اليوم تمر الذكرى العاشرة لرحيل والدي مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين في السودان .... !!!

09:17 AM January, 18 2021

سودانيز اون لاين
توفيق عيسى مكي-
مكتبتى
رابط مختصر

هي ذكرى النهج الذي هزم بداياته عندما سيطر في التنظيم الاتجاه السياسي
بدلا من أصل النهج الذي قام عليه وهو تربية الفرد المسلم وبصلاحه تصلح الأسرة
وبصلاح الأسرة يصلح المجتمع وبصلاح المجتمع تصلح الدولة والحكام وده ما بيتم
إلا بقدوة يقتدوا بيها الناس فشرط أساسي للمنضمين للتنظيم أن يكونوا على درجة
عالية من النزاهة والذهد في الحياة والتعبد والكسب الحلال لتعظيم قيمة العمل ولهذا
وضعت أسس تنظيمية لذلك بقيام الأسر في الجوامع لتربية النشئ فيها بتدارس كتاب
الله والسيرة والصوم للشباب والرياضة الذهنية والجسدية والتعارف (زمن اخوكم في الله)
وده الخلى التنظيم ينتشر في بداياته باعتبار السودان بلد أهله بطبيعتهم متدينون
اللهم ارحمه واغفر له واجعله من أصحاب اليومين واجعلنا أبناء صالحين ندعوا له ونعمل الخير
لبلادنا ولاهلنا وان يجعلنا ما ربانا من أهل عمار الأرض
بعض المواقف في المداخلات القادمة

أول موقف استهلالي ...
دخلت عليه في مرضه الذي رحل به عن دنيانا وكان ذلك
في آخر أيامه وجدته يبكي كالاطفال قلت له ما يبكيك يا والدي
قال لي ناس أمك دايرين يكسوا الجدران (أي يعملوا ستائر) قلت لهم
هي آخر أيامي عشت عمري كله بهذه الطريقة البسيطة في الحياة وأريد
أن اقابل ربي بها فقل لهم إن مصرين انتظروا رحيلي وافعلوا ما تريدون
إن فشلت إن اجعلكم تذهدون الحياة مثلي
وقد كان فقد اقنعت الوالدة واخواتي أن يتركوا غرفته بحالها

عندما طلبوا منه تسجيل سيرته كان هذا رده
-----------------
إن الحمد لله رب العالمين

المعزُّ المذل ذو الفضل العظيم ..

أما وقد طلب مني أن أكتب عن حياتي وسيرة مسيرتي من أن نشأت إلى يومي هذا ، فإني أسـطر هذه الكلمات التي لم أجد غيرها (ألوذ به) من صعوبة ما طلب مني ، فأي سيرة أكتبها أزين بها المسيرة ، وأي أحداث مررت بها وسيرة ما كان لي الفضل فيها؛

وأي سيرة خطوناها ما كنت إلا مسير فيها ، ليس لي فيها إلا المقام ، وليس لي فيها إلا الحركة والتنفيذ ، خُططت خطواتها قبل أن أكون ، ورسمت فعالها قبل أن أخوض فيها ، فليس أمامي إلا أن أذكرها لهم فخراً أو عجباً أو ذكرى حسنة ، أو عملاً أرى أنني وفقت فيه .. ذلك لي ما ليس لي أن أفعله.

فلو كنت قد وفقت في حياتي بتوفيق من ربي فليس لي أن أفاخر به الآن ، وأنا لا أدري إن كنت قد أحسنت وإن كنت لم أوفق في مسيرة طويلة عشرات السنوات زاخرة بكثرة أعمال ، فليس أمامي إلا أن أعتذر عن ذكراها وبثها ، أقول هذا كله لأعتذر عن أمر استحسنه الناس وكرهت أن أفعل به ما يفعلون ، ولينظروا فيما رأوه مني طيلة هذه السنوات فيكتبونه ، وهم أولى بي من نفسي أم يقولوا ما يعلمون وليتقبلوا عذري هذا .. والله هو الموفق والمعين.

أخوكم: عيسى مكي أزرق

شيئين حكوها لنا أهلنا القدمين أولاهما عندما كانت
والدته حامل به كانت تكثر أن تقول لصحويباتها أن الذي
في اعشائها إبن صالح ولدا أو بنتا
وكان في فترة صباه يغيب أياما في جبل كرري يذهب تعبد
هناك بجوار قبر جده الأمير عثمان أزرق كل ناس أمدرمان القدمين
يعلمون هذا الذي كان يقوم به

وعند وفاته عندما انهكه المرض ضعف جدا واسود وجهه وكنت بحكم
الشرع أحد الذين غسلوه وكنت الذي يدعك حسمه
لاحظت الجه الذي كان بالأمس مسودا اليوم ابيضا لدرجة
غير ملامحه وابتسامه عريضة مرسومه على وجهه
لا أقول هذه تذكية مني انه من أصحاب اليمين ولكن أعلم أن هناك
حساب وحساب عسير جدا ولا أحد يعلم أحدا في الجنة سوى العشرة
المبشرين بالجنة غير ذلك علم ما سيصير للناس بعلم رب العباد
ولكن ملاحظة لاحظتها

له الرحمة والمغفرة
من رب كريم رحيم
إن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى

نشأ في بيئة صحية خير ما نطلق عليها دارجيا بيئة ديمقراطية
فلقد كان اشقاءه الأكبر والأصغر ينتمون سياسيا للحزب الشيوعي وأبناء أبيه
انداده من قيادات شباب الأنصار وكانوا جميعهم عشرة أولاد وتسعة بنات كل واحد
فيهم اختار الفكر الذي يرى نفسه فيه ومع ذلك كانوا ليس إخوان أو أشقاء بل أصحاب
وأصدقاء لا يفترفون ابدا وبطول حياتهم قبل أن يرحلوا أيضا تشوب بينهم محبة نادرة
لم يختلفوا في أي شيئ قط قط قط قط قط قط وانا شاهد على ذلك
فلقد كان يجمعهم حب السودان وأهل السودان فقط

كنت أتساءل عن سر ذلك لحين وقع في يدي بعض خطابات والدهم
مكي عثمان أزرق عندما ذهب مستشفيا بمصر
ومن اول خطاب ذهلت
انه ليس خطاب أب لأولاده يطمنهم على صحته بل كانت قطع نثرية في أبلغ
البلاغة يحثهم فيها كأنهم أمه وشعب
كنت أقرأ خطابات والدهم لهم وابكي
لم أستطع اكمالها

أيام مايو بعد الاعتقال تكرم الدكتور على التوم والد دكتور أكرم أن يقبله في مشروع
الجزيرة أيام كان وزيرا للزراعة يحبس في المشروع كموظف محدد الإقامة في منزله
داخل المشرع لا يتحرك خارجه إلا بإذن ومصحوب بحرس
المهم وقتها جئت لادرس الثانوي العالي بالمدرسة الأهلية بامدرمان
قبلها ومنذ نشأتي تربيت داخل الأسر الإخوانية داخل المساجد الامدرمانية ووقتها قضيت ما شاء
لي الله أن أقضي ثم عرجت من اندادي أولاد بيت المال خصوصا أولاد ناس كاشف وحي موسكو والسناهير وأولاد
سر الختم وناس ود الجبل
فترة العالي قضيتها كلها داخل حي بيت المال مما ضايق اعمامي
حضر والدي من المشروع لحوشنا حوش المحسي فوجد اجتماعا عاليا لكل إخوانه
موضوع الاجتماع أن ابنك قد فلت عياره وسنتكلم معه بحضورك وتمت مناداتي كان اجتماعهم بمسرح ديوان حوش مكي
هذا المسرح كل يوم بالليل بيكون فيه قعدة أنس بيشرفها كبار مطربي ذلك الوقت أمثال الكابلي كاساسي ورموز امدرمان المهم ما علينا تمت مناداتي وتم سرد جملة من مخالفاتي الضخمة عن تقاليد مجتمع أمدرمان باعتبار اني ود شيخ مولانا وهي مسؤلية لهم
يريدون اذنا بحجري بحضور والدي
بعد سردهم سأل والدي سؤالا واحدا هل يصلي صلاته في أوقاتها قالوا نعم وفي الجامع (جامع الضرير جوار حوشنا كلنا بنصلي فيه زي ما جرت عادتنا ) عندها التفت لي وقال إذهب
لاحقا علمت أنه قال لهم طالما أساسه قوي لا تخافوا عليه من منكم من لم يعيش حياته بالطريقة
التي يحبها دعوه يوما ما سيرجع ويكون كما تريدون
هكذا كان أسلوبه في التربية

بمناسبة المسرح ده
هو مكان شبيه بمصطبة عالية حبة من الأرض تقع في الجذء الجنوبي من حوش مكي
المحسي جوار منزل أزهري أي في الجهة الملاصقة حائط شارع كبري شمبات وهو شهيرة
لأهل أمدرمان القديمين فيه تم كل شئ أمدرماني مشاورات واجتماعات تأسيس نادي الهلال
واتحاد العمال والاتحاد النسائي السوداني تم تكوينه فيه وأصعب اجتماعات حزب الأمة وحولية
الاسماعلية الشهرية الكنا بننتظرها بفارق الجمر عشان الفتة واللحمة كذلك هنا أتكون تنظيم الإخوان
المسلمين كل اجتماعات التحضير تمت فيه كذلك بعض اجتماعات الحزب الشيوعي والقوميون العرب
كذلك بعض الحراك الدارفوري أيام كان يسكن في الحوش عبد الله زكريا والحراك الكردفاني أيضا بوجود
كمية من طلبة غربنا الحبيب يسكنون فيه واهلنا في الشمالية وكل بقع السودان

Quote: إن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى

نعم يا اخوي علي الكنزي إنما الأعمال بالنيات
انا لا ازكي أحدا ولكني بعد عشر سنوات من رحيل والدي
هاجت بي الذكرى لأشياء كثيرة

فعلا يا امير
لا نزكي على الله احد
ولكن الأباء مصدر فخرنا وعزنا
إن كان لنا ما نفتخر به ونعتز
الشعب السوداني وانا منهم وابي منهم قصيري النظر
ولكن اباؤنا كانوا يتميزون بالصدق والعفوية وطيبة النفس والاعتزاز بهذه الأرض
فمن حقك الاخ توفيق ان تعرفنا بابيك
له الرحمة والمغفرة ولكل ابائنا وامهاتنا
إنه سميع مجيب
غافر الذنب وقابل التوب