الأستاذ محمود محمد طه؛ ذكريات على مشارف الستين

الأستاذ محمود محمد طه؛ ذكريات على مشارف الستين


02-11-2021, 02:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1613051156&rn=0


Post: #1
Title: الأستاذ محمود محمد طه؛ ذكريات على مشارف الستين
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-11-2021, 02:45 PM

01:45 PM February, 11 2021

سودانيز اون لاين
عبدالله عثمان-
مكتبتى
رابط مختصر



العنوان من عندياتي وكاتب المقال لم يذكر اسمه لذا لزم التنويه

في ذكري 18 يناير
مجرد ذكريات قد تكون نواة لكتابة مذكرات :
عن كتابة المذكرات:
من ضمن عوامل اخري لضياع وثائقنا التاريخية والمعرفية هي عدم الاهتمام بتدوين ونشر مذكراتنا الشخصية فيما يخص العمل العام، سياسي اقتصادي او ثقافي .
وانا واحد من هؤلاء الذين لا يميلون للكتابة عن ذلك .
ترددت كثيرا في الكتابة حول تداعيات إعدام الأستاذ محمود محمد طه في يوم 18 يناير 1985 اي قبل 35 عاما .
وقتها كان عمر 24 عاما وهذا هو الدافع الاساسي للكتابة حيث اصبحنا علي مشارف ال60 ..
مدينة النهود يناير 1985
كسائر مدن وقري و فرقان السودان القديم اهتزت أركان البلدان وانشرخ الوجدان بالحدث الكوني المجلجل والصاعق وهو اعدام الأستاذ محمودمحمد طه
* كان يمكن ان نعتصر حزننا وغبننا الجمعي كسائر اهل السودان .
* الا ان وقاحة و (قلة ادب) احد الكيزان و امام احد المساجد، في خطبة الجمعة شّن هجوما سافراً وبذيئاً علي ( الكافر المرتد) ومشيدا ب (الامام نميري) في تحكيم ( شرع الله) .
* فكرت في الرد علي هذا المفتري وفي ذات الوقت استعدال الصورة التي رسمها للاستاذ في أذهان بسطاء الناس ودفع افتراءاته المكذوبة . فهذا اعتقد أقل ما يمكن ان يقدم لانسان في قامة الحلاج و غيلان الدمشقي وسعيد بن جبير وسقراط وجاليليو، بل يضاهيهم بانه سودانيا لحما ودما وانتماءا
* في صباح السبت 19 يناير 1985 توجهت لمكتبي (المساحة) بمجلس المنطقة وكنت ارتدي بنطلونا اسود وسيوتر اسود أيضا .. واوقفت العاملين دقيقة حدادا علي شهيد الفكر . وقدمت لهم نبذة مختصرة عن حياته سجنه منهجه .. كتبه واخرها منشوره (هذا او الطوفان ).
* بعد ذلك توجهت ل لوحات الاعلانات برئاسة المحافظة ومجلس المدينة وعلقت منشور/ مرثية عن الشهيد مكتوبة بخط اليد وموقعة ب اسمي الثلاثي .
(النص بموقع الاخوان الجمهوريين تمت صياغته من الذاكرة في الذكري 25 لاستشهاد الاستاذ) .
* بعد 3 ساعات تم اعتقالي بأحد مكاتب ادارة الشرطة بعد ان هيأوا لي سرير ..
* للامانة والتاريخ انني لم اعامل بشكل تعسفي علي الاطلاق بل كنت احس بنظرات الاحترام والتبجيل حتي من قبل افراد جهاز الامن وقتذاك، هذا مرده الي ان كل او الغالببة العظمي من السودانيين بفطرتهم، وبعقولهم المدركة كانوا ضد الاغتيال . بما في ذلك حاكم حكومة اقليم كرفان و وزراؤه كما علمت لاحقاً .
* اغرب ما في هذا الاعتقال انه بدأ معكوساً ففي كل التحقيقات يحاول المتحري اثبات الوقائع .. اما التحقيق معي بدأ بمحاولة اقناعي بالانكار ان هذا المكتوب لا يخصني و هناك من كتبه باسمي ... الخ (علمت بعد ذاك ان هناك مجموعة من اصدقائي بالشرطة والسجون والقضائية وبعض أعيان مدينة النهود يقودون هذا الخط لاطلاق سراحي وقفل الملف قبل ان يصل الابيض والخرطوم) لهولاء جميعا الحب والتقدير الاحياء منهم والذين رحلوا ..
* رغم الوساطات التي كان يقودها النقيب سجون وقتذاك بشير صديق ومحاولاته معي بالتراجع، فهو يعلم تماما بأنني ليس جمهوريا، الا انني رفضت وقلت له انا هنا اريد ان اسجل موقف غض النظر عما يترتب علي ذلك .. و اخر ما قلته له: يا بشير انت اكتر واحد صاحبي و ود منطقتي انت ممكن تحترمني لو انكرت ..؟؟
وكان رده الذي لا انساه ابدا: بعد كدي بقي دا دورنا نحن ولو في موت ح نموت قدامك .
* بعد فشل كل الوساطات و فشلت كذاك مساعي كتابة (استرحام) و التعهد (تعهد كان قد صمم بما يحوي التوبة عن افكار محمود) وتم بموجبه اطلاق سراح الجمهوريين . رفضت الامضاء علي التعهد
بعد ذلك تم نقلي(مخفورا) الي سجن الابيض عنبر 9 قسم السياسيين .
* حتي تاريخ نقلي للابيض في 4 مارس 1985 كنت قد قررت انو لا احد من أهلي يجب ان يعلم بما جري وحذرت كل من زارني وقتذاك .
سجن الابيض 5 نجوم:
__________________
كان مدير السجون بالولاية هو العميد/ الشيخ الريح السنهوري .والذي تربطني معه علاقة صداقة قوية جدا حيث انه عاش معنا في بيت واحد عندما نقل لفترة وجيزة للنهود .
غض النظر عن علاقته الشخصية الا انه يتحلي بروح انسانية قل ان توجد في بشر، مما اكسبه احترام وتبجيل من كل من عاشره من سجناء وضباط وصف ضباط وجنود ....
* في مساء نفس يوم وصولي جاء مدير السجن ونادي علي اسمي، (نادرا ما يأتي الرائد/ مدير السجن بنفسه لاستدعاء احد المعتقلين) : جنابو العميد عايزك ..
دخلت لمكتب مدير السجن وقام من مقعده وعانقني بحميمية لا تمحي من الذاكرة وقال لي جملة لا انساها قط:
انت العملتو دا بعبِّر عننا كلنا .. عشان كدي انت تحت ضيافتنا وحمايتنا .
كل يوم في 3 سرامس شاي وقهوة ح تجيكم من البيت ..
وقد كان .. اضافة لاجمل هدية مستردة و هي 3 كراتين كتب هي مكتبة شقيقه الشهيد/ محمد احمد الريح ومعها دفتر لتنظيم الاستلاف والتسليم والتسلم، مدة الكتاب يوم علي اسواء الفروض (الناس هنا غير ما تقرأ تعمل شنو؟) .
* من الشخصيات الجديرة بالذكر والثناء عمنا شيخ البدين وهو عمدة الخوي وزميل دراسة للفاتح بشارة حاكم الإقليم وكانت تربطني به علاقة صداقة تطورت بعد قيامي باعمال مساحة في منطقة الخوي
جاء شيخ البدين من الخوي ونزل مع الحاكم وقال له انا ما راجع الا و المهندس معاي .. زارني في المعتقل و كانت حمولته كأنه يريد فتح بقالة ... فاضت علي حوجة المعتقلين ال 40 بكثير .. كميات من فرش الاسنان والمعجون بانواعه و حتي بشاكير الحمام ..
* من الشخصيات الجديرة بالاحترام والتقدير السيد مرغني عبدالرحمن نائب الحاكم و وزير الإسكان والمرافق العامة .وقد زارني في المعتقل مرتين بحكم انني احد العاملين في وزارته ..
في زيارته الاولي قال لي:
في اي حاجة ناقصاكم ؟
فقلت تحت دهشة المعتقلين: نحتاج مراوح في العنبر ..
في نفس اليوم تم تركيب 3 مراوح ومنها انطلقت سخرية احد المعتقلين: ( والله دا بقي سجن 5 نجوم) ..
زيارة مرغني عبدالرحمن الثانية كانت في اواخر مارس وبداية ارهاصات الانتفاضة فسألني مداعبا المراوح كيف؟؟
فقلت له تمام لكن واضح انكم بتصلحوا السجن ل رقبتكم ..
فرد ضاحا: اصلها كدي انتو تمرقوا نحن نخش ... وقبلكم خشينا ومرقنا ...
من ضمن ما بذكر في حق عم مرغني انه أصر علي استضافة ابي واخي في منزله عندما اتوا لزيارتي ..
* اصحابي بميز كيو العتيد.. صديقي الذي نتقاسم الغرفة وكل شئ المرحوم (النقيب مطافئ، وقتذاك) العميد/يوسف الانصاري مدير الدفاع المدني بهيئة المواني الذي استشهد في طائرة بورتسودان و لا يزال تاركا فراغا عريضا في الوجدان وحوار بيننا لم يكتمل وضحكة عميقة لم و لن تخرج حتي الان !!
كيف تسرب الخبر لاهلي في الجزيرة :

Post: #2
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه؛ ذكريات على مشارف ا�
Author: عبدالله عثمان
Date: 02-11-2021, 02:49 PM
Parent: #1

منذ يناير وحتي 19 مارس
ضربت سياجا علي الخبر ..
من المصادفات الغريبة ان شقيقي الطاهر كان يتسوق في السوق العربي فوجد حوارا بين اثنين احدهما من النهود وبدأ يحكي له عن تفاصيل (الجمهوري) الذي رفض الاستتابة ولايزال مصرا علي موقفه القصة شدت انتباهه فسأله انت بتعرف المهندس دا .
فرد عليه كيف ياخي دا ما زول في النهود ما بعرفوا اسمو عثمان ومن الجزيرة و ...
في مساء نفس اليوم حضر للابيض بالطائرة بعد ان بلغ الوالد و الفاتح الذين اتوا بالقطار اليوم التالي .. ثم جاء عمر عمي وصديقي بالواري عن طريق (ام دم حاج احمد) . نواصل

Post: #3
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه؛ ذكريات على مشارف ا�
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-11-2021, 04:23 PM
Parent: #2

سلامات يا بابو وشكرا

والتحية للأخ المهندس عثمان أينما كان، وفي انتظار المواصلة.