|
Re: كتاب (المهدية والحبشة)- إعادة قراءة(1) (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ما قادني لاقتناء وقراءةكتاب (المهدية والحبشة) هو شغف معرفي وإحساس بميل طبيعي وتلقائي ونزوع للتعرف على كثير مما يربطنا بتلك الدولة من ووشائج وعلائق مستمرة عبر الزمان رغم تقلبات الدهر وتاريخ نعرف عنه الكثير كما يغيب عنا الكثير. كل ذلك يقوده بالطبع وعي بالروابط المتينة والعلاقات العابرة للتاريخ والجغرافيا والسكان، ويعضد تلك الاواصر تشابهٌ في الجوانب الثقافية والاجتماعية والديموغرافية. ولا يغيب عن الفكر والبال ذلك الوضع الاستراتيجي الماثل والواقع المتجدد الذي يفرض نفسه سياسياً وأمنياً على البلدين من حين لآخر في كثير من فترات التاريخ. يتناول الكتاب العلاقات بين السودان والحبشة خلال الفترة بين(19881-1898)، أي خلال فترة الدولة المهدية،حيث يتناول الكتاب الظروف والأوضاع العسكرية والسياسية والإدارية. كما يتناول من خلال ذلك التداخلات والتشابكات الديموقرافية التي تفرض نفسها على مجمل الأوضاع. تعود قيمة الكتاب بالإضافة لكونه مرجع مهم للمعلومات حول الحرب والنزاع في الحدود الشرقية بين دولتي المهدية والحبشة في نهاية القرن التاسع عشر وذلك قُبَيل بضعَ سنواتٍ من سقوط دولة المهدية. من بين الجوانب المهمة للكتاب استناده في التحليل على مصادر ووثائق موثوقة، تشمل الرسائل المتبادلة بين الخليفة ويعقوب أخ الخليفة من جهة، وبين قواد وأمراء المهدية ومن جهة أخرى، خاصة محمد أرباب ويونس الدكيم وحمدان أبوعنجة والزاكي طمل وآخرين. بالإضافة لما تقدم فقد استند الكتاب على تقرير البكباشى سعد رفعت المصري المكلف بسحب الحامية المصرية من القلابات نحو الحبشة بعد سماحها بذلك وهو السبب الذي جعل الخليفة عبدالله يعتبر الحبشة بمثابة العدو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (المهدية والحبشة)- إعادة قراءة(1) (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ينطلق الكتاب من حقيقة مفادها تأثير الأوضاع الداخلية لكلا البلدين على تيرمومتر العلاقات بين البلدين خاصة في الجوانب السياسية والعسكرية. كما تشير سيرورة وتطورات الأحداث إلى التأثيرات الإقليمية والدولية المتمثلة في الأطماع الأجنبية على الأوضاع في كلا البلدين. بالتالي من أهم الإشارات التي ذكرها الكتاب هو تأثير العلاقات الداخلية وانعكاساتها على العلاقات الخارجية(و بالطبع انعكاس ذلك على الأداء السياسي والتطورات العسكرية بين البلدين .. من خلال قراءة عامة للكتاب يمكن للمرء أن يخرج ببعض الاستنتاجات العامة والتي تؤكد في كثير من جوانبها على أوجه الشبه في كثير من جوانبها قديماً وحديثاً. الملفت للنظر أن الوقائع والاحداث التي يتحدث عنها الكتاب في تلك الفترة بين السودان والحبشة(اثيويبا حالياً) تكاد تماثل في ملامحها الظروف والأوضاع في الوقت الحالي بل يمكن القول دون كبير تردد أن ذلك كان هو النمط السائد في معظم فترات التاريخ. من خلال ما تشهده العلاقات السياسية من تذبذب صعودا و هبوطا وما تشهده العلاقات بين البلدين من فترات للسلام تعقبها فترات للنزاع والحرب على جانبي الحدود وظل التبادل التجاري بين البلدين و التداخل والتمازج السكاني هو السمة السائدة حتى في أوقات الأزمات بين البلدين يشهد على ذلك ما تشهده مناطق التخوم بين البلدين من تداخلات قبلية واثنية . مما يزيد في تعقيد الأوضاع في حالات الحروب.والملاحظ أن ذلك التداخل بين المكونات السكانية على الجانبية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (المهدية والحبشة)- إعادة قراءة(1) (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من خلال سرد الأحداث و التحليل نلاحظ كأن ولاءات القبائل الحدودية على الجانبين كانت متأرجحة بين الدولتين لأسباب مختلفة. وبالتالي كانت تلك القبائل (أو هكذا تُتهم (بأنها كانت مصدراً هاماً للتجسس ونقل المعلومات لكلا الجانبين. ويعود تأرجح الولاءات من جانب القبائل السودانية، مثل الشكرية والضباينة والتكارير، والحمران إلى تأزم علاقتها مع حكم الخليفة. وقد وقد لعب التكارير بصفة خاصة،كما ذكر الكتاب، دوراً تجارياً حيث كانوا يقومون بدور الوسيط في عملية التبادل التجاري ويتحصلون منها على أرباح طائلة من خلال فرضهم الضرائب على التجار باسم الحبشة أو السودان كما لعب التكارير سياسياً مهماً، من خلال ترجيح هذه الكفة أو تلك، من خلال تنقل ولائهم بين الجانبين. من ضمن الملاحظات الملفتة للنظر كذلك والتي تكشف بالإضافة لعمق العلاقات بين البلدين هو التداخلات بين القبائل وطبيعة العلاقات بينهم في مناطق التخوم الشيء. وقد انعكس ذلك خلال الحرب بين الأنصار و الحبشة في اختيار القبائل على كلا الجانبين مناصرة أحد الطرفين على الآخر حتى وإن كان ذلك الاختيار يبدو مثيراً للدهشة حيث تكشف الأعمال الحربية والأوضاع العسكري تأرجح الولاءت لدى القبائل الحدودية لكون اختيار قبائل سودانية الحرب مع الحبشة ضد السودان والعكس كذلك بالنسبة لبعض القبائل الحبشية. يرى المؤلف أن تأرجح الولاءات غاليبا ما يكون تبدل الولاءات بسبب المصالح الشخصية أو بسبب عدم الاقتناع بتوجه الدولة و فكرتها العقائدية أو توجهها الديني والذي يفسره وقوف ومحاربة الجبرتة الحبش مع المهدية كما وضح ذلك من خلال عدم ايمان قبائل الكبابابيش والتكارير والضباينة بفكرة المهدية و لربما كذلك بسبب التضييق في المصالح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتاب (المهدية والحبشة)- إعادة قراءة(1) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
سلام اخي محمد
*
يبدو مثيراً للدهشة حيث تكشف الأعمال الحربية والأوضاع العسكري تأرجح الولاءت لدى القبائل الحدودية لكون اختيار قبائل سودانية الحرب مع الحبشة ضد السودان والعكس كذلك بالنسبة لبعض القبائل الحبشية. يرى المؤلف أن تأرجح الولاءات غاليبا ما يكون تبدل الولاءات بسبب المصالح الشخصية أو بسبب عدم الاقتناع بتوجه الدولة و فكرتها العقائدية أو توجهها الديني والذي يفسره وقوف ومحاربة الجبرتة الحبش مع المهدية كما وضح ذلك من خلال عدم ايمان قبائل الكبابابيش والتكارير والضباينة بفكرة المهدية و لربما كذلك بسبب التضييق في المصالح.
*
هذه الجزئية تفسر الكثير هل الكتاب المذكور تطرق الى فترة الخليفة التعايشي وحملة المهدية بقيادة النجومي لمصر ومعركة توشكى؟
| |
|
|
|
|
|
|
|