رسـالة مفتوحـة للرئيس عبـد الفتــاح السيسـى

04:11 PM January, 25 2022

سودانيز اون لاين
Abureesh-
مكتبتى
رابط مختصر

إستمعت الى حديث فى المؤتمر الصحفى الأخير، وأهم ما ورد فيه قولك: أن ما يحدث فى السودان يعتبـر ضمن الأمن القومى لمصـر.
هذا تصريح خطير ولكنه غير مستغرب.. وهو يبرر للتدخل المصرى المباشر حين تكون تغييرات فى السودان يعتبرهـا المصريون تمس بالأمن القومى
لمصــر. أعلم يا سيادة الرئيس، ونحن لا نتحدى أمنكم القومى، ولا نتدخل فى أحداث مصر السياسية وليست من أمننا القومى. نعم أمن مصر من أمننا القومى
ولكن لو تعرضت مصر لعدوان خارجى وليس معارضة مواطنيها لحكوماتها.. وأنتم تعلمون كيف كان دور السودان فى حروب مصر الخارجيـة. لم يتدخل
السودان فى الإضطرابات والقلاقل التى تحدث فى مصر لسبب بسيط وهو انها مشاكل بين أبناء الشعب المصرى وحكومته، (وإحنا ما عندناش دعوة بيها).
إن التعليم الخاطئ والتأريخ المزور الذين تدرسونه للأيفع هو الذى يدفع القادة السياسيين لاحقا فى تبنى مفاهيم خاطئة من أن السودان كان تابعـاً لمصر.. هذا
غير صحيح تأريخيا. الإنجليز هم الذين أتو بكم للسودان، وكانت الحكومة المصرية تتلقى الأوامر من بريطانيا حينها، وكانت السفارة البريطانية هى الحاكم الفعلى
لمصـر. وأعجب من بعض الأخوة المصريين حين يقولون أن محمد على باشا فتح السودان.. ولكن من محمد على هذا؟ الم يكن الألبانى الذى لم يولد فى مصر
وكان واليا على مصر من الباب العالى.. جاء واحتل مصر، واستعمل جنودها وواصل الى السودان، فلماذا يدعى المصريون ويلقنوا تلامذتهم التزوير؟ لا أريد
نبش التأريخ ولكن السودانيين قتلوا نجل محمد على باشا حرقا ومعه جنوده ولم ينج منهم أحد.. وهزموا الأتراك فى معركة شيكان وقتلوا هكس باشا الذى كان يقود
جيش المرتزقة المصرى، ومع الأسف قتل عشرة الف منهم ولم يبقى منهم أحد على قيد الحياة.. كان المصريون يقاتلون لمصلحة الإنجليز.. وحين حاولوا التمرد
على الإنجليز فيما عرف ثورة 1924 قام الإنجليز بطرد الجنود المصريين من السودان وتفردوا بالحكم، الذى كان اساسا فى يدهم وكان المسؤولون المصريون
ديكور وتمويه للسودانيين انهم ليسوا وحدهم وإنما معهم مسلمون.. تماما كما تظاهر نابليون بالإسلام فى مصر. وبعد طرد الجيش المصرى من السودان صار المصريون
المدنيون عبارة عن أفندية وسكرتيرين للحاكم العام.. ولم يكن يوما حاكم عام مصرى على السودان.. كل حكام السودان كانوا إنجليـز.. ألا تعنى هذه وحدها
ان المصريين لم يكونوا حكاما للسودان يوماً؟ أما اسطورة فاروق كان ملك مصر والسودان فإنها عبارة فارغة ما زلتم تلقنوها الأيفاع فى المدارس، وهى أكبر مغالطة
تأريخية.