محمد المرتضى حامد

محمد المرتضى حامد


07-21-2020, 10:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1595325079&rn=0


Post: #1
Title: محمد المرتضى حامد
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-21-2020, 10:51 AM

10:51 AM July, 21 2020

سودانيز اون لاين
عبدالحفيظ ابوسن-no where
مكتبتى
رابط مختصر



لغة رفيعة فى حضرة عملاقين تبشر بجيل الشمس ، .

#شهقة_ناقصة
- محمد المرتضى حامد -
قال أحدهم (أكثر من جنون الإجرام، يطالبك الوطن الآن بجنون الغفران. وبعد واجب التذكر، أصبح المطلوب أن ننسى) .
وأنا أنصت للمفوَّه صديقي الدقير النضيف ، وشتّان ما بين عمر وعمر، تقافزت إلى ذهني صور كثيرة تضاد شكلا ومحتوى وتاريخا يبدأ من إنتفاضة مارس إبريل التي كان أحد فرسانها وليس انتهاءا بجلسة جمعتنا بعد خروجه من محبسه بمعية الأحباب ياسر ميرغني وأحمد القرشي ، دون ألقاب، عرضنا فيها لمحنة أن تكون تحت حكم العسكر وجيوش المدنيين الإنتهازيين حولهم. لذا أشفقت كثيرا على عمر وهو يعلن انتصار السنابل على الجراد رغم ثقتي في تقديره للمشهد ومعطياته. من الصور التي برزت إلى سطح ذاكرتي مشهد الشهداء وشباب كنت بينهم وما قاله لي عنهم من أتى بالمجلس ثم تنحى في شهادة لا تقبل التجريح : (الشباب ديل يا محمد (شُدَاد) مافي قوه في البلد دي بتقدر عليهم وأضاف ممازحا: بس إنتو أبعدوا منهم) ... كلمات الجنرال طمأنتني بأنه مهما تكاثر أساطين الجريمة المنظمة في البلاد فإن النصر حليف أولئك الأماجد الراستات العماليق أبطال الرواية ، كأنه كان يدعوني للإستثمار في أسهم الشباب فهي الرابحة حتما في القادم من أيام. هم الذين شرحوا للمجلس دروس المدنية، وهم الذين تفوقوا على هوديني ففكوا الأغلال وهم تحت الماء. هم الذين أضحكونا وأبكونا وهم السَحَرة الذين تلقَفَت عِصِيهم دوشكا الكجر وما يأفكون، هم أصحاب القامات الصادقة النحيلة، يكتفون من متاع الدنيا بلقمة تقيم الوأد وشاي بي جاي وابتسامات أصبحت بعضا من سيرتهم الذاتية تتدفق من فواطر كالفنارات تقود نفسك الحيرى إلى المرافئ المقدسة بعيدا عن عتمات خلجان الأحزان والزمن اللديح.
طوروا ملكاتهم وإمكانياتهم ونهلوا من العلوم بمجهوداتهم الشخصية رغم رقة الحال فسبقونا بفراسخ في اللحاق بالعولمة، عجبت لهم ولرفيقاتهم يرتبون الشوارع والخاطر، يحرصون بجد على كنس كل أدران أورثها إياهم تتار متكرشون وأسماء بلا وجوه ووجوه بلا أسماء تنامت في الزمن المشبوه كالفطر السام وطحالب المستنقعات. حكاني أحدهم بأنه حرِص على الحضور في كل المواكب وميادين الإعتصام ومعه من أحب حتى تماهى في قلبه معنى الوطن والحبيبة والمستقبل بكافة معطياته، فغدت هي والثورة له وطنا بكل مؤسساته التشريعية والتنفيذيه والقضائية ، تمنحه جنسيتها وتمثل عنده كل المناصب والمذاهب والمواكب وساحات الاعتصام، فأصبحا منشدين بوعي كامل في كورال خلي من حضنك ضرايا. مازحته : بتحب منو؟ فبهت الذي عشق ورد بحياء ضاحك : اللتنين وطن.
يا سلام على (شُزّاز اللافاغ) كما كان ينطقها المخلوع، يا سلام على المندسين الطاهرين الداقين سيستم، الذين غُدِر بهم قبايل العيد وهم نيام طهرهم نضالهم والصيام فذهبوا إلى بارئهم يتبعهم ياوران من الملائكة مردفين . لست من هواة النحيب واجترار التراجيديا رغم أن لي فيها نصيب كغيري من جملة أهل البلد، فنحن أهل الفجيعة وهي أساس في خارطتنا الجينية، حتى لكأنه لا معنى لحياتنا دون أن تكون مضرَّجة بحزن يعقوب وصبر أيوب معا، الدمع حليف مآقينا في اللقاء والوداع والطرب والحج ومدح المصطفى، وفي الفرح و الصلاة والدعاء، بل حتى في الصلح والإعتذار والإنشاد والعفو ومآسينا الحميمة، فنحن أمة صنعتها انفعالات السافنا الفقيرة وأوجاع الصحاري ورهافة الخاطر، لا تفوتنا مناجاة الراحلين إن حججنا أو أسكرتنا السلاف منادين على الليل ليبقى علينا شاهدا. نحن كدا، لذا يقتلنا أن يكون بيننا أمثال الذين تفرًّج عليهم العالم وهم يلهبون ظهور الشيوخ بالسياط لا يتوانون في الإساءة للنساء ضربا وإذلالا وشتما. هم ليسو منا لأنهم ما عرفوا ما تعنيه (مُقنَع الكاشفات) وما سمعوا الزينة بت الشلهمة كيف تصف الرجال حين رثت أخاها عمر منشدة (مَـا خَجَلْتَّ سِـتَاتْ القُـنَاعْ السَـابِـلْ). لكن القيم التي ظنناها ولّت أعادتها إلينا بناتنا الجميلات فعلمننا أن ثرمومتر الحب عندهن مصنوع بالوفاء وأن العشق ينمو في المتاريس وأن الفروسية يرصدها ريختر البمبان ورصاص الشوارع.
يا سادتي، الشهداء طوَّروا سوفتوير الجمال والوطنية وغيروا إلى الأبد القيم والمقاييس وأدخلوا الرجال في مِحنة حقيقية لأنهم أعلوا سقف الرجولة ورفعوا المهر بعيدا ليدور مع الجواري الكُنَّس، وقفزوا بأسهم العشق فتخطت كل الحواجز، فالحسناوات عرفن من يكون أمير الحُسن ومن أين تصدر وثائق التأمين الشامل ضد الرزايا وما الفارق بين الرجال وغيرهم من الذكور ، أقول ربح البيع أيها الشهداء فقد إحتكرتم مزاد الفضيلة يوم انتحرت عند أسواركم أوهام المغول فهم ليسو منا ، فحتى أدبيات المنفلتين فينا ما كانت تسمح بما جرى ودونك (كبَس الجِبَّه) وال (واطي قلبو) العجيب. لكنها تذكرة الحذر ، فكم من نفر جمعتنا بهم الحياة وثقنا فيهم وأتمنًّاهم، بحكم ما تربينا وتواطأنا وتواضعنا عليه، فخانوا الأمانة وما زلنا نتغاضى عما فعلوا ، لا غفلة منا ولا ضعفا ، فقط لنحفظ لهم بعض ما تبقى بينهم وبينهم من كرامة، فلا تمنحوا فرصة أخرى في حق الوطن.
أنا حزين يا عمر ، لكني أعزي النفس بأن مهر الحرية غالِ وأنها سنة الله في الأرض أن نتعلم من خلال الطريق الصعب كأنما جرى علينا قول مظفر: وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء، محزون أردد أبيات درويش (سلَّمنا الغزاة لأهالينا فما كدنا نعد الأرض حتى انقَّض حامينا على الأعراض والذكرى) ، ثقوا أن دماء الأحباب كانت حبرالتوقيع، قدموها بسخاء ليحفل رفاقهم ويبقى الحلم بسودان يتسع لأمانيهم في الحرية والتعليم والعدل والحب والعافية والكرامة، سودان لا يقرر فيه مصيرك ومستقبلك سوى القانون والكفاءة .
نعم، الحزن مقيم وما زال (كاس الوحيح داير) لكن دعونا نولي الوجوه شطر زمن تشرق فيه الشمس بدون نقاب وليهطل غيث ليس بيننا وبينه حجاب وأن نقدم للعالم نماذج جديدة، فأنا مؤمن بأولئك العماليق الشباب مثلما آمن الجنرال محدثي، فلنمد لهم الأيادي وهم ، وإن لم يحققوا كل ما هفت أنفسهم إليه، لكنهم اقتلعوا القواعد عنوة واقتدارا ممهدين لغد مجيد بما أتيح ، قد لا نكون من شهوده لكنه فرض عين علينا أن نقف إلى جوارهم بكل ما أوتينا فأرواح الشهداء ترقبنا من علِ.
أولادنا ديل حشدوا البيوت والشوارع والأسواق وجيَّشوها بمفاهيم الثورة ، خلقوا واقعا ولغة جديدة لا تقل في قيمها ومثلها ومضمونها عن أشعار لوركا ومسادير الحاردلو وود شوراني ونيرودا، فما عادت تطربهم إلا بحور جديدة في الشعر مججا مججا ، ولغة حديثة في بيان كشلن كشلا فأبانوا للأمم المتحدة والمتفرقة مددا مددا بأنهم ناس بيحبوا الجرجره وأرسلوا للعسكر تقريرا وافيا أن ثورتهم دي ما بتقدرا حتى رفع قائد العسكر التمام وأدى التحية للراستات التفكيكيين، لجيل حتما له المستقبل بامتداد العمر وعمر الخلود فلا تخذلوهم.

قيل : الوطن.. هو جدار الزمن الذي كنا نخربش عليه بعبارات برِيئة لمن نُحِب و نَعشق.

محمد المرتضى حامد - مسقط

Post: #2
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: Fatima Alhaj
Date: 07-21-2020, 05:33 PM
Parent: #1

محمد المرتضى هو محمد المرتضي ياحفيظ
لا يخلف الوعد ولا يخذل الموجوع، قلمه كمشرط
الجراح البارع في ثنايا الروح، يُعدينا بحبه لكل ما تنفسَ
في جهات السودان الاربع، يفتح لنا نفاجات عشقً نخالها
غير موجودة فالغربة أعمت حواسنا. لله درَك محمد المرتضى.
شكرا عبدالحفيظ

Post: #3
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: Osman Musa
Date: 07-21-2020, 05:41 PM
Parent: #1


سلام على الأستاذ محمد المرتضى حامد
و جزيل الشكر أخينا ابوسن

Post: #4
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: زهير عثمان حمد
Date: 07-21-2020, 05:47 PM
Parent: #3

ود أوبسن لك التحية ونشكر علي الاختيار الرائع


شهاداتي وحتي رائي في أستاذي محمد المرتضي أعتبره ضربا من السفه أن كتبه فأنا في حالة تبجيل يلامس التقديس له
متعكم ربي بالعافية
ولك ودي


Post: #5
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-22-2020, 01:29 PM
Parent: #4

نعم يا ود ابسن،
كان في 7 يوليو 2019 ،
أكثر من عام مضى على المقال..
وكما قال الشاعر (يمر العام تلو العام ، لا الأحلام تصدق لا ركام الهَــم يسقط من حساباتي)..
شكرا وفيرا يا سيدي..

Post: #6
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-22-2020, 01:42 PM
Parent: #5

ويخجلني عرى الصمت
جدب الصمت
في عمق البدايات
رحم الله كجراي
تحية للجميع

Post: #7
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-22-2020, 01:43 PM
Parent: #5

ويخجلني عرى الصمت
جدب الصمت
في عقم البدايات
رحم الله كجراي
تحية للجميع

Post: #8
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-22-2020, 01:50 PM
Parent: #7

هسه كلام عزيزتنا فاطمة الحاج دا أرد عليهو كيفن؟
يا فاطمة، الله يخليك ويجبر خاطرك ..

Post: #9
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-22-2020, 02:23 PM
Parent: #8

التحية للأخ محمد المرضى صاحب الكلمة الرفيعة والتشبيهات البديعة والتعبيرات الرشيقة التي تجعل الكلمات تتثنى إعجابها و تصفق طربا.
وشكرا لك يا عبدالحفيظ

Post: #10
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: نعمات عماد
Date: 07-22-2020, 05:36 PM
Parent: #9

سلام و تحية ابسن و مولانا المرتضى

من سمات مولانا تواضع العلماء و بلاغة الأدباء

و فعل الخير في الخفاء (دائماً مشارك في مساعدة

الحالات الإنسانية المنشورة في المنبر).

تمنياتي له بدوام الصحة و العافية.

Post: #12
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-23-2020, 11:31 AM
Parent: #9

محمد عبدالله الحسين،
ك الشكر يا سيدي وعيدك مبارك ، أعاده الله عليكم والجميع بالخير والبركة..
جزيت خيرا..

Post: #15
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-23-2020, 11:48 AM
Parent: #4

زهير المفيد،
زهير النضيف مظهرا ومخبرا..
سألتك بالله ما تديني كلام زي دا ياخ..
أخوك مع ذنوبه وعيوبه المدفقه دي يقوم يصدق وبعدين نبقى في ما كنت متصور (بتاعت أونسه) وما كنت عارف (حقت عبدالعزيز) له الرحمة..
شكرا يا حبيب الجميع..
كل لحظة وانت طيب..

Post: #14
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-23-2020, 11:43 AM
Parent: #3

عثمان موسى،
كدي قول لي بالله ، العيد في منهاتن ولا الكاريبي أم تركيا أم سوق ليبيا ؟
على أية حال هسه لو شكَرتك تقول بكسِر للأصهار مصنع البرقدار للتلج لكن والله انت يكسروا ليك أنتاركتيكا زاتا..
محبتي المعروفة.

Post: #11
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: Kamal Alalla
Date: 07-22-2020, 08:54 PM
Parent: #1

كلام طاعم في السن يا ود اب سن
شكرا مولانا

Post: #13
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-23-2020, 11:37 AM
Parent: #11

الأخ العزيز كمال،
لك الود وشكري لاهتمامك بما أكتب ..
جانا العيد ورغم (الأوضاع) نقول لكم مع الخليجيين : عساكم من عواده مع توفر اللقاحات..

Post: #16
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 07-23-2020, 11:59 AM
Parent: #13

د. نعمات،
أنور السادات في خطابه بمجلس الشعب ، أيام كامب ديفيد وبعد مقاطعة العرب له في مؤتمر بغداد ، ظل يكرر في الخطاب
شكره لدولتين لم تقاطعا مصر ، واتضحت حكمة قادة الدولتين لاحقا، ولم يذكر السودان حيث لم يكن من مقاطعي مصر
، فصار بعض الوزراء في الصف الأمامي يهمسون بصوت مسموع (والسودان يا ريس.. والسودان يا ريس) حتى يشكر السودان..
فقطع خطابه ورد عليهم: إيه؟ أنا سامع ناس بتقول السودان السودان، إنتو عايزني أشَكَر نفسي؟ فضجت القاعة بتصفيق استمر لدقائق..

أها، ما بقدر أشكرك يا العزيزة..
أخوك لم يقم بعمل بغير ما يمليه الواجب..

لك الود المستدام.

Post: #17
Title: Re: محمد المرتضى حامد
Author: Osman Musa
Date: 07-29-2020, 02:35 PM
Parent: #16

مره يا ود اب سن
سألوا الراحل محمد وردي عن الشاعر الراحل الدوش.
قاليهم اخوي شاعر الدوش تقدمي كبير .
دحين أخونا المستشار محمد المرتضى مثقف جد كبير .
ويفهم في السياسة النضيفة السياسة الامينة المتمدنة.