Post: #1
Title: تحليل سياسي#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 01-22-2022, 06:00 AM
05:00 AM January, 22 2022 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
لا أنصحك بقراءة هذا البوست لانه محبط جدا .
في فن الحرب و المعارك الإستراتيجية ,فإن قفل الشرق و استخدام الناظر ترك كعنوان ذو خاصية قبلية تجمع المختلفين حول هدف واحد لخنق الحكومة المدنية من قبل العسكر يُعتبر خطوة ذكية جدا إذا كانت محصلتها النهائية هي كسب معركة سريعة (انقلاب 25 اكتوبر مثلا) , لكن فن الحرب فيه قاعدة تُحذّر من استخدام تكتيك يستطيع خصمك استعماله ضدك , ومن هنا بدأت مصائب العسكر و سأخبرك كيف اصبح ترس الشمال هو كعب أخيل العسكر ونقطة ضعفهم ...
⚫منذ تسلمه لرئاسة المجلس العسكري , حرص البرهان على اداء فروض الطاعة لدكتاتور عسكري مشابه له يُعينه على استنساخ تجربته في الإطاحة بالحكومات المدنية , ويعلمه كيفية اشعال الحرائق تحت اقدامها, فأدى التحية للسيسي الذي طمأنه بأنه سيحكم السودان حال تعهده بإطلاق يد مصر في نهب ثروات البلاد, واشعال فتن قبلية وأزمات اقتصادية مقابل الإطاحة بخصومه .
و برعاية المخابرات المصرية التي نفّذ البرهان جميع خططها و فشل , نعم فشل لأن الوضع في السودان كانت له عوامل تختلف عن مصر , فمصر جيشها جيش وطني و قيادته واحدة , و السودان جيشه ثلثهم عسكر و نصف الثلث مؤدلجين , و النصف الثاني من الثلث مجرد تجار طلح كما احب ان أُطلق عليهم , اما الثلثين المتبقيين من الجيش فهم مجرد جنجويد و مرتزقة لا يقيمون للعسكرية وقوانينها وزنا , و معدومي المقدرة على تنفيذ الخطط المخابراتية المعقدة , و الأهم أن خصوم الجيش و الجنجويد ازدادوا بعد ارتكاب الأخيرين لمجرزة فض الاعتصام فبدلا عن أن يكوناعدائهم ساسة فقط , دخلوا في عداء مع الشعب , و انقلبوا على الحكومة المدنية ظنا منهم أنهم ربحوا المعركة , المعركة التي وضعت خطوطها و تكتيكاتها مخابرات مصر والتي اصابتها الحيرة في اسباب فشل خططها , لكن التفسير البسيط لتصن تزو مؤلف كتاب فن الحرب يقول : (( إن كنت تعلم قدراتك وقدرات خصمك، فما عليك أن تخشى من نتائج مئة معركة. وإن كنت تعرف نفسك، وتجهل خصمك، فمقابل كل انتصار ستعاني من هزيمة. إذا كنت تجهل نفسك كما تجهل عدوك، فسوف تواجه الهزيمة في كل معركة)) وهو ما ينطبق على عسكر السودان المرتزقة متعددي الإتجاهات و الولاءات , مما يعني أنه لو اجتمعت كل مخابرات الدنيا فلن تنجح لها خطة بمصاحبة هؤلاء الأرجوزات...
وحتى لا تغضب دعني اعطيك بعض الأمثلة فالبرهان الذي تذرّع في انقلابه اولا بتوسيع قاعدة المشاركة وعدم استئثار احزاب معينة بالسلطة اول ما قام به هو إعتقال شركائه في الحكم و قوّض الدستور لتخرج كل الأحزاب من معادلة السلطة, هذا كان الخطأ الأول الذي نبّه الجميع إلى مطامع البرهان في السلطة , التي كان يجب أن يدركوها منذ زيارته الأولى للسيسي ,أما الخطأ الثاني هو اعتقال رئيس الوزراء الحليف الأقرب له لدرجة منع طبيبه من زيارته , هذا الخطأ يعد مخالفة لأبسط قواعد الاستراتيجيات العامة التي تقول : ((هناك طرق من الواجب تجنب اتباعها، أعداء يجب ألا تجري مهاجمتهم، مدن يجب عدم حصارها، و جهات يجب عدم تحديها و يمكنك التخمين بأن ثور الخزف (البرهان) ارتكب كل هذه الأخطاء , مما وحّد الجميع ضده , لكن هذا لايجيب عن السؤال كيف سيصبح ترس الشمال كعب أخيل العسكر ؟
🔴 ترس الشمــــــــــــــــال : القاعدة الفيزيائية تقول : (لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة - مضاد له في الإتجاه ) , فالبرهان الذي أزال الحكومة و انقلب عليها منذ 3 أشهر لم يفلح حتى اليوم رغم اعادته لرئيس وزرائها , في تشكيل حكومة تستطيع توفير لقمة العيش التي وعد بها الناس , لم يفهم أو يدرس تلك القاعدة الفيزيائية و التي تعني أن الأسعار ستعود إلى جنونها , و ستنعدم وتشح السلع الضرورية , و يقل النقد في خزينة الدولة , مع توقف كل الدعم الخارجي الذي سيرفض التعامل مع سلطة انقلابية , وعودة مفترسات السوق الأسود و مافيات العملة وهو ما سيُجبر البرهان على رفع اسعار بعض الخدمات , و أخطر ما وقع عليه اختياره هو رفع اسعار الكهرباء عبر وزيره الانقلابي جبريل ابراهيم , ورفع اسعار الكهرباء في الشتاء يفهمه البرهان بأنه لن يكون ذا تأثير فالسودانيين يستهلكونها صيفا , و يجهل أن الكهرباء يعتمد عليها المزارعين شمالا في موسم شتوي مهم جدا , فرفع سعر الكهرباء من الطرق الواجب عدم اتباعها , و المزارعين الغاضبين و أهلهم هاجمهم جبريل مرتين , الأولى برفع اسعار الكهرباء , و الثانية بوصف احتجاجهم على قراره بالدوشة , و القرار يعني محاصرة مدن يجب عدم حصارها , وجهات لا ينصح بتحديها, و السبب هو أن هذه المدن تُعتبر بالمعنى الحرفي شريان الحياة الرئيسي لمصر , واغلاق هذا الشريان يعني هز الأمن القومي المصري الذي يعتمد على نهب غذائه و موارده الاقتصادية من السودان , و في حال توقف الشريان فكيف سيوفر السيسي لقمة العيش لأكثر من 100 مليون مصري , وهو الذي يترنح أمام مصيبة سد النهضة التي تُهدد وجود مصر , و الجوع و العطش وقود سريع الاشتعال للسخط و الإضطرابات و .. الثورة... وهذا أكثر ما يخشاه السيسي , و المصريين على حد سواء ...
وحتى يفيق البرهان من سكرته, فإن مصر لا تتعامل معه حبا فيه بل لأنه تتوفر فيه صفات العمالة و الجاهزية لإرتكاب أي كبيرة مقابل أن ينفد بجلده و يستفرد بالحكم , ومع فشله المتتالي , صار وجوده تهديدا لأمن مصر في نظر المخابرات , فالشعب السوداني لن يغفر لمصر وقوفها مع السفاح البرهان , و لن يقبل به , مما يساهم في تصعيد الأزمة التي أصبحت نيرانها تلسع معدة القاهرة , فلا بد إذا من استبدال البرهان و إخراجه من المشهد وتهدئة الشارع السوداني , وهي الخطوة المتوقعة من المخابرات المصرية هذا إن لم تكن قد فعلتها مسبقا , لكن المفاجاة التي تنتظر مصر هي رفض البرهان لأي مقترح بخروجه من المشهد , فهو يعرف ما حدث لعلي عبد الله صالح , وهنا سيتحول البرهان لهدف يجب ان يتم التخلص منه و استبداله بعميل آخر مستعد للمنصب من داخل الجيش , أو حتى خلق صراع بين الجنجويد و الجيش ودعم فصيل منهما ضد الآخر و إشاعة الفوضى التي وعد بها السيسي من يُهدد أمن مصر , على الأقل ليزيل السلطة التي يشتكي إليها الناس و يغلقون في وجهها الطرقات , لكن السيسي و البرهان لم يستفيدا من مقولة دكتاتور سابق وهو الطاغية صدام حسين الذي قال : ”اجعل عدوك أمام عينك واسبقه، ولا تدعه خلف ظهرك..“ فالأن الحركات المسلحة تعلم أن البرهان ليس من يقدم لها الحلول أو السلطة أو المال عند انسحاب مصر من دعمه , وهي لا تريد معاداة دول المحور , لذلك ستمعن في عمل كل ما يؤدي إلى إفشال البرهان و الاطاحة به , ودعم كل من سيحل محله , و قد بدأ الجنجويد مسبقا في تقديم فروض الطاعة لتل أبيب , و تشكيل مشهد جديد بمتغيرات جديدة ربما تقود لخدعة حكومة مدنية أخرى لن يمانع الساسة في المسارعة لمشاركة الجنجويد في فراش السلطة المحرم , مالم ... مالم تعني لجان المقاومة و كل تروس السودان أن القادم سيكون اسوأ من البرهان طالما لم يأتي عبر الشعب السوداني و إرادته الفولاذية , وأن ترس من حجر و إطار , قادر على الإطاحة بأنظمة و تغيير شكل المنطقة ككل ... لذا ترّس و دعهم يقتتلون , فنحن منتصرون منذ اليوم الأول , و المثل يقول : المحاربون المنتصرون يكسبون في البداية، ثم يذهبون إلى الحرب. أما المحاربون المنهزمون، فيذهبون إلى الحرب في البداية، ثم يسعون إلى الانتصار.. ولن يُهزم ترس خلفه شعب .
|
|