اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والجيران كفروا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 00:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2020, 10:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والجيران كفروا






                  

08-19-2020, 10:12 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: عبدالله عثمان)

    "أصطلحوا مع أسرائيل": أهل البكاء غفروا والجيران كفروا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((وإن تتولَّوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم))..
    صدق الله العظيم..

    بقلم عبدالله عثمان – جامعة أوهايو [email protected]



    الاعتراف باسرائيل من مصلحة العرب

    الأستاذ محمود محمد طه 1967



    أمتلأت الأسافير ضجيجا بشأن الصلح مع أسرائيل بين مؤيد ومعارض. من عجب أن من تولى كبر المعارضة أحدهم يدعى د. ياسر أبشر ويقيم في أمريكا. سبب العجب هنا هو البداهة. فإذا كنت أنت لا تؤمن بالسلام مع أسرائيل، وتؤمن بوجوب مجاهدتها لطردها من ديار الأسلام والمسلمين، فلماذا تبقى أنت في أمريكا، حاضنة أسرائيل؟ لماذا لا تخرج معتمرا سيفك، راكبا ناقتك مبتغيا إحدى الحسنيين؟!

    يقرر الأستاذ محمود محمد طه بأن (الحل العسكري غير ممكن، على الإطلاق، وذلك لأمر بسيط، وهو ان العرب لا يحاربون دولة اسرائيل، وانما يحاربون، من ورائها، دول أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا الغربية.. وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل، حسب ما يعطيها قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 ـ التزم بذلك). "الشرق الأوسط"، لذلك، فالأستاذ محمود محمد طه يوصي بضروة اللجؤ للحل السلمي، بل وزاد على ذلك بقوله أن (إسرائيل ستنال اعتراف العرب بها دون ان يقبض العرب ثمن الاعتراف وبعد ان يقدم العرب الاعتراف علي أقساط).

    لقد شهدنا جميعا أن ذلك تمّ كما تنبأ به الأستاذ محمود محمد طه، فقد خرّج جيلنا كله "من المحيط الى الخليج"، وخرج مسلمونا "من طنجة الى جاكارتا" مطالبين برمي أسرائيل في البحر، فأثرنا العواطف، وجيّشنا الجيوش، ولعلعت إذاعتنا بأحمد سعيدها المسلم، وجوليا بطرسها المسيحية وربما سوسن حماميها الدرزية أو غيره فلم نعد من أسرائيل الا بالأكفان وأشجان رأفت الهجان الكذوبة.

    ها هي الدول العربية، "أهل الجلد والرأس" قد أخذت تتسابق، سرا، وجهرا، للصلح مع أسرائيل.

    لقد جرى هذا الأمر على أقساط، كما تنبأ الأستاذ محمود محمد طه، وحدث بدون أن تدفع أسرائيل الثمن كما قال.

    الا تعجبون معي أن شعوبنا في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق تبيت على الطوى بفعل تعنتنا، في عالم يقوم على المصالح والمنافع المشتركة، نبيت على الطوى ولا نزال نناضل من أجل أناس هم أنفسهم باعوا قضيتهم، ويسكنون في "مخيمات" مكيفة الهواء!!. الا تتذكرون أن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، السيد أحمد قرّيع، هو من باعت مصانعه الأسمنت لبناء الجدار العازل بين تل ابيب وغزة. يقبض الثمن صباحا، وفي المساء تنعق إذاعته أن "هبوا لدك الجدار"، وصباح اليوم الذي يليه تحمل أبنته هويتها الإسرايئلية لتعبر حواجز الشرطة لمكان عملها في تل أبيب محيية الجنود على طول الطريق "شالوم!! شالوم!!".

    بأمكاني أن أعدّد شواهد لا تنتهي من لقآءات العرب، والأفارقة، ونحن منهم، والمسلمين، سرا، وجهرا، بأسرائيل ولكن لماذا أفعل ذلك و"نجمة داؤود"، كتفا الى كتف، مجاورة "أهلة الأزهر"، لماذا أفعل هذا وأبن الشيخ "البرهان" منحن في عنتبي يكاد يقبل يد أبن الحاخام؟!

    أصطلحوا مع أسرائيل الآن، فقد مضى من الوقت ما يكفي والأردن تصدر "الكبكي" السوداني لتل أبيب على أنها بلد منشا، وجوافتنا تعبر أرض كنعان ونحن نيام.

    قوموا الى صلحكم يرحمكم الله وأبشر أبشر فيرجينيا هذا أن قد سترى "غريبا" بعيني رأسك "مساير" اليهود وأغطية نصف رأسهم تجول ما بين خيبر والبقيع فأين ستذهب يومها "عنترياتكم" التي ما قتلت ذبابة؟!

    أين الملايين؟!

    عبدالله عثمان

    وذو الشوق القديم وإن تعزّى مشوق حين يلقى العاشقينا
                  

08-19-2020, 12:09 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: عبدالله عثمان)

    أستاذ عبد الله عثمان

    سلام

    ياريت تفاصيل تاريخ المقال اليوم والشهر عام 1967

    ونص مقال الأستاذ محمود محمد طه

    مع الشكر

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 08-19-2020, 12:12 PM)

                  

08-19-2020, 02:04 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: نادر الفضلى)

    سلامات يا نادر الفضلي والتحية لعبدالله عثمان

    Quote: ياريت تفاصيل تاريخ المقال اليوم والشهر عام 1967


    عبارة الاعتراف بإسرائيل من مصلحة العرب جاءت في كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" الذي صدر في أكتوبر 1967.
    هذا الكتاب سبقه كتاب آخر مهم هو "التحدي الذي يواجه العرب" وقد صدر في 5 سبتمبر 1967.
    هناك كتب أخرى تعرضت للموضوع ويمكن تنزيلها مجانا وقراءتها من موقع الفكرة Alfikra.org
    مثل كتاب "إتفاقية السلام
    ضد مصلحة الشيوعية الدولية
    وفي مصلحة العرب" عام 1979

    دعني أنقل بعض ما جاء في العنوان الجانبي "الاعتراف بإسرائيل من مصلحة العرب" في كتاب مشكلة الشرق الأوسط:

    Quote: الاعتراف باسرائيل من مصلحة العرب

    كان، ولا يزال، اعتراف العرب باسرائيل، بالنسبة لاسرائيل أعز امانيها، لانه يوفر عليها حالة الخوف، والتوتر، والقلق ـ التي ارقت لياليها، وشغلت أيامها، كما يوفر عليها الجهد والمال، وهى في سبيل هذا الاعتراف يمكن ان تساوم الى حدود بعيدة لا تقف عند حد إعادة اللاجئين الى ديارهم، وتعويضهم عن ممتلكاتهم، ولا عند حد الجلاء عن الاراضى العربية التي احتلتها في 5 يونيو، وانما تذهب الى الرجوع الى الحدود التي بينها قرار التقسيم الاصلى الذي اتخذته الامم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947. وهى حدود قد تخطتها اسرائيل، وتوسعت عليها عقب كل معركة من المعارك التي نشبت بينها وبين العرب منذ 15 مايو عام 1948. ولكن العرب يرفضون هذا الاعتراف بدولة اسرائيل، وهم، ان اردت الدقة، لا يرفضونه الا شكلا، ولا يرفضونه الا قولا.. ولكنهم مضمونا، وعملا، لا يرفضونه.. هذا من أشد الامور مدعاة للاسف، وهو في نفس الوقت من أدل الدلائل على جهل القيادات العربية، وقلة حنكتها، ذلك بان اسرائيل في فترة الاصرار على عدم الاعتراف بها قد تقوت ولا تزال تتقوى، عسكريا، وسياسيا، ودبلوماسيا، واقتصاديا، وبشريا. ثم هى ستنال الاعتراف الكامل بها بعد ان تفرضه وبعد ان يكون العرب كما هو واضح الآن، قد قدموه على أقساط، وبعد ان يكون على ذلك قد فقد قيمة المساومة التي كان ولا يزال يحظى بها.. فكأن اسرائيل ستحرز اعتراف العرب بها بدون ان يقبض العرب من اسرائيل ثمن هذا الاعتراف. ورفض العرب الاعتراف باسرائيل يقوم على كبرياء زائف!! كيف يجلسون ليتفاوضوا، على مائدة واحدة، مع من أغتصب أرضهم؟؟
                  

08-19-2020, 02:11 PM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: Yasir Elsharif)

    بدون منو ومنو ما يقول
    المنطقي انو ما في أي سبب لعداوة اسرائيل
    دا اذا الناس ما عملت معاها معاهدات صلح وسلام .
    السودان تحديدا الفيهو مكفيهو واذا ما لقى مصلحة
    من الأصدقاء أكيد من بلقاها من الأعداء بل الأكيد
    انو ح ينوبوا من الضرر الكثير المثير الخطر .
                  

08-19-2020, 02:36 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: طلحة عبدالله)

    شكرا دكتور ياسر الشريف

    مع أطيب التحايا

    كان يهمنى ملخص مضمون ما كتبه ألأستاذ محمود محمد طه/ أكيد سبب المسببات المنطقية لضرورة التصالح مع إسرائيل. ولكن يهمنى أكثر هل حدد شروطاً وسقفا يتم عليه السلام والصلح أم لا سلام؟ وخاصة لشعب فلسطين؟ هل وضعع إستراتيجية النهج والتوقيت للتصالح وطبعا إستيفاء شروطه العادلة لكل الأطراف؟ ففارق كبير بين مفكر فيلسوف يكتب رأيه ، وبين سياسى حاكم فى يده السلطة ومصائر الأمة وإتخاذ القرار فى كيف ومتى يبادر أو يقبل السلام والصلح.

    سألت عن تاريخ مقولة أو مقولات الأستاذ محمود محمد طه عن الصلح مع إسرائيل فتواريخها بعد أشهر من حرب 5 يونيو 1967 (حرب النكسة) والتى هزمت فيها إسرائيل مصر وسوريا أى هزمت العرب. ففى ذاك الحين الكلام عن الصلح ليس بمعجزة أو عبقرية أو إلهام من الأستاذ محمود محمد طه، فهو أمر قابل للطرح من كتاب وصحفيين ومراقبين سياسيين ومن دول أيضاً. فكل ما يسجله ويتباهى به الإخوان الجمهوريين عن أرائه وفكره فهى ليست مقرونة بأى تحرى عما كانت عليه الأحوال الأحداث وإذا ماا كان قبله أو فى توقيت قوله إتفق مع آرائه آخرون. فالمصالحة مع إسرائيل كان يسعى لها عبد الناصر قبل السادات، ولكن كان يريدها فى موقف القوى ليملى شروطأ أفضل لها، سبقه الموت، فواصل المشوار السادات، حقق الإنتصار (الشرفى)، ولكنه وقع سلاما إستسلامياً ومنفردا، فقدت حينها مصر والعرب وجود عبد الناصر الذى كان متوقعا أن يقنع بالسلام زعماء العرب، ويجعله إتفاقا منصفا للفبسطينين أولاً ثم باقى العرب.
                  

08-19-2020, 08:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: نادر الفضلى)

    تسلم يا عزيزي نادر الفضلي

    بالنسبة لقولك:
    Quote: كان يهمنى ملخص مضمون ما كتبه ألأستاذ محمود محمد طه/ أكيد سبب المسببات المنطقية لضرورة التصالح مع إسرائيل. ولكن يهمنى أكثر هل حدد شروطاً وسقفا يتم عليه السلام والصلح أم لا سلام؟ وخاصة لشعب فلسطين؟ هل وضعع إستراتيجية النهج والتوقيت للتصالح وطبعا إستيفاء شروطه العادلة لكل الأطراف؟ ففارق كبير بين مفكر فيلسوف يكتب رأيه ، وبين سياسى حاكم فى يده السلطة ومصائر الأمة وإتخاذ القرار فى كيف ومتى يبادر أو يقبل السلام والصلح.

    أورد لك ما جاء عن ذلك في كتاب "مشكلة الشرق الأوسط:

    Quote: الحل على مرحلتين

    مرحلة عاجلة، ومرحلة آجلة: فأما المرحلة العاجلة فهو حل سياسي، ومرحلي، في نفس الأمر، وهو حل يقتضيه حل المرحلة الآجلة.. وهذا وحده الحل المستديم السليم.. وبالحل المرحلي، العاجل، يستطيع العرب أن يرجعوا الى نقطة الإعتدال بين الكتلتين: الكتلة الشرقية، والكتلة الغربية. وهي النقطة التي فيها يقومون مقام الكتلة الثالثة ـ وهي كتلة لا شرقية ولا غربية ـ ومقامها قد قامه قديما أوائلنا، وقاموه من جميع الوجوه، وقد قال الله تبارك وتعالى عـنـهـم، ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا)).
    وهذا الحل العاجل قد يقضي على العرب أن يدفعوا ثمن أخطائهم السياسية الكثيرة، وهو ثمن سيكلفهم شيئا من كرامتهم، وشيئا من مصلحتهم، مؤقتا، ريثما يستعيدوا كرامتهم الحقة، ومصلحتهم الحقة. ثم أنهم بنفس هذا الثمن سيشترون هدنة هم في أمس الحاجة اليها ليباشروا حل مشكلتهم حلا، علميا، شافيا، ونهائيا. وهو ما أسميناه الحل الآجل، ويتمثل في أدنى منازله في إعادة بناء الجبهة الداخلية.. فاذا تفطّن العرب الى حقيقة المشكلة فانهم لن يتحدثوا الا عن الحل السياسي، وبأي ثمن، ذلك بأن الحل العسكري غير ممكن، على الإطلاق، وذلك لأمر بسيط، وهو ان العرب لا يحاربون دولة اسرائيل، وانما يحاربون، من ورائها، دول أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والمانيا الغربية.. وهم قد التزموا بالمحافظة على حدود دولة اسرائيل، حسب ما يعطيها قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 ـ التزم بذلك، منذ عام 1950، كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، يضاف الى هذا الإلتزام أن المنطقة قد أصبحت منذ تأميم قناة السويس في السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1956 منطقة نزاع بين الشيوعية الدولية، والاستعمار الغربي، كما سبقت الى ذلك الاشارة في هذا السفر. ومن أجل ذلك فلن يسمح الغرب للعرب بالانتصار على دولة اسرائيل، لان هذا الانتصار يمثل عندهم انتصار الشيوعية الدولية عليهم ـ الوضع اصبح يشبه الوضع في فيتنام.
    ثم ان الحالة، المتوترة، الحاضرة، ليست في مصلحة أحد غير الاتحاد السوفيتي. وهي حالة كلما طالت وجدت الشيوعية الفرصة لتضليل الشعوب العربية. وذلك عمل يباعد بين هذه الشعوب وبين دينها، وهو، من ثم، يتهددها باخطار أكبر مما تتهددها بها دولة اسرائيل.

    الحل العاجل

    ان على العرب ان يعلنوا للعالم على الفور انهم، ايثارا منهم لعافية الدول، وتضحية منهم في سبيل السلام العالمي، وابقاء منهم على المنظمة العالمية العظيمة، ورعاية منهم لصالحهم هم انفسهم، يقبلون التفاوض مع دولة اسرائيل، تحت اشراف الامم المتحدة، (ومجلس الامن بشكل خاص) وعلى ان يكون التفاوض على أساس قراري الامم المتحدة، المتخذين في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 1947 (قرارالتقسيم)، وفي الحادي عشر من ديسمبر عام 1948 (قرار إعادة اللاجئين). وهما القراران اللذان التزمت بهما دولة اسرائيل لدى دخولها هيئة الامم، وقد وردت الى ذلك الالتزام الاشارة في القرار الذي اتخذته الجمعية العامة في الحادي عشر من شهر مايو عام 1949، وهو القرار الذي يقضي بقبولها في الهيئة، وينص ((في ديباجته على ان اسرائيل قد تعهدت باحترام التزاماتها تجاه ميثاق الامم المتحدة منذ قيامها، أي في الرابع عشر من آيار (مايو) عـام 1948، كمـا ينـص على التذكيـر بقـراري 29 تشـرين الثـاني (نوفمبر) عـام 1947 (قرار التقسيم)، والحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 1948 (قرار إعادة اللاجـئيـن).)) عن كتاب ((قضايانا في الأمم المتحدة)).. وسيكون هدف المفاوضة المباشرة مع اسرائيل تحت اشراف مجلس الأمن، الآتى:-
    1- انهاء حالة الحرب التي ظلت قائمة بين العرب واسرائيل، والاعتراف لاسرائيل بحق البقاء في سلام، وامن. واحترام لسيادتها على أراضيها.
    2- احترام حق اسرائيل في المرور البريء بالممرات المائية - خليج العقبة، وقناة السويس.
    3- انسحاب القوات الاسرائيلية، والسلطات الاسرائيلية، من الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل على التوالى: في حروب15 مايو عام 1948، و29 أكتوبر عام 1956، و5 يونيو عام 1967.
    4- ارجاع اللاجئين العرب الذين أخرجوا من ديارهم، أثناء هذه الحروب، أو بعدها، وتعويضهم عن جميع ما تعرضوا له من خسائر. وتوطين من لا يرغبون منهم في العودة الى داخل الحدود الإسرائيلية، في الأرض الفلسطينية، التي خصصها مشروع التقسيم الأصلي للعرب، مع تعويضهم أيضا.. وهذا يعني تنفيذ مشروع التقسيم الأصلي.
    5- ضمان مجلس الأمن (الامم المتحدة) لحدود الدولة العربية الجديدة، التي تنشأ نتيجة لتنفيذ مشروع التقسيم الاصلي، ولتأكيد هذا الضمان توقف، على الفور، الهجرة اليهودية الى دولة اسرائيل، وذلك لان زيادة السكان الناتجة عن استمرار الهجرة ستجعل اسرائيل مضطرة الى التوسع، وقد تصبح مهددة بذلك لامن جيرانها، وسلامة اراضيهم.
    6- تأخذ هيئة الامم على دولة اسرائيل تعهدا بالا تحاول أي توسع في أرض أي من الدول العربية المجاورة لها. فاذا جرت منها أية محاولة فان مسئولية ايقافها عند حدها تقع على عاتق المنظمة الدولية، مجلس الامن والجمعية العامة.
    فاذا ملك الزعماء العرب هذه الشجاعة، وهي شجاعة سيحتاجونها لمواجهة شعوبهم، (وذلك، على كل حال، أفضل من التضليل الذي يمارسونه الآن) فان موقف اسرائيل سيصبح ضعيفا.. ولكنها امام اغراء اعتراف العرب بها، وامام الرأي العام العالمي، في المنظمة وخارجها، لن تجد بدا من الموافقة. فاذا ما ابرم الحل العاجل بصورة مرضية فقد أصبح على العرب ان يباشروا الحل الآجل.

    الحل الآجل

    أول ماتجب الاشارة اليه هو ان العرب اليوم يواجهون تحديا حاسما، وليس هذا التحدي هو قيام دولة اسرائيل، في ارض فلسطين، بعد ان اقتطعتها، وشردت أهلها، واعانها، على كل اؤلئك، قوم آخرون، في طليعتهم الشيوعية الدولية التي تدعي صداقة العرب اليوم، وتتباكى على مأساتهم.. بل ان النظر العميق في حقيقة هذا التحدي ليظهر دولة اسرائيل وكأنها صديق في ثياب عدو.. أو انها نعمة في ثوب نقمة.
    واما التحدي الحاسم الذي يواجه العرب فانه يتمثل في ان منطق تطور الحياة البشرية المعاصرة في هذا الكوكب يقول للعرب ان عليكم، منذ اليوم، ان تدخلوا التاريخ في القرن العشرين، كما دخله أوائلكم في القرن السابع، فاشرقت بدخولهم على عالم يومئذ شمس مدنية جديدة.. أو ان تخرجوا عن التاريخ، لبقية التاريخ..
    وفحوى هذا التحدي الحاسم هو ان العرب اليوم لا يعيشون حاضرهم، ولا يعيشون ماضيهم. فاما حاضرهم فهو عصر الحضارة الغربية، العلمية الآلية، الذي، وان تأخرت فيه الاخلاق، وانحطت القيم، فقد بلغ فيه التقدم التكنولوجي مبلغا فاق احلام أصحاب الاحلام، وبلغ فيه تطور الآلة وتطويعها لخدمة الانسان مبلغا غير وجه الحياة.. ولكن العرب لا يعيشون الا على هامشه.. فهم لا يصممون الآلة.. ولا يصنعونها، ولا يحسنون حتى صيانتها، ولا استعمالها.
    واما ماضيهم فقد كان عهد التقوى، والايمان، والقيم الرفيعة، والسيرة المستقيمة، والخلق العبق، السجيح، والنجدة، والرجولة، والتضحية، والايثار، والصدق! الصدق! الصدق!.
    ولكن العرب اليوم لا يعيشون الا على هامشه، ايضا، فهم قد تشربوا اخلاق المدنية الغربية، وجاروا أهلها في مباذلهم، فأفقدتهم أصالة دينهم، ولم يبلغوا من اصالتها هي طائلا. فأصبحوا يعيشون على قشور من الاسلام، وعلى قشور من المدنية الغربية.. او قل، ان اردت الدقة، انهم لا يعيشون، وانما تـقوقـعوا، وتحجـروا، واصبحت حركتهم لا تنبعث منهم، وانما تنبعث عن عوامل خارجة عن محيطهم، وعن ارادتـهم.. ان العرب اليوم لا يوجهون التاريخ، ولا هم يسهمون في توجيهه وانما ينساقون خلفه ويعيشون على هامشه..
    ويزيد في حسم التحدي الحاسم الذي يواجه العرب عدة أمور: منها أولا، ان المدنية، الغربية، الآلية، الحاضرة قد أعلنت افلاسها، ووصلت الى نهاية مقدرتها التطورية، وعجزت عن استيعاب طاقـة بشرية اليوم، وتطلعها الى تحقيـق الاشتراكية والديمقراطية في جهـاز حكومي واحـد.. لان الانسان المعاصر يريد الحرية، ويرى ان الإشتراكية حق طبيعي له، ووسيلة لازمة لتحقيق هذه الحرية. ومن خطل الرأي عنده، ان يطلب اليه، ان يتنازل عن حريته لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الإشتراكية، كما تريد له الشيوعية الماركسية ان يفعل، أو ان يطلب اليه ان يحقق حريته الديمقراطية في ظل نظام اقتصادي رأسمالي لا تتوفر له فيه حاجة المعدة والجسد، الا بشق الأنفس، كما تريد له الرأسمالية الغربية. وقد عمّق افلاس هذه المدنية، وعجزها، شعور البشرية المعاصرة بالحاجة الى بزوغ شمس مدنية جديدة، تلّقح الحضارة الغربية الآلية الحاضرة، وتنفخ فيها روحا جديدا به يتسق التناسق بين التقدم التكنولوجي، والتقدم الخلقي، وبذلك تصبح المدنية الغربية الحاضرة قادرة على التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة.
    ومنها ثانيا، ان العرب يعيشون في منطقة هي سرة العالم، وعندها تلتقي القارات الثلاث: أوروبا، وآسيا، وأفريقي ا، وهي منطقة صنع فيها التاريخ، منذ فجر التاريخ، ولا يزال يصنع، ولقد نشأت فيها، وعلى صلة بها، والتقت على أرضها جميع المدنيات، وبخاصة تلك التي تجمع بين المادة والروح ـ بين الإشتراكية والديمقراطية ـ وتطلب للإنسان الرغيف لأنه لا يعيش بدونه، وتطلب له، وراء الرغيف، الحرية لأنه لا يعيش بالرغيف وحده.. ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة من الله)) كما يقول المسيح، أو ((الدنيا مطية الآخرة)) كما يقول محمد.
    ومنها، ثالثا، أن العرب ـ دون سائر الناس ـ هم أهل الكتاب، هم أهل القرآن، والقرآن هو روح الله الذي اذا نفخ في هيكل الحضارة الغربية، الآلية، العملاقة الحاضرة عادت اليه الحياة، واستقامت فيه موازين القيم، وملك القدرة على ان يسير بالبشرية الى منازل السلام..
    ومنها، رابعا، ان الزمان قد استدار استدارة كاملة، وأصبحنا نعيش اليوم في فترة تؤرخ نهاية عهد وبداية عهد.. وأصبحت منطقة العرب مسرحا لصراع حضاري جديد، هو الصراع بين الحضارة الغربية الآلية كما يمثلها اليهود، فيحسنون تمثيلها، كل الإحسان، وبين المدنية الإسلامية ((الروحية ـ المادية)) كما يمثلها العرب، فيسيئون تمثيلها، كل الإساءة.. وستكون نتيجة هذا الصراع الحضاري، مولد المدنية الجديدة المرتقبة، ان شاء الله، ولكن على العرب ان يهبوا، وان ينهضوا، وان يحسنوا تمثيل المدنية الإسلامية في كفاءة، وكفاية، حتى يتم التزاوج والتلاقح. ولو ان العرب كانوا في مستوى كاف من الكفاءة والكفاية، لما نشأت بينهم دولة اسرائيل، بالصورة التي بها نشأت.. ولكنهم احتاجوا الى نشأة اسرائيل، بينهم لتوقظهم من غفلتهم، ولتنبههم الى تقصيرهم في حق ربهم، وفي حق أنفسهم، وفي حق البشرية عامة!.

    Copyright (c) 1998-2020 alfikra.org
                  

08-20-2020, 07:16 AM

ANWAR SAYED IBRAHIM
<aANWAR SAYED IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 12-02-2014
مجموع المشاركات: 900

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اصطلحوا مع أسرائيل: اهل البكاء غفروا والج� (Re: Yasir Elsharif)


    اخى الدكتور / عبد الله عثمان

    لك التحية واتقدير

    منذ متى ونحن نتخذ اسرائيل عدوّة لنا ...؟

    منذ عشرات السنين ... ! وماذا جنينا من ذلك ؟ لا شىء

    بينما اهل الارض انفسهم فى صلح وتصالح وعسل على لبن .. كما يقولون

    نحن العرب نفكر تحت ارجلنا ولا ننظر امامنا

    الآن كل شىء ياتينا من ( العُجم ) نحن قوم مُستهلكون ...

    وبتاعين فارغة ومقدودة ... وبتاعين نقّة ... حتى فى الكورة ملطشة

    اخى عبد الله كل الدول لها علاقات مع اسرائيل ( تحت .. تحت ) ولكن ليس هنالك من يملك الشجاعة

    ليجعلها فوق .. فوق

    وفعلته الامارات هو قرار شجاع وصائب وانا عن نفسى امُدُّ يدى واشدُد على يدهم واهنئهم

    وليت قومى يفعلون ... لماذا لا نفعل ما هو فى مصلحتنا كسودان .. وماذا فعل اخونا الدكتور / حيدر بدوى

    ليُقال من منصبه .. هل لانّه قال ما يجب ان يقال ..؟!

    المرحوم النميرى اعاد الفلاشا لاسرائيل مقابل جزء يسير جدا من مصلحة السودان

    من ماذا الخوف ؟؟؟

    والذين يتباكون الآن هم الذين ضيّعوا السودان ... ثلاثون عاما من العلل

    الى ان اصبح السودان هو رجل افريقيا المريض ...

    اخى الحبيب :

    اهلنا قالوا وقولهم صدق :

    أُم منقور كل قدُّوما احمر ( ام منقور هى نوع من انواع الطيور منقارها احمر ) وتعنى ان الجماعة كلهم رايهم واحد فلا يغُرنّك اختلافهم المظهرى

    ويقولون ايضا : الجفلن خلُّوهن اقرعوا الواقفات ... ويعنى الفات خلُّوهوا وركّزوا على القدّام

    دمت بخير

    ويارب صلاة فى المسجد الاقصى ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de