عن العوارة ومثالب أخرى!‏

04:39 PM October, 24 2021

سودانيز اون لاين
Moutassim Elharith-UK
مكتبتى
رابط مختصر

عن العوارة ومثالب أخرى!‏
معتصم الحارث الضوّي

نشرت صحيفة نادوس نيوز الإلكترونية مقالة بعنوان "طالبات يزرعن البهجة في الطرقات" عن طالبات في سستر سكول اطلقن مبادرة بعنوان ‏‏"‏positive notes‏". ‏
كانت الفكرة بسيطة ومبتكرة: توزيع قصاصات ملونة على المارة تدعو لتخفيف التوتر والابتسام ونشر التفاؤل.‏
الرابط: ‏https://nadosnews.com/28927‎https://nadosnews.com/28927‎

كما تتوقع يا عزيزي القارئ، واجه البعض المبادرة بعبارة استنكار تقليدية: دة شنو العوارة* البتعملو فيها دي!‏

إذن، نحن إزاء عقلية ظلامية لا تكتفي بمحاربة أي مبادرة للتغيير المجتمعي الإيجابي فحسب، بل تسعى أيضا بشكل محموم لزرع الإحباط في ‏نفوس القائمين عليها باستخدام كليشيهات تستند إلى إرث اجتماعي مذموم.‏

من المبكي أن مدننا أشبه بالصحاري لندرة الأشجار وغياب الأزهار، ولكن الأنكى أن نفوسنا أشبه بالصحارى؛ تكشيرا في وجوه الآخرين وجلافة ‏في التعامل!‏

علينا تحطيم النظرة السائدة بأن طلاقة المحيا تناقض الرزانة، واستبدالها بثقافة مجتمعية جديدة تقضي بأن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأن البر ‏حسن الخلق، وأن "لو سمحت" و "شكرا جزيلا" مصطلحات تليق باستخدام الرجال، وأن سماحة التعامل المصبوغة بالاحترام من السلوك ‏الحضاري الذي تواضعت عليه كافة الأمم.‏

عبارتهم القبيحة المذكورة في صدر هذه المقالة لها تمظهرات متعددة، ومن أشنعها قولهم (عامل/ عاملة فيها)، والتي تُقال، وربما الأصح تُقذف، ‏بكل استخفاف وتشفٍ، في وجه كل من يتلمس الدرب في الرياضة أو الفن.. إلخ، وكثيرا ما تعصف جرعتها المسمومة بأحلام ما زالت تتوكأ في ‏طور التكوين.‏

يا معشر الذين ابتلاهم الله بنعمة الكتابة ونقمتها، ويا منظمات المجتمع المدني، ويا كل مفكر- وكل بشر يفكر: ‏
من ينبري لهذه الحرب النبيلة ضد العادات البالية؟ ‏
ومن يبادر بالعمل لتغيير قيمٍ تُعدُ اللبنات الأساسية لما نحلم به من تغيير جذري؟!‏




‏* العوارة (لغير الناطقين باللهجة السودانية) مصطلح يعني السخافة والغباوة والحمق.‏

ما رأيك يا عزيزي القارئ؟

هل تعريفنا لبعض المظاهر الاجتماعية ووصفنا لها بالعوارة صحيح أم خطأ؟

ما الحد الفاصل بين التجديد والابتكار في الفعل الاجتماعي والوقوع في "العوارة"؟

كيف نحارب المقولات التثبيطية من أمثال "عامل فيها"؟


ادل برأيك من أجل المستقبل النفسي لهذا الشعب المكلوم!!

سلام عليكم
اذكر انى شاركت فى تصحيح الشهاده السودانيه (1998) وكان ضمن مجموعه العمل الادارى الداخلى(بسبب ضعف النظر لم يشارك كمصحح) دفعتى فى الجامعه كان كل مايمر علينا لتوزيع اقلام تصحيح او تمرير ورقه الحضور او اى توجيهات كنت اقول ليهو شكرا وهى عاده اعتدت عليها .
واحد من الزملاء جوارى ى مره من المرات علق على عبارتى بضيق على وحهه (تشكرو ليه ؟ دا شغلو وماداير شكر عليه)
بنفس الفهم كيرين لما تشكرهم او تعاملهم بثقافه الاستئذان قبل الدخول على مكتب او وعدم مقاطعه حديث بالسلام عند الدخول مثلا تحس انو المعامله الهادئه والايجابيه تخلى البعض يستغرب ويعاملك كانك ضعيف او مستجدى او مغفل
لذلك فضلت فى الغالب الصمت على اى فعل ايجابى ربما ماعداظل ابتسامه خفيفه او اشاره باليد
-العبارات الساله موجوده لوجود حاله سائده فى المجتمع هى (الحساده) المتاصله وتتجلىكفعل فى عده مظاهر
.
-من الملاحظات انو عشان يكون فى احترام وتجاوب من الاخرين فى اى شان لازم التعامل يكون بتعالى وعدم اعتبار للاخرين (زى حاله المعاملات ضمن مجموعه متعاملين) وشىء من سلوك(rude).
.
حقيقه محتاجين موجه من بث روح التعامل الايجابى وروح الرقى فى التواصل (خيط رفيع بين الايجابيه والرقى من جهه والنفاق من جهه اخرى)
رغم انو عندنا زى حديث الرسول كتير من مبادىء الايجابيه والرقى فى التواصل
عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، قال: قال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق)).
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)).
و ((تبسُّمك في وجه أخيك))
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَقْبَلَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ الَّذِي يَنْزِعُ ".
عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: إن رجلاً سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: ((تُطعِمُ الطعامَ، وتَقرَأُ السلامَ على من عَرَفتَ وعلى من لم تَعرِفْ))
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ أولى الناسِ باللهِ من بدأهم بالسلامِ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل). وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد (1) و أبو داود (1) بسند صحيح: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام).
.
ولو عبرنا فى سياحه للموروث السودانى نجد كثير من قيم ايجابيه تختلف تبيرا من ثقافه لثقافه لكن لها تتفق فى القيم والمبادىء السمحه
جميعهاترسم ملامح لمجتمع متحضر وراقى وايجابى فى تواصله وعلاقاته
تحياتى