(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});في البدء كانت سيرة الماء الأول وها هو الصلصال الثاني (تقرأ؛ غير السرمدي) يتأبط روحه المتلهغة لازلية مشتهاة، ليدلي بما يجيش بين ثنايا وتلافيف امنيته ففي حضرة الطين القديم، تعتمل أشياء وتخيب أخرى، ويتخذ الخلق والبناء هيئة الجسد حين يحضر أمام كينونة البقاء ويقاوم غواية التجسد قبل أن يقطع الطريق بين "نون" النية و "نون" النوال ثم، تنتفض تلك الروح المهومة منذ أزل المشيئة بين "كاف" كن، و"كاف" الكنه، وتجوس وسط أجساد وحقول الرغبة ساخطة فى براح المعاني التى لا تخشى "بطلان التييم" ولكنها ترى حقيقة ماء الإرتواء تنبعث من مبتدأ حتمية الظمأ وصولا الى خبر السقيا، وتشتاق من جديد إلى معناها القديم، ويكون الفناء شاهدا لا يكذب أهله.
في حضرة الماء الأول، تقدم الصحارى فروض طاعتها وهداياها للعابرين التائهين، وتختفي سخرية الرمل من سطح ثوبها الشاحب، ولكن ما بال القوم يسعون خلف غبار لا يغري سوى بالمزيد من الدعاء ؟ يخبرون الأشجار عن "صاد" عاقة لا تحالف غير الصحارى وتلك العصية التى فى أول الصبر، يراودون الجهات عن اسمائها التى محاها اصرار الريح ووعثاء الضجر، ويسألوننا عن أخبار ما سيأتي غدا وعن احوالنا، وما عرفوا اننا تركنا تقاويم الحياة خلفنا ببسطام
في حضرة الصلصال الثاني، تبدأ اولى نهايات الرغبة وتنتهي آخر "عِينة" فى فصل التمني، فالمسافة بين "واو" وجعلنا، و "واو" التكوين، أبعد مما هي بين "واو" الولادة و "واو" الوجود، فهل تطيق الولادة أيها القابع دهرا في رحم الكون؟ فاينما داهم جمر الخطيئة المقيم فينا موقد ارواحنا، وكلما غزتنا عتمة، تجدنا نعتمر بردة النار ونتحسر، كيف نسينا وقودنا في شرايين العتمة ببسطام ؟ فمن ذا الذي يهبنا ماءا لا يدير الظمأ وجهه عن ترابه المكلوم، لأننا، لنا نصيب لا ينضب ولا ينتهي من رهق السعي نحو كمال لا يتحقق، كمال يكفي مؤونة حياتنا ويزيد، وقد حزنا منه ما ورثنا من بخل الأحلام البخيلة، قمحا يسد رمق مواسمنا العجولة.
في حضرة صلصالنا القديم، وفى جسارة معلنة، تصبح الاسماء مثل خريطة لا تستطيع العين فيها النظر الى قبلة الإبتسام من شدة الفيض، ولا تقدر أن تميز ملتقى خطوط الرؤية والرؤيا، تلك التى تبين الحد الفاصل بين العناء والغناء، بين الامل والالم، فكيف السبيل اذا لمحاورة الحاضر أو حتى لسؤاله عن أحوال الماضي بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟
فيا أيها الصلصال القديم هب لنا من لدنك نارا وأرضا، نارا تضيئ باناشيد الخلود الصبية باهازيج الأعياد، ووطنا لا يأتيه الشقاء من أمامه او من خلفه، لا تجلس المسغبة فوق جلده المصبوغ بأهات الحيارى ونزق الشعراء وأمنيات الشهداء يا أيها الصلصال القديم، دعنا نتم صلاة محبتنا أولا، ثم خذ منا ما تشاء، فها هى نوافذ الوطن مشرعة تغازل النجم وتهدي القمر أريكة من نور الإنتظار، اما نحن فقد سكتنا وقايضنا ذهب السكوت بفضة الخوف، دعنا نتم غنائنا، فغيرك لا يستطيع مجاراة غواية العشق ومحاباة لؤم الأحلام
خذ ما تشاء، ودع لنا وطنا يكون الحلم فيه طائرا اخضر الهديل، إن شاء التحليق تقبتله السماء، وإن حط تشتاقه الأرض، لتدسه فى جيب روحها إن وقع.
Quote: فكيف السبيل اذا لمحاورة الحاضر أو حتى لسؤاله عن أحوال الماضي بعد أن تركنا نارنا ببسطام؟
قال ابن عربي في " الفتوحات المكية " ان ابايزيد البسطامي خرج من بسطام في طلب الحق فوقع به رجل من رجال الله في طريقه فقال له يا أبا يزيد ما أخرجك عن وطنك؟ قال طلب الحق. قال له الرجل إن الذي تطلبه قد تركته ببسطام. فتنبه أبو يزيد ورجع إلى بسطام ولزم الخدمة حتى فتح له فكان منه ما كان.
كيف لي أن أصعد ثانية الى المكان العالي الذي حملتني إليه "سيرة الصلصال الثاني"؟؟
حين تعجز ، وأرجو ألا يحدث ذلك ، ستقول لك اللغة: الذي تريده،
قد تركته وراءك في "سيرة الصلصال الثاني"!!
Post: #10 Title: Re: سيرة الصلصال الثاني Author: Ahmed Yassin Date: 03-16-2022, 01:37 PM Parent: #9
بوست زي دا يجب الدخول بحذر
Quote: نارا تضيئ باناشيد الخلود
مع المارش الفارسي الايراني الاتعمل قبل(١٥٨) سنة كهدية الى امبراطور بلاد فارس "ناصرالدين شاه" وتخيلوا سنة ١٩٦٠ يعني عمر العمل الضخم دا كان قريب من(١٠٠) سنة وشاه ايران كان في زيارة ل (فيينا) وفي احتفال خاص للشاه حتحييه اوركسترا فيينا فيلهارموني .وفي اخر لحظة .تم الغاء عزف(المارش الفارسي) الاستوحاه شتراوس من النشيد الوطني الفارسي .. اتلغى تقديم المارش لان سلالة محمدرضا بهلوي "شاه ايران" القاعد في المسرح هي التي تبادت وقضت على سلالة "ناصر الدين شاه" الاهداه شتراوس العمل. اكيد لمن تسمع كلمة(مارش) يجيك طوالي صوت الطبول والنحاس والنفخ وموسيقى العسكر وهي (سريعة) تحاكي سير او مسير العساكر .برضو في ماىس مناسبات دينية او جنائزية ودي بطيئة .لكن شتراوس هنا اعتمد على مفتاح (صول الصغير) او ما يعرف ب(G-Minor) عمل مبدع
Post: #12 Title: Re: سيرة الصلصال الثاني Author: أبوذر بابكر Date: 03-17-2022, 05:53 AM Parent: #10
ما داير أي حذر يا موسيقار
المهم بس تتوضأ بي شويه نور وتأتزر بي جلابية نار
شتراوس ملك الفالس بلا منازع
لو عمل الدانوب الأزرق بس وما عمل اي شي تاني غيره
يبقى كفاية
بعدين اشارتك ل: نارا تضيئ باناشيد الخلود
فيها فطنة وذكاء ما عادي
ما عارفها جات عندك مقصودة ولا لا
لكن جات مناسبة جدا ومفصلة مع المقام الفارسي هنا
واستحضرت معاها نار زرادشت الأبدية الخالدة في ميثيولوجيا الفرس القدام