منفستو النمل السياسي

03:59 AM July, 13 2020

سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر

مداميك الإلكترونية
١٤ يوليو ٢٠٢٠


ما لم يحدث تغيير في البرادايم السياسي، فالثورة ثورتكم إلا نصرة مافي!!
“منفستو النمل السياسي”

والبراديم هو النموذج أو المثال أو القِياس يستعمل غالباً مقروناً بالفكر مثل النموذج الفكري أو النموذج الإدراكي أو الإطار النظري “جزى الله الويكيبيديا عنا كل خير”.

من الغيابات المهمة في الحقل المعرفي السوداني غياب التحليل النفسي والسلوكي للشخصية السودانية كذات كلية أو جمعية تتشكل وفق تفاعلات الطبيعة والجغرافيا والتأريخ وتتحرّك وفق دوافع نفسية لإنتاج سلوك مُحدّد عند الفرد يُؤطّر مجمل العمل والسلوك في الفضاء العام (قد يتجلّى بصورة واضحة في تايملاين المواقع الإسفيرية من فيسبوك وتويتر.. الخ). ببالي كتابات مثل كتابات جمال حمدان عن الشخصية المصرية على سبيل المثال. الشخصية الكلية كمُنتج نهائي لتفاعلات لاتأريخانية مستمرة بين الأرض والإنسان.

يقول الصادق الرضي: هل تحققنا تماماً من وجود الذات في أرواحنا؟

ربما لم نتشكّل بعد كذات جمعية، إلا أن هذا التشكّل حتمية تأريخية في اعتقادي. ولعل إنجاز تلك الذات الجمعية للسودانيين يكون المجيء الثاني لثورة ديسمبر المجيدة. تلك بشارة كبرى دونما شك!!

بهذا المُنطلق أقول إن الامر يحتاج لإلقاء ضوء أكاديمي وفكري كثيف على الحركيات (الديناميكيات) المُحرّكة للفعل الإنساني في السودان. على مستوى الفرد، وبالضرورة على مستوى الأحزاب والنخب السياسية والمؤسسات. فالتغيير يبدأ من هنا، تعيين مكامن الخلل وتشوهات التكوين، النفسي القاعدي على مستوى الفرد والمجتمع، في سبيل الوصول لشخصية “البنَّاء” السوداني. ألم يُغنِّ محجوب شريف “نحن شعب أسطى، يلا جيبو مونة؟”.

والبناء عملية جماعية دقيقة يتشارك فيها الجميع ولا يمكن إنجازها بصورة فردية (حتى ولو افترضا صحة رؤية هذا الفرد او ذاك.. لا فرق). هذا إذا ما كان المأمول هنا عمليات بناء وطني شاهق الارتفاع وعلى مقاس أحلامنا الكبيرة بـ”وطن حدادي مدادي”. وأعترف هنا أن هذه “البروسس” وبصورة حتمية تكون شديدة البطء بالمقارنة مع تسارع الزمن الوطني وأحداثه الجسام التي تدور وفقاً لمنطق “رزق اليوم باليوم”؛ بيد أنها ضرورية وحاسمة، حتى نغادر محطة “رزق اليوم باليوم” لعمليات بناء رؤيوي واستراتيجي يتوافر له قاعدة مجتمعية صلبة ومتقدمة وناضجة ومشبعة بفكرة “البناء الوطني”.

شخصية “البنَّاء”.. أو دعوني أُطلق عليها شخصية “ح نبنيهو” لو أنها أصبحت المُنتَج الأخير لثورة ديسمبر المجيد لفُزنا. وأضعها هنا في مداولات البارادايم هذه مقابلاً لشخصية “العواء” وهو كثيرُ العواء. لو تتبّعتم مظاهر العواء المطلبي لأمضيتم ظهيرة الثورة هذه في مطاردة السراب، ولعُدتم دون إدراكِ ما خرجتم لأجله. فلا شيء سوى العواء العدمي الطويل، الجميع يشاكس الجميع، والجميع يعوي بتمثيل اصحاب المصلحة الحقيقية، ثم يعوي بالمطالب، ثم يعوي بالسرديات الطويلة المُملّة عن كيف أن الثورة ثورته حصراً وبحسب مقاييسه الخاصة تفصيلاً، هذا ويعوي لمرة أخيرة في نهاية الليل ليُؤكّد حقيقة كونه “الالفه Alpha” في حفلات العواء البشري الجارية. ويشحن الموبايل لعواء اليوم التالي، وينام.

الفرد السياسي والحزب السياسي ليس مادة للتغيير بصورة حصرية، وإنما هو، كذلك، وبالأحرى، فاعل للتغيير. هو من يُغيّر الأشياء بالفعل، هو من باستطاعته تجاوز صندوق التفكير لرؤية الصورة الأكثر شمولاً بدلاً عن الغوص في وحل الآني والمرحلي والمطلبي، وكل هذا الصياح بأن يفعلوا لي كذا الآن ويأتوا لي بذاك في صبيحة الغد وإلا لخرجت في موكب أو اعتصمت أو انتبذت من الجميع مكاناً قصيّاً. كيف نغادر هذه الذهنية؟! كيف يمكننا التحكّم في طريقة التفكير، وكيف نسلك سلوك “البنَّاء” في مجمل حراكنا الوطني.

ما أحوجنا لإعلان منفستو النمل السياسي، منفستو العمل الجماعي الدؤوب من أجل المصلحة العامة، ذلك هو المنشود من تغيير البرادايم السياسي على مستوىات الحكم، وقوى إعلان الحرية والتغيير، تجمع المهنيين، لجان المقاومة والفرد. فكرة البناء الجماعي والتقاط الحبوب من هنا وهناك في عملية يومية طويلة ومضنية وجماعية ملهمة، ومن ثم ادّخار كل ذلك في صومعة من حصاد الثورة لأجيالنا القادمة.

 

https://www.medameek.com/؟p=9351https://www.medameek.com/؟p=9351

هذه كتابة جادة ومسؤولة
ولا استثني نفسي
تشكر مشرف

حفيظ
حبابك عشرة يا صديقي

توافق الأسس الفكرية والبرامج السياسية الوطنية المختلفة وحتى المنطلقات الفردية مع الزمن السياسي لصناعة المرحلة السياسية وصناعة الاستقطاب المطلوب proactively (مقابل الدخول في الاستقطابات المعدة سلفا) وانزال مواد البناء الوطني للقاعدة الاجتماعية من اجل صناعة الحياة اللائقة (لقمة العيش وخبز الحرية) ووضع الأسس التوافقية لعمليات التحول الديمقراطي..

هي معادلات شديدة السهولة لو تغير البرادايم يا عزيزي لشخصية السوداني البناء.

مودتي وتقديري

سلام دكتور المشرف ،
أظنك تعني ال Political Emptiness
وصياغة الفرد السوداني ،
بعيداً عن ال wailing and shouting
والفقر المدقع ،
والخبز الجاف الجاف ،
أصبح كالتريا ،
لي عودة ،
للانشغال المبرح






عزالدين عباس الفحل
ابوظبي

عزالدين
كيفك الحال والاحوال

سنعبر يا عملات حمدوك

اعتقد الاشكالية في التربية والممارسة السياسية
شيخ القبيلة يظل هو الشيخ حتي موته
وشيخ القبيلة هو من يصدر القوانين ويحاكم ويمارس كامل السلطات التنفيذية والتشريعية
ذات الوظيفة نقلت للاحزاب بذات الشكل
الرأي رأي زعيم الحزب وحدة وهيئات الحزب ليست سوى ديكور
لذا في الادبيات لا نتكلم عن الحزب ومواقفه بل نتحدث فنقول الصادق والمرغني والدقير
فوتنا درسا مهما في تطورنا السياسي العمل الجماعي والمؤسسية والقوانين والانصياع له
حتي الان نقول حمدوك وليس الحكومة
والامر واضح
حمدوك اصدر قراراته منفردا بدلالة تصريحات قحت وبعض الاحزاب لم يشاورهم ولم يعلمو

تحياتي الحبيب المشرف .. مودتي
مقال في الصميم .. أصدقك القول لقد شعرت أنك تقصدني بالضبط
نفس الاحساس والشعور (الفارغ) بدون أي منتج أو مصلحة للوطن
خاصة شعار مثل ( حنبنيهو ) .. نحن نرفع هذا الضخم ونهاية التاريخ
نظافة أو كنس مائة متر من الشارع وبعد التصوير التلفزيوني وصراخ
كلنا نذهب الى متكأ آخر ..
( حنبنيهو ) عند ماو تسي تونغ وصلت لدرجة السخرة
( حنبيهو ) عند ماهتير محمد كان غرس أكثر مليون شجرة زيت النخيل
والامثلة كثيرة .. ما فائدة هذا الشعار بدون مشروع قومي .. نحن هكذا وأجزم أنا منهم
ممكن نلبس ( سترات حمراء .. هلال أحمر ) ونقوم بتوزيع المطهرات على بعض الافراد
وأنا نفس الوالي الذي يعتبر حضوره في امتحانات الاساس انجاز ومنتج يمكن تصديره وتوفير العملة الصعبة
ماذا لو ذهب ( حنبنيهو) الى حزام الصمغ وزرع مليون شجرة هشاب .. تخيل العائد
نحن هكذا ( حنبنيهو ) حتى الغربة عبارة عن ليالي تكريم القنصل والسفير وحضور وصرف وبذخ وشهادات تكريم ومنتج زيرو

تحياتي الحبيب مشرف .. معليش شوية انفعال ..
لكن مقالك جعلني أتحسس نفسي واستحضر كل ما يدور في خلدي

ياااا على
كيفك وكيف كيفك ..

احتج احد الأصدقاء على المقال بكونه يكرس السخرة في إشارة لرمزية النمل.
فقلت له ليتنا نسخر كل ما عندنا لبناء الوطن.

في اشكاليتين يا صديقي
طبيعة النظام السابق وطبيعتنا نحنا ..

كنت اقرأ في كتاب حول محددات الانتقال من الأنظمة الديكتاتورية, واكد الكاتب أن طبيعة النظام الديكتاتوري ومجموع الأفعال التي ارتكبها في سبيل ترسيخ قواعد حكمه ومدى ودرجة استيلاءه على كافة الدولة هي المحدد الرئيسي لنجاح المراحل الانتقالية .. ومن ثم يأتي دور جاهزية النخب والأحزاب السياسية والجماهير لانفاذ التغيير بطريقة براغماتية.

الكتاب يتحدث عن كردستان العراق الا أن التجارب الإنسانية متشاكلة ومتداخلة في نهاية المطاف

Quote: وصناعة الاستقطاب المطلوب proactively (مقابل الدخول في الاستقطابات المعدة سلفا)

كتابة رائعة تلهم القراء و تحترم عقولهم.
(الوطن أولاً أيها الوطنيين)

الحل:
البحث المضني في تجارب المجتمعات النملية
واليابان مثالا


تحياتي