الثروة المفقودة

الثروة المفقودة


05-30-2021, 08:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1622359757&rn=0


Post: #1
Title: الثروة المفقودة
Author: محمد التجاني عمر قش
Date: 05-30-2021, 08:29 AM

08:29 AM May, 30 2021

سودانيز اون لاين
محمد التجاني عمر قش-
مكتبتى
رابط مختصر



الثروة المفقودة
بروفسور معتصم ابراهيم خليل
مقدمة ومضات:
ومضة هذا الأسبوع خطها قلم رجل ضليع ومتميز في مجاله ذلكم هو العلامة المعروف، أستاذ الكيمياء ومؤسس ومدير مركز ميك للأبحاث – الرياض-المملكة العربية السعودية، الأستاذ الدكتور معتصم إبراهيم خليل. والموضوع الذي يتناوله البروفسور معتصم يعد ذا أهمية قصوى للاقتصاد السوداني من جوانب عديدة، أولها أن الزيوت النباتية؛ خاصة العضوية منها، مثل زيت السمسم والفول تعد مصدراً غذائياً مهماً سيما وأنها تدخل في كثير من الصناعات التحويلية في السودان وبالتالي فهي ذات قيمة مضافة من شأنها المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي الذي يعاني من مشكلات مستعصية ومتراكمة. والأمباز يعد نوعاً من العلف للحيوان خاصة الأبقار والضأن.

زف لنا بفرح بالغ أحد الأخوان عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبر تصدير السودان لخمسة وعشرون 25 ألف طن من الأمباز لجمهورية الصين الشعبية، وبشرنا بتفاؤل فاق فرحته بتصدير كل منتجاتنا الخام ومخلفات صناعتنا. تلقيت الخبر بامتعاض وعبرت عن حزني مشوباً بالغضب استهجنه مرسل الخبر فله ما يبرر فرحه ولي ما يبرر حزني. وغضبت لما تمارسه بعض الدول -وما أكثرها -من إستعباط ونهب مستدام لثرواتنا، وحزنت لتهاوننا وجهلنا لقيمة ما نملك في الحقيقة لسنا وحدنا في ذلك، فبالنظر في الأدبيات العلمية الخاصة بدراسة الفاقد المادي والغذائي للمحاصيل الزيتية، نجد أنها أدبيات شحيحة إلا أن هذه الفجوة المعرفية شاسعة جداً في السودان وتكاد تكون معرفتنا لما نفقده من ثروة ومنفعة غذائية لمنتجاتنا الزيتية منعدمة.
لكن هناك بعض الدول مهتمة بدراسة ومعالجة أسباب الفاقد المادي والغذائي لمحاصيلها الغذائية وأرجعت الأسباب لطرق الزراعة والحصاد والتخزين وطرق الاستخلاص للزيوت وتعبئتها وتوزيعها، وقد خلصت دراسة فرنسية أن نسبة ذلك الفاقد تعادل 10.2 % من الإنتاج، وأن الفاقد من المحتوى البروتيني يعادل 8.2%، وكذلك تعتبر الأوساط العلمية أن كل مخلفاتنا الغذائية التي لم تدور كمنتج اقتصادي فاقداً وخسارة مادية. فهذه المعلومات المعرفية هي الأساس للاقتصاد الحيوي الذي حاضر فيه بروفيسور الصادق موسى مؤخراً الذي عرفه بالاقتصاد المبني والمؤسس على المعلومات ونتاج التقنية الحيوية. ولا أبالغ إن قلت إن المهدر من المواد الغذائية لسكان العالم، وتلك المخلفات منها التي لا يتم تدويرها، تبلغ قيمته مئات بل آلاف المليارات، أضف الى ذلك نفايات ومخلفات الصناعات المختلفة.
ودائماً ما أنصح طلابي خريجي الكيمياء بامتهان مهنة "الزبالين" أي العمل في تدوير النفايات وأحكى لهم تجاربي في ذلك المضمار وكيف حصل البعض على الملايين من تدوير أفلام الأشعة السينية لاستخلاص الفضة مستغلين خبرتي الكيميائية ,واعداً لهم بامتهان مهنة الزبالين عند تقاعدي عسى أن نساهم في تحقيق اقتصاد الفاقد الصفري؛ خاصةً وقد ظهر إفسادنا لبيئتنا بما انتجناه وكسبناه من مال وثروة علينا إنفاق جلها لإصلاح ما دمرناه مما اضطرنا لاستحداث الكيمياء الخضراء والاقتصاد الحيوي واقتصاد الفاقد الصفري وتقنيات حيوية نأمل أن نعيد بها خضرة كوكبنا، إلا أكثر ما يخيفني قوله تعالى بصيغة التأكيد (إنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزا ).
ولما كنت قد نذرت جزءًا من وقتي واهتماماتي البحثية للكشف عن قيمة اقتصادية إضافية للمنتجات الطبيعية ونشرت نتائجها في عدة أبحاث وأفصحت عن براءة اختراع (الرجاء البحث عن ذلك في قوقل) فقد سارعت بعد سماع خبر التصدير بجلب عينة من الأمباز من السودان فوصلني ما يكفي من أمباز السمسم لإجراء بحث سريع. استخدمت في استخلاص محتوى الزيت طريقة الذوبانية الانتقائية وأوضحت النتائج أن هذه العينة تحتوي على 11.43% من وزنها زيتاً. وبحساب بسيط سيستخلص الصينيون مليونين ومائتين وسبعة وثمانين ألف لتراً من هذا الصادر. وبالرجوع لمنصات التجارة الإلكترونية نجد أن المعروض من أسعار لعبوات تتراوح سعتها بين (3 – 0.5 لتر) من زيت السمسم تتراوح أسعارها بين (100 – 300 ريال سعودي) للتر الواحد قابل للزيادة، فقد اعلنت منصة أخبار السعودية في الأسبوع الثالث من شهر رمضان الكريم زيادة في سعر زيت السمسم بلغت 50%. وبهذا تكون الثروة المفقودة تعادل ما بين مائتين وخمس وثمانون مليون وسبعمائة ألف 285,700,000 ريالا سعودياً وثمانمائة وسبع وخمسون مليون ومائة ألف (857,100,000) ريال سعودي. أضف لذلك فاقد البروتين، فمن أدبيات بذرة السمسم احتوائها على 35% من وزنها بروتيناً الذي يمكن استخلاصه بالطرق الكيميائية المعروفة لدينا. اُملك هذه المعلومات والنتائج لمنتجي الزيوت بالسودان حتى يقوى موقفهم التفاوضي في الحصول على السعر المجزي لصادر الأمباز أو الامتناع عن تصديره وتجيير هذه الثروة لصالحهم وصالح البلاد.

ولاعتماد نتيجة نهائية فإن من الأفضل أن تشرع معامل الكيمياء في مصانع الزيوت -إن وجدت – في تحديد محتوى الزيت في أنواع الأمباز المختلفة لعدة عينات تؤخذ عشوائياً من دورات إنتاج متفرقة. ولربما تستجيب المؤسسات الإنتاجية المختلفة -خاصة الإنتاج الزراعي والبيطري -لرجائي أن تولى اهتماماً بدراسة أسباب وكميات الفاقد الإنتاجي وطرق إدارته ومعالجته وتوفير بنك معلومات لمن يريد الاستفادة بتدويره. وأخيراً، أظن أنني قد بررت حزني وأفحمت من استهجن ردة فعلي.


بروفسور معتصم ابراهيم خليل


Post: #2
Title: Re: الثروة المفقودة
Author: احمد عمر محمد
Date: 05-30-2021, 08:40 AM
Parent: #1

حمدوك اول ما جاء قال ما حنصدر خام تاني
بس شكله كان مجرد كلام

Post: #3
Title: Re: الثروة المفقودة
Author: محمد التجاني عمر قش
Date: 05-30-2021, 10:03 AM
Parent: #2

تصدير الخام يهدد اقتصاد السودان باكمله