى جزلان منفوخ و من شكله مليان قروش تُف؛
فشال الجزلان جا بيه البيت و يوم الجمعة بعد الصلاة قام قال للناس :
لو في زول مودر حاجة انا لقيتها؛

مافي زول قال عنده حاجة رايحة؛
تاني قال ليهم :
الحاجة الانا لقيتها جزلان فلو في زول عنده جزلان رايح يقوم على طوله؛

مافي زول قال بِغِم؛ الزول مرق الجزلان من جيبه منفوخ زي بطن التسعة شهور و سلمه للامام؛
الامام شعق الجزلان في سوج الجامع و شالوا الفاتحة و مرقوا؛ الكلام دا من الرُشاش و الجامع مبني بي قش و سدادته حطب و طبلته حبل ؛
الخريف انتهى و جا الدرت و الناس لموا الزراعة؛
و بعد الصلاة الامام قال للمصلين :
ما اظن سيد الجزلان دا تاني يجي راجع فرأيي نفتحوا الجزلان دا و لو لقينا قروشه كثير نجددوا بيها الجامع دا صدقه لصاحب الجزلان؛
فكل المصلين وافقوا الامام

و فتحوا الجزلان؛ ياخي الناس ديل انهجموا من كثرة القروش لمن فتحوا الجزلان؛
اشتروا مواد لبناء الجامع و القروش قاعدة؛ بنوا الجامع و القروش قاعدة؛
اشتروا بروش للجامع و القروش قاعدة؛
عملوا سبيل للجامع و القروش قاعدة؛

قسموها باقيها على محتاجين الحلة دي و الحلال المجاورة؛ قروش بالجحم دا يلقاها زول و ما يفتحها و يجي يبلغ بيها؟
و بعد دا تخرف في الجامع السوجه قش؛ سدادته حطب و طبلته حبل و مافي زول يهبشها؟

شوفوا اجدادنا و ابهاتنا ديل كانوا امينين كيف؟ كانوا امين برغم فقرهم فالواحد تلقاه حق بكرة ما ضامنه و لكنه ما بيمد يده او برفع عينه على حق غيره؛
و اغلبهم ما بكون حافظ ولا جزؤ عم؛ و جاهل بطريقة اغلب العبادات و لكن مطبق الدين عمليا؛
فتلقاهم : متحابين، متعاونين، نزهاء لا يسرقون؛ امناء لا يخونون؛ اوفياء لا يغدرون؛ يرحمون الصغير و يوقرون الكبير،
ينصرون الضعيف و يكرمون الضيف، يقفون مع الحق و يميلون معه اين ما مال؛

انحنا اتعلمنا و اتثقفنا و قلدنا الغرب و لكن شلنا سيئات الغرب و تركنا حسناتهم؛
في الغرب مافي كذب مافي خيانة مافي سرقة؛

فانحنا اليوم دا لو دخلت الجامع لصلاة الجمعة دي و خليت جزمتك برة الا يعوضك الله؛
لا نتباكي على الماضي و لكن لابد من الرجوع لاخلاق اسلافنا السمحة عشان ما تكون النار ولدت الرماد؛
و برجوعنا لعادات ابهاتنا و طبايعهم السمحة نستطيعوا ان نبنيهو البنحلم بيهو

خالص ودي
ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١

ملاحات566

قرود السياسة

زمان لمن نسرحوا بالبهايم و نلقوا قرود او مناقو او عبالين؛
نتابعوهن باندمااااج لانهن حركاتهن و حركاتنا قريبات بعض؛

سبحان الله القرد لمن يعرفنا انحنا عيال صغار و ما حنضروه بعمل لينا جنس اكروبات زي البعملها في السيرك؛
و مرات كثيرة بنتابعوا في عروض القرود زي متابعتنا الان لاحداث الحكومة دي لمن بهايمنا يسقطن و يخشن ليهن في زرع زول و يودوهن الزريبة و العشية تعال شوف ليك جلد و كواييك؛

اغرب حاجة انو انحنا الان بنشاهدوا في نفس الفيلم و متابعنه بتركيز شديد؛
ياخي من السودان نال استقلاله لليوم دا شغالين :
تطلع ثورة لتسقط عسكر؛
و تجي الاحزاب تسرق الثورة و تتلاعب بموارد البلد؛
و يحصل تدهور اقتصادي و بعده ينطوا فيها العسكر؛

و العسكر بعد يمسكوها كمكمين يوم كدا و تاني نفس الشعارات و الكولينات و الحاجات البتنادي بالمدنية و دولة القانون تظهر من جديد؛
و انحنا نتعاطفوا معاها و الشغلانة شغالة كسر دوري؛

الغريبة للان مافي حكومة جاتنا بقت لينا احسن من القبالها؛
يعني اي جماعة بمسكوها بشوفوا الا المحل البوجعنا و بعصرونا فيه؛
زمن ( نميري) لمن رطل السكر عمل جنيه الناس طلعت مسيرات و انتفاضة و اسقطت نميري؛

بعد شوية الغلاء زاد و نفس الناس هتفوا :الجنبه ابو عمة ولا (الصادق) الرمة؛
هل تتذكروا البشير لمن مسكها كان رطل السكر بكم؟
طيب لمن فكاها رطل السكر عمل كم؟

البشير مسك الحكومة دي رطل السكر كان باربعة جنيه و فكاها كان بي خمسطاشر الف جنيه؛
عارفكم بتقولوا لي حساباتك ما صاح؛

بالمناسبة ناس الانقاذ ديل لمن التضخم غلبهم و وصل مرحلة ما معروفة قاموا غيروا العملة من جنيه لدينار حازفين صفر؛
و تاني رجوعها للجنيه حازفين صفرين؛
يعني جنيهم بساوي الف جنيه؛

فعشان كدة انا اتعاملت معاكم بالجنيه المعتمد عند صندوق النقد الدولي؛
فصندوق النفد الدولي عارف اليوم الدولار الواحد بساوي اربعمائة و عشرين الف جنيه؛
ما اربعمائة و عشرين جنيه زي ما انحنا واهمين نفسنا؛
عليكم الله يا ناس جنيهنا دا عنده قيمه؟
يعني رطل السكر دا اتضاعف الاف المرات في حكم البشير؛

و جماعتنا ديل استلموه من البشير بي خمسطاشر الف و قعدوا ليك للغلاط و المحارنة و الحفر لبعض لحدي ما عمل اليوم اربعمائة و خمسين الف جنيه؛
معقول ياخ؟ و الناس ديل شغالين شنو لمن خلوها اتجوبكت زي دا؟
السياسين اصلهم زي القرود الزمان بنلقوها لمن كنا رواعية!

فالقرود اذا اتفقت بتاكل الزرع و اذا اختلفت بتتعارك فبالتالي بتخرب الزرع؛
فهسه ناسنا ديل قبال يصلوا ما وصلوا له الان دا كانوا راتعين في الزرع دا رتعان بقر في لصيق؛
فهم شبعانين و بيطيناتهم فاقات و كضيماتهم نايرات و انحنا طاقين النار و زاحفين على الملال و قارعين دموعنا الا بالصنقاع و بنصبروا في روحنا انو بكرة احلى؛

و هسه هم اتشاكلوا و خربوا الزرع مرة واحدة :
فالشهداء ما اولادهم و و الخراب ما في محلاتهم؛
فعليكم الله من قمتم سمعتوا ليكم بود مسؤل استشهد؟

زيكم كدا تابعت الصراع و شاهدت المسلسل و سمعت تحليلاتكم اي زول بحلل على كيفه لكن فهمي البسيط للجاري دا دي مسرحية اخراج المخابرات العالمية و بطولة حمدوك و حميدتي و البرهان؛
مافيش زول يقول لي حمدوك في الاقامة الجبرية و الخارجية الامريكية قالت كذا و كذا ؛
فالمنظومة العالمية ما دايرة القوميين في الحكم فتقاسموا الادوار لابعادهم؛
يومين ثلاثة و تاني بتفقوا السياسين لاكل الزرع من جديد؛

و بالمناسبة الكلام دا انا بكتب فيه الان و منتظر البيان؛
مع اني عارف شكل البيان شنو و الجايين منو؟
ياخي كفاكم يا قرود متين يتولوا امرنا ادميين يشعروا بمعاناتنا و يتالموا بالمنا و ينزلوا لينا تحت لنعملوا معهم عشان نبنيهو البنحلم بيهو؛

خالص ودي

ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١

ملاحات567

تجارة ام عرنطلة

ام عرنطلة دي مراة قالت دايرة تجرب التجارة فاشترت ليها ديك بتعريفة؟
انتو يا جماعة بتعرفوا التعريفة؟

التعريفة دي جزؤ من الجنيه و الجنيه زمان لمن كان ليه شنة رنة كان بساوي مائة قرش و القرش بساوي عشرة مليم و كل خمسة مليم مجمعات في وحدة حديدية واحدة اطلقوا عليها التعريفة ؛
يعني كانت اصغر حاجة المليم ثم التعريفة ثم القرش ثم ابو قرشبن الفريني ثم الخيرية البتساوي عشرة قروش؛
و كانوا كل عشرين قرش بطلقوا عليها ريال لانها بتساوي ريال سعودي؛
يعني كان الجنيه السوداني بساوي خمسه ريال سعودي؟ و هسه الريال السعودي بساوي مائة و شوية جنيه!!!

عليكم الله كن بركنا في الوطاة دي و قرننا ايديننا في راسنا و بكينا صايبي مش احسن من فصاحتنا و كلامنا الفارغ البنسوا فيه دا؟ و بعد دا يجيك سياسي منفوخ يقول لو عملنا كدا بحصل كدا و لو كان كدا ما حصل كدا؛ ياخي مافي شي رجعنا ورا لمكاننا دا زي كذب و نفاق و جهل السياسين؛ المحيرني انو الزول قبال يوصل الكرسي تلقاه فاهم و عارف و وطني و ممكن يكلمك اليوم كله عن حلول المشاكل الراهنة و لكن يومه اليقعد في الكرسي دا بتبدل و ببدل اي شي حتي المقربين منه بغيير رقمه منهم؛

اها ام عرنطلة دي اشترت الديك بتعريفة و اشترت الزيت و البصل و الملح و البهارات و ظبطته ليك جنس تظيبط و ودته السوق باعته بتعريفة؛ يانا نحن ذاتنا من قمنا شغالين بالافكار العرنطلية دي نقوموا ثورة يستشهدوا فيها خيارنا و لمن تنضج ينطوا فيها شرارنا و يقعدوا يتغالطوا و بتصارعوا في الكراسي تاركين مبادئ الثورة في قفاهم؛ و هم في صراعهم دا حياتنا تتراجع؛ و عيشتنا تتدهور و ينطوا فيها الجيش تاني من جديد و تاني السياسين يبدوا الكوراك و الشعارات من طراز : الثورة محروسة بدم الشهداء؛ يا عمك الشهيد دا لمن مرق ما عشان انت تحكم بل مرق لمباديء معينة و انت انحرفت عنها؛

تاني يقول ليك المجتمع الدولي مع المدنية؛ ايوا المجتمع الدولي مع المدنية لكن سيدة العالم الفككت روسيا و حاربت العراق و لا زالت بتحارب في سوريا ما دايرة اي وجود للشويعين و البعثين في العالم فما تملوا يدكم بكلام الخارجية الامريكية دي عبر مبعوثهم هم من اعدوا المسرحية و بتتضح ليكم فصولها لمن يظهر حمدوك بثوب جديد؛
واضح الحاصل دا لازاحة القومين العرب من المسرح و بمساعدة الاسلامين و هم ذاتهم جاييهم الدور لانهم الان استخدموا كعصاة لقتل الدبيب و معروف عصاة الدابي اما يجدعوها بعيد او يدفنوها او يحرقوها في كل الحالات الدور جاييهم؛

انحنا تاني ما بنبقوا ام عرنطلة عشان انتم تحكموا فانحنا دايرين عيشة كريمة و امن فلو ديل وفروهن لينا حبابهم و لو حادوا عنهن بنسلوهم غادي و لكن ما بتجوا انتو؛ حنكون حكومتنا من الميدان و ما من الناس البيجوا اصلاً عشان يركبوا بل من الناس الضحوا بدمائهم ارواحهم من اجل حماية الثورة
نسال الله ان يوفق و قبال ما نوصل المرحلة دي نسال الله ان يوفق المنوط بهم الامر لاختيار ناس دغرين و صادقين و عفيفين يعملون معنا سوياً من اجل ان نبنيهو البنحلم بيهو

خالص ودي
ملاح محمد بشير الجبوري
ابو زبد اكتوبر ٢٠٢١