08:44 AM February, 09 2022 سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر
قال الخائفون
انها شجرة عمياء
مات ظلها صبيا
فاستعارت أعين الخواء
تقتات رائحة الفجيعة
محرمة على الطير
والشعراء
فلا تأكلوا إلا قليلا
ثم اهبطوا الى دمائكم
أو
تدثروا بخيانة النهر
بنزق الشمس الفاضح
أو
بموات الأسماء
قال الكاذبون
انها حكاية مثقوبة
جلست فى قفرها
خرائب الأيام
وما خلفت وراء نومها
سوى حفنات
من جمر الأحلام
اقداما من قصب الشوق
أحذية من طين الذكرى
وقميصا موبوءا بالدمع
كأخيلة الأيتام
قال المذنبون
انها محض نبوءة هرمة
تختزن الهزيمة
تهدم صحو الغناء
بمعاول الرماد
ولا تصلح إلا للبكاء
أو
معاقرة السهاد
أو
كتابة وجه الجرح
أو
الرقص قريبا
من جسد الخوف
فى حلقات الوقت الخائر
أو
الجلوس بين يدي
آلهة العناء
أو
لأن تكتب ميثاق القرب
بالإبتعاد
قال اليائسون
انها ليل تحرسه شمس
سُرقت عيناها
وعلى الأبواب
إنتصبت أسوار
من صمت وحجر
تتسلقها
على أكتاف العتمة
أقمار
كي تقتات حلمها الأخير
من موائد الأسى
أو
من مواسم الضجر
عرجت فوق براق مكلوم
كي تعزي السماء
فى مآتم الظلام
لتدلق أنخاب موتنا المرير
أو
لتزيل رجس إسمها وإثمنا
أو
إسمنا و إثمها
من لوح سيئاتنا
المحفور على
معابد السراب
أو
تستبدل ماء الحضور
بنار الغياب
قال المتعَبون
انها زيف النهار
فلتعلو يا زبد الضوء
ولتسرق وقتك منا
ولتخبر كذبك عنا
إنا نحن المتعَبون
نلوذ بظل
فوق النار
إنا نحن المقتولون
نقايض جسد فضيحتنا
بخيبات الروح
أو
بما يتيسر من جروح
وطنا بقصيدة
أو
موتا و بوار
قال الثائرون
هي روح الوطن
دم الأرض
هبة السماء
وترياق المحن