الحكومة المرتجفة / منصور بلة محمد

الحكومة المرتجفة / منصور بلة محمد


07-27-2020, 04:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1595862699&rn=0


Post: #1
Title: الحكومة المرتجفة / منصور بلة محمد
Author: عماد الدرديرى
Date: 07-27-2020, 04:11 PM

04:11 PM July, 27 2020

سودانيز اون لاين
عماد الدرديرى-
مكتبتى
رابط مختصر



شبكة السودان نيوز

سنة كاملة.. اثنا عشر شهرا لم تتخذ حكومة حمدوك قرارا واحدا استراتيجيا وجريئا،، وهي تعرف تماما أن الحالة الاقتصادية المزرية الموروثة من النظام المقبور،حالة بائسة ويائسة، حالة أصبح معها الوطن معلولا ومسموما بجرح غائر،جرح لابد من مواجهته بالتنظيف والكحت حتى يهترئ اللحم ويظهر العظم، انه جرح متقيح لثلاثين سنة من التدمير والنهب والسلب المنظم لنظام لم يتق الله ولم يرع إلا ولا ذمة في هذا الشعب، أحدث عللا بنيوية عميقة في المجتمع وأوصله بجدارة إلى الحد الفاصل بين ايثار الإنسانية وإثرة الحيوانية، الأمر الذي ألقى بتبعات جسام على حكومة الثورة وجعلها أمام تحد لم يواجه حكومة قبلها في تاريخ السودان، أمام هذا التحدي كان يجب عليها أن تكون حكومة في حجم الخطر الوطني وتتخذ قرارات قوية تنظف بها جرح السنوات الكالحة وتعيد لجسد الوطن عافيته رويدا رويدا لينطلق مع من حوله في مضمار السباق نحو الدولة الحديثة الراشدة،، فكان لزاما على حكومة الثورة أن تتخذ قرارات وتسن قوانين رادعة وحاسمة لإزالة تشوهات الوطن، كالقبلية التي زرعت وسقيت وأخضرت وازدهرت في العصر البغيض بعد أن كادت تتلاشى، لتصبح علة تواجه عصر الثورة وتضع أمامه المتاريس وتعرقل مسيرته نحو المضامين الكبيرة التى نادى بها،وما الاحتجاجات التي صاحبت تعيين الولاة إلا واحدة من تمظهرات تلك العلة البغيضة، والتفلتات التي لا تفتأ تخمد في مكان الا وظهرت في مكان آخر،، انها علل تحتاج لدراسة جذور مسبباتها ووضع العلاج الفوري الناجع لها، صحيح، أن هنالك مشاكل ذات طابع له علاقة بالتنمية الغير متوازنة والتهميش، تحتاج لوقت ليس بالقصير للعلاج، أما التي تتخذ شكلا من أشكال الخروج على الدولة فهذه تحتاج لسرعة اتخاذ القرار حتى لا تصبح ثقافة يستسهل معها الناس هيبة الدولة وتقود في النهاية لانهيار الدولة نفسها ،، وهنالك قضايا اقتصادية تثقل كاهل الملايين تحتاج لقرارات اقتصادية جريئة مهما كانت مؤلمة لكن سيكون وقعها خفيفا في المستقبل المنظور، فمثلا لماذا لم تتخذ حكومة حمدوك قرارا يقضي بإغلاق البلد إغلاقا تاما طيلة الفترة الانتقالية امام أي سلعة تستورد من الخارج عدا مدخلات الإنتاج،، ولماذا لا توقف الاستثمارات الأجنبية التي تجني أرباحا طائلة من أعمال غير استراتيجية تشكل بها ضغطا على العملات الصعبة والذهب والمحاصيل وتهربها خارج البلد تضعف بها قيمة العملة الوطنية؟ فما معنى أن تربح شركات الاتصالات ذات الغلبة الأجنبية اموالا طائلة تحولها لخارج البلد؟ مامعنى استمرار مصانع مثل مصانع الطوب الأسمنتى تستنزف العملات الصعبة وتضغط حتى على مياه الشرب للاستخدام السكني؟ ما معنى أن يستفيد أكثر من خمسة مليون اجنبي من دعم الخبز والوقود الذي يدفعه الشعب من دم قلبه ومستقبل أولاده؟ ومامعنى أن يمد عناصر النظام الهالك ألسنتهم للدولة ويدوسون على قراراتها جهارا نهارا، حتى وصلت بهم الجرأة للاعتراض على قرارات من صميم العمل السيادي للدولة؟ وما معنى آلاف الاستثمارات الأجنبية الهايفة التي ماكان لها أن تقوم لولا الفساد القبيح لجلاوزة ذلك النظام المقبور؟ وأسئلة كثيرة جدا كانت تنتظر حكومة الثورة، والتي من خوفها وترددها لم تقرأها حتى الآن فضلا عن الإجابة عليها،، اعتقد في الأيام القليلة القادمة إن لم تجب عليها بخط جرئ جازما ان موجة ثورية جديدة ستستلم القلم من تلك الأيدي الراجفة لتجيب بها على تلك الأسئلة التى أرهقت عمر الوطن ولن يعد أمامه كثير من الايام ينتظر بها هذا البطء المقيت في الأداء.