Post: #1
Title: بثينة خضر مكي تستلهم قصصها من البيئة السودانية
Author: زهير عثمان حمد
Date: 07-18-2021, 06:31 AM
05:31 AM July, 18 2021 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر
المصدر: القاهرة- النهار العربي
https://www.0zz0.com
ثمة فضاء سردي يدرك خصوصية البيئة المحلية المحكي عنها في أعمال القاصة والروائية السودانية بثينة خضر مكي، ويحضر الواقع السوداني بتفاعلاته، وتحولاته، بل وعبر التوصيفات التي تصنعها الكاتبة لطبيعة المكان السوداني ذاته بامتداده شمالاً، وجنوبًا.
تتسِّم عناوين نصوصها بصفة أسلوبية محددة، بحيث تعتمد في بنيتها اللغوية على علاقة الإضافة، مثل: أغنية النار/ أشباح المدن/ صهيل النهر/ أطياف الحزن/ رائحة الخريف/ أهزوجة المكان... وفي مجموعتها القصصية "صحوة قلب"، (الصادرة عن مؤسسة مجاز الثقافية)، ثمة مضاف ومضاف إليه أيضًا، ينتجان علاقة دلالية وجمالية جديدة.
ثنائيات متعارضة
تتشكل مجموعة "صحوة قلب"، من ست عشرة قصة قصيرة تبدأ بـ "الخواجية" وتنتهي بـ "الولف كتّال"، وفيهما يبرز الفضاء السوداني ببساطته واختلافه. في "الخواجية" ثمة استحضار لتيمة الأنا والآخر التي رصدتها الكاتبة السودانية من منطق اعتادته السردية العربية في مناح مختلفة: (الشرق والغرب/ التراث والحداثة/ الموروث والعلم). ديفيد مثلاً يصطحب زوجته بحثًا عن علاج بديل مصحوبًا بنصيحة الأب الخبير بثنايا السودان، إدوارد، الذي كان أحد رجالات الحكم الإنكليزي في الإدارة المحلية للسودان.
ينهض النص على هذا التقابل، المفضي إلى التعايش بين إدوارد والعمدة بركات الذي عمل معه من قبل. و"ديفيد" الابن مع "عمران" ابن بركات أيضًا، الذي يكون دليلا في رحلة مثيرة وطريفة داخل السودان، تتعرض فيها الفتاة الإنكليزية إلى الإصابة في ساقيها بعدما استهواها ركوب التيس الذي أوقعها كما المتوقع.
وحينما تذهب إلى الشيخ المداوي، وتتغامز النساء على جرأتها، يضمد لها الرجل جرحها دون أن يلتفت ولو لمرة واحدة إلى الجسد اللدن الطري بين يديه، أو ربما التفت دون أن يثبت السرد ذلك.
ينهض النص على مبدأ الثنائيات المتعارضة، لكنّ القوس ينفتح قليلا هنا، عبر النهاية الدالة للنص، حين تنتهي القصة بخاتمة مفتوحة، حيث استهوت حركات الدراويش وتمايلاتهم ديفيد الباحث عن علاج يفوق ما أنتجته مصانع الحداثة الغربية والتقدم!، وهي مفارقة أخرى، تبررها دراميا خبرة إدوارد بالمكان والدهشة التي انتابت الزوجين الأوروبيين من مجتمع مغاير يسعيان لاكتشافه.
في "الماشطة"، ثمة استهلال سردي يُدخل المتلقي في متن الحدث القصصي مباشرة (مسرة كانت ماشطة الحي)، وحكي متدفق عن ولد يرقب النسوة وهنّ يتزين عند والدته "الماشطة".
عثمان تستهويه إحدى هؤلاء الجميلات، زوجة الوزير المرشح، التي ترسل ابنها معه فيما بعد لدراسة الطب فيكون في خدمته، في استمرار لتوارث الأوضاع الطبقية ذاتها. يعود عثمان ولا يعود الابن المدلل الذي يترك الطب نهائيًا. تتواتر الجمل السردية فيما بعد محدثة فجوات نصية غير مبررة، وصانعة نهاية مبتورة لقصة كانت تحوي إمكانات سردية جيدة.
تيمات مركزية
تنهض قصة "وفاة موظف بالمعاش" على آلية الاسترجاع Flash Back، ويتجادل فيها زمنان أحدهما راهن يبدأ منه النص، والآخر ماض يستعيده السارد الرئيس، وتبدو الوحشة والفقد والاغتراب الإنساني دلالات على الموت المعنوي ومؤشرات سيميائية على فقدان الرغبة في الحياة.
ثمة استحضار لتيمة الموظف في عدد من قصص "صحوة قلب"، وإحالة إلى الطبقة الاجتماعية المنتمي إليها، قد يكون عثمان أفندي هنا في "وفاة موظف بالمعاش"، أو حسن أفندي في قصة "جوف النهر"، الذي سرعان ما تعود فيها البطلة المركزية من جوبا إلى موطنها في الخرطوم، ودائمًا هناك ارتحالات قلقة أيضًا، ورغبة في الونس مثل بطلي القصة الأخيرة "الولف كتّال": عباس وسليمان يفعلان الأفاعيل كي يبقيا معًا هما وأسرتيهما.
تتضح سمات المجتمع السوداني وبعضًا من ملامحه هنا أيضًا مثلما تتضح موروثاته في قصتي "العين الحاسدة" أو "طبيب أعشاب، حيث المعالج الدجال الذي يهمه الجسد البض للمرأة، فيواعدها مؤكدا أنها ستحمل لا محالة بعدما فشلت كل الأدوية والعقاقير.
قد يصبح شخوص القصص أحيانًا أبناء لوعي ثقافي معين تثبته الكاتبة، فيكونون كتابًا مثل بطلة قصة "دوائر خارجية" التي سُرقت حقيبتها في أحد المؤتمرات الثقافية، وكان يمكن هنا أن تكون ثمة إشارة لسرقات من نوع آخر (أدبية وفكرية)، وبما يدعم الرؤية السردية وينوع دلالتها الكلية.
وفي "صحوة قلب" القصة المركزية التي تحمل المجموعة اسمها، ثمة وحدتان أساسيتان: شاب وفتاة، يكشفان عن عالم في قلب المأساة، حيث التطرف الديني وجحيم الإرهاب.
عماد انضم لصفوف داعش وأصبح إرهابيا في إطار تحولات مجتمعية عصفت بالطبيعة السمحة للمكان، يرسل رسالة قادمة من المجهول لحبيبته القديمة عن أشواقه ودعوته لها للانضمام لصفوفهم! فيحدث داخلها ذلك الصراع النفسي (صراع الإقدام الاحجام)، وتنحاز في النهاية الفتاة للونسة مع الأهل، والبقاء بعيدا عن حياة غامضة ومغلقة في آن.
في قصة "أحلام بائعة الشاي"، تحضر سردية المهشمين المعتادة، وفي "ثمار البرتقال القاتلة" ثمة حس مأسوي يهيمن على النص، ووعي بحركة الشخوص واستخدام وتوظيف آلية الشخصية الحافزة أو المحركة للسرد، الزوجة الشابة الجديدة التي يقتلها الزوج العنين في النهاية، فتلاحقه الفضيحة مثلما يطويه السجن.
https://www.0zz0.com تنويعة أخرى
في "روائح عطنة"، صحافية من الشمال تروي الحكاية، وعلى وقع الانفصال، والتحولات السياسية، كان ثمة خيط خفي، هو خيط الكتابة ذاته، حيث التشابكات الاجتماعية، المحتشدة بتفاصيل صغيرة، مبرزة نموذجا جماليًا للسرد، مكثفًا جدًا، جسورًا، ومنفتحًا على تأويلات متعددة: "أتحامل على نفسي وأنهض من رقادي وأنا أئن وأتعثر في خطواتي، أقف أمام النافذة، أفتح الزجاج في مواربة حذرة، أحاول التلصص على ما يجري في الخارج، أمد رأسي... تهاجمني رائحة عطنة من الشارع الترابي الضيق. رائحة البول على الأرض والحيطان، ورائحة الخمور البلدية الرخيصة التي أهرقت مساء البارحة بواسطة شرطة النظام العام في الخور الذي يمتد بطول الشاعر تملأ المكان. أحس ألما قويايشج رأسي ويترك خيوطا حمراء فوق عيني اليسرى". تشاجرت بالأمس مع زميلتي في العمل، هي صحفية جنوبية، وأنا جئت من الشمال لأرى ماذا يحدث في "مدن أحببتها" بعد الانفصال السياسي". (ص106).
تبدو مجموعة "صحوة قلب" حاملة تنويعات سردية مختلفة ومتواترة، تحوي صيغاً سردية متعددة بعضها وفيّ لميراث القصة الكلاسيكي، وبعضها ناعم، وبعضها مركب، ومعظمها يبدو قابضًا على ماهية النوع الأدبي، وفي حيّزه الأصيل.
|
Post: #2
Title: Re: بثينة خضر مكي تستلهم قصصها من البيئة السو�
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-18-2021, 07:27 AM
Parent: #1
روائية بمعني الكلمة الحرفي
والعجيب القارئ السوداني لم يتعرف الي اعمالها بعد
|
Post: #3
Title: Re: بثينة خضر مكي تستلهم قصصها من البيئة السو�
Author: Asim Ali
Date: 07-18-2021, 08:53 AM
Parent: #2
سلام عليكم معليش عايز استغل البوست وموضوعو واسال عن كاتب عندو انتاج محدود لكن جيد كان مقيم فى ليبيا والروايات تم اصدارها هناك بواسطه دارالجماهيريه للتشر عندو عده روايات اذكر قريتها ايام الجامعه اذكر اول واحده منهم اسمها (السيسابانه) اسمو رايح منى صراحه ماعارف هل فى وجود وذكر ليهو فى المجتمع الثقافى السودانى ام ان اعمالو كانت محدود الانتشار حسب توزيع دارالجماهيريه خاج السودان؟ انشاءالله لو فى زول عندو فكره يلقى لينا الضوء على انتاجو تحياتى
|
|