والخريف والشتاء رايتهم بك فرحين

والخريف والشتاء رايتهم بك فرحين


04-18-2022, 06:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1650304591&rn=0


Post: #1
Title: والخريف والشتاء رايتهم بك فرحين
Author: أبوذر بابكر
Date: 04-18-2022, 06:56 PM

05:56 PM April, 18 2022

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر



أما قبل

ارنو الان الى ذلك الطعم الشاهق، فتمسك ذروة المعنى فيك بتلابيب الروح
يخشع البصر وتخر البصيرة لك ساجدة

حياكِ الخالق

معطرة غيوم الشوق الآن، محتشدة بعبق التمني وضوء اللحظات، ببخل الوقت وتآمره العجيب
فالحروف وبكامل طقوس وعيها الغائب، اضحت مكسوة بكل ما في الأسئلة من دهشة، والاجابات تدثرت بإبتسامات أخذت تكتسي بغلالات الترقب، والحزن مكتمل النضوج

لحظتئذٍ، أخذت أغني جهراً وأنوح سراً

والعشق اذا عسعس
والوجد اذا اشتعل
والسحر اذا تنفس
والموت إذا اكتمل

فتقطرت الثواني تعلن ميلاد الإشتهاء، تعلنك سيدة وسلطانة على جميع ممالك الطعم. وقتذاك، توالت حشود الألوان أجمعين، ونصبت خيام ألقها في باحات حضورك، فانتبذت الأملاك أركانا زرقاء وهي تتهامس

أنظروا أنظروا
ها هي ذي هناك، طعمها الشهد، وشهدها رسول من عمق الجنان
أنظروا
وشرعت تكتب إسمك على جذوع البروق، وتمنح أطفال القصائد إسمك المغزول من بشارات النشيد والنبوءات العتيقة

بدأت أكتب أسماء طعمك الحسنى وأنقش رسمها على لوح التمني، فوق جدران الغناء
إنحاز بعض الفرح إلى إسمي، وكثير منه أشاح بوجهه عن وجه الرجاء، جلست الدروب والطرقات تحت ظل ذلك اللقاء وأخذت تصنع من خطوات العابرين مواويلا برائحة الضوء المعطر بالحبور، وتؤلف من نظرات عيونهم ملاحما للنهار

بدأت أكتبك، أكتبني
حكاية أولها فى خاطر الإله، ولا يعلم نهايتها سوى مااختزن فى علم غيب العاشقين

كتبتك
ماشاء لىّ الشتاء
فالعشق يغري بالهطول
والنهار يبذل دفئه زلفى لحضورك الندي

ثم قلت
اكتبيني
في صفحات ذلك النهار
وحين أرق الاغنيات يواري سوءة الحزن، ولو قليلا
تخيري أي الجهات تقودني إليكِ
أى الوعود تهطل لأستقي منها ضحكات عينيك
أي نزيف ، أو ربما نيل يجري من لدنك صوب شرايين التوق المجدب في نواحي قصيدتى

قلت أكتبيني لأخضر

وأحيا

Post: #2
Title: Re: والخريف والشتاء رايتهم بك فرحين
Author: Abdalla Gaafar
Date: 04-19-2022, 08:09 AM
Parent: #1


أبو آمنة
رمضان كريم
أم بعد
فهي امرأة لا تصلح للحزن

امرأة من من برج الزهرة .... ارضعها النهر حليب الدهشة ... ونصبها القمر اغنية لطلة بلوغه بدرا .... ذات ضعف فاضح خرجت متبرجة القلب .... فتداعي الوقت .. وفقد الكون هيبته... فدارتها السماء بالغمام والنساء بالغناء ... فاسترد الكون والوقت هيبتهما لبرهة .... فعبرت بهما الي اقاصي الغناء .. حتي تحولا إلى لهاث ... فامتلكت ناصية الجمال والانوثة.
امرأة بابلية الحقوق .... لها حق التواجد في الاخرين .... (حين وحيث وكيف تشاء) ..... ولها حق ان تكون الحلم .... وحق الاياب والرحيل والغياب ... ولها ايضا حق التملك حد الخضوع ... وخصوصا حين يصيبها الضعف جراء جلوسها في حضرة من تحب ....
ذات ليلة ماطرة التقيا...... عرفها وعرفته .... بدت كقوس قزح ... بهية الانحناء والجمال.... قمرية الانوثة .... مليئة بالضحك الصديق والطرب ...... مزيجا رائعا من الدلال والغزل .... انيقة القوام و(القدلة) .... ياخذ النسيم نشوته وترحل العصافير علي ايقاع لحن خطوها الرزين اذا اقبلت أو ادبرت ....
هي امرأة من ضحك خصب وعذب .... يحدد طعم ضحكتها ... كيفية التقاء الناس والشوارع والمواسم بها .... التفاتها الدائم والدائري حولها لتري اثار خطوها علي قلوب من حولها .. حدد مساحة بقاء قلبها علي ساحة العشق الواحد ....
مابين عطر القدوم والرحيل ... بدأ الفصل الاول والاخير لقصيدة لم تكتمل .... عشقها ففرح بها ... وفي غفلة من سطوة العقل ..... هطل حد الجفاف ..... هطوله بعنف حرمانه القديم اربك مقدرات قلبه علي احتوائها كاملة ..... لحظات من النشوة السريعة المكتملة الاركان ... شيء كاحساس العشاق بصوت أم كلثوم حين تغني هزيمة العاشق بكاءاً علي الأطلال أو جمال اعترافه بانتصار قلبه .... في أنت عمري .... عشقاً رقيقاً واستغراقاً حد الأناقة فيه ...
امرأة من دهشة وبريق .... تراثها من الحزن القديم ربما هيأها لعشق قلق وجامح ... دائمة الجلوس علي مقاعد التوتر وقلوب الاخرين ...
ذهبت فيه الي اقصي اعماقه فهذبت ما استطاعت من صفات الحزن فيه ... فرسمها علي الدفاتر وجزوع الشجر وجدران الشوارع اغان ونخيل وقصائد ....حتي صارت فصله الاخير.... فانتظرها...

عشقته باتزان قلق .... وحين احست به عميقا .... قالت: هو خطأ القدوم الي قلبها في الموسم غير المناسب ..... عرف انها النهاية ... وعرفت انها البداية ..... خروجها من قلبها مباشرة اليه .... اضعف لحظات احساسها بالامان في حضن الحديث الهمس أو العناق ..
قالت حين ارهقتها البداية: لا اصلح لقلبك ... فلا زلت انت كما انت....تحتاج الي الكثير من الحزن لتتذوق معني الفرح .. وانا استعدت حريتي من الحزن .... بعد ان استعمرني دهرا من ماض كئيب ...
قال: لديك الان والغد ومقدرة النسيان ....
قالت: لا سبيل اليهم وفيك كل هذا الكم الهائل من الحزن والتناقض والاحلام
قال : وددت لو نظرتني ... وحكمت فعدلت
قالت : ما عدت استطيع ان اعدل بين القلب والعقل واحزان الاخرين
قال: اذن هو الخوف من ان ان تضعي كل قلبك في عشق واحد
قالت: اكره ان يذهب القلب بعقلي وذاكرتي فلا اجد الي العودة سبيلا لاحدث الناس عنك
قال: لم يذكر التاريخ امرأة ذهب العشق بعقلها بعد .... وأدرك لاحقاّ: سوي جورجيت ... ضحكت وغادرت الي خوفها .....
وغادر هو الي حزنه كالعادة .... أحبها .... رغم انها امرأة لا تصلح للحزن