Post: #1
Title: مكي ابراهيم مكي:الجاهلية الجوفاء!
Author: شوقى الفقس
Date: 04-14-2022, 04:59 AM
03:59 AM April, 14 2022 سودانيز اون لاين شوقى الفقس-UK مكتبتى رابط مختصر
ما استغربه حقاً أن يمارس شخص سوداني افريقي أسود العنصرية على سوداني آخر يشترك معه في لون البشرة والملامح ويتعرض لنفس ما يتعرض له من تمييز وظلم بسبب اللون في دول مجاورة .
ما تلفظ به احد محامو هيئة الدفاع عن مجرمي نظام المخلوع ((البشير)) داخل أروقة ما يسمي تدليساً بمحكمة قادة انقلاب ((89 يونيو)) بألفاظ عنصرية نابية في حق الاستاذ ((لقمان احمد)) تكشف بوضوح تفكير العقلية الخربة والمریضة لنخب دولة مابعد "الكولونيالية" بشقيها ((يمين ويسار )) التي مارست الاقصاء و التمييز العرقي الزائف و الممنهج على أغلب مواطنيها فتحولت إلى نظام دولة فاشلة تمارس الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد السواد الأعظم من الشعب في القرن الحادي والعشرين.!!
لا شك، إن مرض عدم الثقة بالنفس لبعض (السود) السودانين من جهات المركز النيلي، والتمييز العرقي والثقافي الذين يمارسونه إتجاه أبناء جلدتهم من (السود) السودانيين الآخرين من اقاليم اطراف السودان، قد عمق الازمة السودانية، وأصبح يهدد تماسك ما تبقي من السودان -كل السودان ، بكلمة اخري، هذا الاستلاب القاتل و هروب البعض من حقيقة هويته وانتماءه هما مكمن الأزمة السودانية..!!
بعض السود المستلبون من المركز ما فتئوا يتوهمون أنتماءا عربيا خالصا فتشكل وجدانهم وضميرهم علي أساسه فصاروا كارهين لذواتهم السوداء هاربين منها ورافضين لها حد الهوس..!!
وتتجلى هذه النفسية المريضة فى تدمير الذات السوداء من اجل بلوغ مجد أسيادها المتوهم عبر الحدود، إنها نفسية تماهي و توق المقهور المستلب مع سيده و إعلاء قيمه بتنحية و ازالة قيم ذاته ، هذه الحالة معروفة فى مجرى التاريخ البشرى بذهنية المقهور التي لا يتعافى منها الإنسان إلا بالتصالح مع النفس، لكنه امر لا يستطيعون بلوغه إلا عندما ينظرون للعالم بعيونهم الحقيقية و ليس بعيون السيد الذي يركضون و يلهثون للانتماء و اللحاق به...!!!
ما يثيرالسخرية والحيرة في أن بعض الذين يعانون من هذا المرض والهوس قد عاشوا، وما زالوا يعيشون في بلاد العرب والغرب الأوربي والامريكي! كأنهم لم يقرأوا، اويسمعوا بروايتي "موسم الهجرة الي الشمال"التي استكشف فيها الراحل الطيب صالح ازمة "ألانا"السودانية في مواجهة الاخر "الغربي" او رواية "حُجول من شوك" التي عرت فيها الدكتورة بثينة خضر ازمة "ألانا" السودانية في مواجهة الاخر العربي..!!
هؤلاء العنصريون المتوهمون يعلمون يقينا كل يوم ماهية تصنيفهم وهويتهم لدي العربي و الغربي، ولكنهم يهربون و يكرهون ذاتهم وانتماءهم الحقيقی ..!!!
آخر القول ،آن الأوان علي أبناء الشعب السوداني الشرفاء والحادبين علي مصلحة الوطن ومستقبله للجلوس والتفاكر علي كيفية إدارة هذا التنوع العظيم ، مراجعة اشكاليات العنصرية وغيرها من دعاوي الجاهلية الاولي التي أصبحت واقع معاش في مفاصل الحياة السودانية، بتجرد تام لتصحيح مسار العلاقة بين الشعوب السودانية للعيش في سلاما ووئام ..!!!
مكي ابراهيم مكي الاربعاء 13/أبريل 2022
|
|