Post: #2
Title: زيارة وفد إسرائيلي للخرطوم بدعوة من قوات «حميدتي» بدون علم الجيش و«الخارجية»
Author: بكرى ابوبكر
Date: 01-23-2022, 01:59 AM
Parent: #1
. قالت مصادر عسكرية مطلعة بالجيش السوداني لـ«مدى مصر»، أن الوفد الأمني الإسرائيلي الذي زار الخرطوم يومي الأربعاء والخميس الماضيين، جاء بدعوة من قادة قوات الدعم السريع، مؤكدة أن الجيش ووزارة الخارجية لم يكونا على علم مسبق بالزيارة.
وقال مصدر عسكري سوداني، إن قادة كبار بالجيش لم يعلموا مسبقًا بالزيارة، ما أثار غضبًهم، كما أثارت الزيارة الغضب بين صغار الضباط، ولا تزال تداعياتها مستمرة. ووفقًا للمصدر، فإن هناك تخوفات بين الضباط بالرتب الصغيرة والوسيطة، من دعم إسرائيل لقوات الدعم السريع التي تعمل للسيطرة على الجيش السوداني.
وقال مصدر عسكري آخر، إن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، عقد اجتماعًا مع الوفد الأمني الإسرائيلي الذي يشمل ضباطًا بالموساد، بمقر قواته الرئيسي بوسط الخرطوم، تناول خطط التعامل مع التظاهرات، موضحًا، أنه بعد كشف الجانب الإسرائيلي لزيارة الوفد الأمني، اضطر قادة «الدعم السريع» لرفع السرية عنها وإشراك الجيش في تفاصيلها.
وناقشت الاجتماعات، حسب المصدر الأول، الوضع الأمني في البلاد مع استمرار التظاهرات الرافضة للسلطات العسكرية للشهر الثالث على التوالي، ومناقشة الخطة الأمنية للتعامل معها.
وحسب المصدر الثاني، فقد استقبل الوفد الأمني بمطار الخرطوم، الأربعاء الماضي، نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو. وكان دقلو ومدير منظومة الصناعات الدفاعية، ميرغني إدريس، زارا إسرائيل قبل نحو أسبوعين من الانقلاب العسكري.
وبينما أكد المصدران العسكريان، لقاء رئيس السلطة العسكرية والمجلس السيادي عبدالفتاح البرهان مع الوفد الإسرائيلي، حيث جرت مناقشة إمكانية عودة الحكم المدني في البلاد، نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السودانية، لـ«مدى مصر»، علمهم بأية تفاصيل، أو تنسيق حول زيارة الوفد الإسرائيلي.
من جانبه، رفض عضو مجلس السيادة، أبو القاسم برطم، أحد أكبر مؤيدي التطبيع مع إسرائيل في البلاد، التعليق حول، ما إذا كان قد التقى بالوفد الإسرائيلي، لكن مصادر مطلعة، رجحت اجتماعه بالوفد.
وفي 17 يناير عام 2017، أجاز برلمان نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، والذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019، قانون قوات الدعم السريع حيث نص على أن تتبع رئاسة الجمهورية، مع جواز دمجها مع القوات المسلحة. ومع الثورة على البشير واشتداد وتيرتها، كان قائد القوات، ضمن اللجنة الأمنية العليا التي اضطرت لتنحية البشير تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية التي امتدت لنحو خمسة أشهر.
وقننت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، قبل انقلاب البرهان عليها، في 25 أكتوبر الماضي، وجود قوات الدعم السريع ضمن تشكيلات القوات النظامية. لكنها ظلت تعمل بشكل مستقل عن الجيش، رغم خضوع أفرادها لقانونه.
وفي السنوات التي أعقبت الثورة، وطدت الـ«الدعم السريع» إمبراطورية عسكرية ومالية ضخمة، حيث تمتلك مناجم وشركات ذهب وعلاقات دولية مستقلة، مع دول مثل روسيا والإمارات العربية المتحدة وتشاد. وأيضًا يرتبط قادتها بعلاقات وطيدة مع قيادات قبلية، خاصة بإقليم دارفور غربي البلاد، وتنفق مليارات الجنيهات السودانية في تحسين سمعتها وشراء الموالين لها.
وتعود قوة العلاقة بين البرهان وحميدتي إلى عملهما معًا في دارفور أثناء الحرب. وكذلك عملهما معًا لاحقًا، في تفويج القوات السودانية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في إطار حربها في اليمن، حتى قبل إسقاط نظام البشير.
وبعد قطيعة استمرت عقود في إطار المقاطعة العربية تطورت العلاقة بين السودان وإسرائيل عقب لقاء رئيس السلطة العسكرية، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، في مدينة عنتبي الأوغندية، في فبراير 2020. ولاحقاً زارت وفود إسرائيلية عديدة البلاد، من بينهم وزير الاستخبارات في حكومة نتنياهو، إيلي كوهين.
وفي يناير 2021، وقع وزير العدل السوداني السابق، نصر الدين عبد البارئ، ووزير الخزانة الأمريكي السابق، ستيفن منوشين بمقر السفارة الأميركية بالخرطوم، اتفاقًا للتطبيع مع إسرائيل، في إطار اتفاقات إبراهام
|
|