ملحمة شارع القصر 30 نوفمبر2021م-مصطفى بشار

ملحمة شارع القصر 30 نوفمبر2021م-مصطفى بشار


12-01-2021, 02:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1638366178&rn=0


Post: #1
Title: ملحمة شارع القصر 30 نوفمبر2021م-مصطفى بشار
Author: mustafa bashar
Date: 12-01-2021, 02:42 PM

01:42 PM December, 01 2021

سودانيز اون لاين
mustafa bashar-
مكتبتى
رابط مختصر



ملحمة شارع القصر 30 نوفمبر
كتب: مصطفى بشار
يستحيل على القناعات الراسخة للشعوب أن تتخلى عن أثواب صمودها
واعتزازاها بأرضها ضد كل من يتواطأ مع الأجنبي، ليحكمها.
هكذا سطر هذا الشعب العظيم ملاحم تتبدى روعتها في كل يوم،
ويبدو الوطن بعافية أكثر من اليوم الذي قبله،
وتتبلور أفكار رائدة عن فهم عميق للحياة الكريمة ومعناها،
وأنها تمر تحت خفق البنود. وأن الحرية ليست منحة من أحد،
مهما اتخذ هذا الأحد الرصاص وسيلة للحكم عبر اعناقنا المكشوفة من الرياء،
والمتغطية بالعزم الأكيد.
الحرية يصنعها وجدان صاحبها، ويتسربل بها عابراً شغاف القلب،
وبكل اغنية ويهزج بتغاريد بلابله الواقفات على الأيك.
بأنه سيكون نفسه عاجلا أم آجلاً. هذه الضرورات التي أملتها النفوس علينا،
وعلى ذاكرتنا كسودانيين، أن لاننخفض لمزلةٍ،
ولانركع لأحد مهما كان جبروته وقوته.
فقد خبرنا الفرنجة في ملاحم شديدة الوطيس قبل قرن ونيف،
من هذه اللحظة التاريخية التي أتخذت تاريخ الثلاثين من نوفمبر 2021م.
نحن أحفاد أولئك الذين زلزلوا الأرض، وسنزلزلها تحت اقدام الغزاة الجدد.
ما رأيته اليوم مايعجز الإحاطة به ووصفه على ذاكرتي ،
أن تقبض على كل التفاصيل.
الشباب والشابات، الكنداكات المشتعلات توقاً لثورة ،
يؤججنّ اللهيب بالزغاريد. في شارع القصر والطرق المؤدية إليه .
القصر الرئاسي الذي ادمن حبك الهزائم والحكايات الموتورة ضد هذا الشعب الأبي،
وجماعة العسكر واشياعهم منذ مايزيد عن ستون عاماً،
مازال يعتقد انه قادر على تضليل شعب بهذا الوعي السلمي،
الذي حير العالم قاطبة. ومنظر تلاحم شبابة وشاباته
وكل أجياله التي يركض في دمها جذوة الحرية ،
مهما كان القتل، والإصابات، والزنازين .
يجمعهم نبض واحد انهم من هذا التراب وإليه.
أنهم ملح هذه الأراضين التي تمتد دنياوات وسماوات من المحبة الخالصة .
انهم من موج هذا النيل الذي لم يضل يوما عن مجراه الخالد.
انهم المزلزلون لكل طاغية، وانهم المركعون لكل قبضة من لهب،
أن تلين جذوتها وتنطفيْ، ويبقى الوطن.
تنادى الناس من كل الفجاج. الوطن اسمى غاية،
وانبل ماتموت بسببه، وأن ترتوي أرضه بدمائنا،
لتنمو الوعود الزاهية ويخضر الحلم اليباب.
كان المتظاهرون يدخلون من كل اتحاه، والجند يضيفون للسماء
فوقنا ألوانا من مسيل الدموع الجديد. الذي لم يكن لنا قبل به،.
وأي أناس أكتسحهم مسيل دموع! يعبئون الشارع الذي اسمه شارع القصر.
ألم تعد تخجل من ان يكون هذا اسمك أيها الشارع البليد،
وانت شاهد على المكائد جميعها؟! وبأسمك شارع القصر،
تصنع الهزائم لأمة لايقف امامها سد، وانها طوفان من المنعة والصمود!
ما رأيته اليوم فاق كل تصوراتي، ان الجذوة لاتخمد،
واللهب لن يخبو، ومع استمرار القمع الذي فاق العادة،
وماتقوم به السلطات الأمنية. أنه ليفضح وجهها الذي صار عظما.
كلما استوردوا باروداً جديدا، لإزلال الناس، كلما استبسل الشباب
والكنداكات بشجاعة تفوق الوصف. انهنّ يطلبنّ من الرجال الثبات!
يا لعظمة نساء بلادي.
افواج وافواج. صنعوا زلازلا يصعب رصدها على مقياس ( ريخر)!
ومسيل الدموع يتحول إلى سحابة،
والمجال يكتظ والأنوف تبحث عن الهواء،
مقذوفات بيضاء متتابعة تركض في الفراغ الذي يعلوا رؤسنا بقليل.
ورغم المسيل الحارق للعيون، والحابس للأنفاس. انهم ثبتوا.
وأنهن كنّ أكثر ثباتاً، وبزغاريدهنّ بعثرن مسيل الدموع، مقيت الرائحة.
يبدو انهم صنعوه ليكبح جماح كلاب شرسة جدا،
من نوع (جيرمان شيبرد)، أو فصيلة هجين من نوع (وولف).
لكن ذلك ما زاد المتظاهرون والمحتشدون إلا جسارة.
وطلقات الصوت مجلجلة في الفراغات. والرصاص .
قد لايفهم حامل البارود معنى الحياة الأبية.
ان حال الفرد العادي يحاول أن يباعد بينه وبين فكرة الموت في الظروف العادية،
وما أن يرى زميلاً له قد أصيب بطلق ناري، وسال الدم،إلا زاد الهياج،
واسترخص الفرد نفسه. ففي لحظة فارقة تتساوي قيمة الحياة والموت،
بل يبقى الموت غاية، اقلها أن المرء استشهد في دفاع عن حقوقه،
أن يعيش حراً كما خلقة خالقه.
وهذه الجزئية لايفهمها مطلق الرصاص- أو الذي أمره- الجبان الذي يحتمي خلف باروده،
ظانا أنه سينال رئاسة أو حكماً. لكن هيهات.. هيهات!
لقد صارت الحياة أشد بشاعة من الموت نفسه،
في ظل النظام الذي يحكم السودان الآن.
هذا الشارع الذي تبدى اليوم، أوصل رسالة مفادها
أن الشارع والثوار قطعة من جلمود،
وانه نوى أسقاط العسكرتاريا للأبد في هذه الجغرافية الباسلة .
وان كنداكاته قد وضعن الوطن في حدقات عيونهن، ا
كثر من الذي يحمل آلة القتل بين يديه،
وتجول أفكاره المسمومة في دماغه أن يحكمنا بالقوة.
مما يجعل اللحظة القادمة شبيه بمسننات في آلة تذهب
في اتجاه الأمام فقط، ولاتعرف للنكوص.
مصطفى بشار
30 نوفمبر 2021م
ا

Post: #2
Title: Re: ملحمة شارع القصر 30 نوفمبر2021م-مصطفى بشار
Author: mustafa bashar
Date: 12-04-2021, 11:21 AM
Parent: #1

فوق فوق