سيرة الصلصال الثاني

سيرة الصلصال الثاني


03-01-2022, 07:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1646157720&rn=0


Post: #1
Title: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-01-2022, 07:02 PM

06:02 PM March, 01 2022 سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});في البدء كانت سيرة الماء الأول
وها هو الصلصال الثاني (تقرأ؛ غير السرمدي) يتأبط روحه المتلهغة لازلية مشتهاة، ليدلي بما يجيش بين ثنايا وتلافيف امنيته
ففي حضرة الطين القديم، تعتمل أشياء وتخيب أخرى، ويتخذ الخلق والبناء هيئة الجسد حين يحضر أمام كينونة البقاء ويقاوم غواية التجسد قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال
ثم، تنتفض تلك الروح المهومة منذ أزل المشيئة بين "كاف" كن، و"كاف" الكنه، وتجوس وسط أجساد وحقول الرغبة ساخطة فى براح المعاني التى لا تخشى "بطلان التييم" ولكنها ترى حقيقة ماء الإرتواء تنبعث من مبتدأ حتمية الظمأ وصولا الى خبر السقيا، وتشتاق من جديد إلى معناها القديم، ويكون الفناء شاهدا لا يكذب أهله.

في حضرة الماء الأول، تقدم الصحارى فروض طاعتها وهداياها للعابرين التائهين، وتختفي سخرية الرمل من سطح ثوبها الشاحب، ولكن ما بال القوم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء ؟
يخبرون الأشجار عن "صاد" عاقة لا تحالف غير الصحارى وتلك العصية التى فى أول الصبر، يراودون الجهات عن اسمائها التى محاها اصرار الريح ووعثاء الضجر، ويسألوننا عن أخبار ما سيأتي غدا وعن احوالنا، وما عرفوا اننا تركنا تقاويم الحياة خلفنا ببسطام

في حضرة الصلصال الثاني، تبدأ اولى نهايات الرغبة وتنتهي آخر "عِينة" فى فصل التمني، فالمسافة بين "واو" وجعلنا، و "واو" التكوين، أبعد مما هي بين "واو" الولادة و "واو" الوجود، فهل تطيق الولادة أيها القابع دهرا في رحم الكون؟
فاينما داهم جمر الخطيئة المقيم فينا موقد ارواحنا، وكلما غزتنا عتمة، تجدنا نعتمر بردة النار ونتحسر، كيف نسينا وقودنا في شرايين العتمة ببسطام ؟
فمن ذا الذي يهبنا ماءا لا يدير الظمأ وجهه عن ترابه المكلوم، لأننا، لنا نصيب لا ينضب ولا ينتهي من رهق السعي نحو كمال لا يتحقق، كمال يكفي مؤونة حياتنا ويزيد، وقد حزنا منه ما ورثنا من بخل الأحلام البخيلة، قمحا يسد رمق مواسمنا العجولة.

في حضرة صلصالنا القديم، وفى جسارة معلنة، تصبح الاسماء مثل خريطة لا تستطيع العين فيها النظر الى قبلة الإبتسام من شدة الفيض، ولا تقدر أن تميز ملتقى خطوط الرؤية والرؤيا، تلك التى تبين الحد الفاصل بين العناء والغناء، بين الامل والالم، فكيف السبيل اذا لمحاورة الحاضر أو حتى لسؤاله عن أحوال الماضي بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟

فيا أيها الصلصال القديم هب لنا من لدنك نارا وأرضا، نارا تضيئ باناشيد الخلود الصبية باهازيج الأعياد، ووطنا لا يأتيه الشقاء من أمامه او من خلفه، لا تجلس المسغبة فوق جلده المصبوغ بأهات الحيارى ونزق الشعراء وأمنيات الشهداء
يا أيها الصلصال القديم، دعنا نتم صلاة محبتنا أولا، ثم خذ منا ما تشاء، فها هى نوافذ الوطن مشرعة تغازل النجم وتهدي القمر أريكة من نور الإنتظار، اما نحن فقد سكتنا وقايضنا ذهب السكوت بفضة الخوف، دعنا نتم غنائنا، فغيرك لا يستطيع مجاراة غواية العشق ومحاباة لؤم الأحلام

خذ ما تشاء، ودع لنا وطنا يكون الحلم فيه طائرا اخضر الهديل، إن شاء التحليق تقبتله السماء، وإن حط تشتاقه الأرض، لتدسه فى جيب روحها إن وقع.

Post: #2
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: osama elkhawad
Date: 03-02-2022, 05:12 PM
Parent: #1

Quote: فكيف السبيل اذا لمحاورة الحاضر أو حتى لسؤاله عن أحوال الماضي بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟


قال ابن عربي في " الفتوحات المكية " ان ابايزيد البسطامي خرج من بسطام في طلب الحق فوقع به رجل من رجال الله في طريقه فقال له يا أبا يزيد ما أخرجك عن وطنك؟
قال طلب الحق.
قال له الرجل إن الذي تطلبه قد تركته ببسطام.
فتنبه أبو يزيد ورجع إلى بسطام ولزم الخدمة حتى فتح له فكان منه ما كان.

شكرا لقلمك المدهش الرائع.

Post: #3
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: osama elkhawad
Date: 03-02-2022, 11:58 PM
Parent: #2

Quote: ويقاوم غواية التجسد قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال
ثم، تنتفض تلك الروح المهومة منذ أزل المشيئة بين "كاف" كن، و"كاف" الكنه،

الجوهر الشعري للحروف.

Post: #6
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-04-2022, 05:54 AM
Parent: #3

تحياتي يا أسامة

عن جوهر الشعر في اللغة
يقول شيخنا أدونيس

الحرف كائن حي في أعماق الوجود الفني للشاعر
والشعر في جوهره رحلة في أعماق اللغة
وهو كنز الشاعر وثروته ومصدر شاعريته ووحيه

Post: #7
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-09-2022, 08:44 AM
Parent: #6


Post: #4
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-03-2022, 05:57 AM
Parent: #2

التحيات للمشاء
الطيبات لصديقنا الخواض
الزاكيات لأسامة

أجل يا رفيقي
تلك هي نار الحياة التي تركناها ب "بساطنا" وطفقنا خروجا نبحث عنها وعنا
وما طلبنا كان موجودا هناك

وتلك هي رحلة أبي اليزيد
مثل رحلتنا تمام
وهو قد عاد وآب ووجد الحق، أما نحن فما نزال في غيهب تيهنا المرير
وبسطامنا ترزح تحت وطأة الفواجع

ليتنا يا مشاء نجد جرأة لنسرق نارنا
مثلما فعل برومثيوس، حتى وإن كان مصيرنا العذاب من لدن الآلهة

وتلك هي فيوض شيخنا الأكبر محي الدين
ومن غيره يدلنا ويرشد البصيرة والبصر صوب فتوحات الكون

ولابد من بسطام وإن طال المسير

Post: #5
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-03-2022, 05:58 AM
Parent: #2

بل الشكر لحضورك المنير

فقد اضاء النص وسربله بفتح مبين

Post: #8
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-14-2022, 09:44 AM
Parent: #2

الشوق صبة مملكة المحبين
فيها عرش عذاب الفراق منصوب وسيف هول الهجران مسلول
وغصن نرجس الوحدة علي كف الأمل موضوع
وفي كل آن يطيح السيف بألف من الرقاب

قالوا:
إن سبعة آلاف من السنين قد مضت
ولكن النرجس لايزال غضاً طرياً
لم يصل إليه كف أي أمل بعد

- أبو اليزيد البسطامي-

Post: #9
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: osama elkhawad
Date: 03-15-2022, 11:16 PM
Parent: #8

لقد أخذتَ يا صديقنا،

اللغة الى شاهق من الصعب بلوغه مرة أخرى.

وهنا تكمن "ورطتك" اللطيفة:

كيف لي أن أصعد ثانية الى المكان العالي الذي حملتني إليه "سيرة الصلصال الثاني"؟؟

حين تعجز ، وأرجو ألا يحدث ذلك ،
ستقول لك اللغة:
الذي تريده،

قد تركته وراءك في "سيرة الصلصال الثاني"!!

Post: #10
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: Ahmed Yassin
Date: 03-16-2022, 01:37 PM
Parent: #9

بوست زي دا يجب الدخول بحذر
Quote: نارا تضيئ باناشيد الخلود

مع المارش الفارسي الايراني الاتعمل قبل(١٥٨) سنة
كهدية الى امبراطور بلاد فارس "ناصرالدين شاه"
وتخيلوا سنة ١٩٦٠ يعني عمر العمل الضخم دا كان قريب من(١٠٠) سنة
وشاه ايران كان في زيارة ل (فيينا) وفي احتفال خاص للشاه حتحييه
اوركسترا فيينا فيلهارموني .وفي اخر لحظة .تم الغاء عزف(المارش الفارسي)
الاستوحاه شتراوس من النشيد الوطني الفارسي .. اتلغى تقديم المارش لان
سلالة محمدرضا بهلوي "شاه ايران" القاعد في المسرح هي التي تبادت وقضت على
سلالة "ناصر الدين شاه" الاهداه شتراوس العمل.
اكيد لمن تسمع كلمة(مارش) يجيك طوالي صوت الطبول والنحاس والنفخ وموسيقى العسكر
وهي (سريعة) تحاكي سير او مسير العساكر .برضو في ماىس مناسبات دينية او جنائزية ودي بطيئة
.لكن شتراوس هنا اعتمد على مفتاح (صول الصغير) او ما يعرف ب(G-Minor)
عمل مبدع

Post: #12
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-17-2022, 05:53 AM
Parent: #10

ما داير أي حذر يا موسيقار

المهم بس تتوضأ بي شويه نور
وتأتزر بي جلابية نار

شتراوس ملك الفالس بلا منازع

لو عمل الدانوب الأزرق بس وما عمل اي شي تاني غيره

يبقى كفاية

بعدين اشارتك ل:
نارا تضيئ باناشيد الخلود

فيها فطنة وذكاء ما عادي

ما عارفها جات عندك مقصودة ولا لا

لكن جات مناسبة جدا ومفصلة مع المقام الفارسي هنا

واستحضرت معاها نار زرادشت الأبدية الخالدة
في ميثيولوجيا الفرس القدام

Post: #11
Title: Re: سيرة الصلصال الثاني
Author: أبوذر بابكر
Date: 03-16-2022, 05:45 PM
Parent: #9

تحياتي يا أيها الماء

يقول اكثم بن صيفي التميمي
يكفيك من الزاد ما بلغك المحل

وستكفينا اللغة حتما مؤونة المعنى ومشقة السير والسعي للوصول إلى تكامل وتتام رباعية الخلق

انتهينا من الماء والحين
وتبقت النار والهواء

وإنا بالغوها بمشيئة الخالق الاول الاوحد مدبر الخلق

النص يكتبنا يا أسامة

والله اصدقك القول تماما
لم يحدث ولو لمرة ان كتبت انا نصا
بل النص، كيفما كان وكيفما جاء، هو الذي يكتبني

فانظرني يا صاحبي

وموعدنا الحرف