البديل الحلم هو برنامج البناء الوطني الديمقراطي وليس شخص..د. ستنا بشير

البديل الحلم هو برنامج البناء الوطني الديمقراطي وليس شخص..د. ستنا بشير


01-02-2022, 03:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1641089175&rn=1


Post: #1
Title: البديل الحلم هو برنامج البناء الوطني الديمقراطي وليس شخص..د. ستنا بشير
Author: عادل شقاوة
Date: 01-02-2022, 03:06 AM
Parent: #0

02:06 AM January, 02 2022

سودانيز اون لاين
عادل شقاوة-UK
مكتبتى
رابط مختصر





مع بدايات الثورة ضد النظام المباد، تردد سؤال (البديل منو)، في محاولة لتكسير مجاديف دعاة التغيير، وتحجيم ثورة الشعب ضد جلاده، جنباً إلى جنب مع فكرة انهيار الدولة. فكان الرد بأن البديل هو برنامج وطني يلتف حوله السودانيون. برنامج يضع اللبنات الأساسية لدولة المؤسسات والمواطنة، والحريات والعدالة والمساواة أمام القانون. برنامج يناقش هموم السودانيين الحقيقية، ويحتضن تنوعهم الإثني والثقافي، ويوفر خط شروع عادل للجميع للانطلاق في مسيراتهم الابداعية.

التفت قوى التغيير والتحول الديمقراطي حول فكرة هذا (البديل الحلم)، فوهب أكرمهم أرواحاً فتية فدوى لها، تلاهم من قدموا بعض من أجسادهم، ومنهم من فُقد وما زال مفقودا، والبقية مشاريع شهداء يواجهون صلف الآلة العسكرية صباح كل يوم بصدور مفتوحة، سلاحهم السلمية، وشعارهم إما النصر أو الشهادة.

وترجم هذا البرنامج إلى إعلان قوى الحرية والتغيير، الذي وقعت عليه جماهير ديسمبر عبر كياناتها المختلفة، وفوضت قيادات التحالف للتفاوض باسمها، مع المجلس العسكري، الذي طرح نفسه كممثل للقوات المسلحة، مدعياً الانحياز لخيار الشعب.
ورغم كل التحفظات؛ وقعت الشراكة بينهما، على الوثيقة الدستورية والبرنامج السياسي.

وعندما انتقلنا لمرحلة اختيار رئيس وزراء المدنية، التف السودانيون حول ترشيح د. عبد الله حمدوك، ونال إجماع غير مسبوق. وائتمنته قوى الحرية والتغيير على برنامج الفترة الانتقالية المتفق عليه، وسلمته لجنتها الاقتصادية برنامجها، ولكن فوجئ الجميع بحكومة حمدوك تتبع نهج اقتصادي مغاير، لا يعتمد حشد الموارد الذاتية للسودان، ويرتكز على القروض والمعونات من مؤسسات المال الدولية، وبشروط مجحفة في حق المواطن، زادت من معاناته.
أيضاً تغول المكون العسكري بالمجلس السيادي، علي صلاحيات الجهاز التنفيذي في عدد من الملفات المهمة، كالسلام والاقتصاد، دون معارضة تذكر منه. كما انفرد رأس المجلس بقرار التطبيع مع العدو الصهيوني.
ورغم معارضة قوى الحرية والتغيير لهذه الممارسات، وغيرها، إلا انها لم تمتلك آلية تمكنها من الزامه ببرنامج الثورة، خاصة وأن حمدوك كان يماطل ويسوف، ولم يواجهها برفضه القاطع، ما ساهم في اضعاف عمل الحكومة، وتوسيع الشقة بين القوى السياسية والشارع، باظهارها بمظهر العاجز.

السؤال هو، إن كان حمدوك يرفض الالتزام ببرنامج الثورة، فما هو برنامجه؟ وما هو النهج البراغماتي الذي ذكر إنه يتبعه؟

بالعودة إلى البدايات الاولى لظهوره، نجد أنفسنا أمام عدد من الاسئلة، من الذي قدم حمدوك كمرشح لرئاسة الوزراء، ومن الذي لمعه في عين السودانيين، رغم ظهوره المفاجئ، ورغم غيابه عن ميادين الفعل الثوري؟ مع أن الكثير من الثوار في الخارج، رغم بعدهم الجغرافي، الوطن في قلوبهم، يقدمون له الغالي والنفيس من مواقعهم، وفعلهم الثوري لا ينقصه إلا الحضور.
وما الذي نعرفه عن تاريخه، ومواقفه سوى أن البشير رشحه لوزارة المالية في آخر عهده، ورفض؟
ما هي الآلة الإعلامية المحترفة التي سوقت له، ولمؤهلاته، وعلاقاته، وارتباطاته، وقدرته على إخراج السودان من عزلته، وإعادة تقديمه للمجتمع الدولي، وللحق فقد نجح في هذا الملف نجاحاً أثار إعجاب السودانيين، وهم يرون رئيس وزراءهم وهو يتلقى احترام المجتمع الدولي والإقليمي، خاصة بعد ما عانوه من خزي وتخذيل بسبب رأس النظام المباد المطلوب من المحكمة الجنائية، والذي مرغ أنف السودان وسمعته في الطين. ومن ناحية أخرى، ما كان أحد لينجح في هذا الملف لولا انتصار الشعب السوداني المدهش، ونجاحه في اسقاط النظام المباد بسلمية، أثارت إعجاب العالم الحر، ورفعت عن كاهله تهمة الارهاب، هذا بالإضافة إلى الغرامات الباهظة التي دفعها، خصما على ميزانية الحليب والدواء، بدولار تم شراءه من السوق الموازي، وساهم في خفض قيمة الجنيه السوداني.

حين وقع انقلاب 25 أكتوبر، وضع حمدوك تحت الإقامة الجبرية، حتى فاجأنا بتوقيعه على اتفاق21 نوفمبر مع الانقلابيين، منفردا، دون الرجوع للتحالف الذي أوصله لمنصبه. واختار بذلك، العمل تحت مظلة من انقلب على الشراكة، وخان الوثيقة الدستورية التي وقعها، وشهد عليها العالم.

يتوهم البعض إن عودة حمدوك لمنصبه تكفي لتحقيق طموحات الشعب وتطلعاته، متجاهلين حقيقة إن عودة السلطة المدنية تكون بوجود مؤسسات حكم مدني متفق عليها، وليست بوجود شخص، أيا كان. فقد تجاوزنا مرحلة (من يحكم السودان) إلى (كيف يحكم السودان). أضف إلى ذلك أن هذا التصور يقزم (البديل الحلم)، في شخص.

وبالتأكيد لن يقبل السودانيون بحكم عسكري آخر، بغض النظر عن المشاركين فيه. وسيُسقط الشعب الانقلاب، ويُسقط معه كل من شارك ومنحه شرعية زائفة أمام المجتمع الدولي والإقليمي، أو ساهم في إطالة أمده، أو دعمه بشكل أو آخر. وستعود السلطة للشعب، وتتم محاسبتهم جميعا، عن سفك دماء السودانيين، وهتك أعراضهم، وقمعهم، وحرمانهم من حقوقهم، ورهن إرادتهم للاخرين، والتفريط في ثروات بلادهم، وسرقتها، والعبث بتاريخ السودان ومواقفه المشرفة.