استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..

استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..


03-21-2021, 10:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1616319664&rn=3


Post: #1
Title: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-21-2021, 10:41 AM
Parent: #0

10:41 AM March, 21 2021

سودانيز اون لاين
علي عبدالوهاب عثمان-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



جلست اليوم أتامل ذلك الزمن الجميل
أيام الناس على السليقة لا أيدلوجيات ولا تشدد ... الخ
الناس كانوا على الطبيعة الانسانية
وأذكر مثل هذه الايام قبل رمضان وحركة الناس في القرية
الخاصة الاخوات والامهات .. لتجهيز حاجات رمضان


Post: #2
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-21-2021, 10:43 AM
Parent: #1

سوف أحاول استحضار بعض الصور والذكريات
من أيام الطفولة البعيدة
وترميم لما كتبته سابقاً



Quote: كنت ألاحظ زمان أن البعض كانوا يضيقون ذرعاً عندما تظهر مؤشرات قدوم رمضان ومن منتصف شعبان يبدأ نوع من الشكوى الخافتة ( أها جوبو ) ومعناها بالعربية ( هذا الشيء قادم ) .. لأنه كان عند البعض هو الحرمان من الملذات وتقييد للسلوك والانطلاقه ليس خوفاً من الصوم عن الاكل والشراب .. لأن انسان المنطقة قنوع بطبعه ولا يظهر جشاعة ونهم في الاكل لأنه سوف يوصف بما كان يسمى ( قوسكي ) او من يلح في طلب الاكل ويجعله كل همه .. ولكن كانت هناك ممارسات سياحية اخرى مثل جلسات السمر او ( بوقانا ) التي سوف يتم حظرها خلال الشهر بأكمله حتى بعد صلاة العيد .. ورغم ذلك فإن صيام رمضان لم يكن عبادة فقط او ينظر اليه من ناحية عقدية بحتة ولكن تمتد هذه النظرة لتشمل الرجولة ( وفاطر رمضان ) كان لا يعتد بشهادته ابداً ولا يؤخذ برأيه ولا يعترف به كرجل في المجمتع وكان يوصم بأنه ( فاطر رمضان ) او بدنقلاوية ( رامدان كل ) حتى كانت هذه الوصمة تلحق بأبنائه واحفاده .. ( جدك كان فاطر رمضان )


نواصل

Post: #3
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-21-2021, 10:44 AM
Parent: #2

Quote: قبل حلول الشهر الكريم .. كانت الاستعدادت تجري من وقت مبكر جداً خاصة من جانب الامهات .. اول تلك المهمة طبعاً هي البحث عن نوع معين من الذرة الجيدة والممتازة ( بلدي ) او ( ما يسمى بالذرة البيضاء ) وبالدنقلاوية ( مريه ارو ) او ( مريه دوقدوق ) ايام كانت زراعة الذرة منتشرة عندنا وقد ضاعت بذور هذا النوع من الذرة عندما جاءت انواع من التقاوي المضروبة ايام حكومة نميري .. اذكر جيداً كيف كانت الوالدة رحمها الله واختي الكبيرة يجهزون الذرة بالغسيل وابقائها في الماء لفترات محددة .. ثم يتم عمل الزريعة .. هذا تقريباً هو الاسم العربي وبالدنقلاوية .. إلتي illti ) ) بعد ذلك يتم فرش الذرة في عنقريب داخل الغرفة او المستودع (ارين كا ) ويفرش على العنقريب في الغالب شوالات فارغة كأرضية او فرش للذرة داخل الغرفة ( للاحتفاظ بالرطوبة للانبات ) ولكن ما لفت نظري واثارني كي ابحث عن السبب حتى يومنا هذا .. هو .. ( ورق العشر ) والعشر ( هبد habid ) كما هو معروف نبات بري مقاوم للحشرات ومقاوم للبكتيريا بدرجة عالية ( زي المطهر حالياً ) .. وقد ادركت ان اهلنا كان لهم ذكاء وموروث لا يستهان ومعرفة بخصائص النباتات ..

Post: #4
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-21-2021, 10:45 AM

Quote: ولم يكن عشوائياً استخدام ( صفق العشر ) لتغطية الذرة بطبقة عازلة ورطبة مع الحرص على عدم التخمير والتعفن وهو سبب مقنع وعلمي ورغم ان العشر كان يعتبر من النباتات غير المحببة لاهلنا .. فإن ( اوراق العشر ) هي الحل وهذه الاوراق خضراء جداً ورطبة جداً ولا تجف بسرعة واذا جفت لا تتعفن ابداً فكان السر وراء عدم نمو البكتيريا الخبيثة واتلاف الذرة .. وطبعأً السبب يرجع لتلك المادة البيضاء التي تمتاز بشدة المرارة والطعم اللاذع ( لبن العشر) وبدنقلاوية (هبد نجي) .. بعد عدة ايام تنبت الذرة لدرجة معينة ثم تجمع للطحين وهي المادة الرئيسية في صناعة ( حلومر) او ( أبريه قيليه ) .. وعملية عواسة الابريه كانت تتم في شكل نفير (فزع) في الغالب مهمة الشابات وعلى الامهات المراقبة وتحديد المقادير .. وابداء الملاحظات والتدريب لبعض الفتيات حتى تتعلمن المهنة .. تأتي كل واحدة حاملة على رأسها (الدوكة) او ( ديو) بالدنقلاوية وينتقلن من منزل الى آخر حتى اتمام العملية .. و كان لرمضان لون وطعم ورائحة .. كانت الانوف تمتليء برائحة الحلومر التي تغطي كل اجواء القرية وهذه كانت احدى ارهاصات قدوم الشهر ..

Post: #5
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علاء سيداحمد
Date: 03-21-2021, 11:59 AM
Parent: #4

Quote: وطبعأً السبب يرجع لتلك المادة البيضاء التي تمتاز بشدة المرارة والطعم اللاذع ( لبن العشر) وبدنقلاوية (هبد نجي) .. بعد عدة ايام تنبت الذرة لدرجة معينة ثم تجمع للطحين وهي المادة الرئيسية في صناعة ( حلومر) او ( أبريه قيليه ) .. وعملية عواسة الابريه كانت تتم في شكل نفير (فزع) في الغالب مهمة الشابات وعلى الامهات المراقبة وتحديد المقادير .. وابداء الملاحظات والتدريب لبعض الفتيات حتى تتعلمن المهنة .. تأتي كل واحدة حاملة على رأسها (الدوكة) او ( ديو) بالدنقلاوية وينتقلن من منزل الى آخر حتى اتمام العملية .. و كان لرمضان لون وطعم ورائحة .. كانت الانوف تمتليء برائحة الحلومر التي تغطي كل اجواء القرية وهذه كانت احدى ارهاصات قدوم الشهر ..


ووو على امبس سرناقمى ويبومى - سرن بيوكنا
( لبن العشر ) أيضاً كان يستخدم فى علاج الام المفاصل والامراض الجلدية أيضاً
كتر خيرك على هذا التوثيق الرائع لعادات سادت فى المنطقة النوبية اندثرت بعضها ولا زال بعضها الآخر مستمراً .

متابعة لصيقة .

Post: #6
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-21-2021, 12:07 PM
Parent: #5

علاء أمبس .. سيرناقمي
شكرا على حضورك الجميل يا رائع
اضافة جديدة عن لبن العشر ..
أنا لاحظت أن النباتات التي تهرب منها الحشرات
كان ناس يستخدمونها للعلاج ..
مع أن العشر كان نبات غير محبب لأهلنا ولا يستخدم كحطب لأن الدخان يعمي العين
ولكن كان يستخدم في التطهير والتعقيم ..

تحياتي علاء الجميل .. الاستحضار صعب .. الذاكرة ربما خلاص


Post: #7
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: muntasir
Date: 03-21-2021, 01:25 PM
Parent: #6

سلام يا علي لا زلت اذكر طعم أكل الحلو مر قبل أن يجف ورائحة الغورنجال

Post: #8
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-21-2021, 01:56 PM
Parent: #7

حبيبنا منتصر ..
صاحب المختصر
المفيد ..
دائما أتابع مداخلات .. رغم أني لا أفهم بعضها
ولكن تعجبني طريقتك .. ذكرتنا ( فتأمل)

السنة دي قالوا ما في حلو مر ( التكلفة عالية جداً )
والمدخلات مرتفعة ..

أجمل طعم فيها كما ذكرت طعم ورائحة البهارات

تحياتي الحبيب منتصر ..

Post: #9
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: Ahmed Yassin
Date: 03-21-2021, 04:03 PM
Parent: #8

سلام الله عليكم
اغرب شىء في البلد المسجد او (المسيد) بكون فاضي .. والناس كانت بتمشي تنوم فيهو لمن البيت بكون فيهو نسوان كتار
وهو زي (استراحة) او ديوان للغرباء و احيانا كان بتلقى عمك او خالك او جدك قاعد بفتل في الحبال
لكن اجمل شىء مع الـ( ابري قيلي) او الحلومر كان عمل (الشعيرية) وماعون الـ (إشري)

Post: #10
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-22-2021, 07:11 AM
Parent: #9

الحبيب احمد أمبس .. تحياتي
يا سلام عن المسيد لدي خواطر عن المسيد زمان
كانت النظرة مختلفة عن اليوم

اهديك هذه الذكريات
========================
Quote: التدين عند النوبة فطري .. وقد جبل انسان على التمسك بمكارم الاخلاق وهي لب الديانات .. وكل العبادات التي يقوم بها الانسان هي للوصول الى مرتبة الخلاق العالية والسلوك القويم . . وكان اظهار التدين بإطلاق اللحية او حمل السبحة خارج المسجد نوع من السلوك المستهجن .. والاكثر استهجاناً كان اطلاق اللحية حيث كانوا يعتبرونه نوع من عدم الاعتناء بالمظهر العام بدليل انهم كانوا لا يذهبون الى صلاة الجمعة إلا بعد تنظيف الوجه من اللحية ..
وكنا نشاهد ونحن في مقتبل العمر أن المساجد المنتشرة داخل القرى ( في كل ساقية مسجد صغير.. او المسيد ) .. لم يكن الناس يصلون الاوقات في المسجد ولم يكن هناك اذان للاوقات الخمسة .. فقط كنا نسمع الاذان مرة في الاسبوع لصلاة الجمعة في المسجد الكبير بالقرب من دائرة الادريسي في منتصف جزيرة ارتقاشا وفي الرمضان لاعلان الفطور وصلاة الفجر .. حتى اننا عندما نريد ان نتخبيء لأي سبب كنا نتجه الى المسجد ونعتبره منطقة معزولة .. أما باقي ايام السنة فكان المسجد يستخدم لاغراض الاستراحه والنوم اثناء النهار لأن بيوت الجزر احياناً تكون ضيقة لعامل الورثة والتكدس في ارض ساقية واحدة ولا امتدادات طبيعية مثل الشرق والغرب .. فكان الرجال غالباً ما يتركون المنزل للحريم ويتمددون داخل المساجد خاصة وان التصميم الهندسي للمسجد يساعد على التهوية والراحة


نواصل

Post: #11
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-22-2021, 07:13 AM
Parent: #10

Quote: كنت اذكر ان خالي احمدون واخوه النور كانوا يقضون معظم وقتهم ( القيلولة) في سقيفة المسجد وهي عبارة عن مظلة ) كري) طويلة معروشة بجريد النخل ( كورسيه ) وبداخلها بعض ازيار المياه ..كان خالي رحمه الله يأتي ( بالعشميق ) وطشت الماء لابقاء العشميق داخله .. ويقوم بفتل الحبال للبهائم ثم يغفو قليلاً ويذهب بعد ذلك الى ) عصر تتي tati ( وهو فترة العمل المسائي .. أما النور فكان دوماً يقض مضجع اخيه الخال احمدون بإيقاعات مضربه الخشبي لتليين ( الحلفا او همبرتيه كما في الدنقلاوية ) لأن النور كان عقله تجاري بحت يمليء وقت فراغه بالانتاج وها هو يقوم بصناعة الحبال من ( من الحلفا أو الهمبرتيه ) لغرض زيادة الدخل .. كان حال المسجد في ذلك الزمان بهذه الصورة النمطية ورغم طيبة وشهامة واصالة هؤلاء إلا ان الوعي الديني لم يكن بالصورة التي نشاهدها اليوم .. ولم نكن نشاهد احداً يصلي في المسجد خلال الايام العادية إلا بعض اخواننا من الباعة المتجولين وهؤلاء القوم كانوا بائعي خردوات متجولين في القرى وكانوا غرباء عن المنطقة يتحدثون العربية التي لم يكن يفهمها الكثير من أهلنا خاصة اذا كانت لغة سريعة الايقاع وبها مفردات عميقة ..


نواصل

Post: #12
Title: Re: استعدادات رمضان زمان .. البعض كان يتضايق ..
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 03-22-2021, 07:14 AM
Parent: #11

Quote: والمسجد كان يمثل لهم بمثابة استراحة أونزل للقيلولة او المبيت وكنا نلاحظ عليهم الحرص الدائم على اقامة الصلوات والتعبد بصورة مثالية ووعي وإدراك وحتى هؤلاء كانوا من الندرة في تلك المناطق المعزولة مثل جزيرة (أرتقاشا) التي كان لا يدخلها الغريب إلا بعد أن يتأكد ريس المركب منه ( تماماً مثل التأشيرات بمصطلح اليوم ) .. وبالنسبة لوضع المسجد كان أي تحرك غير هذا الروتين المتبع يومياً يبعث على الشك وخاصة لدى امهاتنا .. فإذا وجد ان احداً ينظف المسجد ويعتني به بدون مناسبة فمعناه ان هناك تلغراف او خبر ( وفاة ) من مصر او الخرطوم ويدور الهمس وسط النساء في القرية وتستعد كل واحدة بإطعام اولادها وتجهيز ( التوب على حبل الغسيل ) والاستعداد للانطلاق مع اول نداء من الــ ( كوبدر ) .. ليس هذا السرد ترفاً ولكنه يمثل عمق تجذر الفضائل في المجتمع دون وجود دعاة حيث كانت الفضيلة سمة وغريزة لدى انسان المنطقة ولا تحتاج الى دعوة او تذكير .. فقط كان هناك بعض القصور والتفريط في اقامة العبادات الجسدية كالصلاة في اوقاتها .. والاذان كان فقط حصرياً لصلاة الجمعة .. وكان احد اعمامنا قد قدم مصر وصار يؤذن للصلاة في اوقاتها بالقرب من ساقيته واتهمه الناس بالجنون وذهبوا السيد الحسن الادريسي يخبرونه بمرض الرجل ( او جنونه ) كما وصفوه .. ( بأنه مثل الديك كلما صعد ارضاً مرتفعاً .. اطلق عنان صوته بالاذان ) وراقبه الشيخ ووجد ان الرجل في كامل عقله ومواقيته صحيحة ولا خلاف عليه ..