الفينقيون

06:01 PM August, 06 2020

سودانيز اون لاين
Hasheem Karouri-ارض الله الواسعة
مكتبتى
رابط مختصر

توت توت ع بيروت

احبهم رغم عنصريتهم ضد اللون الاسود ، بعد الاقامة الطويلة بينهم وجدتهم معذورين ، فهم شعب واعي مثقف ، لكن اللون الاسود ليس شائعا عندهم لذا تجد بعض الاستغراب عند معظمهم .
هم شعب يعي الحياة جيدا ويتعامل الشعب جميعا بثقة واستقلال وحرية تامة ، رغم التنوع الاثني ، فيوجد بينهم الشيعي ، والسني ، والمسيحي والدرزي والمسيحيين موجودين
بجميع طوائفهم حتي الطائفة الارمنية موجودة ولها مكانها المعروف المميز " برج حمود " ، والدروز في جبل لبنان عائشين حياتهم ، يتناولوا " المتي " بابريقه وقصبته المميزة محافظين علي تقاليدهم من الالف السنين .
رغم تعدد الديانات هناك فلايوجد احد يهتم بالاخر او يتربص به كما يحدث في كثير من الدول التي توجد بها ديانات وثقافات مختلفه فالدين لله والوطن للجميع .

وطئت قدماي لبنان عبر معبر " المصنع " سنه 1982 ، كطالب جامعي تم قبوله في الجامعة اللبنانية " كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية " في منطقة " الصنائع " قرب مصرف لبنان .
وكان يوجد في زاك الزمان شئ اسمه " العلاقات الثقافية " يقوم اهالينا في السودان بالدفع بالعملة المحليه ، ونستلم نحن المبلغ بالدولار ، ثم نقوم مره اخري بارساله للسودان ليتم بيعه ، وجني فرق السعر .
( سوق اسود مقنن ) لكن هذا الامر لم يستمر طويلا ، فاتجه اغلب الطلاب " الاجانب " للعمل في اعمال خفيفه لتامين سكنهم ومصاريفهم العادية .
مثلا ( ناطور ) اي حارس بناية ،او في المطاعم ( ياما قشرنا بطاطا ). اما الذين لديهم دعم لوجستي من الخارج من اهاليهم في اوربا او امريكا .
فهؤلاء لم يكونوا بحاجة للعمل كنواطير او خلافه ، بل كانو " خواجات " . فهم ينعمون بسكن مريح ، في اماكن محترمة كالروشة او الحمراء او المنارة او عين المرايسه والكثير غيرها من المدن الساحلية .الرائعة .

لبنان ذو طبيعة خلابه لم اشهد مثلها في حياتي ( ولن اشهد مرة اخري شئ مماثل )، فالبلد به مناخ يساعد علي ظهور انواع مختلفه من الفواكه والخضر دون تدخل من البشر .
فمثلا في منطقة جبل لبنان ، تجد المياه تتدفق من باطن الارض " ينابيع " في مشهد مهيب ، ومؤخرا قامت الدولة اللبنانية بتجهيز حنفيات حتي يتمكن الناس من تعبئة قواريرهم .
ومن يتذوق تلك المياه لن ينسي طعمها مرة اخري .مهما كان حيا ( وانا اكتب في هذه الخواطر شعرت بذلك الطعم الذي لايوصف في لساني كطعم المعادن المنعشة ) .
الماء اكثر من عذب ، وسبحان الله له درجة حرارة لاتتغير ، فيظل محتفظا ببرودته اكثر من يومين او ثلاثة بدون ادخالة في الثلاجة.

علي طول الطريق من منطقة " برمانا " طلوعا حتي " بكفيا " ، دائما تكون المنطقة مخضره ، تزينها اشجار الصنوبر العملاقة ، والجو بديع معبق بتلك الرائحة المميزة ،
ايضا رؤية اشجار " الرمان " وهي مثمرة تتدلي منها ثمارها الناضجة ، وقد يمضي وقت طويل ولايوجد من يقطف تلك الثمرة ، وفي الاخير تذبل وتقع من شجرتها .
ايضا التفاح ، والحمضيات بجميع انواعها تراها تطل براسها من البساتين او من اسوار الفلل علي الطريق ، وهي محملة بثمار ناضجة لايوجد من يقطفها ايضا .

رغم مايشاع حول هذا الشعب وسلوكه واخلاقياته ، فقد عاصرته لاكثر من 20 عاما ، اندمجت في ذلك المجتمع حتي النخاع ، مثلي مثل كثيرين
( واذكر بالخير صديقي اللاعب الدولي اسامة الثغر الذي صاهر اللبنانين واعتقد انه مازال يعيش هناك مع اسرته اللبنانية حتي الان ) .
فالشعب اللبناني شعب شريف وناضج وواعي ( رغم سلبياتهم العنصرية في ذلك الوقت . واعتقد الان قد زال منها الكثير ) فالزمن تغيير .وكل شئ تغير .

طوال سنين دراستي في الجامعة اللبنانية " رغم طولها " ، لم اري ( فسق او مجون ) بل بالعكس ، وجدت نشاطات ، ومجتمعات ومنتديات مختلطة استفدت منها كثيرا . .
الشعب اللبناني شعب مشرب بالحريه حتي اخمص قدميه ، وفعلا لاشان لاحد بالاخر ، ولا احد يتدخل في خصوصيات احد ، البس ماتشاء ، وكل ماتشاء ، واشرب ماتشاء فقط لاتتعدي القانون .
فتجد البار ، مجاور للمسجد. وفي الحقيقة قد تجد بعض الاستثنات مما ذكر هنا او هناك ، لكن في النهاية " لكم دينكم ولي دين " وكل انسان في حاله ولاشان له بالاخرين مهما قالوا ومهما فعلوا .
فهو لايخصه في شئ . من قريب او بعيد .

( اذكر في احد الطرائف الكثيرة التي مرت بي ، وعند ذهابي للسوبر ماركت ، كان لايوجد مع صاحب السوبر ماركت ، صرف ، " فكة " ، فسالني اذا بامكاني القبول بعدد 2 فتيل ويسكي " كلفازير "
وذلك لعدم وجود فكه لديه ) .يعني الامر اكثر من عادي . والخمور في تلك البلاد عادية لدرجة لاتصدق ، فهي تدخل في كل حياتهم ،
فمثلا عند اقامة وليمة عائلية " عادة تكون في المطاعم " يكون المشروب المحلي " العرق " هو بمثابة فاتح للشهية ، فتجد امام كل شخص من الحضور علي الطاولة كوب ممتلي بسائل ابيض كالحليب وهذا هو العرق بعد خلطه بالماء ،
فيتحول لونه للابيض ، كذلك النبيذ يتم اضافته للطعام فتشعر بلذة للاكل .

حاولت في البداية مثلي مثل اي شاب في زاك العمر ، ان انشئ علاقة مع احد الفتيات ( وكنت مركز علي بنات البلد ) لما رايته من جمال شدني وشل تفكيري في البداية .
وفي كل مره كان الاعتذار بلطف ، ان مثل هذه العلاقات لن تستمر طويلا ، لاسباب كثيرة " اللون طبعا واحد منه " لكن ابدا لم تقل لي احداهن ان هذا هو السبب.
فاضطررت لللجؤء للجنسيات الاخري التي تشاركنا الهم نفسه .

يوجد انفتاح تام في تلك البلاد . فطبيعي جدا ان تخبر البنت اهلها بانهم مثلا ذاهبين " مخيم صيفي او ذاهبين للتزلج لمده اسبوع ، مع رفقاتها " ورفقاتها هولاء دائما مايكونوا بالتساوي ، مثلا 6 بنات و 6 شباب . وهكذا .
وتعود البنت بعد اسبوع من رحلتها وهي في مزاج جيد لغد جميل مقبل .
هولا الناس تجاوزو مرحلة " ان ينفرد الشاب بالبنت ويمارسوا افعال قبيحة " فحياتهم قائمة علي الثقة والتشارك ، ولا تحدث تلك الامور الا بعد ان يتاكد الطرفان ، ان الامر لن يتوقف عندها ، بل سيتطور لتاسيس اسرة . .

فالاهل يعطوا ابناءهم وبناتهم الثقة ، والابناء يحافظون علي هذه الثقة ويحرصو جدا عليها .
بالطبع لكل قاعدة شواذ ، لكن معظم الشعب الفينيقي شعب متحضر ، وسبق كل الاعراب " رغم انهم في بعض الاحيان ينكرون انهم عرب "
وهم فعلا سبقوهم بخطوات كثيرة ، وثقافتهم متطورة جدا ، لذا من النادر ان تجد لبناني يعمل في اعمال هامشية سواء كان في الغربة او في بلادهم .
في الغربة هم دائما قياديين ، ويحبوا دائما ان يعيشوا حياتهم ، ويلبسوا افخم الملابس ، ويركبوا افخم الفارهات ويعيشوا في رفاهية " ويحبون واما بنعمة ربك فحدث "
يوجد سوق شهير في بيروت يسمي " البربير " وهو ملتقي لكثير من الجنسيات التي تعيش هناك . ففيه تباع الملابس والعطورات ، والالعاب " في ذلك الوقت لم يكن للهواتف الذكية هثل هذا الصيت حاليا " واكبر جهاز اتصال كان في ذلك الوقت " البيجر " ولا يوجد الكثير يحمله

شهدنا في تلك الفترة اواخر ايام الحرب الاهلية الطويلة بين اللبنانين انفسهم ، فانقسمت بيروت الي قسمين " مازالت المسميات حتي اليوم " بيروت الغربية ، وبيروت الشرقية . الغربية تشمل مناطق المسلمين الضاحية الجنوبية مقر حزب الله وحركة امل .
ولمن لايعلم فحركة امل هي الاساس في المكون الشيعي ، اسسها الامام موسي الصدر تحت مسمي " حركة المحرومين " عام 74 ، الي ان الت الي زعيمها الحالي " نبيه بري " رئيس مجلس النواب اللبناني ،" الذي كان قائد مليشيا " .
ونظام الحكم في لبنان هو النظام الوحيد الذي يوجد في مسمي " دولة الرئيس " لثلاث رؤساء في ان واحد . فرئيس الجمهورية " دولة الرئيس" ورئيس الحكومة " دولة الرئيس " ، ورئيس مجلس النواب ايضا " دولة الرئيس "

اضافة للوجوه الرافضة للاندثار حتي الان ومازالت تحاول الوصول لسدة الحكم مثل : سمير جعجع قائد القوات اللبنانية التي كانت ذو باس شديد ، اضافة لحزب المردة ، والكتائب ووو الكثير من المليشيات في ذلك الوقت .
الجزء الشرقي " بيروت الشرقية " فهي مناطق المسحيين بمسمياتهم المختلفة ( روم ، كاثوليك ، بروتستان ، ارثوذكس ...الخ .)
يشترط في النظام الرئاسي اللبناني ان يكون دائما رئيس الجمهورية مسيحي ماروني ، ورئيس الحكومة مسلم سني ، رئيس مجلس النواب مسلم شيعي . حتي تقوم الساعة .
والرئيس الحالي للبنان " الجنرال عون " واثناء نهاية الحرب الاهلية ، ونسبة لان النظام السوري ( الذي كان محتل لبنان فعليا انذاك ايام غازي كنعان الذي لايزال موتة سرا لايعرفه احد في تلك الدولة البوليسية الغامضة بامتياز سوريا الاسد ).
كانوا يريدون القبض عليه وقتله ، وقتها التجئ للسفارة الفرنسية في لبنان ، التي وفرت له الحماية اللازمة الي ان عاد مؤخرا رئيسا للجمهورية ..

فترة الحرب الاهلية كانت عصيبة جدا علينا وعلي اصحاب البلد انفسهم ، وكنا ننام علي اصوات القصق ، ومع الايام تعلمنا ان نعرف نوع القذيفه من صوتها ، ( بي سفن / 155 ملم وووو )
عند توقف القصف كان الجميع يهرع مسرعا لشراء ربطة خبز ، ليعود مرة اخري لملجاءه وهكذا .
من بعض طرائف ذلك الزمان ، وعندما كان القصف يهدا لايام كنا نخرج للتنزه ، كانه لم يكن هناك شئ ، وعادي كنا نذهب للكورنيش امام الحمام العسكري للتنزه .
وفي احد المرات ومعي 2 من اصدقائي الاعزاء " وانا متاكد هم الان يقرون هذا البوست ويقولوا الراجل ده قلب علينا المواجع ، الله ينتقم منو "

المهم ساقتنا اقدامنا حتي خط التماس بين بيروت الغربية وبيروت الشرقية ، وفجاءة احسسنا بهدوء غريب ، وبالطبع لاتوجد حركة سيارات او حركة اشخاص الا هنا وهنا الا لماما .
واصلنا سيرنا تجاه مجموعة من العمائر الخالية المتهدمة جراء ضربات القذائف والصواريخ، وفجاة ومن نصف هذه العمائر خرجت علينا شاحنة فيها مجموعة من المسلحين ، قادمة من الجهه الشرقية ، متوجهه صوبنا مباشرة
(مافي طريقة للجري ، فطلقة واحدة تجعلك تغادر هذه الفانية في ثانية ) المهم تم سؤالنا عن ماذا نفعل هنا وجنسيتنا وكيف ومتي حضرنا للبنان. بعد الاجابة علي كل تلك الاسئلة طلبوا مننا الطلوع معهم علي الشاحنة .
فاستجبنا صاغرين ، اتجهت الشاحنة صو مدينة " جونية " في العمق الشرقي المسيحي ( في تلك الايام كان القتل علي الهوية ، بمعني ، نوع ديانتك علي الهوية هي من يحدد متي تعيش ومتي تموت )
بالطبع تم سؤالنا عن ديننا فاجبنا بكل صراحة اننا مسلمين ، رغم اننا نعرف سايلينا انهم مسيحين من الصليب المتدلي في صدر احدهم . وهم فعلا مميزين عن لبناني الجانب الاخر المسلم . فهولاء " شقر" ومعظمهم لون عيونهم اخضر او ازرق

تم اخذنا الي احد البنيات وتوقفت السيارة وطلبوا مننا النزول والدخول ، وشرحوا لنا المطلوب منا حتي نبقي علي قيد الحياه ، وعلينا تجنب الالاعيب ومحاولة الهرب فالمنطقة كلها جماعتهم وناسهم .
واذا كنا مطعين ونفذا طلبهم سيقوموا في اخر المطاف بارجاعنا الي مكاننا الذي اختطفنا منه
فعلا كانت المهمة ان ننزل 3 طوابق تحت البدوروم " اسفل العمارة " ونقوم بتحميل صواريح مدافع 155 ملم ، وهي قذيفة طويلة وثقيلة جدا لايستطع شخصان حملها .
ملينا نصف الشاحنة صواريخ وقذائف حيه بعد مدة ، طلبنا من احدهم وكان كل جسمه ملتف بشريط رصاص خاص بمدفع رشاش كان يحمله في يده وعمرة لم يتعدي 20 عاما .
طلبنا من ان يحضر لنا بعض الماء لاننا تعبنا وعطشي ، فانتهرنا وطلب منا مواصلة العمل بدون كلام .
واصلنا عملنا دون تذمر ، متمنين ان ينتهي هذا الامربسلام ، وهذه القذائف التي كان من الممكن لو سقطت احداهن لصار فينا مثل ماصار امس بمرفاء بيروت ، وقبل بدء العمل تم تحذيرنا من قبلهم بشدة الا تنزلق منا احد القذائف لانها ستنفجر ونموت جميعا .
انتهت اخيرا تلك المهمة بسلام ، وكتب لنا عمر جديد ، واوفوا بوعدهم " جزاهم الله خير" وقاموا باعطائنا بعض الماء في طريق عودتنا .الي خط التماس . بين المدينتين .

ذلك كان اول واخر عهدي ببيروت الشرقية ، ومن وقتها وحتي مغادتي لتك البلاد بعد عشرين سنة لم اعتب بيروت الشرقية ابدا .
اكملنا الجامعة في 8 سنوات ، فطبعا كل فترة يتم اغلاق الجامعات بسبب المناوشات ، بعد التخرج ، ( بعد سله روح ) غادرنا تلك البلاد يحدوني امل العودة اليها مرة اخري ، وظللت دائما متتبعا اخبارها .
حادث انفجار الامس القريب ، ماهو الا حلقة من سلسلة طويلة من التفجيرات والاغتيالات في ذلك البلد ، فمعظم رؤساه تم اغتيالهم بطرق مرعبة وبشعة . الا من رحم ربي ونجي .
ثقافة العنف منتشرة جدا في لبنان رغم انك لاتري مظاهر مسلحة ، لكن البلد رغم صغرها الا انها مليئة بفرقاء مختلفين ،
خصوصا الفلسطنين الذين توجد لهم مخيمات شهيرة داخل لبنان ( برج البراجنة / مخيم البداوي / تل الزعتر /المية ومية / وصبرا وشاتيلا التي كنت شاهدا علي بعض فصولها الدرامية .
ماحدث امس لن يوقف هذا الشعب العجيب ، رغم فداحة الخسائر البشرية والمادية ، فهو شعب لايستسلم ابدا .

طوبي لكم ايها الفينقيون .،،،،،،

يا سلام على الحكي الطاعم والمفيد
من أجمل البوستات التي مرتى على المنبر هذه السنة
واصل يا هاشم واصل

Quote: يا سلام على الحكي الطاعم والمفيد من أجمل البوستات التي مرتى على المنبر هذه السنة

شكرا عبد الصمد

تحياتي ،،،

ما دفعني لكتابة هذه الخواطر والزكريات ، هو الانفجار الاخير في تلك الدولة الصغيرة، وقد سأتني واحزنتني بشدة تلك المشاهد المروعة والخسائر الكبيرة في الارواح والممتلكات .
فهذا البلد المنكوب " دائما " علي روعته وجماله ، الا ان قدره دائما المصائب والمحن .
مساحة لبنان حوالي 10500 كلم فقط ، ومساحة " ولاية كسلا " حوالي 37000 كلم ، اي تساوي مساحة لبنان 3 اضعاف، وولاية الخرطوم مساحتها " تقريبا " 22 الف كلم ، تساوي مساحة لبنان ضعفين.
كل شبر في مساحة لبنان " مميز " ويشتهر بشئ ما ، فمنطقة " جبل لبنان الذي يعد اكبر مساحة في البلاد " حوالي 1900 كلم " " يشتهر " بشجرة الارز " شعار الدولة ، وكذلك الكثير
من مزارع الخضروات والفاكهة ، ومزارع الكروم والزيتون. والمنتزهات واماكن التلج ، والتلفريك المعلق بين الاودية والجبال .
يليه في المساحة " البقاع الغربي " معقل حزب الله وحاضنته الاجتماعية هناك . ويشتهر بزراعة نبات " القنب " المعروف

ثم الجنوب الذي يشمل مدن " صيدا ، وصور ، والنبطيه " حتي الشريط الحدودي مع اسرائيل ، وتلك المناطق ايضا تعتبر حاضنة اجتماعية اخري لحزب الله ،
الذي ينشط مقاتليه دائما في تلك المناطق مسببين ا صداعا دائم لاسرائيل .التي عجزت دائما من القضاء عليهم ، وقامت باكثر من اجتياح عسكري شامل علي لبنان اكثر من مرة ، لكنهم لم يفلحوا،
وارتكبوا العديد من المذابح هناك " صبرا وشاتيلا " وغيرها .

اغلب الزعماء في لبنان يمثلون طوائفهم ، وعادة يخرج من هذه البيوتات الزعماء القادمين المحتملين ، وفي هذا الصدد تذكر " ال الجميل ، الذين خرج منهم اكثر من رئيس " " ال جنبلاط ، ايضا خرج منهم اكثر من زعيم .
" ال الحريري " ايضا خرج منهم اكثر من رئيس في تراتبيه فريدة اشبه بالوراثة ، لكنها ليست كذلك ، يتم التدرج من نائب وعضو عادي في مجلس النواب حتي يصل لمنصب رئيس جمهورية او رئيس حكومة او رئيس مجلس النواب .
والمؤسف ان معظم من وصل لمنصب الرئيس يتم اغتياله ،" سواء كان في موقعة الرئاسي الحالي ، او بعد تركه العمل كرئيس لاي سبب من الاسباب " تقريبا كل الرؤساء اللبنانين قتلوا في حوادث ،
ونجا البعض منهم ، والباقين عايشين في خوف " كل السياسين اللبنانين الحالين لديهم مرافقة خاصة يقوموا بحمايتهم " حتي الاعلاميين و الفنانين " لديهم مرافقة وحراسة خاصة ،
وبذكر الفنانيين ، فقد انجبت لبنان الكثير من الشعراء والفنانين علي مر العصور ، مثل " وديع الصافي / صباح / مادلين طبر / دينا حداد / عاصي الحلاني / وجورج وسوف ، سوري الاصل ،
" ابووديع " من افضل الفنانين الذين كنت اتابعه بشغف منذ بداية ظهوره ، فله طرب مميز ." وكل هولاء وغيرهم " يسيرون دائما بمرافقة اكثر من ثلاث الي اربعة سيارات " البعض منها مصفحة " .
كمرافقة شخصية مسلحة دائمة في كل الاوقات ،اما افرادها فيتم اختيارهم وفق مواصفات ومعايير معينة

كما اسلفت شهدت جزء كبير من الحرب الاهلية اللبنانينة انذاك ، وفي سبيل وقف الاقتتال بينهم ، تم تشكيل قوة عسكرية متعددة الجنسيات سميت ( قوات الردع العربية )
تشمل الكثير من الدول العربية ( مطار بيروت الدولي " مطار رفيق الحريري حاليا " .كان من نصيب القوات السودانية ) كانت المسيطرة علي المطار في ذلك الوقت . وكنا علي تواصل دائم معهم ، لكنهم ذهبوا .
ايضا من ضمن قوات الردع العربية ، كانت توجد القوات السورية ( قامت بالتعاون مع بعض المليشيات هناك بافتعال بعض الاشتباكات ، وبعض التفجيرات ضد قوات الردع العربية خصوصا )
حتي اضطرت باقي الدول كلها لسحب قواتها ، وتركوا الساحة خالية للجيش السوري الذي عاث فيها فسادا ( كسودانيين كنا نلقي معاملة حسنه منهم " الجيش السوري " ، ونستعين بهم في بعض الاوقات ، الا انهم مع البقية ، ومع ابناء البلد خصوصا . (كان يفعلون بهم مايشيب له الولدان )

رغم وجود القوات السورية بكامل عتادها وصورايخها وراجماتها ، الا ان الطيران الاسرائيلي ، ويوميا يقوم بخرق جدار الصوت ، ويقوم بغارات وهمية ، وفي بعض الاحيان حقيقية ، واستمر الحال كهذا لفترة طويلة ،
حتي تم اتفاق الطائف ، وبموجبه دخل لبنان في مرحلة جديدة .
في تلك الفترة لم يكن لنا سفارة في بيروت ، وكان المكلف " بتصريف شؤون السودانيين . النادي السوداني بالجفينور،
بالقرب من الجامعة الاميركية .واغلب رؤساء ذلك النادي كانو من الذين يعملون في قصور اللبنانين ك طهاة .
توجد فيه بعض النشاطات الثقافية ، والعاب الورق والطاولة والشطرنج ، واستمر الحال كهذا طويلا ، حتي انشئت السفارة السودانية في بيروت في بداية التسعينات " علي ما اتذكر "
، كانت عبارة عن سفارة تعمل بكيد وغبن شديد ضد السودانين المقيمين هناك ، ولها مواقف مخزية كثيرة .بعدها بفترة خرجنا من تلك البلاد الجميلة بارادتنا ، وتوجهنا لمكان اخر ، للمزيد من الخبرات العملية ، في هذه الفانية

اسؤا ماتعلمته من تلك البلاد ، " السباب واللعن " فمعروف عن الشوام عموما والسوريين واللبنانين خصوصا انهم يسبون ويلعنون بالفاظ لايسمح المجال لكتابتها هنا " تصل لدرجة سب الرب
ورغم ذلك هي عادية جدا لديهم ، وتقال في البيوت ووسط الاسره ، " قد تجد اب يسب ابنه باخو ال..... وبعد برهه تجده يضحك معه .وهي موجودة معهم في نفس الصالة .
ومن افضل ماتعلمته منهم النظام والنظافة الشخصية و الشاملة " لدرجة تصل للهوس " ، فهم رغم وضع البلد العام .
الا انهم مهوسين بالنظافه وحريصين جدا عليها " لذا لا استغرب لعدم وجود اصابات كثيرة لديهم بسبب هذا الفايروس اللعين "

في كل منزل لبناني لابد ان تجد شئ اسمه " التتخيته " وهي عبارة عن مستودع صغير ، يكون دائما موجود بالمطبخ ، في العادة يكون فوق المغسلة او بجوارها او فوق دولاب المطبخ .
" بالمناسبة هذا غير المخزن العادي الذي يكون منتشر عادة في المنازل والبيوت ، لوضع الاغراض الغيرضرورية "
فهذا خاص فقط بالطعام فتجد فيه المخللات بانواعها ، كذلك الاجبان المطمورة في زيت الزيتون ، اضافة لاطعمة اخري، تحفظ لفترات طويلة ، ولاتقفد مذاقها .
هذا الشعب رغم نعومته في الظاهر الخارجي ، الا انهم ذوي بأس شديد ، وذو ثقافه عالية يهتموا جميعا بالصحة ، وممارسة الرياضة ، خصوصا لمن بلغ العمر عتيا .
وابناءهم وبناتهم الشباب كلهم منتسبين لاندية او مجمعات رياضية ، ويمارسوا جميع انواع الرياضات من الركض لمسافات، حتي الغولف والرياضات الفخيمة الاخري حسب وضع الشخص هناك

شعب لايستاهل مايجري له حاليا ، مثله مثل باقي الشعوب العربية
التي يجثم علي صدورهم انظمة فاشيه . نهبت اموالهم، وحياتهم .
منصورين انشاء الله ، لا ترجعوا لمنازلكم الا بعد تشكيل حكومة انتقاليه
صبوها في ساحه الشهداء ولا تغادروا مكانكم شبر .

اسالو مجربين