الربيع العربي ووعده الأبدي

الربيع العربي ووعده الأبدي


01-26-2021, 03:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1611671406&rn=0


Post: #1
Title: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: Asim Ali
Date: 01-26-2021, 03:30 PM

02:30 PM January, 26 2021

سودانيز اون لاين
Asim Ali-
مكتبتى
رابط مختصر



الربيع العربي ووعده الأبدي
محمد البردعى - 14 يتاير 2021
فيينا كانت الكرامة الإنسانية الضالة المنشودة لثورات الربيع العربي التي اندلعت قبل عشر سنوات، وكان أبطالها يسعون إلى التغلب على عقود من الزمن من القمع والفقر والتفاوت بين الناس. أتى الربيع العربي على موجتين، الأولى بلغت أوجها في تونس ومِـصر وليبيا وسوريا واليمن، ثم تلتها الموجة الثانية خلال الفترة 2019-2020 في الجزائر والسودان ولبنان.
من المحزن أن أيا من الموجتين لم تحقق بشكل كامل أهداف المحتجين. فبدلا من الخضوع لانتقال حقيقي إلى الحرية والعدالة الاجتماعية، ارتدت كل بلدان الربيع العربي تقريبا إلى توليفات متعددة من حكم الفرد ودرجات متباينة من الفقر والعنف. وباستثناء تونس، إلى حد ما، أصبحت المجتمعات العربية اليوم أكثر استقطابا وتفتتا مما كانت عليه من قبل.
الديمقراطية ليست فنجانا من القهوة السريعة الذوبان. بل إنها في احتياج إلى بيئة مواتية وثقافة مضيافة لتزدهر وتنمو. بسبب تاريخ طويل من الاستعمار، تلته عقود من الاستبداد، كانت هذه البيئة غائبة في العالم العربي. كان الناس الذين ثاروا وخرجوا إلى الشوارع يبغضون الأنظمة التي استبدت بهم وجارت عليهم لفترة طويلة. لكنهم كانوا يفتقرون إلى رؤية واضحة وموحدة للتغيير الذي سعوا إلى إحداثه.
كان شعار "الخبز، والحرية، والعدالة الاجتماعية" هو النداء الحاشد، ولكن تبين أن ترجمة هذا إلى واقع أكثر ديمقراطية أمر مُـعـضِـل وشديد التعقيد. ففي غياب المجتمع المدني القوي النشط ــ النقابات العمالية، والأحزاب السياسية، والجمعيات، ووسائل الإعلام المستقلة ــ كان من المستحيل التوصل إلى اتفاق على خريطة طريق انتقالية بعد السقوط السريع للأنظمة الدكتاتورية العربية. لم تكن المؤسسات اللازمة لتمكين التماسك الاجتماعي الحقيقي حاضرة ببساطة.
بمجرد رفع غطاء القمع، انقسم الثوار على طول مجموعة متنوعة من الخطوط الإيديولوجية. في السابق، دفعت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المروعة العديد من المسلمين إلى الاعتقاد بأن ثوابت عقيدتهم الدينية فقط هي التي يمكن أن توفر لهم الملاذ من البؤس وتمنحهم الوعد بمستقبل أفضل. وبعد اندلاع الربيع العربي، تسبب صدع عميق في التفريق بين الإسلاميين والعلمانيين.
وقد تبين أن هذا الافتقار إلى التماسك الاجتماعي والإجماع على قيم أساسية هو كعب أخيل الأكبر ونقطة الضعف الأعظم في الجهود الرامية إلى التحول إلى الديمقراطية في العالم العربي. فقد سمح ذلك لفلول النظام القديم بإعادة تجميع صفوفهم وتوحيد قواهم والعودة سريعا بشراسة سلطوية مألوفة.
حالما أعاد النظام القديم تشكيل ذاته، تحول النزاع في أغلب الحالات إلى صراع شرس على السلطة بين "الدولة العميقة" الراسخة، والمؤسسة العسكرية، والجماعات الدينية العديدة التي مثلت القوات المنظمة الوحيدة غير التابعة للدولة. كان لكل من هذه الأطراف أجندته الخاصة؛ وكانت أغلبها شديدة الحساسية للديمقراطية أو الحداثة.
في هذا الصراع، ضاعت مصالح جماهير الناس التي أطلقت شرارة الربيع العربي على أمل الوصول إلى حياة أفضل ــ الأمن الغذائي، والتعليم الجيد، والرعاية الصحية اللائقة، والقليل من الحرية والكرامة. وباستثناء عدد قليل من البيادق التي اختارها القائمون على السلطة، انتهت الحال بالمحتجين إلى التهميش أو الاضطهاد. فوهنت عزيمة كثيرين منهم، واستسلموا ببساطة.
تدخلت بعض القوى الخارجية بِـغِـلظة، لأنها ارتأت أن المنطقة أكثر أهمية من أن تُـتـرَك لتقرير مستقبلها بذاتها. وعمل أولئك الذين شعروا بالتهديد إزاء فكرة الديمقراطية على تقويضها بكل نشاط. في حين كان آخرون، وأغلبهم أُخِـذوا على حين غرة، مهتمين في المقام الأول بالاستقرار ومصالحهم الجيوستراتيجية، التي كانت مرتبطة بشكل وثيق لعقود من الزمن بالحكام المستبدين الـمُـخَـلَّـدين في المنطقة.
لم يكن الدعم الاقتصادي والفني اللازم لدعم التغيير، فضلا عن المشورة العملية والقانونية الضرورية، قريبا في المتناول. على سبيل المثال، على الرغم من احتياج تونس الشديد إلى قدر متواضع من المساعدة الاقتصادية للتخفيف من آلام الفترة الانتقالية، لم يبادر أحد إلى تقديم يد العون، لأن تونس لم تكن تعتبر على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية. ويُـعَـد السودان مثالا أحدث على ذلك.
نتيجة لهذا، يُـنـظَـر إلى أولئك الذين يدافعون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان عادة على أنهم يستخدمون هذه القيم كأداة لخدمة مصالحهم الضيقة. ومع اشتداد حدة الصراع الداخلي على السلطة، تزايدت أيضا حدة التدخلات السياسية والعسكرية من قِـبَـل قوى خارجية، مما أدى إلى تفاقم الفوضى والانقسامات في المنطقة، وتفاقم العنف، وتقويض الأمل في وصول الحرية والكرامة في أي وقت قريب.
لكن التاريخ يشير إلى أن السعي إلى الحرية حتمي ولا يمكن إيقافه، حتى برغم أن السبيل إليها طويلة ووعرة على الدوام. وعلى الرغم من الانتكاسات العديدة، فقد نبذ عدد كبير من الشباب في العالم العربي حس اللامبالاة واستعاض عنه بالوعي والمشاركة، حيث تلعب وسائط التواصل الاجتماعي دورا تمكينيا واضحا.
أربعة دروس من الربيع العربي قد تكون مفيدة في توجيه المسار السياسي في المنطقة. أولا، يشكل تواجد المجتمع المدني المستقل النشط المفتاح المنشود. ففي غياب المنصات القادرة على التنظيم والدعوة إلى التغيير، يصبح من الممكن خنق الدعوات إلى الإصلاح بسهولة.
ثانيا، لن نبالغ مهما تحدثنا عن ضرورة التماسك الاجتماعي لدرء التدخل الخارجي. وتشكل المصالحة الإيديولوجية، وتحديد العلاقة بين الدين والدولة، والاستعداد للتسوية وتبني الحلول الوسط الأسس التي لا يمكن الاستغناء عنها لبناء دولة ديمقراطية فاعلة.
ثالثا، يجب أن يكون الانتقال إلى الديمقراطية تراكميا وتدريجيا. فتماما كما لا يستطيع أحد أن ينتقل مباشرة من روضة الأطفال إلى الجامعة، يجب أن تكون عملية التحول إلى الديمقراطية شاملة ودقيقة المعايرة، وأن تسترشد بمعالم واضحة. وقد تتمثل نقطة بداية محتملة في تكوين رؤية مشتركة لتحسين حقوق الإنسان.
الدرس الأخير المستفاد من الربيع العربي ــ الذي يتجلى بشكل مأساوي في ليبيا وسوريا ــ هو ضرورة إقناع القائمين على السلطة بأن من مصلحتهم أن ينضموا إلى هذه المسيرة. فمن منظور أي نظام، يُـعَـد التغيير التدريجي أفضل بكل تأكيد من احتمال اندلاع ثورة مفاجئة تهدد بإزاحة القائمين على السلطة ليحل محلهم خواء السلطة.

Post: #2
Title: Re: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: Asim Ali
Date: 01-27-2021, 00:46 AM
Parent: #1

Quote:
الديمقراطية ليست فنجانا من القهوة السريعة الذوبان. بل إنها في احتياج إلى بيئة مواتية وثقافة مضيافة لتزدهر وتنمو. بسبب تاريخ طويل من الاستعمار، تلته عقود من الاستبداد، كانت هذه البيئة غائبة في العالم العربي. كان الناس الذين ثاروا وخرجوا إلى الشوارع يبغضون الأنظمة التي استبدت بهم وجارت عليهم لفترة طويلة. لكنهم كانوا يفتقرون إلى رؤية واضحة وموحدة للتغيير الذي سعوا إلى إحداثه.

Post: #3
Title: Re: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: osama elkhawad
Date: 01-27-2021, 00:54 AM
Parent: #2

Quote: كان شعار "الخبز، والحرية، والعدالة الاجتماعية" هو النداء الحاشد

"ثورة ديسمبر" طرحت نفس الشعارات، اضافة الى "السلام"،
لان وطننا مشهور بالحروب الاهلية.

لقد ورث الاسلام السياسي احتجاجات الربيع العربي، ولا اقول ثورات، لانه كان الاكثر تنظيما،

والاقرب الى وجدان الجماهير الفقيرة ، اقتصاديا وتعليميا واقتصاديا.


Post: #4
Title: Re: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: Asim Ali
Date: 01-27-2021, 07:10 PM
Parent: #3

Quote:
لقد ورث الاسلام السياسي احتجاجات الربيع العربي، ولا اقول ثورات، لانه كان الاكثر تنظيما،

والاقرب الى وجدان الجماهير الفقيرة ، اقتصاديا وتعليميا واقتصاديا.

مرحب استاذنا الخواض
مقوله دارجه (البخيت بيشوف فى غيرو والشقى بيشوف فى نفسو)
للاسف السودان كجزء من الموجه الثانيه للربيع العربى -حسب وصف كاتب المقال- لم تستوعب فيه قوى الثوره الدرس وتحاول تفادى الخطا
بل على العكس
يبدو تحسب نظام الاخوان للامر حتى افضى بالثوره السودانيه للوضع الحالى المازوم ومفترق الطرق الخطير

Post: #5
Title: Re: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: osama elkhawad
Date: 01-28-2021, 05:41 AM
Parent: #4

Quote: للاسف السودان كجزء من الموجه الثانيه للربيع العربى -حسب وصف كاتب المقال- لم تستوعب فيه قوى الثوره الدرس وتحاول تفادى الخطابل على العكسيبدو تحسب نظام الاخوان للامر حتى افضى بالثوره السودانيه للوضع الحالى المازوم ومفترق الطرق الخطير


العرب ومعاهم الدارسون الغربيون يحشروننا مع الربيع العربي،

ونحن لنا تفرد خاص بنا، يتمثّل في مقولة نقد الشهيرة:
الحلقة الشريرة

التراوح بين النظم العسكرية والمدنية.

دائما اسال نفسي :
هل يمكن بناء حداثة خارج المفهوم الكلاسيكي للحداثة الغربية؟

يعني هل لا بد لنا من المرور بعصر تنوير؟؟؟

لا ادري.

وفي نفس الوقت، يبدو ان فشل انتفاضاتنا السياسية الشعبية مرتبط بهذا الامر ...

لا ادري.

Post: #6
Title: Re: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: Asim Ali
Date: 02-01-2021, 10:53 PM
Parent: #5

Quote:
ونحن لنا تفرد خاص بنا، يتمثّل في مقولة نقد الشهيرة:
الحلقة الشريرة

التراوح بين النظم العسكرية والمدنية.

دائما اسال نفسي :
هل يمكن بناء حداثة خارج المفهوم الكلاسيكي للحداثة الغربية؟

يعني هل لا بد لنا من المرور بعصر تنوير؟؟؟

لا ادري.

وفي نفس الوقت، يبدو ان فشل انتفاضاتنا السياسية الشعبية مرتبط بهذا الامر ...

لا ادري.


حاله التخبط ربما تعود لمحاولتنا التقليد وعدم الابداع والوقوع فى حاله ازدواجيه قادت الى وقوعنا فى الحلقه الشريره لانعدام رؤيه واقعيه تستوعب خصوصيه التركيبه البشريه ووقوع السودان جغرافبا فى منطقه تقاطع ثقافى يفترض بنا القبول به للخروج بطيف ثقافه متفرد .يؤسس لحاله تنوير -كما تفضلت -ترسم فى وعينا ملامح دوله سودانيه حديثه فريده عن محيطها
هل يوجد امل فى ذلك

Post: #7
Title: Re: الربيع العربي ووعده الأبدي
Author: osama elkhawad
Date: 02-03-2021, 05:59 AM
Parent: #6

أهلا ً باشمهندس

عندما كنت في بيروت قرأت معلومة في مقال عن السودان، تقول ان امريكا تعرف منذ الاربعينيات ان هنالك بترولا في السودان،

لكنها لن تقوم باستخراجه لانها ليست متأكدة من المدى الذي سيتشظّى به السودان، وبالتحديد عدد الدول التي ستنشا من ذلك التشظي والتفتّت.

ويبدو ان النبوءة الامريكية في طريقها للتحقّق.