رسائل إلى الجزء الثاني من الحياة

05:47 PM March, 27 2022

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

اي ما يسمونه الموت

الى من عبروا اليه من الأحباب

(١)

الى صاحبي وخالي
أحمد،
أحمد الجاك علي اليمني

يجده بفرح وخير

أما قبل
يا رفيقي في الغار، كيفنك ياخ؟
ها قد وصلت راحلتك سدرة منتهى رحلتنا المضنية التي يسمونها الحياة، وصلت قبلنا، وانقطعت الأخبار يا صاحبي، أو لعله ساعي البريد، يمكن
بكون يا أبو الجاك شم ريحة العبير الجاية من جوه ظرف الجواب، زي ما في الأغنية ديك، تتذكرا بالله ؟
هافوك، بروفيسي، بروت، ولا تكون ياتو ريحة من عطورك البتحبها ديك، ياخ هي الكانت بتحبك مش انت الكنت بتحبها، وكأنها لحظة أن تمتزج بابتسامتك العطرية تلك، تبدأ في الغناء
أنا في شخصك احترم اشخاص
وطبعا عندي احترامك خاص

يبدو أنك قد استغنيت من وقتنا وعطرنا وملحنا وهواءنا وخطواتنا واغنياتنا، ولكن حتما ليس ذكرياتنا
فالذكريات يا صاحبي مثل الأسماء، لا تفارقك ما حييت أو مت، الذكريات مثل الحزن، يظل متشبثا بروحك بشكل سرمدي.
دين حجر خلاس الحزن دا ما زي الفرح، الفرح يهبشك ويتخارج سريعا، يمكن عشان هو شي طيب ومسالم، بخت في باله انه يمش يغشى ناس تانين عشان يفرحو
طالت الغيبة يا صاحبي، أما المسافة فهي كما كانت، لن تزداد ولن تطول
فالمسافة بين "واو" الوعد و "واو" الشوق، هي ذات المسافة بين "واو" ودراوة و "واو" الوصول.
والمسافة بين "ميم" الموت و "ميم" المكان، هي ذاتها بين "ميم" المحبة و "ميم" المنى

كيفنك ياخ
ما نزال مع اوجاع الروح المستوطنة، رفقة القلق المقيم، ما تزال الأرض تدور من الغرب الى الشرق، ما غيرت رأيها لسه يعني، الفصول غيرت عاداتها القديمة السمحة، بدت تخرمج الحاجات، ما عارف قصدها شنو، لكن عموما الخريف والمطر بقى عبارة عن حندكة ساي، على أمل أن يستعيض الناس عنه ب التييم ليؤدوا صلواتهم الخضراء وينشدوا اغنياتهم السمراء.
ما نزال نصر على أننا موجودون، في محاولة بليدة لمحو الخوف، خوفنا القديم، من التلاشي، وكأننا نتجاهل حقيقة أننا نتلاشى في كل لحظة تمر، ونخدع أنفسنا بتكريس حضور غائب.
ما نزال نمارس طقوس الحياة/الموت، وروزنامة الوقت لا يهمها من الأمر سوى حساب واحصاء العمر

حاجات كتيرة حصلت وانتهت، أو زي ما نحن بنتخيل، بتتشاف لينا انتهت، لكن مافي شي اطلاقا بنتهي في الكون، كل شي بتغير بس وبطلع من حالة لحالة تانية، لكن ما بنتهي ابدا.
احكي ليك عن شنو ولا عن شنو ؟
وحاجات كتيرة لسه ما حصلت وما انتهت
لسه شايلين طيورنا في جيوبنا ونفتش ليها ولينا لي سماء وفضاء تطير ليهو ونطير معاها
لسه لافين موجنا في رقابنا وكايسين لينا ضفة وقيفة نفكو فيها عشان يجري ويرتاح ويسقي ويروي، خلينا طموحنا في الحصول علي جروف بلون زينب، تغير منه كل الألوان، طموحنا دا انتهى يا أبو حميد
طيرنا هاجر وفات وآخر أخباره انه ناس السماء العاشرة شافوهو حايم هناك، بلا غناء وبلا هواء وبلا رجاء. وموجنا غرق في "كونية" الفراق، ولطالما حاول يتعلق ب قشة حايمه في سطح الأمل، وما لقى أي قشة، اتاريهو القش ذات نفسه بقى بغرق، شفت كيف
عامل شنو مع أحوال السلطنة والقريفة والكيف؟
غايتو ما ندمان ولا زعلان من حاجة غير فشلي في توفيق راسك اب تفه، مع راس حبيبنا ود عماري، توفيق راسين بالحلال والبلال والجمال، مالو عليك الله ود عماري ؟ عيبو لي
المشكلة في راسك القوي ما في ود عماري

ود عماري
والخدار المرق لي وداري
يا ساكن جواري
وبالعلي ما داري
والدار الما داري

صديقنا عاطف خيري قال:
صد لي ملامحك يا حراز
ريح العوارض غربت
فرتق ضفايرك في الرزاز
جية العصافير قربت

وانا لسه مستنيك يا صاحبي
بجي بي شارعنا داك، تتناطى الأبواب وتمد عيونها وتسالني عنك، وكلما أحاول ازوغ منها واتجاهل النظرات، تجرني من روحي في إصرار، ولسان عيونها بقول

سلم لي عليهو
بلغو اشتياقي الزايد حبي ليهو
سلم لي عليهو

لسه مستنيك والله يا أبو حميد
عندنا نضمي كتير لسه ما تميناهو، عندنا أغنيات كتيرة لسه ما سرحنا ضفايرها وعندنا مشاوير سمحة ونديانة بتنادي
والأمنيات، مضافة الروح، من تعب الليمون، ومقطوفة من حدائق الشوق، دا كله عارفنو. وكذلك ندرك أننا نزين أشجارنا في أقاليم الدم القديم، وما بنخاف، ولا نبالي ب "تخميسة" برنجية هيفاء وأنيقة، لا تخاف إن جاءتها الريح من علٍ أو من الأسفل، أو انكسرت فيها نكهة اللحظة، وانحسر حولها مد الفرح وجذر البهجة.

أي زول يعمل قيامته براهو وبي مزاجو
ههههههههههه
تتذكر الاقتراح دا ؟
الهادي يا حليلو كان مصر انه اقتراح غير بناء، وغير مجدي
ليه يا هد هد ؟
قال:
اها، قول خلاس سويت قيامة الجن دي، تجيب ليك حسنات من وين ؟
أما السيئات فمقدور عليها
ههههههههههههههههههه

النضمي الما تم ولا انتهى كتير
بجيك صاد تاني

أما بعد

الشوق والريد يا أبو حميد

برجع ليك برجع ليك