Post: #1
Title: عمارة الأخوين فواز بسوق الأبيض
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 03-04-2022, 04:21 PM
03:21 PM March, 04 2022 سودانيز اون لاين الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر مكتبتى رابط مختصر
عمارة فواز بالأبيض أطلت تلك الموظفة اللبنانية والتي كانت تعمل في السفارة السودانية في بيروت في لبنان، على الأستاذ مكي مجمر حفظه الله تسأله قائلة من أي بقاع السودان أنت أستاذ مكي؟ رد عليها أنه من بارا.. فبادرته باسمة باستفسار أليست بارا قريبة من الأبيض؟ أجابها نعم لكن كيف عرفت؟ لم تفسر له بل قالت له وهي أكثر إشراقا أنها من مواليد الأبيض!! تلك الموظفة اللبنانية كانت إبنة فواز.. ولا أحد في الأبيض الآن يعرف من هو فواز، لكن الأخوين فواز كانا يملكان مربوعا كبيرا في سوق الأبيض الكبير، شيدا فيه عمارة ضخمة، كانت تلك أول عمارة من طابقين تشهدها المدينة.. الطابق الأرضي به محلات تجارية في اتجاهاته الأربعة، أما الطابق الأول ففيه مسكنهما و فيه ذاك الفندق الفخم الذي أسمياه (أوتيل لبنان).. ذاك المبنى كان في الطرف الشمالي الغربي من سوق الأبيض وغربه هناك محطة وقود كالتكس التي تغير إسمها لاحقا إلى توتال.. وشمالها هناك مكتب الأستاذ حاج الطاهر المحامي، أشهر وأعظم محاميي السودان، غير أنه في الجانب الجنوبي من العمارة هنا محل طه البلك الشهير بخدماته الفخمة من الطعام وأطباق الفول التي كانت تقدم على غير العادة في سراويس قادمة من أرقى مصانع الصيني في أوربا. فيما كانت طلبات الفول في كل المطاعم تقدم في صحاف من الألومنيا المقعرة.. كانت أطباق طه البلك تتميز بجمالها وفخامتها وعلى الفول الشمار والثوم والجبن والسمنة وبعض الخل.
الشيء المدهش أنه إلى جانب الشارع الترابي شمال العمارة والذي بشق سوق المدينة من غربه إلى شرقه كانت هناك قضبان للسكك الحديدية! وكان هناك ترام يجري على تلك القضبان. لما كنا صغارا ونحن في طريق عودتنا من المدرسة كنا نتبارى في المشي على تلك القضبان الحديدية الملساء اللامعة محاولين الركض عليها ونحن نتمايل يمنة ويسرة دون أن نسقط منها.. نعم، تلك القضبان شيدها الإخوان فواز وعليها كان يجري ترام ذو سطح معدني صقيل غير أنه كان تجره الخيول.. وكان ينقل المحاصيل من وسط المدينة إلى محطة السكة الحديد حيث تلك المخازن الواسعة ذات السقف الجملون الضخم من الزنك غير المطلي بالأصباغ.. وحيث ترابض عربات القطارات ذات اللون البني تلك المخصصة لنقل البضائع..
كانت كفاءة إستغلال الطاقة آنذاك في أقصى مستوياتها فحصانان أو أربعة خيول كانت تنقل وتسحب ما يزيد عن الستين جوالا في الرحلة الواحدة.. أي حوالي الستة أطنان.. لكن جاءت الثورة الصناعية ووفدت إلى البلاد الشاحنات التي تسير بالوقود فانحدر مستوى الإستفادة من الطاقة إلى أن صارت الشاحنة التي بقدرة مائة حصان تجر أيضا ستة أطنان، تماما كما هي تلك الخيول.. وصار راكب واحد يستغل سيارة تستهلك من الوقود ما يعادل طاقة أكثر من مائتي حصان.. فقط من أجل أن يصل إلى مقر عمله.. لا شك أننا لم ننتبه أبدا الى إنحدار استغلالنا للطاقة إلى هذا المستوى..
الخلاصة أننا في حاجة للتفكر في إهدار الطاقة المريع هذا.. وفي حاجة لإبتكار وسائل أكثر كفاءة في الإستفادة من مواردنا المتاحة..
فالعودة إلى الترام الذي تجره الخيول لا أعتبره أنا تأخرا أو تخلفا، بل ربما كان من أقصى مراحل التقدم..
|
Post: #2
Title: Re: عمارة الأخوين فواز بسوق الأبيض
Author: بسمات الشيخ
Date: 03-04-2022, 10:22 PM
Parent: #1
شكرا الامين عبد الرحمن على هذه المعلومات عن عمارة الاخوين اللبنانيين فواز ..وبالمناسبة المركبات التي تجرها الخيول ليس تاخرا ابدا وفي.معظم المدن الكبيرة في العالم وفي المتاطق السياحية فيها توجد هذه المركبات التي تجرها الخيول وهنا في عاصمة العالم نيويورك وبالقرب من سنترال بارك وهي اكبر.حديقة عامة.في امريكا يستقل السياح هذه المركبات التي تجرها الخيول وتلف بهم في المناطق السياحية القريبة من الحديقة ونصف ساعة من التجوال بهذه المركبات باكثر من ٤٠ دولار... والاولى بنا نحن في السودان ان تستخدم هذه المركبات.التي تجرها الخيول لانه ما عندنا بترول ....واظن علف الخيول متوفر في السودان...
|
|