Post: #1
Title: مجلس شركاء الانتقالية .. ونظرية ملأ الفراغ
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 12-04-2020, 04:06 PM
03:06 PM December, 04 2020 سودانيز اون لاين محمد حيدر المشرف-دولة قطر مكتبتى رابط مختصر
من الواضح ان مجلس شركاء الانتقالية هو الحاضنة السياسية البديلة لقوى اعلان الحرية والتغيير ..
قبلا .. اي قبل ذلك.. كان من الواضح جدا ان قوى اعلان الحرية والتغيير تواجه قصورا كبيرا يمنعها من تولي مهام القيادة السياسية للانتقال..
هو قصور رؤيوي في المقام الأول اذ اختلفت وتباينت مكونات هذا المكون المدني الذي وللاسف الشديد كان مناط المدنيااااو في واقع امر الهتاف الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بماهية الثورة نفسها في نفوس الجماهير في الفترة ما بعد ١١ ابريل ..
اقول: اختلفت وتباينت مكونات هذا المكون المدني حول تفسيرها للثورة السلمية ومآلاتها وطريقة الانتقال لهذه المآلات ..
ونتيجة لذلك فشلت تنظيميا وسياسيا في القيام بي مهمتها كحاضنة سياسية .. وكان لابد .. وبصورة طبيعية .. من ملأ الفراغ الذي صنعته قحت ..
(الرؤية تأتي اولا وعليها تترتب الاشياء)
كل ما يحدث هو نتيجة لما سبق وكل ما يحدث هو سبب لما سيأتي من نتائج مستقبلية
في المقابل.. مقابل قصور قحت وحتمية ملأ فراغها.. في المقابل لذاك .. كانت قحت مكون مركزي للعملية السياسية بمرجعية الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية ولا يمكن تجاهلها او شطبها من معادلات الواقع الا بهدم كامل العملية السياسية ..
هدم كامل العملية السياسية ليس في مصلحة الحكام الجدد بكل تأكيد ...
هؤلاء فكوا ارتباطهم بالدولة السابقة وعادت لهم طموحاتهم في الحكم ..
كان الاتفاق السياسي وكانت الوثيقة الدستورية في باديء الامر رغما عن انف طموحاتهم...
مسيرة طويلة من التحديات واجهتهم منذ ١١ ابريل .. وكانوا مجبرين بقوة امر الجماهير على تقديم التنازل تلو الاخر .. لتاتي ٣٠ يونيو ١٩ وتلزمهم جابرة الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية (على علاتها) ..
في تلك اللحظة التاريخية بلغت أحلامهم في حكم السودان الحضيض .. شيئا فشيئا بدأت أحلامهم تكبر .. حررهم هذا المسار السياسي من ارتباطات قديمة كانت تكبلهم فتخلصوا منها ليتفرغوا للصراع مع خصم ضعيف يزداد ضعفا كل يوم بسبب الانقسام والتنازع والاختلاف من ناحية .. وبسبب الفشل في ادارة البلاد كنتيجة طبيعية لواقع التشظي الداخلي ..
هنا لا يمكن اهمال امتداد الفشل الموروث من الدولة السابقة بكل تأكيد.. فلقد ورثت قحت (الممزقة والمتشظية والمتشاكسة) واقعا مؤلما ودولة لا دولة فيها تمضي نحو الهاوية وفق مسارها الطبيعي جدا منذ ٣٠ يونيو ٨٩...
مجلس شركاء الانتقالية يوفر حلا ذهبيا لحكام السودان الجدد .. فهو ينقض غزل المسار السياسي للفترة الانتقالية موضوعا ويبقي عليه شكلا للمضي قدما نحو تشكيل المرحلة ما بعد الانتقال ..
يبقى سؤال الجماهير .. جماهير الشعب السوداني وكلمته في هذا الأمر.. وده سؤال صعب جدا .. لاسيما وانو الخيارات وبصورة موضوعية يجب ان تكون مختلفة .. لانو لن يحصل تغيير في المشهد الختامي لو اعدت ذات المسلسل الف مرة
|
|