بطاقات مشعثة (21)‏

بطاقات مشعثة (21)‏


04-12-2022, 03:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1649774715&rn=0


Post: #1
Title: بطاقات مشعثة (21)‏
Author: Moutassim Elharith
Date: 04-12-2022, 03:45 PM

02:45 PM April, 12 2022

سودانيز اون لاين
Moutassim Elharith-UK
مكتبتى
رابط مختصر



بطاقات مشعثة (21)‏
معتصم الحارث الضوّي
‏12 أبريل 2022‏


‏(1)‏
وقفت مجموعة من الناس في قرية الواقع ليختاروا سيارة تنقلهم عبر وادي الحلم إلى مدينة المستقبل. ‏
وجدوا سيارتين؛ إحداهما تحمل اسم "رزق اليوم باليوم"، وعلى لوحتها الخلفية "ياخي باركوها"، ولوحتها ‏الأمامية "كدي النشوف الحاصل شنو".‏
أما السيارة الثانية فكُتب عليها "العمل المدروس"، ولوحتها الخلفية تحمل "العلم والإخلاص"، ولوحتها ‏الأمامية "الإرادة والقيادة".. اللطيف أنهم منذ عام 1956 يتشاورون أي سيارة يختارون!!‏
حدجني ساخروف بنظرة ثاقبة وغنّى بخنشورية معهودة: هالسيارة مش عم تمشي.. بدنا حدا يدفشها دفشة!‏

‏(2)‏
ذات تجرد.. كتب الأستاذ فتحي الضو مقالة بعنوان "الحسد في السياسة السودانية" قعّد فيها للظاهرة ‏ولتأثيراتها على واقعنا المعيش. إن شئت دليلا فانظر كثرة المبادرات السياسية التي لا تختلف إلا في ‏الصياغة و..‏
قاطعني ساخروف: ننتظر صحفيا بذات الشجاعة ليكشف بقية العلل!‏

‏(3)‏
سقط ثور ضخم على الأرض بعد أن تعرّض لسهام مسمومة. ‏
تبادلت مجموعة من الصيادين النظرات، وسرعان ما خلعوا بزات الصيد، واستبدلوها ببدل باريسية فخمة، ‏واقتربوا وكل منهم يُخفي سكينا وراء ظهره، ثم هجموا عليه ليقطعوا أوصاله. ‏
فاجئني ساخروف بصوت دامٍ: حسبك.. ثم تناول منديلا ليمسح دموع قلبه.‏

‏(4)‏
لو قضى السودانيون ربع الزمن الذي يقضونه على الفيسبوك والواتساب في الاطلاع والتثقيف الذاتي لما ‏احتجنا لثورة أصلا.‏
قال ساخروف: أعلمُ رأيك فلا تكرره: الوعي هو المنطلق والمنتهى، والسبب والغاية.‏

‏(5)‏
لماذا السياسي عندنا محتال وليس خادما لمصلحة الشعب؟!‏
تفادى ساخروف النظر إليّ وهو يسكب الشاي: لأنه يمثل نفسه وليس الشعب. لماذا أنتَ غبي؟!‏

‏(6)‏
بحكم المهنة والإدمان أيضا، اتابع بصورة دورية بعض المتحدثين عن الشؤون السودانية على وسائل ‏التواصل الاجتماعي. دعك من النوع الذي يصرخ ويزبد كالمجذوب في حولية فلا محل لهم من الإعراب، ‏فالمعضلة من تلتمس في آرائهم خيرا ثم تفاجئ بتذبذب مريع في مستوى الخطاب؛ مرتفعا إلى التحليل ‏السياسي تارة، وهابطا إلى دغدغة المشاعر تارة أخرى.‏
وضع ساخروف كتابه جانبا وقال: الجمهور عاوز كده!‏

‏(7)‏
يحيرني كرم السوداني في مأدبة شخصية وإحجامه عن الإنفاق على الشأن العام.‏
تثاءب ساخروف معقبا: لأن المأدبة مدعاة للفخشرة الشخصية. أما دعم الشأن العام فغالبا يروح "شمار في ‏مرقة" وسرعان ما ينساه الناس!‏

‏(8)‏
نفاجأ من حين لآخر بإشاعة عن وفاة أحد الشخصيات العامة، فيسارعُ "المتهم" إلى التكذيب والألم يعتصر ‏فؤاده، وتتكدر أسرته نفسيا لفترة غير معلومة.‏
مدّ ساخروف "بوزه" وأشجاني: هي الخفة و"الشلاقة" معا، فما يضير أحدهم أن ينتظر إعلانا موثقا بدل نشر ‏الإشاعة ببلاهة يتبعها حرج وندم!‏

‏(9)‏
شهدت أسعار الحبوب زيادة مخيفة خلال الأسابيع الماضية بسبب الحرب الأوكرانية، وقد تستمر أزمة ‏الغذاء العالمية لعاميين قادمين، وما زال البعض يجأر بالشكوى دون البحث عن حلول. ‏
صرخ ساخروف: تصور لو أني زرعت ليمونة، وجاري حوض طماطم، وجاره جرجير.. إلخ- لتناول سكان ‏الحي بأكمله خضارا وفاكهة طازجة بالمجان تقريبا.‏

‏(10)‏
جاء في الأثر الشريف "تبسمك في وجه أخيك صدقة". ‏
انشرح وجه ساخروف وأجابني: فعلا ياخي. لا تكن أنت والجو وقطع الكهرباء وتلوث المياه والبؤس ضده!‏