إفادة في إنهيار وطن

إفادة في إنهيار وطن


01-28-2022, 06:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1643346086&rn=0


Post: #1
Title: إفادة في إنهيار وطن
Author: بدر الدين العتاق
Date: 01-28-2022, 06:01 AM

05:01 AM January, 28 2022

سودانيز اون لاين
بدر الدين العتاق-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



إفادة في إنهيار وطن

كتب؛ بدر الدين العتاق

من تداعيات إنهيار الوطن؛ إنهيار الأخلاق والقيم الإنسانية واستغلال البسطاء السذج والدفع بهم في فوهات البنادق والمشانق والبيادق؛ وانهيار منظومة التعليم بكل مستوياته ودرجاته والصحة والوظيفة وضياع الأمن والأمانة والسلم والإستقرار والزراعة والصناعة والاستثمار والظلم التاريخي لمناطق الهامش الذي أفرز قضايا العصر الخبيث من حمل السلاح والتمرد على الدولة وإضعاف شوكة الإنتاج وعجلة التنمية بكل مواضعها وإفقار المجتمع المعافى في مناطق التماس بإقحامه في الخلافات السياسية الحزبية الضيقة واستغلال النفوذ للنفوس المهتاجة المحتاجة لأغراض دنيئة حفاظاً على المناصب القيادية وتفكيك اللحمة الوطنية المجتمعية بإسم الإضطهاد العرقي والإثني والقبلي والعنصري والديني وحجة الفوارق الطبقية بحكم اللون أو العنصر الجهوي بورقة الضغط المُسمَّاة النزوح ( معسكرات النازحين ) واللجوء وقطع العلاقات الدولية الخارجية؛ وغيرها الكثير الذي أدى إلى إصابة السودان في مقتل ولا يخلو ضعفه جراء التدخلات الخارجية وإفقاده السند السيادي وهيبة الدولة وخارطة الطريق التي تهدي إلى ما هي أقوم؛ كل ذلك أدى ويؤدي إلى تفكك الدولة السودانية وانهيار الوطن الحبيب.

الحرية والعدالة والسلام؛ شعارات برَّاقة وهادفة لكنها حادت عن طريقها السلمي السليم بضياع إقامة المؤسسات العدلية والمجالس التشريعية والمحاكم الدستورية في وقت الجميع يحتاجها لكن تضارب المصالح الشخصية وتقاطع المنافع الحزبية الضيقة أقعدت البلاد والعباد عن أخذ حقه الدستوري في وطن يتمتع بأكثر من ثلثي خيرات الأرض والبشر؛ ومن باب أولى أن يلتمسوا الخلاص على أعتاب الحرية والعدالة والسلام والأمن في توظيف الشباب الثوري والغير ثوري وحضَّه على تنمية الوطن والتعايش السلمي بدلاً عن التحدث في زوايا الهوى والإفلاس الفكري والعملي .

ثلاث سيناريوهات متوقعة لتغيير الحال لأحسن أو لأسوأ :

١ / إقامة دولة القانون والمؤسسات العدلية والحقوقية ورد المظالم بإقامة إنتخابات مبكرة بأسرع وقت ممكن؛عملا بالوثيقة الدستورية في إنشاء حكومة تسيير مهام حتى موعد الإنتخابات العامة.

٢ / إنقلاب عسكري كامل الدسم؛ يغير مجرى الأمور لأسوأ مما هي عليه فتتغير وفقاً لذلك كل المعادلات السياسية الداخلية والخارجية وإحكام القبضة الأمنية وفرض حظر على الجميع وفرض قانون حالة الطوارئ القصوى لوقف الفوضى وإراقة الدماء.

٣ / الإحتكام لصوت العقل وعمل تسوية سياسية يشترك فيها الجميع؛ المدنيون السياسيون والعسكريون والشعب؛ يخرج البلاد من عزلتها عمليا وفق خارطة طريق متفق عليها وصولاً إلى قيام إنتخابات مبكرة حرة وشفافة بالتراضي الوطني العريض وتجنبا لمئالات لا تحمد عقباها .

وإما سيناريو هو الأسوأ مما ذكر أعلاه؛ بقاء العنف والدم والفوضى والتظاهرات المستمرة والحرب الأهلية العارمة التي تقضي على الأخضر واليابس فلا تبقى ولا تذر من أحد ولا من شيء ؛ لا الحرث ولا النسل؛ قال تعالى : " فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله والله بصير بالعباد " سورة غافر؛ وهو المستهدف لانهيار الدولة السودانية لمن يقرأ الواقع الحادث .

وللأوطان في دم كل حر * يد سلفت ودين مستحق