مناشدة للعرب والمساليت-منقول

مناشدة للعرب والمساليت-منقول


04-17-2021, 09:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1618692951&rn=0


Post: #1
Title: مناشدة للعرب والمساليت-منقول
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 04-17-2021, 09:55 PM

09:55 PM April, 17 2021

سودانيز اون لاين
عبداللطيف حسن علي-
مكتبتى
رابط مختصر



*العرب والمساليت في الجنينة.. "الشجاعة ليست في القتل"*

*كتب:صديق رمضان*


*لن أقول لكم ان هذه حرب عبثية، وان دم المسلم حرام، ولن أذكركم بأن الله حرم قتل النفس إلا بالحق، لأنني لو قرأت القرآن على مسامعكم بصوت جهير حتى ضحى الغد فلن تنصتوا إليه، فقد امتطي الشيطان ظهوركم واعمي أبصاركم وأغلق على بصائركم، وبات الموت عندكم أسهل من شرب جرعة ماء.
*ولكن أقول لكم أنتم فقط من سيدفع ثمن الموت المجاني، وأن الحياة لن تتوقف من أجلكم حتى لو ابادتكم الحرب، فلا الخرطوم ستنكس الأعلام حداداً عليكم، ولا الفاشر ستبكي وجعا على موتكم، ستمضي كل مدن البلاد شرقا وغربا وشمالا في تفاصيلها اليومية تفرح وتحزن ، لأن غريزة الحياة تسيطر على أهلها وانتم تعشقون الدماء والأشلاء والموت، هذا خياركم وانتم أحرار فيما تفعلون.
*تعتقدون أن الفراسة والشهامة والرجالة أن يقتني الفرد منكم سلاح نارى ليخرجه من غمده لقتل أخيه المسلم،عليكم إعادة التفكير والتدبر في مصطلح الشهامة لأن الذي ترتكبونه لاعلاقة له البتة بالشجاعة بل هو أبعد مايكون عنها.
*الشجاعة الحقيقية شهدتها عدد من مناطق البلاد خلال هذه الفترة وتجسدت ببهاء نضير على أرض الواقع، ألم تسمعوا بالخلاف الحاد الذي حدث بين ناظر الجعليين ومجلس الشورى الذي كان من الممكن أن يكون سبب لأن يشق صفهم ويوقع قتلى لاحصر لهم بينهم، ورغم تباعد الشقة لكن لم يفكر طرف في حمل السلاح ليوجهه إلى صدر أخيه، هل لأنهم جبناء ويخشون "الدواس"، الإجابة لا وألف لا، هم ليس جبناء بل عقلاء تدثروا بالشهامة والشجاعة وسيطروا على أنفسهم وهزموا الشيطان شر هزيمة، وانتم استسلمتم له.
*ألم تسمعوا بما حدث في ابو دليق بالبطانة بين البطاحين والكواهلة الدليقاب، هؤلاء وقع بينهم قبل أشهر خلاف حاد وضع البطانة على شفا جرف هار وبلغت معه القلوب الحناجر، وتوقع الكثيرون أن تسيل الدماء انهارا، ولكن هذا لم يحدث لأنهم احتكموا للعقل والمنطق والدين وتدثروا بالشهامة وهم يحقنون الدماء ويرفضون القتال من أجل أرض غدا سيدفنون فيها ويسألون تحتها عن أعمالهم ، نجحوا في السيطرة على مشاعرهم بكل تناقضاتها وكسبوا دنياهم وآخرتهم والسبب لأنهم تحلوا بالشجاعة الحقيقة التي تمكن الإنسان من التحكم علي أعصابه عند أحلك اللحظات وأصعب المواقف.
*بالتأكيد قد سمعتم بما يدور بين البنى عامر والهدندوة بشرق السودان من خلاف وصراع، هل تعلموا أن كل أسباب الاقتتال الشرس بين القبيلتين كانت متوفرة، ولكنهم لم يفعلوا، ليس لأنهم لايجيدون استعمال الأسلحة الفتاكة، بل لأنهم ارتكزوا على رصيد أخلاقي وديني جعل صراعهم ينحصر في إطاره السلمي بعيداً عن لغة الدم والموت.
*هذه مجرد نماذج بسيطة جداً لقبائل تحلت بالشجاعة وتمكنت من كبح جماح النفس لادراكها أن زوال الكعبة أهون عند الله من إراقة دم امرؤ مسلم، اما انتم فإن الشيطان يخدعكم بأن القوى بالصرعة وليس ذلك الذي يمسك نفسه عند الغضب.
*لاتقولوا لي إنها الفتنة، وان ثمة إياد اثمه تعبث بعلاقتكم وتثر بينكم البغضاء، لأن هذا تبرير فطير لا يلجأ إليه إلا العاجز والمكابر الذي لايريد الإعتراف بالخطأ، فالذي يتمتع بالحصافة والوعي التام والإيمان لايمكن أن يمرر أحدهم عبره اجندته، وهنا اسأل، لماذا لا تعبث هذه الأيدي بعلاقات القبائل في شمال ووسط السودان ولماذا تحديدا بين قبائل دارفور كما تزعمون؟، اعتقد ان هذه فزاعه ومشجب لتعليق الفشل عليه، فلو كانت صحيحة فهذا يعني انكم لا تملكون القدرة التي تساعدكم على تفويت الفرصة على من يسعى للإيقاع بينكم، ولكن انا على قناعة تامة بأنه لاتوجد إياد عابثه بينكم، إنتم من تعبثون بعلاقتكم مع سبق الإصرار والترصد.
*ولا تقولوا أن القوات الحكومية وقفت تتفرج ولم تتدخل عند إندلاع الحرب بينكم، اقول وماذنب أفرادها ليموتوا في حرب عبثية، _ حديثي هذا لايعني مطالبتي للقوات الأمنية بأن تكون سلبية _ ولكن يوضح أن كل إنسان مدني كان أو عسكري حريص على حياته التي لايخاطر بها في أمر يبدو أقرب للتهلكة.
*خلال عام فقدتم أكثر من ٦٠٠ نفس مسلمة، الا تكفي هذه الأرواح البريئة، ام ما زلتم متعطشون لسفك المزيد من الدماء لإثبات شجاعتكم المزعومه وتأكيد تنفيذكم مايطلبه منكم الشيطان.
*كل طرف سيقزف بكرة الإتهام إلى ملعب الآخر ويحمله المسؤولية، ليقنع نفسه أنه على صواب وان فعله يندرج في إطار الدفاع عن النفس،والحقيقة واضحه كالشمس في رابعة النهار تؤكد أن كلاهما يخدمان أجندة الشيطان ومنسوبي الطرفين يتملكهم وهم أن هذه حرب كرامة وكبرياء والحقيقة بخلاف ذلك،هذه ملهاة ومعركة في غير معترك، ماذا تقولون لرب العباد يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم.
*اكتب هذا المقال ودواخلي تنزف دما حزنا علي الموت الذي يذهب إليه أهلي في دارفور عن طوع إختيارهم، لا أعرف إلى متى يستمر هذا العبث خاصة بين المساليت والعرب، علما بأن جذوري تنحدر من أحد طرفي النزاع، ولكن لن اتعاطف مع هذا أو ذاك، ولن أناشد الحكومة للتدخل لأن هزيمة هذه الحرب والاجهاز على شيطانها بيد الطرفين المتنازعين، فمتى يدركان أن الشجاع الحقيقي هو الذي يتحاشى القتل...................... منقول