عُقبال الدكتوراه!

01:36 PM August, 07 2021

سودانيز اون لاين
mekki-omdurman/al thoura
مكتبتى
رابط مختصر

• نبارك لبناتنا وابنائنا الطلاب الناجحين متمنين لهم دوام التقدم والتفوق .
• وقد درج الكثير ،منا، بختم تهنئة النجاح بعبارة: وعُقبال الدكتوراه -باعتبار ان شهادة الدكتوراه هي ضمن السلم التعليمي، تقبع في اعلي هرمه
• وهذا بالطبع ليس صحيحا، فالدكتوراه تشكل احد منحيين في الحياة العملية: المنحى الاكاديمي(Academic Approach) والمنحى الاحترافي(Professional Approach)
• الدكتوراه تعني توجه الشخص نحو العمل البحثي والاكاديمي؛ وعادة يكون حاملها هو ضمن اعضاء هيئة اكاديمية مثل الجامعات والمعاهد البحثية وتكون لديه اعباء تدريسية وايضا تصميم المناهج وما شابه من نشاطات.
• المنحى الاحترافي، علي صعيد آخر، يوجه الي تحويل معرفة الشخص الي انتاج ملموس في شتي ضروب الحياة: طبيب يمارس العلاج في الحقل الطبي، مهندس يطبق معرفته في مجالات الهندسة المختلفة، مبرمج حاسب ينفذ حلول برمجية، محاسب يعمل بالشركات المختلفة، صحفي يمارس مهنة الصحافة ،،وهكذا
• وقد جنحنا ،نحن في السودان، نحو المنحى الاكاديمي بصورة ملحوظة ،وقد صارت شهادات الدكتوراه علي قفا من يشيل، حتي صار الالاف يسبق اسمهم بحرف الدال المتبوع بنقطة.
• لقد اصبح الامر عندنا اشبه بساقية جحا: من الجامعة الي الجامعة!
• بل ان الدكتوراه قد اصبحت وكأنها احد المتطلبات المجتمعية الحتمية!
• في حين اهمل المنحى الاحترافي والعملي بصورة ملحوظة، فشهدت بلادنا تدهورا مريعا تشكو الاحترافيين المهرة.
• ومن التوجه الخاطئ اصبحت الترقيات في الشركات (مجال احترافي) تكون بالتحضير الاكاديمي.
• وفي سابق زماننا لم يكن الامر كذلك، فقد كان اطباؤنا ييممون شطر شهادات الزمالة البريطانية والبورد العربي وما شابه. وكانت السكة حديد تبعث مهندسيها الي بريطانيا كي يتلقوا التدريب العملي في صيانة القاطرات ،وكذلك المهندسين والحرفيين في المجالات الأخرى.
• كان وقتها اقتصاد بلادنا قويا صلباً، وكانت عجلة الانتاج تدور بقوة، وكانت صافرات القطارات تشق عنان السماء، وكانت المحالج تزأر في مارنجان .
• تنوع انتاجنا من زراعة وزيوت وصابون واحذية وغيرها من السلع، بفضل الاحترافية العالية والتأهيل المهني العالي للمهندسين والعمال السودانيين.
• كان كل هذا يحدث عندنا قبل ان يطوف علي بلادنا طائف من العتت والفشل ونحن نائمون!
• اذا رجعنا لسلوك الدول المتقدمة في هذا الامر، فنجد ان المنحى الاكاديمي والابحاث العلمية قد قدمت انتاج حقيقي افاد البشرية في حياتها. اما المنحى الاحترافي قد صار بمثابة السلسلة الفقرية لها وسر تفوقها وقوة اقتصادها.
• بل ان هنالك الكثير من المهن تتطلب المهارات والمعرفة التطبيقية اكثر من الشهادات الجامعية؛ فعلي سبيل المثال قد حدد في الولايات ،الامريكية، المتحدة عدد 12 مهنة، من ضمنها برمجة الحاسب، لا تتطلب شهادة جامعية من الاصل!
• ومن التوجهات الخاطئة التي انداحت في بلادنا هي ادارة النشاط الاحترافي بالعقليات الاكاديمية، فملاحظ ان الكثير من المؤسسات التي تتطلب دراية احترافية يرأسها اكاديميون.
• فعلي سبيل المثال، لا الحصر، لم نسمع في بلاد الدنيا المتقدمة (ولا حتي المتخلف منها) باتحادٍ لكرة القدم، غير اتحادنا، يرأسه (بروفسير) جامعي!
• بل ان الاطقم الحكومية للدول المتقدمة تعتمد علي الخبراء والحاذقين والمتمرسين اكثر من حملة شهادة الدكتوراه ذات الطابع الاكاديمي البحثي. ذكروني اذا سمع احدكم بحامل دكتوراه ضمن اطقم الحكومة الالمانية، اليابانية، الامريكية، او الكوري جنوبية!
• لا مانع لدينا، بالطبع، من وجود حملة دكتوراه ضمن طاقم حكومتنا الموقرة، لكننا نشترط النجاح العملي والتقديم الحقيقي في المجال المعني.
• مع تباشير ثورتنا المجيدة وهي تسير، ببطء، تتلمس خطي النجاح والعبور، فإننا يجب ان نصحح تلكم المفاهيم المغلوطة. يجب ان ترجع الاحترافية(المختطفة) سيرتها الاولي.
• يجب ان تتاح فرص التأهيل الاحترافي لمهن مثل الطب، الهندسة، الحاسب وغيرها.
• يجب ان يغير منحي الترقية في الشركات ويكون الفيصل هو التأهيل الاحترافي والمهني.
• وعلي ذكر التأهيل المهني، فإننا يجب ان ندعم معاهد التدريب المهني وان ندعم ثقافة التدريب المهني كمنحي اصيل في تدريب الكادر السوداني .
• يجب ايضا ان ندعم اتجاه الدبلومات الوسيطة في شتي المجالات، فهي تشكل احد رؤوس الدعم الاقتصادي للأفراد والبلاد.
• الشركات العالمية علي اهبة الدخول للبلاد ولابد لها ان تجد كادر سوداني مؤهل احترافيا ،سلوكيا ومهنيا ؛ حتي لا نشكو ،حينها، من العطالة و(التهميش).
• يجب ان يكون علي رأس ادارات المؤسسات والشركات اشخاص اكفاء لهم رصيد خبرة احترافي ومهني بعيدا عن العقليات الاكاديمية التي اقعدت بها.
• اما الذين قد اختاروا المنحى الاكاديمي والتحضير، فنريد ان نري منهم ابحاث حقيقية تعين علي نهضة البلاد والعباد ، والا يكون الامر فقط من اجل الترقية واللمعان الاجتماعي.
• في الختام اعيد التبريكات بالنجاح لبناتنا وابنائنا الطلاب متمنيا لهم النجاح والتوفيق في الطريق الذي يختارونه.
• اما الذين لم يستطيعوا احراز الدرجات المطلوبة، فأقول لهم ان هذا ليس بفشل، ويجب الا تثبط او تفتر همتهم. فإما ان يعيدوا الكرّة في السلم الاكاديمي، او ييمموا شطر التعليم المهني والفني، فإنني اري ان النجاح حليفهم وقريب منهم.
• منبها للجميع بضرورة الاجادة وتطوير مهاراتهم السلوكية مثل مهارات التخاطب والتعبير المهذب عن النفس والمقدرة علي تبرير سلوكهم وافعالهم.
• اقول لأبنائنا ان الكثير من مشاهير التقنية ورواد النهضة التكنولوجية والصناعية والاعمال لا يحملون شهادات اكاديمية.
• توماس أديسون المخترع الأمريكي الشهير، هنري فورد مؤسس شركة السيارات ، بيل غيتس رائد البرمجيات مؤسس شركة ميكروسوفت، وستيف جوبز مؤسس شركة آبل، جميع هؤلاء العباقرة شقوا طريقهم نحو النجاح والتفوق بدون شهادات جامعية.
• فلا تجعلوا التعثر في الحصول علي الشهادة يكون عقبة امامكم، فطريق النجاح له افرعه الكثيرة غير تلكم الشهادات الورقية.
• انبه الجميع بضرورة اجادة لغات اخري، بالإضافة للغة العربية، علي رأسها اللغة الانجليزية التي تشكل مفتاح الدخول للتطور الاحترافي والمهني.
• مطلوب منا جميعا ان نطور حياتنا الاجتماعية وان نرشدها بحيث يُعطي العمل، الانتاج ،وتطوير الذات اولوية قصوي في ممارستنا الحياتية.
• نجدد امنياتنا بوطن حر، معافيً اقتصاديا، يضع قدمه بقوة في سلم المستقبل الواعد


مكي الاحمدي-السبت 7-يوليو-2021

مرجع

https://www.hotcoursesabroad.com/study-abroad-info/subject-guides/professional-degrees-vs-academic-degrees/https://www.hotcoursesabroad.com/study-abroad-info/subject-guides/professional-degrees-vs-academic-degrees/

Quote: او ييمموا شطر التعليم المهني والفني، فإنني اري ان النجاح حليفهم وقريب منهم. • منبها للجميع بضرورة الاجادة وتطوير مهاراتهم السلوكية مثل مهارات التخاطب والتعبير المهذب عن النفس والمقدرة علي تبرير سلوكهم وافعالهم. • اقول لأبنائنا ان الكثير من مشاهير التقنية ورواد النهضة التكنولوجية والصناعية والاعمال لا يحملون شهادات اكاديمية.

شكرا يا أخونا الأستاذ مكي علي هذا البوست المحفز وحديثك الناهض لهمم الطلاب عسي أن يستفيدوا منه ويفيدوا الوطن.

Quote: شكرا يا أخونا الأستاذ مكي علي هذا البوست المحفز وحديثك الناهض لهمم الطلاب عسي أن يستفيدوا منه ويفيدوا الوطن

للنقاش