السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميتها

السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميتها


11-24-2020, 07:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1606199882&rn=0


Post: #1
Title: السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميتها
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 11-24-2020, 07:38 AM

06:38 AM November, 24 2020 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميتهاهذا مقال مبني على رؤية عامة ...فكرته قديمة لكنه يتجدد بتجدد الأحداث و مرور الأيام..‏أتمنى أن أكون قد عرضت فيه ما أظنه صحيحاً.. وأرحب بكل راي مخالف.‏أتمنى ألا يكون طول المقال النسبي مانعا لمتابعته.

Post: #2
Title: Re: السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميته
Author: Hassan Farah
Date: 11-24-2020, 08:28 AM
Parent: #1

سلام الاخ محمد عبدالله الحسين
225000 لاجئ اثيوبى وصلوا السودان
وعددهم يتزايد يوميا بحوالى 2000-3000 شخص
الغريبة ان الكثيرون منهم يتحدثون العربية باللهجة السودانية

Post: #3
Title: Re: السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميته
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 11-24-2020, 08:37 AM
Parent: #2

سلام أخ حسن
تصدق انشغلت بحاجة و افتكرت نفسي رسلت المقال..
شكرا على المعلومة

Post: #4
Title: Re: السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميته
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 11-24-2020, 08:38 AM
Parent: #3

ليس الدافع لهذا المقال الحرب بين الحكومة الاثيوبية و اقليم التقراي، ولا موضوع سد النهضة ‏رغم أهميتهما...ولكنه اهتمام لفت الانتباه إليه منذ مدة طويلة بعضُ قراءاتٍ متناثرة لاجتهادات ‏فردية تحاول ان تروي شغفاً، وإن جاء متاخراً. شغفاً جاء متمهلاً ولكنه مفاجئاً و أخاذاً على ‏غفلة مني ومن تاريخنا الذي يعاني كثيرا من النقص والتبعثر والتشرذم.‏
كنت أعرف تشابك تاريخنا وتاريخ الجارة اثيوبيا وتقاسمت معنا الاسم احيانا كما التاريخ و الجيرة ‏منذ ايام هيرودوت و ما قبلها. اثيوبيا (توهطت) في أفريقيا و تمددت واستدارت إلى آسيا ‏لتشارك في جزء من تاريخها. تشربت بالأديان السماوية الثلاثة وارتبطت بها.‏ وصلت إلى ‏اليهودية في القدس ووصلتها وربطت تاريخها الحضاري و السياسي بها ومعها منذ عهد سليمان ‏وبلقيس. حملت شعلة التنصير وما زالت. حفرت تاريخها في قارة آسيا فنصرت أصحاب ‏الأخدود. ثم مع جيش ابرهة لهدم الكعبة شاركت . ربطت أفريقيا بقارة اسيا مستضيفة الرعيل ‏الأول من الصحابة المسلمين وحمل بعض شعوبها الإسلام في قلوبهم و مازالوا. ‏
تضرب العلاقة مع الجارة الشرقية اثيوبيا كما جارتنا الشمالية مصر بجذورها الى الالف السنين ‏متراوحة بين التنافس و التقارب والحرب والسلام، ضريبة الجيرة، و المصالح التي تتقارب حينا ‏و تتضارب أحيانا. و ظلت لمئات السنين منفذا وثغرا للتبادل التجاري وثغرة لدخول ومرور ‏الغزاة والمهاجرين والمستجيرين طوال فترات التاريخ القديم والحديث. وبرغم من كل ذلك الزخم ‏العلائقي الممتد عبر الزمان الا اننا كثيرا وفي نزق وغفلة جبلنا عليها نجهل و نتجاهل كل ‏ذلك، ولا نقدره حق قدره. ‏
من بين الجوانب التي فطن اليها الطامعون وتنبه لها الاخرون ولم نحفل بذلك الفضاء الشرقي ‏الباذخ المتاخم لحدودنا والممتد على طول ساحلنا الأفريقي الشرقي بجغرافيته الصلدة، وتاريخه ‏التليد، وارثه الحضاري والثقافي العتيد. ذلك الفضاء المتهيّء على الدوام ليتحمل كل امكانات ‏تمددنا السياسي والاقتصادي والثقافي.‏
رغم كل ذلك لا نكاد نلتفت لأهمية هذه العلاقة إلا قليلاً . ومما يؤكد تجاهلنا المقيم لأهمية ‏تلك العلاقة أننا لا نكاد نجد حتى الآن متخصصين في ‏التاريخ الأثيوبي من السودانيين، رغم ‏التداخل بين الشعبين. ورغم كثرة الاسفار والترحال بين البلدين نكاد لا نجد من المحللين ‏السودانيين في أجهزة ‏الاعلام العالمية في أوقات الأحداث الهامة والازمات. كل ذلك وغيره، يدل ‏على اننا لا نفتقر في هذا الجانب للبعد التاريخي فقط بل وحتى الجانب ‏السياسي والامني، بل ‏نكتفي بالملاحظات العابرة، والتقييم السطحي الناجم من العلاقات والاتصالات التي تربطها ‏المصالح الحياتية بعمال وعاملات المنازل ‏واللاجئين، مكتفين بذلك بانطباعات عابرة يغلب ‏عليها في كثير من الاحيان المصالح الذاتية الضيقة و بالتالي الاستغلال والاستخفاف ‏والتعالي. ‏
كنت ابحث منذ سنوات وفي شغف شفيف للإجابة على تساؤلات ترد للذهن احيانا عن تاريخ ‏هذا البلد الموغل في التاريخ والحضارة وعن مدى العلاقات التي تربط السودان باثيوبيا تاريخياً. ‏فكان ان عثرت على ذلك الكتاب القيِّم الموسوم(المهدية والحبشة)‏ لمؤلفه د. محمد سعيد ‏القدال ‏. من خلال تصفح ذلك الكتاب يمكن للمرء ان يستشف في ثناياه ذلك التداخل اللصيق ‏والحميم بين شعبي البلدين، وكذلك الاستجارات المتبادلة و التنقل التلقائي عبر الحدود الآمن ‏حتى خلال سنوات الحرب كما نجد الولاءات المتحولة والمتنقلة في تلقائية بين البلدين حتى ‏ ‏خلال فترات الحرب كما يشير الكتاب (كانت ولاءات القبائل الحدودية على الجانبين ‏متأرجحة بين الدولتين. وبالتالي كانت مصدرا مهماً للتجسس ونقل المعلومات لكلا ‏الجانبين ).‏ ‏ الشيء الذي يشي بالتداخل الطبيعي والقبول المتبادل بين رعايا البلدين الذي لم ‏تمنعه ولا تخفيه سنوات الحرب و لا الغزو. على سبيل المثال تحدث الكتاب على انه اثناء ‏الحرب بين السودان و الحبشة خلال فترة الحكم المهدي نجد ان قبيلة الجبرتة الاثيوبية وبعض ‏المجموعات الاثيوبية الاخرى كانت تقف مع قوات المهدية، كما أن التكارير الموجودين في ‏الحدود السودانية كان الخليفة وقواده الميدانيين يتهمهم بالوقوف مع الجانب الاثيوبي رغم ‏اختلاف ديانتهما وذلك سعيا لحماية مصالحهم التجارية وغيرها.‏
وفي نفس السياق نجد استجارة زعماء قبائل الحمران، والضبانية، والشكرية السودانية التي كانت ‏في خلاف مع المهدية، بحكام الحبشة والاستنصار والاستجارة بهم، بل ونجدهم يذهبون أبعد ‏من ذلك بمناصرتهم للجيش الاثيوبي في حربه مع قوات المهدية.‏
من ناحية اخرى، وكدليل على اهتمام الاخرين باثيوبيا (لأسباب لا تخفى على احد) انتدب احد ‏المعاهد الاكاديمية الالمانية عددا من الاكاديميين للتدريس في جامعة اديس ابابا، كما تبنى ‏المعهد البحث وكتابة تاريخ اثيوبيا وعلاقاتها الاثنية والاجتماعية. وقامت تلك المؤسسة ‏الاكاديمية الالمانية بالاضطلاع بكتابة ما يسمى ب:(موسوعة اثيوبيا). وقد كان لشخصي شرف ‏قام ترجمة ونشر بعض المقالات المقتطفة من تلك الموسوعة و التي لها علاقة بالتاريخ ‏الاجتماعي و الاثني للقبائل الحدودية بين البلدين من بينها تاريخ وجود لمجموعات غرب ‏افريقيا (التكارير) في الحدود بين البلدين. كما تشرفت كذلك بترجمة مقالات من موسوعة اثيوبيا ‏تتحدث عن تاريخ مدينتي القضارف والقلابات السودانيتين مع سرد لتاريخ من العلاقات المتينة ‏والتفاعل الطبيعي بين السودانيين والأثيوبيين في كلا المدينتين. ‏
وبالرغم من ان مدينة القلابات تمثل نقطة حدودية سودانية متقدمة ومنطقة للتحشيد الحربي ذات ‏خصائص حربية ودفاعية ‏ إلا أنها بالرغم من ذلك فقد كانت على الدوام منطقة تداخل وتلاقح ‏وتبادل تجاري حتى في احلك الاوقات التي كان فيها هزيم المدافع يسمع في فضاء المدينة.‏
واذا كان التاريخ القديم يشهد على وجود العلاقات بين البلدين فإن التاريخ المعاصر يشهد ‏
هذا بخلاف الموقع الاستراتيجي والوضع الجيوسياسي لاثيوبيا واهميته من الناحية الامنية، ليس ‏للبلدين فقط بل لكل شعوب المنطقة. قد لا تغيب عن مسامعنا محاولات الدول المتاخمة و ‏البعيدة لإيجاد موطأ قدم لها في الساحل الأفريقي الذي نحن و اثيوبيا جزء منه. وهكذا تظل ‏إمكانات التعاون الامني والعسكري ماثلة ترنو إلينا بأعينٍ وِساع، جنبا الى جانب مع إمكانات ‏وفرص التعاون الاقتصادي والزراعي والغذائي.‏
خلاصة القول ان العلاقات مع الجارة اثيوبيا تحتاج لنظرة اكثر عمقا و لبعد نظر يتجاوز ‏لعلاقات العابرة و تجارة الحدود و التعاون الامني لضبط حركة اللاجئين و الفارين بل يتطلب ‏إعادة قراءة لوضع وواقع البلدين، كما يحتاج المزيد من الاهتمام المستحق من جانبنا، و إلى ‏عدم تجاهل هذا الجانب، وإلى تجاوز النظرة السطحية لهذه العلاقة.‏

Post: #5
Title: Re: السودان واثيوبيا: علاقات مهملة رغم أهميته
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 11-25-2020, 05:38 PM
Parent: #4

فوق