الأستاذ محمود محمد طه: جبريل الحسن يرد على د. حيدر ابراهيم

01:25 AM August, 25 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله عثمان-
مكتبتى
رابط مختصر

منقول

بسم الله الرحمن الرحيم
حول حوارية نادي الفلسفة السوداني
بالأمس أتيحت لي الفرصة لحضور حوارية فكرية بنادي الفلسفة السوداني - مركز دراسات وأبحاث الديمقراطية والمجال العام تحت عنوان : هل هناك حاجة عصرية للتجديد الديني ولماذا؟.. الفكر الجمهوري نموذجا.. المتحدثان الاساسيان هما دكتور حيدر إبراهيم على والأستاذة اسماء محمود محمد طه وأربعة من المعقبين لكل جانب.. أدار جلسة الحوار دكتور مجدي عز الدين حسن..
امتلأت القاعة على كبر سعتها بالحضور وظل عدد كبير منهم واقفا على جانبي القاعة لفترات طويلة.. استمر الحوار لأربعة ساعات ونصف الساعة..ويعتبر الحضور صفوة مختارة أغلبهم من طلاب جامعة النيلين..
ابتدر دكتور حيدر حديثه بأن الفكر الجمهوري ومنذ انتقال الأستاذ محمود لم يقدم أي تجديد على الفكرة وإنما ظل يعتمد ويردد في نفس أقوال الأستاذ محمود القديمة.. ولم يحدد الدكتور للحضور وهو مدير معهد الدراسات السودانية أقوال الأستاذ محمود التي كانت صالحة في ذلك الوقت وأصبحت اليوم غير عصرية وتحتاج إلى تجديد وإصلاح؟؟.. وفي الحقيقة فإن الدكتور الذي يتهم الفكرة الجمهورية بالجمود وعدم التجديد اتضح من خلال حديثه في الحوارية انه لا يلم بأساسيات الفكرة والتي اصبحت مبذولة ومتعارف عليها عند العامة من المتابعين بل حتى من المعقبين من أتباعه المشاركين في الحوارية.. فإن من هو في مثل موقعه يتوجب عليه ان يكون لديه الماما كافيا بكل الأفكار المطروحة على الساحة السياسية المعاصرة.. أما من يتقدم لمناظرة فكر معين فإنه يتوجب عليه أكثر الإلمام الدقيق بالفكر الذي يناظره.. فهو يقول مستنكرا لماذا أخفى الله آيات الأصول السمحة طوال هذه المدة واخرجها اليوم؟ ثم لا يتطرق لكل المبررات التي ساقها الجمهوريون لتبيان هذا الموضوع.. والحقيقة التاريخيةتقول بأن آيات الأصول قد نزلت اولا بمكة ثم نسخت عند الهجرة إلى المدينة بعدما ثبت عمليا عجز المدعوين عن الوفاء بهذا المستوى القائم على الحرية والاسماح .. وهذا المبدأ اصولي واساسي في تكوين الفكرة الجمهورية وانبنت عليه فكرة الرسالة الثانية من الإسلام ولكنه مجهول تماما عند الدكتور ومدير المعهد الذي كان ينتظره الطلبة الجامعيين ليناقش الفكرة بعمق وشمول مستانسين عنده الفكر الثاقب والتفنيد المنطقي والنقد الموضوعي للرسالة الثانية من الإسلام وقد خاب فألهم عندما تبين لهم أن صاحبهم لم يكن ملما بالحد الادنى مما يقوله الجمهوريون وهو يقوم بمناظرتهم!! ..
ثم هو يتحدث عن المثاني وينطقها بلفظة تعطي معنى مغايرا لها فإذا كان يعني المثاني التي نقصدها فما هو اعتراضه عليها وهي أساسية في الفهم الديني وتقوم عليها كل مرتكزات الفكرة الجمهورية.. لا يكفي أن تقول انك ترفضها وكفى!!
والدكتور يقول ان اي فهم من القرآن مهما كان صدقه ومنطقه فهو نتاج بشرى لا علاقة له بالقدسية الدينية و يجب ألا يلحق بالدين.. فما هو قوله في القرآن ينزل من الله عن طريق جبريل إلى النبي الكريم فهل هو نتاج بشرى لأننا تلقيناه عن بشر هو النبي الكريم؟؟.. فالدكتور مع انه ينبري ناقدا للدين الا انه لم يعط من وقته حيزا يسيرا يفهم به أساسيات الدين ليتمكن به من النقد العلمي له.. فالقرآن انزله الله اساسا للأرض ليفهمه الإنسان في الأرض ويتخلق به ليكون وسيلته إلى الرجوع للجنة التي هبط منها ولم ينزله ليفهمه أهل السماء وملائكة الملأ الأعلى بل إن مايفهمه النبي من القرآن يعجز عن فهمه جبريل الذي انزله عليه .. والله يقول عنه (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)..(واتقوا الله ويعلمكم الله).. ولأن الدكتور لا يفهم العلاقة بين العبد والرب فإنه لا يقيم فرقا بين الوارد الرحماني والوارد الشيطاني..
ويتساءل الدكتور بنفس اللهجة التي يتساءل بها أبناءه الطلاب في رسول الرسالة الثانية فكل رسول لا بد أن يكون نبيا وقد ختمت النبوة فمن أين يأتي الرسول..وكنا نتمنى أن يناقش الدكتور ما قاله الجمهوريون في هذه النقطةولكنه لم يفعل وذهب في الخط السهل وهو الرفض والاستنكار باستعلاء .. فالنبي هو المنبأ من الله أي الذي يعلمه الله وذلك عن طريق الوحي الملائكي.. فإذا قلنا أن التعليم المربوط بالوحي قد ختم بنص قرآني وذلك بعد أن استقر بين دفتي المصحف كل ما أراد الله أن يوحيه للإنسان، وبعد أن قوى العقل واستحصد واصبح مستعدا للأخذ من الله كفاحا وان تعليم الله للإنسان مستمر ولن يتوقف قط لا في الدنيا ولا في الآخر.. (واتقوا الله ويعلمكم الله).. وأصبح التعليم من الله للإنسان عن طريق عقله بعد أن كان التعليم عن طريق الوحي الملائكي وبعد ان يتأدب العقل بادب الشريعة وأدب الحقيقة على نهج الآية التي اوردناها سابقا.. وبذلك يكون النبي هو - المنبأ من الله والمتعلم من الله وهو من اتقى الله وعلمه الله.. فإذا قال الجمهوريون أن رسول الرسالة الثانية هو رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن وأذن له في الكلام .. فلا حجة لمن يقول كيف يكون رسولا وقد ختمت النبوة.. فإذا كانت النبوة في السابق هي التعليم من الله عن طريق الوحي فإن هذه قد ختمت ولكن التعليم من الله عن طريق الفهم من القرآن لا تزال مستمرة ولن تنته قط..
فهل ناقش الدكتور هذا الفهم ام انه انجرف مع العوام يرفض ويستنكر في استرخاء وكسل فكري وبغير هدى ولا عقل مستنير..
لم يحدثنا الدكتور وهو أول من ابتدر النقاش في الجلسة، عن الجماعات الإسلامية المنتشرة على طول العالم الإسلامي والمسيطرة هذه الأيام على جميع تصريحات زعماء العالم وعلى جميع القنوات الفضائية والتي بسببها اشتعلت كبرى الحروب المعاصرة على هذا الكوكب وكانت ولا تزال تهدد الأمن والسلم العالميين أمثال داعش والقاعدة وطالبان والإخوان المسلمين والوهابية..وبسبب من العنوان المكتوب بالخط العريض للحوارية هذه وهو : هل هناك حاجة عصرية للتجديد الديني ولماذا؟فقد كان يتوجب عليه الوقوف عند هذه الجماعات.. وكونه اتخذ من الفكر الجمهوري نموذجا لا يعفيه من ذكر هذه الجماعات ومناقشة أفكارها وكلها ذات أصول دينية إسلامية.. وهي أكبر مظهر للهوس الديني ودليل قاطع على الحاجة القصوى والملحة في ذلك لتجديد الخطاب الديني الموجود على الساحة السياسية اليوم، والمهدد فعليا وآنيا للسلام والأمن بأكثر من الفكر الجمهوري ..ولكن الدكتور لا يملك أدوات مواجهة هذه الجماعات لأن أفكارها تقوم على نصوص من القرآن وهو يفتقر إلى هذا الجانب من المعرفة وقد نبه الأستاذة أسماء في بداية حديثه بأن لا ترد عليه بالنصوص..وهو يعرف جيدا أن هذا الجانب من المواجهة مع الهوس الديني لا يقدر عليه غير الفكر الجمهوري ولا يريد أن يعطي هذا الامتياز لهم .. والدكتور يتصور أن الهوس الديني أمره بسيط ويمكن القضاء عليه بسهولة عن طريق تبني العلمانية. .ونقول له أن ذاك حلم يمكن أن تقضي عليه داعش في لحظات كما فعلت طالبان هذه الأيام في غزوها لكابل..وهو كذلك لأن استغلال الناس عن طريق الدين سهل وسريع لبساطة الناس وعمق الدين وتجذره في حياتهم..
وفي الختام نعيب على إدارة المجلس إتاحة الفرصة لعدد كبير جدا من المتداخلين في نهاية التعقيب للسؤال والتعليق دون أن تتاح الفرصة للرد على كل تساؤل ودون مراعاة للزمن الذي امتد لأكثر من أربعة ساعات متواصلة مما يعني زياد البلبلة والربكة الفكرية واشاعة الغموض والتضليل فإن ذلك ينعكس سلبا على الغرض من إقامة مثل هذه الجلسات التي تسعى الى نشر الوعي وتمليك المعلومة الصحيحة للحضور..

جبريل محمد الحسن

Quote: والحقيقة التاريخيةتقول بأن آيات الأصول قد نزلت اولا بمكة ثم نسخت عند الهجرة إلى المدينة بعدما ثبت عمليا عجز المدعوين عن الوفاء بهذا المستوى القائم على الحرية والاسماح .. وهذا المبدأ اصولي واساسي في تكوين الفكرة الجمهورية وانبنت عليه فكرة الرسالة الثانية من الإسلام

الاخوان الاستاذ عبدالله - دكتور ياسر الشريف - المهندس ابوالريش

ياريت لو تكرمتم بايراد بعض الامثلة على آيات الاصول التى نزلت بمكة ثم نسخت فى المدينة والتى تتخذ الفكرة الجمهورية منها قاعدة لبناء وتكوين فكرة
الرسالة الثانية .

الأخ علاء سيد أحمد

تحية طيبة

Quote: الاخوان الاستاذ عبدالله - دكتور ياسر الشريف - المهندس ابوالريش ياريت لو تكرمتم بايراد بعض الامثلة على آيات الاصول التى نزلت بمكة ثم نسخت فى المدينة والتى تتخذ الفكرة الجمهورية منها قاعدة لبناء وتكوين فكرة الرسالة الثانية .

((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن.. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين))..

((وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر..))..

((فـذكر!! إنما أنت مذكـر * لسـت عليـهم بمسيطر!!))..

أريد التنبيه إلى مسألة هامة وهي أن بعض آيات الأصول مدنية مثل قوله تعالى "لا إكراه في الدين" وهي من سورة البقرة. وكل آيات الإسماح
منسوخة بآيات الإكراه والقتال.

Quote: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن.. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين)).. ((وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر..)).. ((فـذكر!! إنما أنت مذكـر * لسـت عليـهم بمسيطر!!)).. أريد التنبيه إلى مسألة هامة وهي أن بعض آيات الأصول مدنية مثل قوله تعالى "لا إكراه في الدين" وهي من سورة البقرة. وكل آيات الإسماح منسوخة بآيات الإكراه والقتال.

سلام وكتر خيرك د.ياسر على الرد .

ونأتى من نهاية المشاركة ( وكل آيات الاسماح منسوخة بآيات الاكراه والقتال .)
يمكننى ان اتوسع فى المشاركة واكتب عن معظم آيات التسامح ولكننى سأكتفى بمثال واحد فقط للدلالة وذلك لضيق الوقت .
أولاً المثال :

Quote: لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ 256 البقرة

الآية محكمة وتقرر قضية قاطعة لا شكّ فيها وهى انّ الدين لا يكون بالاكـــراه لان الاكراه يناقض حرية الاختيار والمساءلة والحساب !!
وقول الحق سبحانه (

Quote: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

والدين يكون بالايمان والاعتقاد و الرضا وقبول القلب وانشراحه له والاكراه يكون بالارغام والغصب والجبر وهذا ينتج دين نفاق وكذب وخداع وغش
لايرضاه الله تعالى ولذلك من المستحيل ان يجتمع الاكــراه والـدين اطلاقاً .
لذلك آيـــــات التسامح فى القرآن الكريم وعلى رأسها امها ( لا اكراه فى الدين ) آيات محكمة لا نسخ فيها ابداً وسآتيكم بالادلة على ذلك .

قالوا انّ آية السيف نسخت آيـات العفو والتسامح
وردّ عليهم الفقيه العالم الجهبذ ابوالفرج ابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن ـ عن الذين يقولون بالنسخ
منكراً قولهم انهم { "من لا فهم لهم من ناقلي التفسير" }

وقال ابو حزم فى الاحكام فى اصول الاحكام ج1 ص 575 فصل : "فى كيف يعلم المنسوخ والناسخ مماليس منسوخاً "

Quote: لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الاخر أن يقول في شيء من القران والسنة هذا منسوخ إلا بيقين لأن الله عز وجل يقول وما أرسلنا من رسول ألا ليطاع بإذن لله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وقال تعالى : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " فكل ما أنزل الله تعالى في القران أو على لسان نبيه ففرض اتباعه فمن قال في شيء من ذلك إنه منسوخ فقد أوجب ألا يطاع ذلك الأمر وأسقط لزوم اتباعه وهذه معصية لله تعالى مجردة وخلاف مكشوف إلا أن يقوم برهان على صحة قوله وإلا فهو مفتر مبطل ومن استجاز خلاف ما قلنا فقوله يؤول إلى إبطال الشريعة كلها لأنه لا فرق بين دعواه النسخ في اية ما أو حديث ما وبين دعوى غيره والنسخ في اية ما أو حديث ما وبين دعوى غيره النسخ في اية أخرى وحديث اخر فعلى هذا لا يصح شيء من القران والسنة وهذا خروج عن الإسلام وكل ما ثبت بيقين فلا يبطل بالظنون ولا يجوز أن تسقط طاعة أمر أمرنا به الله تعالى ورسوله إلا بيقين نسخ لا شك فيه

وقال الامام الطبري فى كتاب البيان عن أصول الأحكام ج6 ص 246 ما نصه :

Quote: وقد دللنا في كتابنا كتاب البيان عن أصول الأحكام أن النسخ لا يكون نسخا إلا ما كان نفيا لحكم غيره بكل معانيه حتى لا يجوز اجتماع الحكم بالأمرين جميعا على صحته بوجه من الوجوه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

قال تعالى :

لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ256 البقرة

- تفسير الطبري : ابوجعفر اورد جميع اقوال من قالوا بأنها منسوخة ورفض اقوالهم وقال :

Quote: وأولـى هذه الأقوال بـالصواب قول من قال: نزلت هذه الآية فـي خاص من الناس، وقال: عنى بقوله تعالـى ذكره: {لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } أهل الكتابـين والـمـجوس، وكل من جاء إقراره علـى دينه الـمخالف دين الـحق، وأخذ الـجزية منه. وأنكروا أن يكون شيء منها منسوخاً.

ثم شرح سبب ترجيح عدم النسخ قائلاً :

Quote: وإنـما قلنا هذا القول أولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب لـما قد دللنا علـيه فـي كتابنا كتاب «اللطيف من البـيان عن أصول الأحكام» من أن الناسخ غير كائن ناسخاً إلا ما نفـى حكم الـمنسوخ، فلـم يجز اجتـماعهما. فأما ما كان ظاهره العموم من الأمر والنهي وبـاطنه الـخصوص، فهو من الناسخ والـمنسوخ بـمعزل. وإذ كان ذلك كذلك، وكان غير مستـحيـل أن يقال: لا إكراه لأحد مـمن أخذت منه الـجزية فـي الدين، ولـم يكن فـي الآية دلـيـل علـى أن تأويـلها بخلاف ذلك، وكان الـمسلـمون جميعاً قد نقلوا عن نبـيهم صلى الله عليه وسلم أنه أكره علـى الإسلام قوماً، فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام، وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب، وكالـمرتدّ عن دينه دين الـحقّ إلـى الكفر ومن أشبههم، وأنه ترك إكراه آخرين علـى الإسلام بقبوله الـجزية منه، وإقراره علـى دينه البـاطل، وذلك كأهل الكتابـين، ومن أشبههم؛ كان بـيّناً بذلك أن معنى قوله: {لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ } إنـما هو لا إكراه فـي الدين لأحد مـمن حل قبول الـجزية منه بأدائه الـجزية، ورضاه بحكم الإسلام. ولا معنى لقول من زعم أن الآية منسوخة الـحكم بـالإذن بـالـمـحاربة.

تفسير القرطبي :

Quote: (الثالث) ما رواه أبو داود عن ابن عباس قال: نزلت هذه في الأنصار، كانت تكون المرأة مِقلاتاً فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده؛ فلما أجليت بنو النضير كان فيهم كثير من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا! فأنزل الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ}. قال أبو داود: والمِقلاتُ التي لا يعيش لها ولدٌ. في رواية: إنما فعلنا ما فعلنا ونحن نرى أن دينهم أفضل مما نحن عليه، وأما إذا جاء الله بالإسلام فنُكرِههم عليه فنزلت: {لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ} من شاء التحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام. وهذا قول سعيد بن جبير والشعبيّ ومجاهد إلا أنه قال: كان سبب كونهم في بني النضير الاسترضاع. قال النحاس: قول ابن عباس في هذه الآية أُولى الأقوال لصحة إسناده، وأن مثله لا يؤخذ بالرأي.

العجيب فى الامر ليس فى اقوال من قالوا بالنسخ اسناد متصلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عند الامام الطبري
ما يعني انّ من قالوا بنسخ آية السيف لايات العفو والتسامح انما النسخ اجتهاد شخصي من ذوات أنفسهم وهذا لا يليق بالدين .
لان مثل هذه المسائل لا تؤخذ الا من الله تعالى او من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط وليس من كائن من كان فى الارض من بعدهم .

آيات القتال شئ وآيات العفو والتسامح شئ آخر ولا يجمع بينهما جامع مشترك الا عند الجماعات المتطرفة والتى تفسر القرآن على حسب هواها
وتقول بأن آية السيف نسخت آيات التسامح والغفران وقد كذبوا فى ذلك .

سلام يا عزيزي علاء

الدليل على أنه قد كان هناك إكراه على اعتناق الإسلام هو وجود منافقين في المدينة. في مكة لم يكن هناك منافقين. والحديث واضح: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا إلخ الحديث"
وهناك الآيات المدنية التي أمرت بقتال المشركين وأهل الكتاب، فماذا يكون هذا إن لم يكن إكراها؟؟ نعم، لا يمكن أن تكره أحدا على الإيمان ولكن يمكن أن تكرهه على اعتناق الإسلام.