ما بين رحيل مارادونا والصادق وعبدالله البشير

ما بين رحيل مارادونا والصادق وعبدالله البشير


11-28-2020, 02:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1606568495&rn=1


Post: #1
Title: ما بين رحيل مارادونا والصادق وعبدالله البشير
Author: طارق عبد الله
Date: 11-28-2020, 02:01 PM
Parent: #0

01:01 PM November, 28 2020

سودانيز اون لاين
طارق عبد الله-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر



تابعت باهتمام تفاعل السودانيين في وسائط التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين وهذا اليوم حول رحيل اللاعب العالمي مارادونا والزعيم الصادق المهدي وعبدالله شقيق الرئيس المخلوع عمر البشير، ولاحظت التفاوت الكبير بين الحالات الثلاث. في حالة مارادونا التأثر كان واضحا جدا (برغم المناوشات المعتادة حول جواز الترحم على غير المسلم) بسبب موهبة اللاعب الفذة وتاريخه وانجازاته وكذلك شخصيته المشاكسة وسقطاته في براثن المخدرات والمنشطات وتصريحاته النارية سياسيا واجتماعيا بالإضافة الى كون وفاته قد أتت مفاجئة وغير متوقعة، وفي كل الأحوال كان الرجل ايقونة للسعادة والبهجة ومتنفسا من ضغوط الحياة القاسية، وقصة ملهمة لنجاح شخص أتى من خلفية اجتماعية متواضعة.

في حالة الإمام الصادق المهدي رثاه السودانيون بكل فئاتهم وأطيافهم بصدق وحرارة رغم اختلاف كثير منهم معه في الشأن العام ولكن لا أحد ينكر سماحته وتواضعه وأدبه الجم وترفعه عن الضغائن والفجور في الخصومة بالاضافة لاطلاعه الواسع وملكاته الفكرية العالية والأهم لم تتلوث يداه بدماء السودانيين في سبيل السلطة ولم يستحل المال العام لنفسه، كما أنه غاب والسودان يحتاجه في ظل هذه الظروف الصعبة وفي ظل غياب كفاءات سياسية حقيقية في البلاد، اذ انه وحزبه احد عناصر التوازن في اللعبة السياسية.

بالنسبة لعبدالله البشير التعليقات معظمها تخلو من التعاطف نظرا لتاريخ الرجل وكراهية معظم الشعب للنظام الذي كان يترأسه شقيقه المخلوع وهو كان مجرد طبيب عادي في السعودية وفجأة أصبح من اصحاب المليارات بسبب نفوذ اخيه بينما غالب الشعب يتضور جوعا ويموت مرضا وبالنسبة لي الناس شهود الله في الأرض وصحيح ان الموت حق ولكن نتيجة لما فعله الكيزان في السودان وشعبه الطيب لا أجد سببا للتعاطف مع أحدهم إطلاقًا.