التوم هجو المسكين واستبرتيز القحاتة

Quote: كتب صديقنا العزيز بروف. معتصم احمد الحاج https://www.0zz0.com جاءني في المساء وقال انه قادم بعد استدعاء الامن وان محمد عطا قال له ان ماتقوله عن الجنائية صحيح ولكن اذا رددت ذلك القول فإننا سنغتالك ، وهذا تحذير اخير .....قلت له : انهم جادون في ذلك ولهم اساليب متعددة في الاغتيال ويمكن ان يدبروا لك حادث حركة عادي وبدون اية شبهة اغتيال ... آن الاوان ياعلي ان تخرج من البلاد وسيكون وجودك في الخارج مفيدا للقضية الوطنية ....بعد ضغوط شديدة ولايام ، وافق علي السفر ، وبدأ مرحلة جديدة في عمله الوطني....بما له من قدرات ، كان اعلاما متحركا ، قابل وناشد وتكلم وكتب من اجل قضية الوطن ....علي محمود لم يكن مجرد محامي شاطر بل كان مشرعا ، اعد العديد من المشروعات في فترة وجوده بالخارج ، مشروع لدستور السودان ، مشروع تنظيم الحياة السياسية ،مشروع القانون الجنائي ، مشروع محاكمة وازالة الفساد والعديد من المشروعات،ولعل اعظم مساهماته بعد انتفاضة ابريل 1985 اعداده لمشروع ميثاق الدفاع عن الديموقراطية الذي وقعت عليه الاحزاب عدا الجبهة الاسلامية ولكن عندما تم التعدي علي الديموقراطية لم يك من وقعوا في مستوي الحدث ، فاستمر انقلاب الانقاذ الي ان ظهر جيل جديد اطاح بها في صمود اسطوري ....كنت اقول لعلي (انت شبحتك كبيرة ولاتتوقع ان يكون الناس مثلك ) ، افعل الصحيح واتركهم يلحقون ... علي محمود في كل يوم له فكرة وله مشروع .... من القلائل من ابناء جيله اصبح بارعا في استخدام الميديا وعرف اهميتها في مشروعه النضالي ، فكان ينشر البيانات ويبث الرسائل والندوات والافكار والمشروعات عبرها ليتعرف عليها الجميع ..... كان عندما يشكو من ابناء الداخل ، اقول له اتركهم يصنعون تجربتهم ... في عام 1995 طرح فكرة اسقاط النظام بقيام لجان الاحياء وان يحتل شباب كل حي حيهم ويقيمون المتاريس ،فلا داخل ولاخارج من الاحياء وبالتالي شل حركة النظام ، وهذا ماحدث خلال ثورة ديسمبر المجيدة ....... تنتصر الثورة ويعود علي محمود راكعا مقبلا تراب الوطن ويذهب الي معقل الثوار في ساحات الاعتصام داعيا الي اعلان تشكيل الحكم المدني واداء القسم في ساحات الاعتصام ، ووجد تاكيدات من مناديب الاتحاد الاوروبي الذين زاروه بانهم سيعترفون بالحكومة ، تلكأت القوى التي سطت علي الثورة الي ان ظهرت معالم الوثيقة الدستورية التي علق عليها تعليقات مهمة ولكن اصابهم الغرور .... يوم الثلاياء الاخير كنت معه صباحا وكان مرهقا ، وشكا من قلة خبرة الشباب ونقائهم وعملهم مع مجموعات متآمرة وانه يخشى عليهم ولايشاورونه ..قلت له اتركهم يصنعون تجربتهم وزودهم بالنصائح اذا رغبوا ...احسست وانا واودعه بان ذلك هو الوداع الاخير ...قال لي : يامعتصم انا ابنت جميع من اعرفهم ولااحد غيرك يعرفني ....وكأنه يوصي ان اقوم بذلك ..... ..... صباح الجمعة اتصل بي زوج بنته ايهاب وقال لي الاستاذ تعب شوية وذهبنا للمستشفي ورحل .....في مثل هذا اليوم تيتم السودان في واحد من اخلص ابنائه ، بعد ان ادي رسالته بابدع ما يكون ولكن كان ينتظر منه الكثير .... لحكمة ارادها الله رحل علي محمود آخر جيل العمالقة....كنت اقول للبروفسير مهدي امين التوم : ان المثقف السوداني يركب قطار الوطن ويندر ان يصل معه للمحطة الاخيرة ، فمتي وجد مصلحته نزل ولم يبق في القطار لمحطته الاخيرة إلا انت وعلي محمود ...رحل علي محمود ونحن نلهث بلحاق القاطرة مع مهدي حتي المحطة الاخيرة وهي الوطن ...... رحم الله علي محمود حسنين وان يجزيه الله بقدر ما قدم لوطنه . *بروفسور المعتصم احمد الحاج*