فليس الدقلوزُ بأسوء ممن "دقلزه": إلى رفيقنا في الماركسية, عبدالله علي إبراهيم (1\2)

فليس الدقلوزُ بأسوء ممن "دقلزه": إلى رفيقنا في الماركسية, عبدالله علي إبراهيم (1\2)


03-26-2021, 03:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1616725796&rn=1


Post: #1
Title: فليس الدقلوزُ بأسوء ممن "دقلزه": إلى رفيقنا في الماركسية, عبدالله علي إبراهيم (1\2)
Author: مازن سخاروف
Date: 03-26-2021, 03:29 AM
Parent: #0

03:29 AM March, 25 2021

سودانيز اون لاين
مازن سخاروف-UK
مكتبتى
رابط مختصر



مازن سخاروف

مكتوبي ككل المكاتيب يسْوَدُّ من بعدِ نصعِ بياضه بثـَقِل أوزان الحقيقة. يُخفي غمّه من خده المعمول طريقا لسيارات الكلام. هذا المشـَوّهُ برزايا الكتابة يُجرّد ألمه ويصبر. تُكويه كيمياء الإحتكاك من رأس القلم ويصبر. يكتم امتعاضه من لسعة الحبر ويصبر عسى أن غدا الذي سيأتي لناظره أفضل. مكتوب لك الدهب المجمّر تـِتحرق بالنار دوام. لو سُئل يارفيقي فلربما اكتفى بحسرةٍ الصمت راثيا رثاءك الذي أعلنته لموسى هلال, وغير المعلن "للدقلوز". لو أستـُنطِق المكتوب لقرأ علينا: "ليت شعري ما خطبُ كل هذه الثرثرة؟" أمِن لهفة من صاحبها للبوح, أم رغبة في إمتلاك ما ليس له؟ ما أوردتـُه تورية لرفيق الماركسية الذي (ربما) أنسته خمائر النفس حكمة إناء الكتابة: أناة المكتوب وهو يأتي وليدا بلا خطايا ككل المواليد. ورسولا بالقسط للبراجزة والمراكسة, والحضر والبدو بلا تمييز. يئن من وطئ ما حاك في النفس واندلق عليه ضربة لازب. ومع ذلك يمضي في جَلـَدٍ لا يُحسد عليه في إيصال ما أريد له أن يصِل.
توقعتُ من حرصي في إعطائي الفضل لأهله, أن يُتوّج صاحبُ الجلالة العقل مهيمنا على حواشي الكلم لا منقادا لهن, أميرا على جزل الخطاب لا تابعا لتفلتاته. لا أعني بالضرورة أن يوجد "للدقلوز" العذر في إجترائه العظيم على ذكر "مروي", بل أن يكون في جراب الماركسية ما يَعقِلُ ناقة القول قبل جفلها.

"لا سبيل لأن يبدأ الرجال وقد وجدوا أنفسهم في علاقات نظرية مع الأشياء. ولكن بسعيهم الدؤوب لإمتلاك أشياء بعينها في محيطهم, ومن ثم تلبية احتياجاتهم. خلال ذلك الإجراء لإنتاج الأشياء (أي إمتلاك تلك الأشياء) يستمر البشر في خلق علاقات فاعلة مع بعضهم البعض ومع الأشياء, ثم لا يلبثوا أن يتصارعوا لإمتلاكها. بعد ذلك يعطون الأشياء أوصافها المكتوبة تبعا لوظائفها المؤداة عمليا, أي كطريقة لتلبية إحتياجاتهم."
والتأويل من بعد الدراسة إذن:

أن العنصر الأساسي للبقاء على قيد الحياة هو عمليات الإستهلاك والإنتاج المرتبطة بالعلاقات بين الناس .. ثم يأتي من بعد ذلك الشكل والتعبير, الشرح والتبرير. بكلمات أخرى "الوصف المكتوب" (للأشياء) ليس السبب بل النتيجة الظرفية للفعل الإجتماعي للبشر الذي يكون تابعا للظروف المادية التي تؤثر على أفعالهم واحتياجاتهم.
ولأن الشيئ بالشيئ يُذكر, فالتحامل يأتي بعد تلبية الحاجة قسطا أو شططا. إشباع الحاجة في التمتع بأشياء لنا. ثم إشباع الحاجة في السخرية ممن جرؤ على معابثة "أشيائنا", "مروي بالذات". فكان عقاب "الدقلوز" أن لم يقتصر على زجره بسخرية الوصف بل وضعه مقام الضيف الثقيل عند مضيفه "العربي". هذه ردة الجاهلية, أي نكوص إلى مرحلة بدائية من رؤية الإنجليز لتاريخنا بعد نصف قرن في ساحة الماركسية.

صحيفتي لرفيقي في الماركسية كشأن من أفاق من سكرته على الأرض من بعد صاعقة في السماء. قامت الدنيا ولم تقعد من عنصرية شقيق دقلو. والسرد للأحداث عن "حكومة استغنت عنه", أي موسى هلال, وانتهاء المواجهة بعملية "الميرم تاجا" المشتركة بين الجيش والدعم السريع يبدو كمحاولات هيئة الدعاية البريطانية في عمل الأفلام "التوثيقية", مثل "حكاية ود نفاش" تأتي بالأسطورة, وتغفل التاريخ. وللتاريخ, فإن إقتباس المفردات الخاطئة لا يجعل ممن اقتبسها ضالعا في الشطط. وليصبر علينا القارئ, صبر الصحائف على القلم. تتلمذنا في مدارس الكفاح أن "ليس من عنصرية دون ظلم", وأن "العنصرية لن تستطيع أن توفي ألوان العذاب حقها من الوصف في ذلك الطغيان للعلاقات الإجتماعية السياسية السائدة في المجتمعات الإنسانية تاريخيا, شخصيا, أمميا, وفي كون الله الفسيح على أرضه".



Quote:
ليس من المهم على الإطلاق كيف وماذا يفسر ويبرر طغيان الظلم. بيد أن وجود إمرئ حيا وحرا هو شرط استباقي لتفهم ماذا, لماذا وكيف يتم التلاعب بالعنصرية.
هذا هو السبب الجوهري لأن تكون الإنسانية وقد ذلت, إنتـُزِعت إنسانيتها وغـُرّبت بموجب ظروف إجتماعوسياسية باطشة ليس بوسعها لا ولن تستطيع تنمية ما يسمى بضمير له العقلانية والوعي والقدرة على رد اغتراب الروح حين يتم إرهابها بالوضع الراهن




------------------
المراجع:
1. ر, يَنق, ماركس, الماركسيون حول العنصرية, 1995
2. Selected Works by Karl Marx, 2000
3. عبدالله علي إبراهيم, الدقلوز: أي زول داير يبلطج أو يمجمج, 2021