دونالد ترمب ظاهرة منبتة أم تيار أصيل في السياسة الأمريكية

12:05 PM November, 06 2020

سودانيز اون لاين
sadiq elbusairy-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لا شك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حقق خلال سنوات حكمه نجاحات على صعيد الاقتصاد الامريكي غير مسبوقة تؤيدها أرقام إرتفاع معدل النمو الاقتصادي و ارتفاع معدل الأجور انخفاض معدل البطالة، و أيضا رغم الجدل الكثير حول سياسته الخارجية إلا انه يعتبر الرئيس الأمريكي الوحيد الأقل في إستخدام القوات العسكرية و الأكثر عقدا للصفقات الدولية، إلا أن نهجه هذا كان على حساب تدهور في مناحي أخرى مثل التدهور الصحي و الأمني، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة التميز العنصري و عدم إحترام الإعلام بشكل عام و التعامل مع المهاجرين و انسحابه من بعض التحالفات الدولية و المنظمات، كما تدهور الخطاب الرئاسي الأمريكي و تراجع هيبة الدولة، كل ذلك و الفضائح التي رافقت فترة حكمه التي بدات تهدد النظام الديمقراطي في امريكا، بل و بدت تصريحاته و بعض أفعاله تشابه أفعال الدكتاتوريات في العالم الثالث و. الانظمة الشمولية بل كان اقرب.
هل الحزب الجمهوري يقر هذا النهج المتأخر عن السياسة الأمريكية و الذي يعبر عنه كثير من الأمريكان بأنه عودة إلى عهود التمييز العنصري و الإمبريالية؟
الدعم الذي حصل عليه ترامب إبان فترة حكمه و اليوم في الانتخابات الرئاسية ربما تشير إلى أن ترمب لم يعد مجرد ظاهرة إنما تيار قديم بثوب جديد، الا إنه من الناحية الأخرى الدعم الذي يحصل عليه الأن جو بايدان في سباق الإنتخابات الرئاسية ربما يعطي مؤشرا اقوى لمقاومة ظاهرة ترمب (الترمبية) حتى لا تترسخ و تصبح إعادة إنتاج تيار عفى عنه الزمان بثوب العصر الحديث.

النبرة الحزينة في أصوات المتحدثين في برامج CNN أمثال Dana Bash and Abby phillip عقب تصريحات دونالد ترمب التي تومئ إلى امه على الأمريكيين للانتباه للمؤامرة التي تحاك ضدهم، و قالت Abby (ليس ذلك وحده المخيف فحسب بل المرعب ان أنصاره الذين يصدقونه) و ايضا تحدثت عن التويتة التي أرسلها إبنه (إن ترمب سيخوض حربا في هذه الانتخابات) في عبارات اعتبرتها مهددة للامن و تبعث الخوف. إذن هذا ما نتحدث عنه هنا في هذا البوست عن الحالة (الترمبية) ، في مقال سابق ردا على احتمالات إنهيار أمريكا، قلت بأن المؤسسة الأمريكية أكثر انتظاما و تقدما تعالج مشاكل الحاضر و تستقراء المستقبل البعيد قبل القريب، و لن يكون هناك تناقض إذا قلنا احتمال الانهيار وارد جدا في حال نشوب حرب أهلية و التي نرى ان ترامب يُحمِي لها الدفوف، هذه الحالة (الترمبية) هي النسخة الأمريكية من الدكتاتورية.
بغض النظر عن رأي البعض حول أمريكا و سياساتها سواء بالنسبة للعالم العربي و الأفريقي بشكل عام و السودان على وجه الخصوص إلا أن النظام الديمقراطي في امريكا و مؤسساته يعتبر الأمثل في أسسه و تطوره و معبرا عن البلدان متعددة الأعراق و الديانات، هذه الخبرة الطويلة و الانجاز الإنساني العظيم يمثل أسوة تحتذى و يستحق الإحترام و الخوف من تعرضه لهزة تهدم قواعده.
سيكون من المحزن جدا سواء فاز او لم يفز ترمب، فإذا فاز فهذا مؤشر كما قلنا لتحول أغلب المجتمع الأمريكي و تبنيه (الترمبية) التي تهدم الديمقراطية و مؤسساتها، اريع سنوات أخرى كفيلة بجعل المؤسسة الأمريكية كلها تحتكم للرئيس فقط، و اما في حالة عدم فوزه و هو المرجح الأن، تزداد المخاوف من إنهيار الأمن و نشوب حرب شوارع.

https://www.cnn.com/videos/politics/2020/11/05/trump-speech-bash-phillip-bts-elexnight-vpx.cnn

انفجار Van Jones باكيا بعد إعلان فوز جو بايدن، و هو يسرد الألم الذي اعترى الشعب الأمريكي من خذي و مهانة إبان حكم ترمب، لم يكن فقط معبرا عن غبن اجوف انما تعبير عن الخوف على المؤسسة الديمقراطية التي بذلوا و لا يزال الدم من أجل استمرارها و تطورها و التي عرضها ترمب للخطر، هذا الإحساس المتدفق هو الإيمان الحقيقي بقيمة الإنسان فهل للذين يدعون الديمقراطية في السودان ان يفندوا و يفهموا ماذا يعني ذلك؟