2 يوليـو 1976.. الذكرى 46 لإحتلال الصادق المهدى للخرطوم وتجربتى مع أمن النميرى.

2 يوليـو 1976.. الذكرى 46 لإحتلال الصادق المهدى للخرطوم وتجربتى مع أمن النميرى.


07-02-2022, 08:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1656745785&rn=0


Post: #1
Title: 2 يوليـو 1976.. الذكرى 46 لإحتلال الصادق المهدى للخرطوم وتجربتى مع أمن النميرى.
Author: Abureesh
Date: 07-02-2022, 08:09 AM


Post: #2
Title: Re: 2 يوليـو 1976.. الذكرى 46 لإحتلال الصادق المه�
Author: Abureesh
Date: 07-02-2022, 08:42 AM
Parent: #1

من (جهل) لغـة قوم أمن شرهم.. تجربتى مع جهاز الأمن زمن النميرى.. تذكرت أحداثها بمناسبة تأريخ (الغزو الليبى) الذى صادف تلك التجربة.

فى مثل هذا اليوم من عام 1976، نجحت قوات السيد الصادق المهدى عليه الرحمة ، بمساندة شكليـة لا تتعدى العشرين من الأخوان المسلمين والإتحاديين.. نجحت فى إحتلال الخرطوم لثلاثة أيام.. ولكن الطيران المصرى والخابرات المصرية، أحبطت العملية وهيئت جهاز أمن النميرى لملاحقــة وإعتقال الأنصار وحزب الأمة، والزج بهم فى السجون. تدرب الأنصار وتسلحوا فى ليبيا بدعم ومساعدة القذافى، لذلك سميت الحركة بالغزو الليبى. وفى نفس الوقت كان الأستاذ محمود محمد طه ومعه مجموعة من الجمهوريين فى سجن كوبر.. سجنهم اللواء عمر محمد الطيب رحمه الله.. لأن الجمهوريين أصدروا كتيبــاً هاجموا فيه الوهابية ومن يدعمهم فى السعودية.. فى ذلك الزمن الوهابية كانوا الحاضنة السياسيـة للحكومة السعودية والى وقت قريب حين أوقف الأمير محمد بن سلمان هذه العلاقة.
وبعد فترة قليلة من إعتقال الجمهوريين وعلى رأسهم الأستاذ محمود قررت وحدى، وكان عمرى حوالى 20 عاماً، أن أذهب الى وسط الخرطوم وأتحدث عن التدخل السعودى فى الشأن السودانى.. وذهبت الى قهوة أتنىه Athene بالقرب من شارع الجمهورية وشارع القصر.. أعتليت ترابيزة لم يكن حولها ناس.. وبدأت الكلام بصوت عالى لتسمعه الأطراف البعيدة.. ولكن الكلام كان باللغة الإنجليزية، والسبب كان أن كل الرواد تقريبا مثقفون، ثم انى أردت أن أحيد رجال الأمن لفترة حتى يعرفوا ماذا أقول، وفى هذا الوقت أكون قد قلت ما أردت قوله أو معظمه.. فإن أفراد الأمن لا يجيدون الإنجليزية.. وحين عرفوا انى معارض والكلام كله معارضة.. اقترب منى إثنان منهم وطلبوا منى أن أنزل واصطحبهم.. وأخذونى الى مدخل السفارة الأمريكية الذى كان فى شارع الجمهورية ولكن السفارة نفسها كانت فى الطابق الثالث.. وفى المدخل الأرضى كان بوليس سودانى طلبوا منه أن يحرسنى حتى يذهبوا ويعودوا بسيارة.. البوليس رفض طلبهم وقال ان هذا ليس من إختصاصه وهو حارس السفارة فقط.. ولكنهم خرجوا .. ولكن قبل أن يخرجوا وجه كلامه لى قائلاً "يا زول أنا ما ماسكك ولا أى شئ وانت واقف هنا براك وعلى مسؤوليتك" المهم لم اهرب وانتظرتهم حتى عادوا ومعهم لاندروفر وذهبنا الى مبانى القيادة العامة (جهاز الأمن).. الضابط فى الإستقبال قال لى.. بتهكم.. إرتريـا تتحدث.. بهذه العبارة.. طبعا لم
أقل شيئاً.. ثم تكلم موجها حديثه لى وقال عدة جمل باللغة الإرتريـة أو الأمهرية لا أدرى.. وحين لاحظ انى لم أفهم شيئا قال للعسكر الذين احضرونى اليه "ما حبشى" أظن عندهم اختبار ويراقبون ردود الفعل أو إنفعال الشخص. قال لى انت مالك ومال البلد ما تشوف قرايتك.. السياسة دى عندها ناسها.. ثم وجه حديث للعسكريين: كان يقول شنو؟ واحد قال ليه وهو يضحك والله يا جنابو ما عرفناه لكنه كان يتكلم إنجليزى تقول وزير الداخليـة..
ثم أمر الشخصين ان يصحبانى للزنزانة.. اليوم التانى أحضروا ثلاثة معتقلين من أبناء الغرب فى زنزانتى أعضاء الغزو.. ولكن جاء ضابط، ويا للحزن والعنصرية البغيضة. قال لهم دا ود عرب مالكم ساجنينو مع ال ***** المرتزقة ديل.. (النجمات كلمة عنصرية غاية القبح) يعنى حتى فى المعتقل يميزوا بين السودانيين على اساس العرق واللون. ختونى فى زنزانة وحدى إنفرادية.. اليوم الثانى والثالث امتنعت عن الطعام.. وقد عرضوا على أن أطلب أكل من البيت زى كسرة ولكنى أيضا رفضت.
وفى اليوم الثالث أخذونى الى سيارة وحولونى لسجن كوبر، وسلمونى لمدير السجن بعد ملأوا بعض الفورمات.. ولكنى واصلت الإمتناع عن الأكل، فأبلغ المساجون حراس السجن، وتحولت الى المستشفى داخل السجن، حيث كان كبار حزب الأمة فى غرف خاصة بالمستشفى.. وقد طلب الطبيب من ناس حزب الأمة أن يقنعونى بالأكل بدون فائدة.. وفى اليوم الخامس رفع الطبيب تقرير سريع للإدارة بعد الكشف على.. فطلب مدير السجن حضورى للمكتب، وفى المكتب وجدت انهم طلبوا مندوبى الأمن ووصلوا قبل حضورى.. فكلمهم مدير السجن كلاما شديداً لأنهم لم يخبروه انى كنت مضربا عن الطعام حين احضرونى.. المهم عدت الى مبانى الأمن.. الى الزنزانة.. وبعد حوالى ساعة حضر عسكرى وقال لى انى سوف أقابل مدير الأمن الداخلى وكان
حينها اللواء الفاتح الجيلى هذا ما قاله العسكرى.. وفى مكتب المدير قال لى الفاتح بالحرف "أبيت الأكل عشان مسكناك"؟ لم أجب، ثم سألنى هسى لو فكيناك.. ولم يتم الجملة لعله توقع أنى لا أجيب أو لا اقبل الشرط.. فأصدر أمره بإطلاق سراحى..
أخذونى فى عربة كبيرة.. فان.. الى امدرمان، وحاولوا فى العربية يعطونى فول حاجات وشكرتهم ورفضت أيضا.. واحد قال للتانى والله انت وجبة ما تفوتها خلى خمسة يوم.. المهم نزلونى فى شارع الموردة أمام ميدان الخليفة، وكان المشوار طويل للمحطة الوسطى ولكنى مشيته.. وكنت مرهقا جدا، فذهبت الى بنك الخرطوم حيث كان يعمل الأخ الراحل يوسف هاشم نجم مديرا للفرع.. ولأول مرة شربت شاى وأخذت بعض الراحة قبل أن اواصل بالمواصلات العامة للبيت.
مسؤولية ما حاق بالأنصار فى تلك الأيام المشؤومة تقع على عاتق الصادق المهدى
نسيت أقول أنه حين علم الأستاذ محمود بوجودى فى كوبر، وكانوا فى قسم أخر.. أرسل الأخ محمد على مالك للمدير وطلب تحويلى الى مجموعة الأستاذ، ولكن المدير ذكر له ان قرار الإفراج من السجن قد صدر بالفعل..

Post: #3
Title: Re: 2 يوليـو 1976.. الذكرى 46 لإحتلال الصادق المه�
Author: Abureesh
Date: 07-02-2022, 03:36 PM
Parent: #2

فوق للمزيد من الإطلاع