بطاقات مشعثة (18)‏

بطاقات مشعثة (18)‏


01-26-2021, 06:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1611682956&rn=1


Post: #1
Title: بطاقات مشعثة (18)‏
Author: Moutassim Elharith
Date: 01-26-2021, 06:42 PM
Parent: #0

05:42 PM January, 26 2021

سودانيز اون لاين
Moutassim Elharith-
مكتبتى
رابط مختصر



بطاقات مشعثة (18)‏
معتصم الحارث الضوّي
‏26 يناير 2021‏


‏(1)‏
تربى جيلي (مُحبكم في منتصف الخمسينيات تقريبا) على اعتبار السرقة والاختلاس من الكبائر، ‏وكانت أسرة الجاني لا ترفع رأسها في الشارع من فيض العار، ومن يتقدم لخطبة فتاة يخضع لتحريات ‏بوليسية من أسرتها، والرفض مصيره التلقائي إذا ثبت ارتكابه أو أي من أفراد أسرته المقربين لتلك ‏الموبقات.‏
تغيّر الحال كثيرا بعد انقلاب القتلة واللصوص (البعض يسمّيه الإنقاذ)، فانعكست المعايير، وأُصيبت ‏النظم الأخلاقية بالعطب، وأضحى –في كثير من الأحيان- المال، بصرف النظر عن مصدره، ‏الفيصل الوحيد في موقع الشخص اجتماعيا.‏
إذا لم يكن لنظام القتلة واللصوص من جريرة سوى هذه لكفته عارا.. شاهت الوجوه وقبحت الأفعال!‏

‏(2)‏
تجتاح بلادنا ضائقة مالية حادة، وتكاد الحكومة السنية –لولا الحياء- تعلن الإفلاس، ولكن المبكي ‏المبكي (التكرار متعمد) أن قائمة الاستيراد تتضمن سلعا مثل كريمات التبييض وأطقم لعبة الغولف ‏والنبق الإيراني.. إلخ، وفي هذه الأثناء تغيب عقاقير التخدير، وأدوية الملاريا، وأجهزة فحص وعلاج ‏الكرونا.. إلخ عن المستشفيات.‏
الحل يسير: وضع معايير محددة لتعريف السلع الكمالية، والتوقف الفوري عن استيراد المواد البذخية، ‏وفرض ضرائب باهظة على السلع الأقل استفزازا لمشاعر الكادحين.‏
نظر إليّ ساخروف شذرا وقال: يعني بناتنا ما يجلخوا ولا شنو؟!‏

‏(3)‏
كيف ننتقل من مرحلة الثورة إلى التعمير؟ ‏
أجابني ساخروف وهو "يدردم سفة" عملاقة: لماذا تسألُني؟ أي مسؤول في قحت بوسعه تدريسك!‏

‏(4)‏
يوجد أكثر من 50 ألف طبيب كوبي يعلمون خارج بلادهم في 67 دولة، ويدرّون لخزينة الدولة ما ‏يفوق 11 مليار دولار سنويا.‏
انظر يا رعاك الله هذه المعلومة، ولعلك تتفق معي بضرورة التفكير في صيغة جديدة بخلاف جهاز ‏المغتربين سيء الذكر، واجتراح نظام يشجع المغترب على المساهمة في اقتصاد بلاده –وجميعهم ‏سيسارعون- وفي المقابل يمنح المغتربين، وربما تفوق أعدادهم الثمانية ملايين، حوافز تشجيعية مثلا ‏الإعفاءات الجمركية.. إلخ. ‏
قفز ساخروف قائلا: ياخي الفاضي للكلام الفارغ ده منو؟!‏

‏(5)‏
تخرج علينا دعاوى للكونفدرالية وحق تقرير المصير، وهي دعوات أقل ما تُوصف به السعي لتقسيم ‏البلاد...‏
لم يتركني ساخروف استرسل، وقاطعني بغضب: ولو حُلّيت بماء الذهب، وصيغت بأحرف من نور، ‏وكُتبت بمداد الماس!‏

‏(6)‏
من المؤسف للغاية أن التقييم العرقي هو المعيار الأول للتصنيف عندما يلتقي السودانيون، وهذه ‏الحقيقة المرة؛ فانطباعنا الأوّلي يعتمد على تصنيف الشخص إلى مجموعة عرقية بعينها وموقفنا ‏نحوها: هم أكفاء لنا في الحسب والنسب، أو يمكن القبول بهم على مضض، أو أدنى منا عنصرا ‏وأرومة.‏
إذا لم نتجاوز هذه النظرة العنصرية الضيقة؛ في بلد متعدد الأعراق الكريمة، فلا يمكن الحديث عن ‏سلام أو تعايش أو حتى وجود دولة من أساسه.‏
قرأ ساخروف ثم نظر إليّ بارتياب وقال: بالمناسبة أنت جنسك شنو بالضبط؟!‏

‏(7)‏
في زمن عبوديتنا
كان الجميع يتحدثُ..‏
وكنّا الأوائل
الذين تجرأنا
من أجل الوطن!‏
‏***‏
نحن الذين
رفعنا لأول مرة
راية التداعي..‏
نحن الذي أيقظنا
بصراخنا
الوطن من سباته العميق!‏

أبيات مترجمة من قصيدة "شبيبة شهر مارس" للشاعر المجري العظيم شاندور بتوفي ‏Petőfi ‎Sándor‏ (النص الأصلي أدناه).‏

A márciusi ifjak

Szolgaságunk idejében
Minden ember csak beszélt,
Mi valánk a legelsők, kik
Tenni mertünk a honért!

Mi emeltük föl először
A cselekvés zászlaját,
Mi riasztók föl zajunkkal
Nagy álmából a hazát!