حكاوى عبدالزمبار: أنهض يا صاحب المزرعة (منقول)

حكاوى عبدالزمبار: أنهض يا صاحب المزرعة (منقول)


10-03-2021, 03:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1633227560&rn=2


Post: #1
Title: حكاوى عبدالزمبار: أنهض يا صاحب المزرعة (منقول)
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-03-2021, 03:19 AM
Parent: #0

02:19 AM October, 03 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله عثمان-
مكتبتى
رابط مختصر



نقلا عن الراكوبة

بقلم عمر عبدالله محمد علي - مونتري كالفورنيا

Post: #2
Title: Re: حكاوى عبدالزمبار: أنهض يا صاحب المزرعة (من
Author: عبدالله عثمان
Date: 10-03-2021, 03:19 AM
Parent: #1

عمر عبد الله محمد علي
إلى شقيق الروح ، صاحب المزرعة ، أنهض فما زالت للحكايات بقية..صاحب المزرعة :
1/ في عام 1989 رجع زمبرة من الخرطوم إلى كوستي ، كان قد ترك العمل في احدى منظمات الإغاثة ، لاخيه مزرعة في جنوب كوستي ، في قرية المخاضة ، هذه المزرعة كانت فربدة ، في كل شئ ، هي على بحر أبيض مباشرة ، مساحتها تقارب الثلاثين فدانا وفي موسم الفيضان بدخل لسان من النهر ويحيط بالمزرعة احاطة السوار بالمعصم ؛ فيجعلها جزيرة تسر الناظرين ، ولا تدخلها ، إلا بمركب .
2/ استلم زمبرة زمام الأمر وذهب إلى المزرعة بصحبة تراكتور وسأئق ، اسطحب السائق ابنه اليافع معه ، قبيل الدخول لمنطقة المزرعة التي تبعد سويعات قليلة من مدبنة كوستي ، تعطل التراكتور ، دقائق مرت ، وهب نفر من قرية قريبة إلى المكان ، لنجدة التراكتور المعطل . كان الوقت قد شارف على مغيب الشمس . أصر الناس بأن يقضي زمبرة وصاحبيه معهم الليلة ، وفي الصباح سيقومون بإصلاح التراكتور. ذهبوا معهم ، وتركوا التراكتور خلفهم ، تفاجأوا ، عندما لم يجدوا قرية ، بل وجدوا بيوتا من الشعر والشمل في شكل خيام ، رحب بهم الجميع ترحيبا حارا على ضوء الفوانيس والبطاريات .. اخبروهم بأنهم ، رعاة أبقار لبانة ، أي يبيعون البانهم لمدينة كوستي والمدن المجاورة.
3/ كان الطقس تشوبه برودة ظاهرة ، طفوا زمهريرها بالعصيدة الساخنة والملاح الحار . فأكلوا كأنهم لم يأكلوا من قبل ، بعدها مباشرة ، أحضروا لهم صواني شاي اللبن الطازج ، وكل شخص بحلف ويقسم بالمقلظ، بأن يشرب الضيوف من الشاي الذي احضره. فسكروا من كرمهم. في صبيحة اليوم التالي، تكرر مشهد شاي اللبن الطازج ، ثم تلاه مباشرة الفطور .. بعدها ، ذهب شبابهم للمساعدة في إصلاح التراكتور . وقد تم ، في لين ويسر .
4/ استأذن زمبرة ، وصاحبيه بعدما شكروا ، الجمع النبيل ؛ فأذنوا لهم . اخبرهم زمبرة ، بعنوان بيته لزيارته عندما يأتون المدينة . فوعدوا خيرا .. واصل زمبرة وصاحبيه المسير حتى دخلوا المزرعة .. هناك وجدوا اثنين من المزارعين في إنتظارهم . كأنت المزرعة جميلة وتربتها طينية قرورة .. فقط، هي في إنتظار ، تسوية الأرض ، ودس البذور فيها ثم ريها ، كانت هناك ، طرمبة ماء جديدة موصلة ببحر أبيض ، لضخ الماء.. مضت ، ساعة واحدة ، وبدأ التراكتور في الهدر وتسوية الأرض .
5/ سمع سكان قرية المخاضة ، همهمة التراكتور ثم تلاها الزئير ، فحضروا لإجلاء الأمر .. المزرعة تقع في قرية المخاضة. وهي قرية صغيرة ، يعمل قاطينيها بزراعة الأرز وصيد السمك وفي الليل يشعلون نار القرآن . كل سكان القرية بعملون ؛ الرجال والنساء والاطفال. في المزرعة ، زرع زمبرة البصل ، واقترح أحد المزارعين زراعة التبش، موخرا اشتروا مركبا وشبكة لصيد السمك . اجروا المركب لأحد سكان القرية ليقوم بصيد السمك على أن يقتسموا السمك مناصفة .. فكانت صفقةعادلة ورابحة ..
6/ كانت الليلة الأولى بالنسبة لزمبرة عبارة عن كابوس .. فقد قطعت جلودهم البعوض والناموس. أما العقارب فقد كأنت تسرح وتمرح وكأنها تملك عودا في هذه المزرعة!. السكان المحليين لهم طريقتهم الناجعة لصيد العقارب ، وهي وضع بعض العلب الفارغة تحت رجل كل سرير على أن تكون مليئة بالماء . في الصباح تجد العقارب وهي عائمة على الماء ولا تقوى على التسلق او التخلص من مغادرة الماء من هذه العلب. وايضا كأن هناك السوس ، الذي ينخر بصوت مسموع في اعواد القطية ، فحور شكلها وأصبحت مقوسة ، يصعب خروج ودخول الشخص إليها ، إلا بإنحناءة تهد الظهر ثم ، عليك استبدال الأعواد المهترئة ، من مرة لأخرى .
7/ لم يمكث زمبرة ، كثيرا في المزرعة فبعد حصاد المحصول ، فاض بحر أبيض ودار نحو المزرعة فحد من الحركة. حمل زمبرة، المحصول لمدينة كوستي ووضعه في متجر احد الصحاب لعرضه للبيع. لم يجد زمبرة، سعرا مناسبا ، فكسد المحصول ، اخذه زمبرة ووزعه كرامة وسلامة لسكان الحي العريق ..
إلى صاحب المزرعة ، كنت وما تزال الغني الذي لا يملك والكريم الذي يجود بأخص ضرورياته . فحق عليك القول ، أنت لا تملك شيئا ولكنك تملك قلبا من ذهب …
omerabdullahi@gma