احبب حبيبك هونا ما.....

احبب حبيبك هونا ما.....


08-15-2020, 08:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1597521573&rn=0


Post: #1
Title: احبب حبيبك هونا ما.....
Author: sadiq elbusairy
Date: 08-15-2020, 08:59 PM

08:59 PM August, 15 2020

سودانيز اون لاين
sadiq elbusairy-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



قبل عدة أعوام مضت و في إحدى الأمسيات كنت برفقة أصدقاء اعزاء و كعادتنا نحن السودانيون نبدأ السمر بموضوع إجتماعي و من ثم ثقاقي و في الختام يكون سياسي، و عندما وصلنا إلى بداية النهاية تطرق أحدهم إلى ذكر الرئيس الراحل أنور السادات و إلى كامب ديفيد و لا غرابة في تسلسل الحديث لأن في ذلك الوقت كان الرئيس الراحل محمد مرسي رئيسا لمصر عبر (انتخابات) و الشارع المصري حينها يتحدث عن مصير العلاقة المصرية الإسرائيلية و ما ستؤول إليه، المبادر بالموضوع يريد أن يثبت رغم خلافه مع حكم الإسلاميين أن السلام الذي جاء به أنور السادات كان خطأ لا يغتفر و عار على جبين مصر، و بعد جهد جهيد اقتلعت فرصة لسرد بعض الوقائع التاريخية التي أسفرت عنه اجتماعات كامب ديفيد و الاتفاقين اللذين وقعهما أنور السادات مع إسرائيل برعاية أمريكا و كان حديثي بتجرد عن أبدأ أي رأي خاص بي، لقد كان الاتفاقين المذكورين هنا أحدهما السلام بين مصر و إسرائيل و إستعادة صحراء سيناء مقابل السماح للسفن الإسرائيلية عبور القناة من و إلى إيلات خليج تيران و بعض التفاصيل الأخرى نحو التطبيع، اما الإتفاق الثاني أن يُمنح الفلسطينيون وطنا في الضفة الغربية و قطاع غزة، و ما أن أذيع خبر التوقيع على تلك الاتفاقيات او الاتفاقات حتى هاج العالم العربي و أقام الدنيا و لم يقعدها، في ذلك الوقت كنت طالبا في المدارس الكويتية و كان منزلنا يطل على مقر منظمة التحرير بمنطقة (حَوَلِيّ) أو كما كان يطلق عليها بالضفة الغربية لغالبية سكانها من الفلسطينيين، و كنت أسمع من غرفتي هياج و صياح تنديد و شيطنة الإتفاقين و خاصة الإتفاق بمنح الضفة الغربية و قطاع غزة وطنا للفلسطينيين، و ظلت الاحتجاجات و اغتيل السادات الذي أسس لعملية السلام و حق الفلسطينيين في العودة إلى الضفة الغربية و قطاع غزة و تم تشكيل حكومة السلطة الفلسطينية عقب إتفاق أوسلو على قاعدة إتفاقية كامب ديفيد، فكان من الواضح سير منظمة التحرير في مسار السلام و إستبدال الكفاح المسلح و الحجارة بالكفاح الدبلوماسي!، من هذا و ذاك لماذا إغتيال السادات؟، و الأن من شيطنوا تحركات السادات التي استثمرها فيما بعد الفلسطينيون و بما فيهم حماس ثمارها!!!، إنتهى النقاش وسط حيرة الحضور، و فراغ أذهانهم من طرح حلول بديلة حتى لو على سبيل الافتراض، و في تقديري هذه هي المعضلة، غياب الرؤية و الوسائل التي تحقق المطلب الأساسي بتحرير كافة الأراضي الفلسطينية في ظل تشتت العالم العربي بل الفلسطينيين أنفسهم، و بالطبع هذا لا ينطبق فقط على الحالة الفلسطينية فحسب، بل في معظم البلدان الملتهبة في المنطقة، إذ لا توجد رؤية واضحة لمستقبل هذه البلدان و السودان مثال على ذلك الوضع الراهن أثبت فشل النخب السياسية و المثقفة بل و الشعب في طرح و تعبئة المقدرات و البرامج لإحداث التغيير الجذري في الواقع السوداني بل ليس هناك نية واضحة للوحدة الوطنية في ظل التجاذبات السياسية و المصالح بين أطراف القوى بل في تنظيماتها و مؤسساتها داخليا ، فكل ما نجنيه الانبهار الساذج أو الأمل الزائف أو الغضب الأحمق، لقد كتبت في حسابي في تويتر قبل عدة شهور عن الحب الساذج للنخب التي اعتلت سدة الحكم الانتقالي و لا زال البعض يدافع و يبرر فقط من منطلق "حتى لا نرجع إلى عهد الكيزان" ،بينما يجرفنا طوفان الفشل نحو ذلك و بسرعة ، و زي ما قال أهلنا " أخر العلاج الكي"
خلاصةالقول ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما "

و دمتم بخير