Post: #1
Title: على متن سفينة نوح
Author: ابو جهينة
Date: 06-08-2022, 10:52 PM
09:52 PM June, 08 2022 سودانيز اون لاين ابو جهينة-السعودية _ الرياض مكتبتى رابط مختصر
( و أن أصنع الفلك بأعيننا يا نوح ) الفلك الذي سيحمل النبي الصالح و قومه و حيواناته . سيكون وطنا مصغرا ينتقل من حالة إلى حالة ، و من مكان إلى مكان. و بدأ نوح نجارة الفلك من عدة أنواع من خشب الأشجار ( سنط و نيم و تبلدي و حراز و بان و مهوقني و أبنوس و شاف و طلح و نخيل و دوم ). فكان الفلك في غاية الجمال ، يتلألأ تحت أشعة الشمس بعدة ( ألوان ) ، لم تجعله هذه ( التعددية ) في الألوان مشوها أو متنافرا، بل متماسكا و صلبا و متوازنا ، تتناغم ألوانه رغم ( التباين في درجاته ). و أمر الله نوحا أن يأخذ من كل زوجين إثنين ( ذكر و أنثى ) ، لحفظ النوع من الإنقراض. فأختار نوح أولا من بني البشر ، المؤمنين به ، بصرف النظر عن ألوان بشرتهم و سحناتهم.المؤمنين بوحدانية الله ، و بأن ( الفلك ) هو ( وطنهم ) إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. حملهم الفلك ، و رغم (كثرتهم ) ، كانوا يحسون بأن هذا الفلك ( أكثر إتساعا ) من قراهم السابقة الواسعة الرحيبة. و بالرغم من ( تنوعهم ) ، كانوا يتحدثون بلسان واحد ، يفهمون لغة واحدة ، هي ( لغة المحبة ) و لغة المصير الواحد. و جاء دور الحيوانات التي كانت تشكل الأكثرية ، و التي كانت تشكل الخطورة على السفينة لما يمكن أن تحدثه من (فوضى و عراك و إفتراس ) و بالتالي إختلال للفلك في عرض هذه الأمواج المتلاطمة من المياة . إنه تلاحم حتمي يفرضه ( التجاور ) و ( المصالح المشتركة في حيز معلوم ). و لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث. سارت الرحلة تنساب بأمر ربها ، و بحكمة ( قائد ) واحد و بإلهام من ربه ، رغم أمواج المياه من تحتهم و المطر المنهمر من فوقهم ، و الرعد يزمجر و يكركر و البرق يكاد سناه يخطف الأبصار و تنخلع له القلوب. و نصحهم نوح بأن الأرض القادمة التي سترسو عليها السفينة ، أرض خير و بركة ، و أن ( التعايش ) لا بد أن يكون بمبدأ ( الفقرا إتقاسمو النبقة ) .. و لا مكان هناك للأنانية و الطمع و الحسد و الحقد. و عندما وصلوا ................. عرفت الديناصورات أنها لن تستطع العيش في عالمها الجديد ، و أنه عالم لا يصلح للعمالقة من أمثالها ، و أن ( النبق لا يكفيها كطعام )، عندها ، إنقرضت الواحد تلو الآخر ، تاركة بصماتها في حيوانات تشبهها ( شكلا و طريقة كسب عيش )، و لكن ليس ( حجما ). و لحقت بها فصيلة الماموث ، و هي أيضا تركت فصيلة الأفيال التي ( تحاكيها ) شكلا و لكن دون ( فائدة ) تذكر. و لحق بجيل العمالقة لفيف من الحيتان التي لم تتشرف بأن تعيش عصر ( يونس عليه السلام ) و تفخر بأن أحد أفراد فرع من الفصيل قد إبتلع نبيا بأمر الله. و لكن كفاها فخرا بأن الحيتان ما زالت ( تجوب ) مياه ( العالم قاطبة ) تسبح بحمد الله بأن قيض لها هذا ( الهواء في الماء و على سطح البحار ) ، يستنشقونه ( دونما مضايقة كما يحدث لبقية خلق الله في البر ). فقالت الأفيال و هي تدب بأقدامها على اليابسة: نحن ورثة العمالقة ، و البلد بلدنا و نحن ( البنفجخ ) البقيف في طريقنا. و لكن الأسود لم تضيع وقتا في الحديث ، فقامت بإنقلاب دموي ضد الأفيال ، و نصَبوا ( أبو لبدة )ملكا عليهم ، و أعطوا اللبوة لقب ( أم الملوك ). و في الإنقلاب إياه ، تم قطع عدد من خراطيم الأفيال ، و إقتلاع كمية من الأنياب ( العاجية ) زيادة في إذلالها ، و تم (تحييدها) تماما ، و منْعها من الإشتراك في أي قتال ، فأكتفت الأفيال بتلك (الصيحة) التي تمزق طبلة الأذن أيما ممزق . و لكن الأسود ، و إحتراما (لحجم) الأفيال ، و حفاظا على ( التوازن البيئي و توازن القوى ) ، أطلقوا يد الأفيال في ( الغابات ) تفعل بها ما تشاء ، كما إتفقوا عند (مشارف إحدى البحيرات) على أن تمتلك الأفيال ( ممرات آمنة لشرب المياه ليلا ، بشرط أن يكون القمر إبن أربعطاشر أو في رائعة النهار ) و الويل لمن يستعمل هذه الممرات في أوقات مرورها. ثم حرموها من الإجتماع في قطيع يضم أكثر من ثلاثين فيلا في وقت واحد و في مكان واحد ، و لا بد أن تأخذ إذنا من ( أبولبدة شخصيا ) ، أو ( من أم الملوك ) في غيابه. و الويل لهم إن أتوها و هي ( مرضع ) أو تداعب ( أشبالها ) ، فهو الهلاك المحتوم ، لأن مزاجها حينئذ يكون عدوانيا. الذئاب و الضباع كانت طابورا خامسا للنمور و الفهود التي كانت تعد العدة لعمل إنقلاب مضاد و لكن (أبو لبدة ) إكتشف المؤامرة غير أنه غض الطرف عن ( فكرة إعدامهم ) و أكتفى (بنفيهم ) من ولاياته و تخومها. لذا فإن الطابور الخامس أعلاه ، لا يدور في فلك الطبقة الحاكمة من ذوات المخلب و الظفر . و رغم أنه محسوب عليها إلا أنه ظل خارج نطاق ( الهيبة ) في كل العصور ( الأسدية ) ، و ظلت تخيف من هم أقل شأنا منها بإنتماءها ( للطبقة الحاكمة ) و أَن لها أياد و أنياب في العرين الملكي. عليه ، فقد إنقسمت فصيلة السباع ( و التي هي من قبيلة السنور الكبيرة ) إلى عدة أقسام حسب (أنيابها و أظافرها) و ( لون جلودها ) و حسب حبها للحوم ( حمراء كانت أم بيضاء، طازجة كانت أو جيفا منتنة ). و بقيت الفهود و النمور ، تتربص الدوائر بأبي لبدة و قبيلته ، و تنافسه فقط في ( الصيد ) و لكن إلى حين. القرود كانت دائما في محل شك كل الحيوانات ( منذ بدء الخليقة و حتى قبل نظرية داروين ) ، فهي لم تنل ثقة أي من بني جلدتها ( الغوريللا و البابون و هلم قِرْدا ) ، ناهيك عن بقية الحيوانات ، لذا ظلتْ ترتاد ( قمم الأشجار ) ، مكتفية (بالمراقبة فقط )، تقدم خدماتها للذي يدفع أكثر أو للذي يؤمِن لها الحماية. و قد عوقبت أكثر من مرة لتقديمها معلومات مضللة ، و لقيامها بعمليات مزدوجة Double Agent ( كالمنشار ). أما فصيلة الثعابين ( سيدة قبيلة الزواحف ) ، فهي تعيش في ( كانتونات ) تحت الأرض ، و لا تحتاج إلى مساعدة من أحد ، مكتفية بما منحها الله من قوة ( في السم النقوع )، و بينها و بين فصيلة السباع ( حلف غير موقع ) و لكنه ملزم ، إسمه ( الحلف المنزلق ) ، و يتجدد الحلف كل سنة عند موعد تغيير الثعابين ( لجلودها الناعمة ) بالإحتكاك بالأشجار و الصخور. الجوارح من الطيور ، أقسمت ألا تعيش إلا ( خطْف لزْق ) ، معتمدة على النظر الحاد ، و أخطر أنواعها هو ( صقر الرمة ) ، فهو يستطيع شم رائحة الجيفة ( من على إرتفاع شاهق ) ، و رغم أن فصيله كبير العدد ، إلا أنه بجشعه لا يحدث أحدا بما ينوي أو ما يرى ، لذا تتعارك عند ما تلتقي على ( الجيفة ) ، و تنشغل بالعراك حتى تأتي الضباع و الذئاب و تفوز بالغنيمة ، فتجتمع يتلاومون و يتعاتبون و يضعون ميثاق شرف للتعاون و تبادل الخبرات و المعلومات ، و لكن ما أن تلوح في الأفق ( رائحة جثة ) ، حتى تتمزق الوثيقة قبل أن يجف مدادها. أما الصقر الفريد من نوعه فهو ( صقر الجديان ) ، فهو ( مغبون ) من يومه ، و حتى قبل أن يعرف أن أناسا سيأتون فيما بعد و يجعلون من ( الخرتيت ) رمزا لهم ، و هو الذي قام (جده الأكبر ) بإختيار ذلك البلد ليكون مستقرا له و لأفراد سربه الكبير مستقبلا. لذا فإن إسمه مشتق من إسم جده الأكبر ( جديان ) الذي كان يؤمن بفلسفة ( وطن الجدود أنا هنا ، أو تدري من أنا ؟ ). الحيوانات المائية و البرمائية ( هي أكثر المخلوقات حظوظا ) ، و خاصة ( البرمائية ) فهي إن وجدت أن ( الجو ) غير ( ملائم ) برا ، زحفت للماء و غاصت فيه مستمتعة ( بالأوكسيجين المذاب في الماء ). تماما كالذي يحمل جنسيتين أو جوازى سفر ( كراع هنا و كراع هناك ) ، و يعيش في البلد الذي يكون أكثر إستقرارا. زوجة نوح ، كانت من الغابرين ، لم تكن تصلح أن تكون زوجة لنبي صالح كسيدنا نوح و لا أن تنجب له من صلبه أبناءا يرثون (حكمة الأنبياء) و حمل رساله الرب الأبدية. ولدت له إبنا. لم يكن مؤمنا. رغم أنه من صلب نبي. من هنا جاءت الأضداد : العسل من تحت إبر النحل. المسك من تحت إبط ( حيوان لا زال الغموض يكتنفه ). ورود جميلة بأغصان شائكة. علامة سيدنا نوح لركوب الفلك ، هو أن ( يفور التنور أو الفرن الذي في منزله و يخرج منه الماء ، إمعانا في الحذر ) ، فيعرف أنها البداية فيتوكل على الله خالقه نحو سفينته مع أتباعه و مخلوقات الله. زوجته ، رغم أنها رأت فوران التنور ، لم تتعظ ، لم تعرف مغزى ( المعجزة ). و إختارت أن تقف مع ( الباطل.) ، بهرتها أفعالهم ، و أصنامهم ، و فسقهم و فسوقهم و فجورهم ، فأنجرفت معهم ، تاركة الرجل الجليل يعفر وجهه ( بنشارة الأخشاب وحده ) ، و نقل الأشجار مع المؤمنين الموحدين ، و وقفت تسخر منه مع الساخرين. و إبنه ، الغرير ، قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء. و هو لا يدري أن الغضب الآتي لا توقفه حتى سلاسل من جبال. و بجزع الأب ، قال نوح : يا رب إبني. فقال له الرب : إنه عمل غير صالح. فكان من المغرقين. يقول العلماء ( مجتهدين في ذلك ) أن سفينة نوح رستْ على جبل الجودي جنوب تركيا ، و يقول آخرون أنها رست شرق آسيا . مجرد إجتهاد. و لكن في إعتقادي ( الجازم و الحازم )، و مستعملا أدواتا كثيرة في علم الإجتهاد التاريخي ، أقول بأن السفينة رستْ في مكان ما وسط غابات الأشجار التي دخلتْ في صناعتها ، و هو مكان لا يبعد كثيرا عن مكان غرق القوم الفاسقين ، و لكن السفينة أرادت أن تقول بأنها عادت لجذورها ، عادت لموطن الجذوع التي رسمت جسدها المتين. تفرق القوم على ظهر تلك البسيطة الطاهرة ، و عاشوا و هم يجترون ذكرى رحلتهم الرهيبة التي ( تقاسموا فيها الملح و الملاح ) و من ثم تزاوجوا و تكاثروا و فاخروا الأمم ، و صاروا مثلا يحتذى بين جيرانهم. و لكن فليعلموا ، أن التنور لن يفور مرة أخرى. و أن الأشجار لن تكفي لصنع سفينة لحمل الناس كلهم. و أن الحيوانات لن ترضى بدخول السفينة إلا مجتمعة و ليس زوجين من كل نوع. و في النهاية ، لقد إنتهى عصر الأنبياء. لك الله يا وطني.
|
Post: #2
Title: Re: على متن سفينة نوح
Author: صديق مهدى على
Date: 06-08-2022, 11:26 PM
Parent: #1
حبيبنا ابوجهينة بوست يستحق المتابعة مع مراعات فروق الزمن تحياتي
|
|