مؤسسة ترنسبيرنسي للخدمات التجارية تمثل أكبر محتوى رقمي اقتصادي وتجاري عن السودان في العالم .. !!

02:15 PM August, 10 2020

سودانيز اون لاين
توفيق عيسى مكي-
مكتبتى
رابط مختصر

بدأت المشاكل الاقتصادية في السودان منذ عقد الثمانينات التي عرفنا فيها الصفوف والندرة وانقطاع السلع والخدمات وبداية ظهور الفساد الذي بدأ في آخر عهد جعفر نميري ومستر تين بيرسنت والفلاشا والنفايات النووية وزراعة القطن المحور والبنوك الإسلامية والمصالحة الوطنية التي فتحت الباب للتنازلات أي باب الفساد وحين أتت الديمقراطية الثالثة كان السودان وصل لقمة انهياره فاتت الإنقاذ في عامها الأول عانت وعانى الشعب السوداني معها قمة الانهيار الاقتصادي حتى قيام المؤتمر القومي لقضايا الاقتصاد الذي دعي له خبراء اقتصاديين مرموقين من مختلف الجنسيات الذي كانت مخرجاته البرنامج الثلاثي للإنقاذ الاقتصادي للأعوام 92~95 والاستراتيجية القومية الشاملة
فكانت أن نجح البرنامج واستطاع السودان أن يحقق ناتجا قوميا إجماليا بلغ 60 مليار دولار بعد أن كان فقط 4 مليار دولار في العام 90 والاعوام السابقة له في فترة الديمقراطية الثالثة وارتكز البرنامج على التحرير الاقتصادي الذي قاده عبد الرحيم حمدي وشعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع والالتزام الحار بما خطه البرنامج لدرجة لو يتذكر الناس أيامها شربنا الشاي بالبلح حتى خرج السودان من بعد ذلك من الدول الأكثر فقرا للأكثر نموءا لتصل مرتبته الثامن أفريقيا في درجة النموء
.
.
.
هذه مقدمة لابد منها لمناقشة لماذا فشلت الإنقاذ اقتصاديا وما تبعه من ذلك سقوط في كل شيئ

عندما غادرنا المستعمر كان الاقتصاد السوداني قوي جدا لهذا لم يضع له أهمية في ترسيخ أهم مبدأ له الهدف القومي الذي سيسعى الناس له وركز عن عمد لشغل الناس عنه بأمور فرعية تلهي الناس وهي أمور السياسة والحكم أي كيف يحكم السودان ومن سيحكم السودان وبأي نظام حكم سيحكم السودان فانشغل الناس بهذا واستمر هذا الوضع إلى يومنا هذا وهي مسائل يعلم المستعمر من خلال حكمه للسودان فوق الخمسون عاما ومعرفته بالفوارق الايدلوجية والاثنية لابد إلا ينتبه الناس لما يفيدهم حقيقة حتى الإسلاميين واليسار على عمومه من فكر تقدمي انجرف وراء ذلك ناهيك عن اليمين الذي صنعه المستعمر صناعة رخيصة لتخدم مصالحه الاقتصادية حتى استنفذها ترك هؤلاء القوم والأمة يغرقون

أتت الإنقاذ ولما كان لديهم ناصية بعض العلوم الاقتصادية وكاريزما امتلكوها بالحوجة لامتلاك السلطة تخطوا الخطوة الأولى أي الأساس وبنوا مباشرة على الأرض مكتفين بالبيم الأرضي التخطيط الإستراتيجي واشتغلوه كما ينبغي ونجحوا في ذلك وحققوا ما يريدون ويبطنون الهدف الخفي إلا وهو التمكين فلا نستغرب أن ينهار السقف عليهم في يوم من الأيام هكذا هي قوانين الدنيا والحياة