الغابات في السودان لا بواكي لها، رغم انها استبيحت واصبحت قاعا صفصفا، في عامنا هذا في بلدنا

الانسان السوداني يفتقر لروح حماية المال العام
بل الامر يتعد ذلك فيعمل بقول المثل القائل:
لو دار ابوك اتشلعت شيل ليك منها مسواك

بكل اسف بذلت هيئة الغابات مجهودا ضخما لإعادة اعمار الغابات التي سحقت بعد سنوات الجفاف في ثمانيات القرن الماضي
وفي عهد الدكتور عبدالعظيم مرغني بوضفه مديرا عاما للغابات الاتحادية بذلت هيئة الغابات الاتحادية والولائة مجهودا مقدر في العقدين الماضيين لاعادة اعمار الغابات
فكان لها ما ارادت
وانا شاهد على ذلك في اواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي وفي جميع سفرياتي من الخرطوم حتى الجبلين جنوبا
كنا نرى جفافا مدقعا وندرة في الاشجار في المساحات الممتدة شرق وغرب شارع الخرطوم الابيض
ولكن بفضل جهود هيئة الغابات وسعيها لاستزراع كل المساحات المفقودة بدأت الحياة تدب حتى لا حظنا عودة الطيور المهاجرة لاراضيها القديمة
وقد لا حظت ان حياة اخرى تدب في طرفي الطريق
ولكن لغياب الدولة التام وتراخي هيئة الغابات في الرقابة التي كانت تفرضها في السابق
فقد تسابق بعض الناس لجز هذه الغابات وتحويلها لفحم وحطب للوقود
وعلى عينك يا تاجر

والاكثر اسفا ان اغلب المستبيحين لهذه الغابات هم من نحسبهم ونعدهم حماة للسودان وثرواته القومية
في عهد د عبدالعظيم مرغني كان لا يتجرأ اي انسان بقطع جزء من الشجرة دعك عنها كلها
اما الآن فالانسان حر طليق
يقطع كيف يشاء
ومتى يشاء
وبأي قدر يشاء
فلا رقيب ولا حسيب عليه
ورسالتي لوزير الزراعة الاتحادي والولائي ومدير الغابات بقول ابوسن:

الجفلن خلهن اقرع الواقفات

اوقفوا هذه المجاذر قبل أن يصبح السودان كله صحراء
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد

والدليل ان لا بواكي لها
لم يأت للعزاء احد من اعضاء المنبر

سلام الكنزى
فعلا قطع الاشجار دليل علي تخلف الدولة و عدم وعي المواطن بضرورة الغطاء النباتي الذى يساعد في تخفيص درجة الحرارة و امتصاص ثاني اكسيد الكربون مقابل ضخ الاكسجين للبيئة.
في الغرب هنا تحتاج لاستخراج رخصة لكى تقطع شجرة داخل حوش منزلك الشخصي و لابد ان يحضر المختص و يكتب تقرير يسمح فيه بقطع الشجرة لاسباب معينة. بعدها الكونتراكتر يقول ليك $3000 دولار. عجبك عجبك, ما عجبك علي كيفك.

حبيبنا الكنزي تحياتي
أتخيل أن الاهتمام بالبيئة بالنسبة الانسان العادي يكون ممارسة
بعد الشعور بالرفاهية في أكل العيش والسكن والصحة والتعليم ...إلخ
ولكن اليوم أولوية المعيشة هي التي تغطى على تفكير الانسان
أذكر عندنا في الشمال رغم المناخ الصحراوي الجاف كانت هناك بعض الغابات
من مناطق محدودة ( كدركة وبركة الملوك) كانت تدار بنظام من أيام الانجليز .. في منتصف السبعينات
عند بداية الانهيار الاقتصادي أيام نميري بدأ الناس في التحطيب وقطع الاشجار
لإرتفاع سعر الحطب والفحم .. إلى أن اختفت الغابات التي اصلاً كانت محدودة
فجاءت الكارثة نتيجة لذلك ( زحف الصحراوي ) غطت على قرى بأكملها
بعد عرف الناس فائدة الاشجار .. فكان الندم ..
==========================
كما أن الحكومات لدينا بكل أنواعها لا تعرف حشد الشعب للانتاج
مثال مهاتير محمد في ماليزيا أول ما بدأ كان بمشروع قومي ليوحد الناس
ويرفع قيمة الاقتصاد بتكلفة قليلة جداً فكان شعار ( مليون شجرة نخيل الزيت)
بعد سنوات قليلة قفزت ماليزيا كأكبر دولة لتصدير ( زيت النخيل )

كان المفروض عندنا بعد قيام الثورة واستثماراً لحماس الشباب ( مليون شجرة هشاب)
لأن مثل هذه المشاريع لا تحتاج الى عملة صعبة أو ضمانات أو شركات بالاضافة إلى انها
ترفع من قيمة الوطنية لدى الشباب .. بعد سنوات قليلة كنا نحصل على ضعف الانتاج من الصمغ

نحن دائما نتصرف بدون بعد نظر أو دراسة نعيش اللحظة التصفيق والهاتف
قريبنا نميري الله يرحمه رفع شعار ولكن لم يكن ذو جدوى ( مليون طوبة ) اذكر
حتى الفنانين كان يغنوا :
بايادي العمل
حققنا أمل
والرقم وصل مليون طوبة


ماذا لو كان مليون شجرة هشاب


تحياتي الحبيب الكنزي ..

قبل ايام كنت في زيارة لقريتي ودربيعة الانثى
كنت كثيرا ما ادخلها ليلا
واغار من ضوء القمر الذي ينساب على ضفايرها المنسدلة حتى الخصر
ودعت الوالدة
وقررت ان اذهب لطريق الاسفلت راجلا
اذهب بنفس الازقة التي دفنت فيها الكثير من ذكرياتي
وفي كل زقاق امر به
اجد هذه الذكريات وقد تخصبت بانفاس الناس
ونتج عن ذلك كيمياء حب متفردة
حينما وصلت الطريق العام ادهشتني غابة صغيرة خضراء فاقع لونها
غابة كأنها مسروقة من الجنة
قطعت الطريق لاقف في هذا المكان الانيق
مددت يدي للافرع القريبة
تناولت شيئا من القرض الطازج
قلت عله يكون علاجا ناجعا لكوفيد ١٩ فلما لا احتفظ به
هذا الشريط المتواضع من الخضرة والجمال
بإمكانه ان يتحول لاجمل منتزه في هذه المنطقة
وطلبت من اهلي في ذلك اليوم إن يحافظوا على هذه البقعة
لانها ليست غابة
بل مساحة من الدهشة !!!!!

الامير محجوب
شكرا لحضورك وانت تقول:

Quote: سلام الكنزى فعلا قطع الاشجار دليل علي تخلف الدولة و عدم وعي المواطن بضرورة الغطاء النباتي الذى يساعد في تخفيص درجة الحرارة و امتصاص ثاني اكسيد الكربون مقابل ضخ الاكسجين للبيئة. في الغرب هنا تحتاج لاستخراج رخصة لكى تقطع شجرة داخل حوش منزلك الشخصي و لابد ان يحضر المختص و يكتب تقرير يسمح فيه بقطع الشجرة لاسباب معينة. بعدها الكونتراكتر يقول ليك $3000 دولار. عجبك عجبك, ما عجبك علي كيفك.

ما دفعني للكتابة عن هذه الظاهرة السلبية لانسان السودان
هو انني وفي طريقي من قريتي الشوال حتى مدينة كوستي اجد ان الشارع قد كسته خضرة الاشجار من كلتا جانبيه خلال العقدين الاخرين
وكان لهيئة الغابات حضور وهيبة لكل من يريد ان يعبث أو يعتدي حتى على شجرة
فيجد المواطن نفسه امام عقوبات صارمة وغرامات مالية في حالة تعديه على الاشجار
ولكن الأن غابت هيبة سلطة الدولة وغابت بالتالي رقابة هيئة الغابات على الغابات
فصار الناس يعبثون بها في وضح النهار وكما اشرت وعلى رأس هؤلاء من نحسبهم حماة للقانون

الاخ على عبدالوهاب
ابو علوة حاجة حلوة
دائما لك حضور بيننا وذلك امر يسعد الانسان
ما زلنا في السودان لا نحمل اي توجه قومي يجتمع عليه الناس
وليتنا في يوم من الايام نقرر ان نزرع مليون شجرة هشاب
ليحصد احفادنا خيراتها
ولكن السؤال:
هل نرى ابعد من ارنب انوفنا؟

نعم الاخ ابو حراز
إن الخضرة ترقق القلب والنفس معا وانظر لمفرداتك في وصفها :

Quote: قبل ايام كنت في زيارة لقريتي ودربيعة الانثى كنت كثيرا ما ادخلها ليلا واغار من ضوء القمر الذي ينساب على ضفايرها المنسدلة حتى الخصر ودعت الوالدة وقررت ان اذهب لطريق الاسفلت راجلا اذهب بنفس الازقة التي دفنت فيها الكثير من ذكرياتي وفي كل زقاق امر به اجد هذه الذكريات وقد تخصبت بانفاس الناس ونتج عن ذلك كيمياء حب متفردة حينما وصلت الطريق العام ادهشتني غابة صغيرة خضراء فاقع لونها غابة كأنها مسروقة من الجنة قطعت الطريق لاقف في هذا المكان الانيق مددت يدي للافرع القريبة تناولت شيئا من القرض الطازج قلت عله يكون علاجا ناجعا لكوفيد ١٩ فلما لا احتفظ به هذا الشريط المتواضع من الخضرة والجمال بإمكانه ان يتحول لاجمل منتزه في هذه المنطقة وطلبت من اهلي في ذلك اليوم إن يحافظوا على هذه البقعة لانها ليست غابة بل مساحة من الدهشة !!!!!

ليتك حدثتنا عن قريتك ود ربيعة وموقعها الجغرافي ، فجهلنا عظيم لوطن كان ممتدا لمليون ميل مربع
الخضرة إن لم نرعاها ستزول وتنزوي ،
وبكل اسف ليس لنا لوبي ووعي جماهيري بقيمة الشجرة التي تعطي الظل والثمر والخضرة
لك ودي

حبيبنا الكنزي .. تحياتي
سبحان الله موضوع غريب جداً
الغابة التي ذكرتها ( كدركة وبركة الملوك ) ما تبقى منها
اليوم شب فيها حريق كبير وقضى على الشجر والنخيل
مصادفة غريبة جداً .. قضيت ساعات حزينة وأنا أشاهد
الحريق في تلفزيون دنقلا ( الشمالية ) اذا عندك قناة الشمالية
يمكن ان تشاهد نشرة الاخبار .. أو يمكن أن تقرأ في شريط الاخبار
شيء محزن جداً ... سبحان الله توافق غريب بين ما كنا نتحدث عنه
والحريق قبل ساعات بالمناسبة مسمى بركة الملوك نسبة لملوك ارقو
وهم أجداد ( حبيبنا مولانا محمد علي الملك زميلنا في المنبر )

المشكلة انا زول تربال ما بعرف التكنولوجيا وإلا كنت صورت من التلفزيون
منظر محزن جداً

تحياتي حبيبنا الكنزي ..

الاخ ابوعلوة
ما وقع في الشمالية من حرائق لاشجار النخيل
لو كان في بلد يقدر الاشجار المثمرة والغابات لاعتبر الامر كارثة قومية
ولاستحق اهلها التعويض المجزي حتى تزرع وتثمر الاشجار البدلية
ولكننا ما زلنا نعيش في بلد ما زال يحكم بقانون الغاب
وكما ذكرت اخي علي في قولك:

Quote: حبيبنا الكنزي .. تحياتي سبحان الله موضوع غريب جداً الغابة التي ذكرتها ( كدركة وبركة الملوك ) ما تبقى منها اليوم شب فيها حريق كبير وقضى على الشجر والنخيل مصادفة غريبة جداً .. قضيت ساعات حزينة وأنا أشاهد الحريق في تلفزيون دنقلا ( الشمالية ) اذا عندك قناة الشمالية يمكن ان تشاهد نشرة الاخبار .. أو يمكن أن تقرأ في شريط الاخبار شيء محزن جداً ... سبحان الله توافق غريب بين ما كنا نتحدث عنه والحريق قبل ساعات بالمناسبة مسمى بركة الملوك نسبة لملوك ارقو وهم أجداد ( حبيبنا مولانا محمد علي الملك زميلنا في المنبر )

في مثل هذا الموقف ما لنا إلا الدموع ، فمثل هذه الحوادث اخشى ان تكون بفعل فاعل ، فإن كان ذلك فتلك مصيبة عظمى

)وقديما كان بين الناس الحسد، ولا اريد ان اقول انه صفة تميزنا بها فاخرتنا عن الامم )

سلام عليكم
الخطر البيئى متمدد . ابدا من الحزام الاخضر فى الخرطوم واطلع للولايات والقطع الجائر لانتاج فحم واستخدام اخشاب استخدامات نسويه وديل من اكتر جونب الاستهلاك مقارنه باستخدامات تانيه للاخشاب
وتساؤل عن مصير منتج هام زى الصمغ مثلا فى ظل مايحدث
استغرب منح السلطات تصاديق لقطع الغابات لمنتجى الفحم او ناس الطلح والشاف .
المصيبه الاكبر قبل فتره حديث عن تصدير الفحم السودانى للخارج
اين سلطات الغابات ؟
اين السلطات المحليه ؟
وين شرطه حمايه الخياه البريه ؟ ودا من صميم دورهم مش الحيوانات بس لانو عدم وجود غابات معناها هجره حيوانات المنطقه ربما الى دوله مجاوره

لكا يكون فى وعى
ابتكارات بسيطه لتجاوز استخدام الفحم

اخ عاصم علي
اراك تطرح سؤالاً

Quote: اين سلطات الغابات ؟ اين السلطات المحليه ؟ وين شرطه حمايه الخياه البريه ؟ ودا من صميم دورهم مش الحيوانات بس لانو عدم وجود غابات معناها هجره حيوانات المنطقه ربما الى دوله مجاوره

كل الجهات التي اشرت إليها غائبة تماما
علما بأنني بذلت مجهودا بابلاغ مسئول رفيع بالغابات
وهو من القيادات التي اعادت ورعت خلال العقدين الماضيين الغابات في ولاية النيل الابيض
ولكن يبدو ان اليد الواحدة ما بتصفق

كنتُ احسبُ ان طرحي هذا سيجد اهتماما في المنبر
خاصة وانه يطرح قضية هامة اعطاها انسان السودان ظهره