عنوان البوست مقتبس بتصرُّف من عنوان كتاب الدكتور النور حمد العقل الرعوي فله الشكر وحقوق الطبع كذلك أظن أن كثير من السودانيين لا تزال فيهم بقايا من جينات البداوة ولعل أبرز سمات البداوة هي التنقل وعدم الإستقرار وربما إنعكس ذلك بصورةٍ ما علي أوضاع المهاجرين فمعظمهم قد جاء إلي بلاد المهجر بعقلية المغترب وليس عقلية المهاجر بمعني أن يبقي لسنوات معدودة في مهجره ثم يعود إلي السودان ولذلك تجدهم في حالة من عدم الإستقرار فمعظمهم يسكن في بلاد المهجر بالإيجار ويدفعون في ذلك مبالغ طائلة علي مر السنوات تكفي لشراء البيوت التي يستأجرونها وفي الوقت نفسه يشيدون منازل في السودان قد لا يسكنونها أبداً ربما فقط لقضاء الإجازات عدم الإستقرار هذا ينعكس علي كثير من مناحي الحياة فتنقلب فترة الهجرة بكاملها إلي فترة إنتقالية يحفها عدم اليقين لذلك يصعُب التخطيط للمستقبل في ظل ذلك يأتي الأطفال ليزداد الأمر تعقيداً فالأطفال بلاد المهجر هي بلادهم ولا يقبلون بغيرها بديل بينما معظم الآباء يرون أن المآل إلي السودان وإن تطاولت السنوات عكس الجنسيات الأخري كالباكستانيين والصوماليين يأتون للبقاء في المهاجر منذ اليوم الأول وبالتالي يشرعون فيما يساعد علي الإستقرار من شراء للعقارات وربما البزنس وتجدهم أكثر راحة من ناحية حسم موضوع الإستقرار هناك قطاع كبير من المهاجرين يُفكِّر بإستمرار في العودة والإستقرار في السودان رغم الظروف الموضوعية التي أصبحت تربطهم ببلاد المهجر لكن يصدّهم عن هذا التفكير أمران أولهما تجارب من عادوا إلي السودان من بلاد المهجر والإغتراب والتي لم تكن مشجعه وثانيهما ظروف السودان التي كلما تفاءل الناس بتحسنها إزدادت سوءاً فزاد الإحباط وهرب الناس إلي الأمام مراهنين علي الزمن لحل المشكلة وهم يعلمون أن المتحزم بالزمن عريان!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة