د. أحمد بابكر يكتب عن شرق السودان... اختبار الفعالية والحكمة والإرادة

د. أحمد بابكر يكتب عن شرق السودان... اختبار الفعالية والحكمة والإرادة


09-21-2021, 03:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1632189829&rn=0


Post: #1
Title: د. أحمد بابكر يكتب عن شرق السودان... اختبار الفعالية والحكمة والإرادة
Author: يوسف سعد
Date: 09-21-2021, 03:03 AM

02:03 AM September, 21 2021

سودانيز اون لاين
يوسف سعد-uk
مكتبتى
رابط مختصر




طالعتنا الأخبار بما يحدث في شرق السودان، من إغلاق للطريق القومي ودعوات بقفل الميناء وإيقاف حركة الصادر والوارد، وهي بالتأكيد أخبار مؤسفة.
وقبل الدخول في كيفية التعامل مع هذا المشهد، علينا التأكيد على بعض الحقائق :
▪️أن للشرق قضية جدية وحقيقية متعلقة بمستوى التهميش الكبير، بما يعنيه من تخلف في البنى التحتية، التعليم، والصحة، بمعنى آخر غياب كل ادوات وروافع التحديث في المجتمع.
▪️سيادة ثقافة القبيلة وتصدي الإدارات الأهلية لقيادة المجتمع، وذلك لغياب منظمات المجتمع المدني الحديثة (قوى سياسية وو.. الخ). مما ترتب عليه عدم تأثير القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في المشهد الاجتماعي والسياسي بشكل عام.
▪️تعامل الحكومات التي تعاقبت على البلاد، عسكرية او مدنية مع انسان الشرق باعتباره مخزن لسحب حشود التأييد والتحشيد، مع إعطاء امتيازات راتبة للزعامات الأهلية، (نظار قبائل.. وعمد.. وزعماء طرق صوفية).
▪️التداخل القبلي بين الشرق ودول الجوار، ارتريا وإثيوبيا، وتأثره بالتوترات الداخلية في هذه الدول من جهة، والتوترات بين الدولة السودانية وبين هذه الدول من جهة أخرى.
▪️وجود الميناء والذي يرى فيه أبناء الشرق أنه بقرة حلوب للمركز فقط، مع عدم استفادتهم منه بالشكل الذي ينعكس على مستوى حياتهم (مشكلة عامة في السودان، عدم استفادة مواطني البلاد من مواردهم الذاتية بشكل مباشر).
▪️الصراع الدولي والاقليمي، للسيطرة على البحر الأحمر
▪️ارتباط الإدارات الأهلية بالسلطة، (في كل السودان)، وهذا الأمر كان جزء من ترتيبات الاستعمار لحكم البلاد، ومع تطاول الدكتاتوريات في البلاد، خاصة الإنقاذ، نشأت صلات ومصالح عميقة بين هذه الإدارات والإنقاذ، وهذا يفسر العلاقة القوية بين العساكر في السلطة مع هذه الإدارات، عكس الحاكمون الجدد الذين لاتربطهم مع الإدارات الأهلية مصالح.
▪️تداعي ما يعرف بالمسارات في اتفاق جوبا للسلام، والتي صنعت اشكالات أكثر من حلول، في كل الأقاليم، لأنها لم تنشأ لحاجة موضوعية، وإنما لإرضاء البعض من جهة، ولتكبير كوم بعض القوى من جهة في محاولة للتأثير على موازين القوى في المشهد السياسي لصالح بعض أطراف السلطة.
▪️الصراع المكتوم ما بين المكون المدني والعسكري في السلطة.

إذاً لإدراك ما يحدث من حراك في الشرق، يجب استيعاب كل الحقائق أعلاه، وعدم الركون لعامل واحد في تفسير ما يحدث، فهناك تداخل ما بين المطالبة بالحقوق المشروعة، وماهو مرتبط بالزعامات القبلية وصراعها للحفاظ على مكتسباتها التي ارتبطت بالسلطة. وأيضاً هناك ما هو مرتبط بفلول النظام البائد وحربهم ضد ثورة ديسمبر المجيدة، وهناك الدور الاستخباري لدول الجوار وبعض دول المنطقة التي لها أطماع في الميناء، وكذلك الصراع حول السيطرة على البحر الأحمر..
لذلك عند التعامل مع هذه القضية يجب استصحاب كل هذه العوامل الفاعلة والمؤثرة في المشهد.
اذاً الحل سياسي بامتياز وليس أمني، مع أهمية فرض هيبة القانون وسطوتها.
لذلك عمل مؤتمر جامع لأبناء الشرق، مع تفاعل إيجابي من السلطة الانتقالية في المركز، كفيل بنزع فتيل تداعيات الصراع في الإقليم، والذي ربما يصبح امتدادا للصراع في منطقة القرن الأفريقي، والذي يمكن أن يستقطب الجميع لتصفية حساباتهم في المنطقة.

#احمد_بابكر


2021/9/18
منقول من الهدف