ضل الفيل المطعون

ضل الفيل المطعون


08-02-2020, 05:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1596384679&rn=0


Post: #1
Title: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:11 PM

05:11 PM August, 02 2020

سودانيز اون لاين
ابو جهينة-السعودية _ الرياض
مكتبتى
رابط مختصر



إن كنت ممن نجحوا في السباحة ضد التيار ..
فأنت شخص لا مثيل لك ..
و إن إستطعت ترويض كل التيارات ..
فأنت من طينة فريدة ..
أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
الوقوف في وجه العواصف .. لا يذر إلا دمارا في النفس..
و يهرق في الروح كثيرا من آلام الجراح الغائرة التي لا تندمل حتى بفعل مرور الزمن ..
و السفر مع إتجاه الريح لا يعطي الذات كينونتها
حتى و إن كان السفر مع أسراب مغردة بنفس اللحن و بذات إيقاع الأجنحة و للوجهة ذاتها و في نفس الموسم .. ( من قال أن موت الجماعة عرس ؟ ) ؟؟؟

Post: #2
Title: Re: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:13 PM
Parent: #1

رأيت في صغري جارنا ( الموقر و مهاب الشخصية و زول الفزعة )..
يحاول أن يتحسس صدر فتاة مراهقة بعمر حفيدته بشبق و لهفة..
و رغبة مجنونة تنفر من عينيه المحمرتين بحُمَّى اللحظة..
و هي تقاومه و تحاول التملص منه مذعورة ..
و لم ينقذها سوى دخولي المفاجيء و رؤيته لي ..
فأسرع نحوي محاولا معاقبتي لدخولي دون إستئذان ( و كأنه يمارس حقا مشروعا ) ..
فهرولت خارجا و الرعب و الدهشة ملْء العينين و النفس..
( كان شعوري وقتها بأن كل ما درسناه في المدرسة هو محض إفتراء و كذب ..
و أن الجاذبية الشعرية سحر و شعوذة ..
و أن الثعالب لا بد أن يكون لديها دين و دستور محترم ..
و أن الأرض ليست بكروية ..و لا تدور حول نفسها ..
و لا وجود لخط الإستواء .. ).
عندما حدَّثْتُ أسرة الفتاة بما رأيت و أنا مبهور الأنفاس ..
إتهموني بالسَّفَه و التلفيق و تضخيم الأمور..
( كيف تتهم هذه القامة الموثوق بها أيها المتطاول ؟ ) ..
و صرت في نظر الكل كصاحب ( النمر .. النمر .. هجم النمر ) .....
و ظل الرجل في نفس قامته و هيبته ( لا تنقص بل تزيد ) .........
( دجال في مسوح الرهبان ) ظل ينظر إلى بإحتقار و غيظ ..
و مع أنهم إكتشفوا حقيقته كاملة غير منقوصة بعد عدة سنوات .. إلا أن أحدا لم يجرؤ على أن يقول ( البغلة في الإبريق ) .. ظلت بغلة الرجل تدخل و تمرق من فم الإبريق الضيق تحت رفض مكبوت و جُبْن يصيب بالغثيان ..

Post: #3
Title: Re: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:13 PM
Parent: #2

بعدها ...
حاولت كثيرا أن أكون كقارب صغير أَنطَلِقُ مع بقية السفن و القوارب و المراكب حيثما تقودني الرياح فارداً ما تيسر لي من الأشرعة..
و لكنني فشلت .. فشلت فشلا ذريعا

Post: #4
Title: Re: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:15 PM
Parent: #3

إحدى قريباتي ............ زوجوها رغما عنها من إحد أقربائي تحت إلحاح الأسرة و ضغوطها و التحجج بتقريب ما تباعد من الروابط الأسرية ..
و لكن .. لم يمض على زواجهما بضعة أشهر ..
حتى أتتني يوما و وجهها مليء بالكدمات و الرضوض و الدم يسيل من فمها .. منظر يستفز الحجر الأصم ..
فما كان مني إلا أن ذهبت إليه مع أحد أقاربي الذين منحهم الله بسطة في الجسم و ضمورا في العقل محاولا التفاهم معه بالحسنى..
( إلا أنه أستَقْبَلَنا بسيل من الشتائم و حاول أن يستعمل العنف معنا أيضا )..
فما كان من الفحل الذي معي إلا و أن أراه عدة نجيمات في عز ذلك الظهر القائظ و كال له من ذات المكيال و سقاه من نفس الكأس..
( رغم إقتناعي التام وقتها بأن مكيال الفحل كان أوسع بحيث فاض كيله .. أما كأسه فقد كانت أشد مرارة ) ..
و لأن الفحل إياه كان مكروها من كل الأسرة ( لأن مَنْطِقه يكْمُن دائما في يديه إن عجز عقله إيصال فكرته و حججه ) .. فقد وقفتْ كل الأسرة مع الزوج و وصفته بأنه مظلوم قد وقع عليه ظلمي البائن بينونة غليظة لإستعانتي بمجنزرة بشرية لإستعادة حقوق تلك المهيضة الجناح رغم أن تواجده تلك اللحظة كان محض صدفة ..
بل و ذهبوا أكثر من ذلك فقد طلبوا مني بأن أذهب بالزوجة للإعتذار للزوج ..
هكذا صارت العلقة المرتدة ظلما يتطلب إعتذار تلك المهضومة الحق ..
فلما عرضت الأمر عليها طلبتْ الطلاق فورا و كان رسولها في طلب الطلاق تلكم المجنزرة البشرية ....
فنكص الزوج على عقبيه خوفا و فزعا و حدث الطلاق .. و هي الآن مع زوج آخر تنعم بدفء حب زوجها و أبناءها ..

Post: #5
Title: Re: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:16 PM
Parent: #4

ميزان العدل عند الناس ليس بأعمى ..
بل هو مبصر و له عدة مكاييل و أوزان .. و المحاكم عند الناس تُعْقد و يكون الحكم جاهزا و القرار ممهورا قبل الإستماع إلى أي أقوا أو شهود ..

Post: #6
Title: Re: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:17 PM
Parent: #5

أيام نميري .. تم إعتقال شاب جامعي بعد أن وجدوا صديقه ميتا في نفس الغرفة التي قضيا الليلة بها ..
لم تأخذ القضية سوى بضعة أيام تم إطلاق المتهم الوحيد بعد أن تمت تبرئته تماما ..
لم تأخذ القضية وقتها الكافي .. تم إختزال كل جوانبها بسرعة غريبة ..
عرفتُ فيما بعد أن القتيل شاب من الذين يمكن أن نطلق عليهم ( مقطوع من شجرة ) ، فبينما وقف محامٍ مشهور يلعلع مدافعا عن المتهم ..
كانت الشرطة الجنائية فقط هي التي قدمت للمحكمة حيثيات الحادثة دون بصمات أو أداة جريمة أو شهود .. ( حتى العدل خشوم بيوت .. ) ..

Post: #7
Title: Re: ضل الفيل المطعون
Author: ابو جهينة
Date: 08-02-2020, 05:19 PM
Parent: #6

في إحدى القرى .. تنازع العمدة و مواطن في أحقية قطعة أرض زراعية خصبة ..
و تطور النزاع حتى كاد يطال علاقات الناس مع بعضها البعض..
فالبعض يقف مع المواطن سرا و لكن في العلن إما محايد أو صامت و أكثرهم في صف العمدة ....
و إجتمع الأهالي لحل النزاع ..
و رغم أن الأهالي كانوا على يقين تام بأن العمدة لا يملك ( شبرا ) في تلك الأرض و لا حق له حتى بالمرور على ترابها ، إلا أنهم ( وبَّخوا ) المواطن على تجرؤه على منازعة العمدة و أتهموه بالإعتداء على حقوقه و طالبوه بالقيام وسط كل الناس و الإعتراف بأحقية العمدة في كامل الأرض و التنازل عنها و الإعتذار عما سببه للعمدة من إزعاج .. ( عينهم في فيل الظلم و يطعنوا في ضلو الضبلان.. ) ..
فوقف الرجل وسط وجوم الناس .. شامخا و لكن بإنكسار المغلوب على أمره ..
وجم الناس ليروا ( عورة كرامتهم ) تُنْزع عنها ورقة التوت .. كل جريرته أن ( عورة الناس ) حق مشاع للعمدة و أمثاله و عليه هو و أمثاله أن يقوموا بتعريتها ( و حينئذ لا لوم عليه .. فالكل راضٍ ) .. العورة عورتنا و نحن أحرار فيها ..
قام الرجل .. و الوجوم يخيم على الكل..
العمدة ينتظر إعلان النصر في زهو و خيلاء منتفخ الأوداج ..
وقف الرجل و إقترب من العمدة و قال بصوت واثق : توكلت على الله الحى القيوم ..
ثم صفع العمدة بيده المخشوشنة التي إستهلكها إستصلاح تلك الأرض.. صفعة جعلتْ العمدة ينطرح على قفاه أرضا..
ثم قال للعمدة : الأرض مبروكة عليك..
ثم إنطلق لا يلوي على شيء ..
الذهول ألجم ألسنة الناس للحظات .. قبل أن يعلنوا أن الرجل لا شك فقد عقله ..
حاول بعض ( حارقي البخور ) أن ينالوا من الرجل .. و لكن العمدة منعهم .. فهو يعرف بأن الأرض التي نالها زورا و ظلما .. تستحق أكثر من صفعة ..


عجبي ....