ديموقراطيتنا مستهدفة لانها تهدد عروشهم!

12:07 PM February, 08 2022

سودانيز اون لاين
هشام هباني-
مكتبتى
رابط مختصر

لهذا السبب الرئيس تتواطأ سرا وجهرا كل دكتاتوريات الاقليم المحيط بنا عربيا وأفريقيا وهي دكتاتوريات بعدة اشكال والوان وقاهرة لشعوبها قهرا مريعا ولذلك لانسمع بثورات لهم و لذلك طبيعي الا تتعاطف هذه الدكتاتوريات مع شعبنا خوفا من العدوى الثورية ان تصيب شعوبها فتستيقظ وتهد عروشها وهذا واحد من اخطر التحديات التي تواجه ثورتنا الفتيةوبالتالي نحتاج الى عمل توعوي في الاقليم المحيط بخلق جسور تواصل مع قواه الحية عبر حوارات فكرية وسياسية كي نكسبها الى جانبنا وندعمها في اي جهد لاسقاط دكتاتورياتهم لانه بسقوط دكتاتورياتهم سنضمن وجودا دائما للديموقراطية في الاقليم وبالتالي سيشهدا ازدهارا واستقرارا وسلاما وهو المطلوب كهدف انساني نبيل!

واكرر مرة اخرى انه حتى (الخواجات) الكبار ارباب الديموقراطية واصحاب الاوزان الدولية ومن لهم مصالح واطماع في بلادنا ليسوا متشجعين للديموقراطية خارج حدودهم لانه في وجودها صعب تحقيق مصالحهم بسبب تعقيدات اتخاذ القرار في ظل برلمان من مختلف الاحزاب فيهم معارضة وصحافة حرة وقضاء مستقل واما في وجود الدكتاتورية فانهم يتعاملون مع حاكم فرد احد يمتلك وحده لاشريك له القرار وبالتالي يمكن انتزاع المصلحة منها بالجزرة و ا لعصا في مقابل حماية حكمه سرا وجهرا وللاسف هذا واحد من اخطر التحديات التي تواجه ثورتنا ولذلك ستكون حركة المجتمع الدولي في مشهدنا الوطني منطلقها منفعي براغماتي لصالحها وليس مبدئيا لصون حقوق الانسان في السودان وهي ذات العقلية الاستعمارية القديمة التي انطلقت عبرها بوارج الاستعمار الاوروبي لاستعمار شعوب بعض دول العالم وبامر وتاييد شعبي من داخل برلماناتها لسرقة مواردنا والتحكم في اراضينا كمواقع استراتيجية خدمة لاجنداتها العسكرية والامنية.

نعم أستاذي هشام هباني.. كل دولة تسعى خلف مصالحها. في الزمان القابر كانت الدول القوية تحقق مصالحها بالقوة العسكرية القحة.
الآن اختلف الوضع منذ تأسيس الأمم المتحدة وقرار تصفية الاستعمار بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. الآن ابتكروا القوة الناعمة والعمل الاستخباري وشراء ذوي النفوس الضعيفة من القادة السياسيين قي العالم الثالث,

لكن على من تقع مسؤولية التفريط في مقدرات الدول في العالم الثالث؟؟

إن أي دولة سواء كانت مما يطلق عليه العالم المتقدم أو من العالم الثالث، إذا وجدت الفرصة في أن تأخذ دون أن تعطي (التغول عوضاً عن التعاون)، فإنها لن تتردد في الأخذ المجاني. هذا طبيعي ولا ينطبق عليه المعيار الأخلاقي الفردي الساذج.

تبقى المسؤولية في خلق علاقات ندية قائمة على تبادل المنافع هي مسؤولية القائمين على أمر الدول النامية وحتى النايمة.

أرى أن الأصوب أن نحاسب سياسيينا بدلاً عن كيل التهم والشتائم للدول التي تأخذ مواردنا الثرة بدون مقابل.

إذا كنت عاجزاً عن حراسة مخزنك، فلا تلم اللصوص.

هذا كلام موزون وعين العقل اخي استاذ حامدواتمنى ان نرتفع بوعينا وطنيا لمواجهة هذه الكارثة التي تهدد وجود كل الوطن قبل ان يدركنا الطوفان.