حول اعترافات حميدتي-بقلم الروائي حمور زيادة

حول اعترافات حميدتي-بقلم الروائي حمور زيادة


08-03-2022, 08:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1659512771&rn=0


Post: #1
Title: حول اعترافات حميدتي-بقلم الروائي حمور زيادة
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-03-2022, 08:46 AM

07:46 AM August, 03 2022

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





المغامرة الانقلابية التي كان محكوم عليها بالفشل منذ الساعات الأولى لصباح 25 أكتوبر كان واضحاً أنها ستولد ميتة، داخلياً وخارجياً. ففي الداخل، ورغم أنها أتت بعد استجابة ضعيفة للتصدي لانقلاب بكراوي في سبتمبر، إلا أنها أتت بعد مواكب 21 أكتوبر الأكبر بما لا يقارن بمواكب سبقتها. كانت مواكب 21 أكتوبر ضخمة حتى إن وزير شؤون مجلس الوزراء المهندس، خالد عمر، صرَّح أنها طمأنتهم أن الانقلاب سيتأخر قليلاً.

وخارجياً جاء الانقلاب بعد سويعات من لقاء المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي الذي حذر المكون العسكري من تنفيذ الانقلاب، وأكدوا له حرصهم على الانتقال والديمقراطية وعدم رغبتهم في تنفيذ أي انقلابات. هذا الالتزام للمبعوث توافق مع تفجر الأوضاع في إثيوبيا، مما أظهره بمظهر فاشل كلفه منصبه بعد أسابيع، لكنه أيضاً أكد للغرب أن العساكر مخادعون.

الأوضاع الاقتصادية والأمنية باتت أسوأ مما كانت عليه قبل الإجراءات

ورغم المقاومة العنيفة التي اندلعت فور حدوث الانقلاب، والعشرات من القتلى، والإدانات الدولية، ووقف المعونات والمساعدات، ظل مطبلو الانقلاب يؤكدون أنه عمل ضروري، وإنقاذ للبلاد، ودعم لعملية الانتقال. اليوم يقول لهم أحد الانقلابيين الكبار: “لقد فشلنا”. الذين طبلوا للانقلاب لم يزعجهم أن العسكر فشلوا في تكوين “حكومة مدنية ذات مصداقية”، بدون الحرية والتغيير وقوى الثورة، ولم يتراجعوا عندما جلست الحرية والتغيير إلى العسكر، وعُلِّق حوار الآلية الثلاثية. بالمناسبة هل عقد الحوار مرة أخرى بعد أن احتفوا بعدم صحة توقيع ولد لبات ومندوب الإيقاد على خطاب التعليق؟! فرحوا يومها قليلاً، ثم .. استمر تعليق الحوار.


حميدتي
حتى المكون المدني الكرتوني الذي استدعاه العسكر لمجلس السيادة، وقالوا إنه مكون مرشح من كيانات ومكونات إقليمية أبعده العسكر من العمل دون مشورة الذين رشحوه. وخلص مجلس السيادة لسلطة عسكرية واضحة، لم يزعج ذلك التراجع مطبلي الانقلاب. ولما أعلن البرهان خطاب 4 يونيو صفقوا لعبقريته بعد تصفيقهم طويلاً لاستيلائه على السلطة. أخبرني صديق قريب من دوائر القرار في فترة الحكم الانتقالي بحكاية عن أحد الوزراء الذين لم يطلهم “فض الشراكة”، ويقال إنه أحد عرابي الانقلاب ووافق عليه قبل حدوثه.

اتصل الوزير بالموظفين المنتدبين من جهات دولية كمستشارين لوزارته يستفسر عن انقطاعهم عن العمل، فلما قالوا له: “إن مشروع التعاون الذي انتدبنا للعمل تم تعليقه بسبب الانقلاب”، دُهش!! وقال: “لكن أنتم سودانيون”، شرحوا له أنهم سودانيين لكنهم يعملون كمستشارين ضمن برنامج دعم دولي محدد، وهذا البرنامج توقف، وبتوقف البرنامج يصبحون بلا صفة، وانتدابهم الاستشاري معلق.

ما ترك الرجل لمؤيدي انقلابه من جحر يدافعون داخله عن “تصحيح المسار”

يبدو أن الوزير الذي اجتهد بعد ذلك في توسل العالم لاستئناف المساعدات والدعم بغض النظر عن الانقلاب كالعسكر في سوء تقدير عواقب انقلابهم. لذلك عندما يقول حميدتي إن الانقلاب فشل لأسباب لن يذكرها فإنه لا يخفي عنا ما لا نعلمه. لقد أخبرهم الحاج وراق سابقاً: “انقلابك ده داير تنجحو بأبوهاجة؟!”. هارد لك لأنصار الانقلاب، فاليوم قال قائدكم كلمة النهاية.

أما الشعب، فيعنيه الآن إفشال مخططات العسكر للبقاء في السلطة بمناورة جديدة بعد الاعتراف بالفشل، مناورة مجلس القوات المسلحة الذي يجعل السلطة المدنية رهينة لدى جنرالات يكنزون السلاح والمال والأجهزة الأمنية والعلاقات الخارجية، لكنهم يتركون للمدنيين إدارة شؤون توزيع دقيق الخبز والإمداد الكهربائي.

*منقول من صفحة الكاتب على الفيس